الإرياني: الحوثيون يفاقمون معاناة اليمنيين بافتعال أزمة جديدة للمشتقات النفطية

أكد أنها تفرغ الهدنة الأممية من مضمونها... وطالب المجتمع الدولي بإدانة ممارسات الميليشيات

10 سفن أفرغت حمولتها من المشتقات النفطية في ميناء الحديدة خلال 38 يوماً - أرشيفية (أ.ف.ب)
10 سفن أفرغت حمولتها من المشتقات النفطية في ميناء الحديدة خلال 38 يوماً - أرشيفية (أ.ف.ب)
TT

الإرياني: الحوثيون يفاقمون معاناة اليمنيين بافتعال أزمة جديدة للمشتقات النفطية

10 سفن أفرغت حمولتها من المشتقات النفطية في ميناء الحديدة خلال 38 يوماً - أرشيفية (أ.ف.ب)
10 سفن أفرغت حمولتها من المشتقات النفطية في ميناء الحديدة خلال 38 يوماً - أرشيفية (أ.ف.ب)

أكد وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، اليوم (الثلاثاء)، أن ميليشيا الحوثي تفتعل أزمة جديدة للمشتقات النفطية تفاقم بها المعاناة الإنسانية للمواطنين، وتفرغ الهدنة الأممية من مضمونها.
وقال الإرياني في سلسلة تغريدات على «تويتر»، إن قيام ميليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران بافتعال أزمة جديدة للمشتقات النفطية في العاصمة المختطفة صنعاء ومناطق سيطرتها، والتلاعب بأسعارها، رغم استمرار وصول سفن المشتقات النفطية بانتظام إلى ميناء الحديدة بواقع سفينتين أسبوعياً، استمرار لنهجها في المتاجرة بمعاناة اليمنيين وسبل عيشهم.
وأضاف، أن 10 سفن محملة بـ268.911 طناً مترياً من المشتقات النفطية أفرغت حمولتها في ميناء الحديدة خلال الفترة من تاريخ 1 أبريل (نيسان) وحتى 8 مايو (أيار)، بالإضافة إلى سفينتين محملتين بـ60 ألف طن متري من الديزل تم منح التصاريح لها، مشيراً إلى أنها كميات تفوق الاحتياج الفعلي لمناطق سيطرة ميليشيا الحوثي 3 أشهر.
وطالب الإرياني، المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الأممي والأميركي بإدانة ممارسات ميليشيا الحوثي التي تفاقم المعاناة الإنسانية لملايين اليمنيين، وتفرغ الهدنة الأممية من مضمونها، والضغط لتدفق المشتقات النفطية بصورة طبيعية بمناطق سيطرتها، وتوجيه عائداتها لصرف مرتبات موظفي الدولة.


مقالات ذات صلة

دعوة مصرية جديدة للتهدئة في البحر الأحمر

العالم العربي حاويات شحن تمر عبر قناة السويس (رويترز)

دعوة مصرية جديدة للتهدئة في البحر الأحمر

دعوة مصرية جديدة ومطالب بدعم دولي نحو تهدئة بالبحر الأحمر مع استمرار تنفيذ اتفاق الهدنة بقطاع غزة، تأتي في ظل خسائر قناة السويس، من هجمات «الحوثيين».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي أكدت الدول المشاركة في الاجتماع دعم أولويات الحكومة اليمنية سياسياً واقتصادياً (سبأ)

نيويورك: دعم إقليمي ودولي لأولويات الحكومة اليمنية سياسياً واقتصادياً

أكد شركاء اليمن الإقليميين والدوليين التزامهم بتقديم الدعم السياسي والمالي والفني لتحقيق رؤية الحكومة وأولوياتها.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
خاص رئيس الوزراء اليمني أحمد عوض بن مبارك خلال لقاء سابق مع السفيرة البريطانية لدى اليمن (سبأ)

خاص بن مبارك: الالتزامات الدولية تجاه اليمن تشمل المجالات الأمنية والدفاعية

قال رئيس الوزراء اليمني إن الالتزامات الدولية تجاه اليمن لن تقتصر على الجوانب السياسية والاقتصادية، بل ستشمل أيضاً المجالات الأمنية والدفاعية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي صورة وزعها الحوثيون لاستهداف سفينة في البحر الأحمر بزورق مسيّر مفخخ (أ.ف.ب)

الحوثيون سيستهدفون «السفن المرتبطة بإسرائيل فقط» بعد وقف النار في غزة

أعلن الحوثيون في اليمن إلى أنهم سيقتصرون على استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل فقط في البحر الأحمر، وذلك في الوقت الذي بدأ فيه سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي لقاء سابق بين رئيس الوزراء اليمني والسفيرة البريطانية لدى اليمن (سبأ)

«اجتماع نيويورك»... نحو شراكة استراتيجية بين اليمن والمجتمع الدولي

تأمل الحكومة اليمنية تأسيس شراكة حقيقية مع المجتمع الدولي، وحشد الدعم السياسي والاقتصادي لخططها الإصلاحية، وجوانب الدعم الدولية المطلوبة لإسناد الحكومة.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

مصر: مشاجرة «مدرسة التجمع» تسلط الضوء على «مشكلات» التعليم الخاص

وزير التربية والتعليم محمد عبد اللطيف يزور مدرسة «كابيتال» محل واقعة المشاجرة (وزارة التربية والتعليم)
وزير التربية والتعليم محمد عبد اللطيف يزور مدرسة «كابيتال» محل واقعة المشاجرة (وزارة التربية والتعليم)
TT

مصر: مشاجرة «مدرسة التجمع» تسلط الضوء على «مشكلات» التعليم الخاص

وزير التربية والتعليم محمد عبد اللطيف يزور مدرسة «كابيتال» محل واقعة المشاجرة (وزارة التربية والتعليم)
وزير التربية والتعليم محمد عبد اللطيف يزور مدرسة «كابيتال» محل واقعة المشاجرة (وزارة التربية والتعليم)

على العكس من الانتقادات المتتالية للتعليم المصري العام المثقل بالأعباء ومحدودية الموارد، سلطت مشاجرة «مدرسة التجمع» الخاصة الضوء على «مشكلات» قيمية وإدارية تعانيها المدارس الدولية والخاصة، ذات المصاريف المرتفعة.

الواقعة التي حازت اهتماماً إعلامياً و«سوشيالياً» على مدار الأيام الماضية، تعود إلى يوم الخميس الماضي، عقب نشر مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر تعرض طالبة للضرب على أيدي ثلاث طالبات أخريات في إحدى مدارس حي «التجمع الخامس» الراقي (شرق القاهرة)، ما شكل «صدمة» مجتمعية، لا سيما أن المدرسة دولية ويقصدها أبناء «المتوسطة - العليا».

ومع احتدام جدل «سوشيالي» بشأن الواقعة، تدخلت وزارة التربية والتعليم، وقررت، الأحد، فصل الطالبات الثلاث فصلاً نهائياً من المدرسة، ومعاقبة من شاركوا سلبياً في الواقعة، ممن قاموا بالتصوير، بالفصل أسبوعين، كما قررت وضع المدرسة قيد الإشراف المالي والإداري للوزارة.

لم يحسم تدخل الوزارة الجدل، الذي تزايد عقب تداول منشور على مواقع التواصل الاجتماعي منسوب لوكيلة المدرسة محل الواقعة، تضمن انتقادات لقرار الوزارة، واتهامات للوزير نفسه، تسببت في موجة من النقد الإعلامي و«السوشيالي» لوكيلة المدرسة بداعي «تقصيرها في دودها التربوي»، وذلك قبل أن تنفي وكيلة المدرسة، نرمين محمد، المنشور المنسوب إليها، مؤكدة عزمها على اتخاذ الإجراءات القانونية ضد من «استخدم صورتها واسمها بشكل غير قانوني على مواقع التواصل الاجتماعي».

فتحت الواقعة نقاشاً واسعاً بشأن «مشكلات» المدارس الدولية والخاصة، وتساءلت المحامية الدكتورة نهاد أبو القمصان في فيديو عبر حسابها على «فيسبوك» عن «دور الأمن وإدارة المدرسة». وقالت: «يبدو أنه لا يوجد إدارة أو أمن»، مضيفة أن «ما حدث هو نتاج طبيعي لمجتمع يعزز ثقافة العنف ويتسامح مع الضرب»، وأن «العنف والضرب ليسا حكراً على الطبقات الدنيا من المجتمع بل موجودان أيضاً في الطبقات العليا».

وأبدى العميد الأسبق لكليتي التربية ورياض الأطفال في جامعة القاهرة، الدكتور مصطفى النشار، اعتراضاً على تعدد أنواع وأشكال التعليم في مصر بين حكومي وأزهري، وخاص ودولي. وقال: «يجب توحيد التعليم ليكون تحت ولاية الوزارة وإشرافها»، مؤكداً أن «تطوير التعليم يجب أن يسير على محورين؛ الاهتمام بالمعلم، وتحسين المناهج لتقوم على إعمال العقل والفكر».

وأرجع النشار، واقعة مدرسة التجمع إلى «عدم الاهتمام بتربية العقل إلى جانب التعليم». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لا بد من الاهتمام بتدريس الفلسفة واحترام الآخر وقيم وآداب الحوار في المدارس».

بدوره، أكد أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة «مصر - اليابان» الدكتور سعيد صادق، أن «المدرسة انعكاس للمجتمع»، موضحاً في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن «المجتمع منقسم طبقياً واقتصادياً ومن الطبيعي أن ينعكس هذا على أنواع التعليم».

وقال إن «الواقعة الأخيرة أحدثت صدمة مجتمعية لأن كثيرين كانوا يعتقدون أن ثقافة العنف مرتبطة بالطبقات الدنيا».

وأشار صادق إلى أن «الواقعة سلطت الضوء على مشاكل التعليم الخاص والدولي وأبرزها الاهتمام بالحصول على العائد المادي دون التركيز على التربية والتقويم السلوكي للطلبة، لدرجة وصلت إلى حد محاباة الطلاب حتى عند الخطأ بداعي الحفاظ على مستقبلهم».

وقال: «كثير من هذه المدارس يفتقد آليات المحاسبة ولديه قدر من الميوعة الإدارية في التعامل مع الطالب الذي يعد مصدر دخل للمدرسة».

في المقابل، لا ترى عضو لجنة التعليم في مجلس النواب المصري (البرلمان)، أمل عصفور، أزمة في تنوع المدارس وأنواع التعليم في مصر، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «إن التنوع جيد ويتيح لكل أسرة اختيار ما يناسبها»، لكنها في الوقت نفسه ترى «ضرورة تفعيل الدور الرقابي للوزارة على المدارس الدولية والخاصة».

وأشارت عصفور إلى عزمها على تقديم طلب إحاطة في البرلمان بشأن الواقعة، موضحة أن «المدارس الدولية لديها لوائح انضباط وسلوك كما أنها تخضع لرقابة قوية من الوزارة». وقالت: «لا بد من تفعيل الدور الرقابي مع الاهتمام بأن يكون هناك رصد وتوجيه سلوكي للطلاب وتدريب على احترام الآخر».

وبالفعل، تقدّم النائب كريم السادات بطلب إحاطة إلى المستشار حنفي جبالي رئيس مجلس النواب المصري، موجهاً إلى وزير التربية والتعليم محمد عبد اللطيف، طلباً بشأن «ضرورة إدراج مادة توعية أخلاقية ضمن المناهج الدراسية، بهدف تعزيز القيم الأخلاقية والسلوكيات الإيجابية لدى الطلاب». وأشار إلى أن «واقعة مدرسة التجمع الأخيرة، تعكس خطورة غياب القيم والوعي الأخلاقي بين الطلاب».

من جانبه، أكد المتحدث الإعلامي باسم وزارة التربية والتعليم المصرية شادي زلطة أن «جميع المدارس الدولية والخاصة في مصر تخضع لإشراف الوزارة، ولا تعمل إلا بعد حصولها على ترخيص منها بعد مراجعة المناهج والشروط الأخرى المتعلقة بالمبنى ومساحته وغيرها من الأمور».

وبشأن ما إذا كان من الممكن إدراج مواد للتوعية الأخلاقية في المدارس الدولية والخاصة، قال زلطة لـ«الشرق الأوسط» إن «الوزارة يمكن أن توصي بذلك في إطار الهدف الأسمى للتعليم وهو الحفاظ على التربية وترسيخ القيم الأخلاقية قبل التعليم لكن الأمر في النهاية يدخل في سياق الأنشطة التي تقررها هذه المدارس».

وأضاف زلطة أن «الوزارة لا تتدخل في طريقة إدارة تلك المدارس أو نوعية الأنشطة التي تقدم للطلاب، لكنها تحقق في أي شكاوى تصل إليها وتتخذ الإجراءات القانونية بشأنها كما حدث في واقعة مدرسة التجمع».