اللعبة انتهت... «إلكترونيك آرتس» تنفصل عن «فيفا» بعد 3 عقود

شعار شركة «إلكترونيك آرتس» (رويترز)
شعار شركة «إلكترونيك آرتس» (رويترز)
TT

اللعبة انتهت... «إلكترونيك آرتس» تنفصل عن «فيفا» بعد 3 عقود

شعار شركة «إلكترونيك آرتس» (رويترز)
شعار شركة «إلكترونيك آرتس» (رويترز)

تنفصل شركة «إلكترونيك آرتس» عن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بعد شراكة دامت لنحو ثلاثة عقود مما يوقف واحداً من أنجح امتيازات ألعاب الفيديو في العالم والذي جنى مبيعات بمليارات الدولارات.
وذكرت مصادر مطلعة لـ«رويترز» أمس (الثلاثاء)، أن «إلكترونيك آرتس» قدمت «عرضاً مهماً» لـ«فيفا» من أجل حيازة الحقوق الحصرية لألعابه ورياضاته الإلكترونية لثماني سنوات، لكن الهيئة الحاكمة لكرة القدم في العالم لم تكن مستعدة لمنح جميع حقوق الألعاب وكرة القدم لناشر واحد فقط.
قال «فيفا» إنه سيطلق ألعاب فيديو كرة قدم جديدة طوّرتها استوديوهات وناشرون آخرون، لكنه أضاف أنه منح تمديداً جديداً قصير المدى لشركة «إلكترونيك آرتس سبورتس» لإطلاق «فيفا 23» في وقت لاحق من هذا العام.
https://twitter.com/EASPORTSFIFA/status/1524054021186768896?s=20&t=S_3u0qJ1a0NbLQM4_rCdbA
كانت «إلكترونيك آرتس» قد أشارت قبل أشهر إلى أن العلاقة على وشك نهايتها. ومن المقرر أن ينتهي عقد الشركة الحالي بعد نهائيات كأس العالم في قطر، حيث يسعى «فيفا» إلى زيادة الإيرادات وتضغط «إلكترونيك آرتس» لتوسيع علامة «فيفا» التجارية لتشمل مجالات جديدة مثل الرموز غير القابلة للاستبدال وملخصات الألعاب الحقيقية وأبرز أحداثها.
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن «فيفا» يسعى على الأقل لمضاعفة مبلغ المائة وخمسين مليون دولار الذي يتلقاه سنوياً من «إلكترونيك آرتس»، أكبر شريك تجاري له، مضيفةً أن هناك توقعات مختلفة لما يجب تضمينه في اتفاقية جديدة.
ومع ذلك، فقد توافق الكيانان على الحفاظ على الشراكة حتى كأس العالم للسيدات الصيف المقبل.
وقالت «إلكترونيك آرتس» إنها تخطط لإطلاق نسخة جديدة من اللعبة في عام 2023 والتي سيكون لديها أكثر من 300 شريك ترخيص، منها الدوري الإنجليزي الممتاز والدوري الإسباني والاتحاد الأوروبي لكرة القدم.
وذكرت «نيويورك تايمز» أن صفقات الترخيص ستساعد «إلكترونيك آرتس» في الاحتفاظ بمعظم الأندية والنجوم الشهيرة في العالم مع فرقهم ودورياتهم، على الرغم من أن كأس العالم والأحداث الأخرى التي يسيطر عليها «فيفا» لن يتم تضمينها بعد الآن.


مقالات ذات صلة

رياضة سعودية أحمد عرفة نائب الرئيس التنفيذي لقطاع التسويق والتواصل في الهيئة العامة للترفيه يفتتح «تويستد لابس» (موسم الرياض)

«موسم الرياض»: افتتاح الوجهة الترفيهية الجديدة «تويستد لابس»

افتتح أحمد عرفة، نائب الرئيس التنفيذي لقطاع التسويق والتواصل في الهيئة العامة للترفيه، الثلاثاء، الوجهة الترفيهية الجديدة «تويستد لابس».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تكنولوجيا تقدم لعبة «أفاود» متعة كبيرة لجميع فئات اللاعبين

تجربة خيال ممتعة وقصة غنية في لعبة «أفاود» لتقمص الأدوار

طرحت شركة «أوبسيديان إنترتينمنت» Obsidian Entertainment (الشركة نفسها المطورة لسلاسل ألعاب «بيلارز أوف إتيرنتي» Pillars of Eternity و«ذي أوتر وورلدز» The Outer…

رياضة عالمية سيحظى المشاركون الذين يجري اختيارهم بفرصة مميزة لإبراز مواهبهم ومهاراتهم (كأس العالم للرياضات الإلكترونية)

مبادرة مجتمعية للمشاركة في كأس العالم للرياضات الإلكترونية

أعلنت مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، الاثنين، إطلاق «نجوم كأس العالم للرياضات الإلكترونية» وهي مبادرة مجتمعية رائدة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة عالمية ولي العهد خلال استقباله توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية (واس)

ولي العهد السعودي يستقبل رئيس اللجنة الأولمبية الدولية

استقبل الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، في مكتبه بقصر اليمامة في الرياض، اليوم (الأحد)، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.