مجلس أمن إقليم كردستان يعلن اعتقال مجموعة خططت لعمليات إرهابية

مؤلفة من 6 أشخاص من سكان مدينة أربيل

جانب من المتفجرات التي ضبطت مع المجوعة
جانب من المتفجرات التي ضبطت مع المجوعة
TT

مجلس أمن إقليم كردستان يعلن اعتقال مجموعة خططت لعمليات إرهابية

جانب من المتفجرات التي ضبطت مع المجوعة
جانب من المتفجرات التي ضبطت مع المجوعة

أعلن مجلس أمن إقليم كردستان، أمس، إلقاء القبض على «مجموعة إرهابية مكونة من ستة عناصر تابعة لتنظيم داعش في مدينة أربيل»، مضيفا أن المجموعة كانت تستعد لتنفيذ عدة عمليات في مواقع مدنية في أربيل من أجل زعزعة الوضع الأمني في الإقليم.
وقال المجلس، الذي يترأسه مسرور بارزاني النجل الأكبر لرئيس الإقليم مسعود بارزاني، في بيان إنه «في إطار العمليات الاستخباراتية التي ينفذها مجلس أمن الإقليم، تمكنت قواتنا ومن خلال عملية استباقية من إلقاء القبض على مجموعة من إرهابيي (داعش) وإفشال جميع مخططاتهم».
وكشف المجلس أن «المجموعة مكونة من 6 أشخاص، وجميعهم من سكان مدينة أربيل، واعترفوا جميعا بأنهم تلقوا دروسا في الفكر المتعصب من قبل أشخاص متشددين داخل عدد من المساجد في مدينة أربيل، ومن ثم اتصلوا بتنظيم داعش الذي طالبهم بتنفيذ عمليات إرهابية داخل أربيل، وبهذا الصدد أعدوا (18) عبوة ناسفة، وحددوا مواقع مدنية داخل المدينة لتنفيذ عملياتهم بهدف زعزعة الأمن في إقليم كردستان».
وأكد المجلس أن قوات الأمن الكردية (الآسايش) استولت أثناء اعتقال هؤلاء على 18 عبوة ناسفة كانت بحوزتهم، بالإضافة إلى مستلزمات صناعة العبوات ومواد متفجرة أخرى.
ونشر المجلس اعترافات الستة الذين أكدوا أنهم انضموا إلى تنظيم داعش من خلال عدد من مساجد المدينة، بعد تلقيهم لمحاضرات في الفكر المتشدد.
وقال محمد جنكي عثمان قادر، قائد المجموعة، خلال اعترافه: «تعرفت من خلال المسجد القريب من بيتنا على 5 شبان آخرين، وهم هلمت عبد الله، وكارمند عبد الله، وآكرين عبد الله، ومحمد أمين عبد الله، وهاوري مظفر، وشكلنا فيما بيننا مجموعة، ثم اتصل بنا صديقي رشوان شورش الذي التحق بتنظيم داعش في سوريا في وقت سابق، وعرفني رشوان فيما بعد عن طريق الإنترنت على أحد عناصر (داعش)، ويدعى خطاب الكردي، ومن ثم عرفني خطاب بشخص آخر يدعى حاجي، واستمرت علاقتنا به إلى أن طلب منا مبايعة أبو بكر البغدادي، فبايعنا البغدادي أنا وأصدقائي الخمسة عن طريق شخص يدعى أبو براء، ثم طلب التنظيم منا تنفيذ عمليات في مدينة أربيل، ولهذا بدأنا بتوفير المواد الخاصة بصناعة العبوات وتمكنا من إعدادها بالكامل، والتدريب على كيفية تفجيرها، وبعدها حددنا موقعا في مدينة أربيل لتنفيذ العملية».
بدوره، قال مريوان نقشبندي، مسؤول العلاقات وتعزيز التعايش الديني بوزارة الأوقاف في حكومة إقليم كردستان، لـ«الشرق الأوسط»: «إن هذه الاعترافات كانت مفاجئة بالنسبة لنا، لذا فهي ستدفع وزارة الأوقاف في الإقليم إلى اتخاذ إجراءات أخرى، فالمساجد لم تكن مراقبة من قبل لأن من الصعب السيطرة على أكثر من 5200 مسجد في الإقليم»، مشيرا إلى أن «الوزارة ستبحث عن بدائل لمراقبة المساجد والاطمئنان على سلامة العبادة فيها لعدم تكرار هذه الحالات، وهذه الإجراءات قد تتخذ من خلال التنسيق مع المؤسسات الأمنية أو مع وزارة التربية ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية».
في غضون ذلك، قتل العشرات من مسلحي تنظيم داعش في معارك اندلعت بين صفوف مسلحيه الأجانب والعراقيين في الموصل.
وقال سعيد مموزيني، مسؤول إعلام الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني، لـ«الشرق الأوسط» إن 30 مسلحا قتلوا، الليلة قبل الماضية، في معارك بين مسلحي التنظيم الشيشانيين والعرب العراقيين في مناطق حي عدن والتحرير والكرامة (شرق الموصل)، فيما اعتقل التنظيم مائة من مسلحيه الذين شاركوا في تلك المعارك، مبينا أن المعارك اندلعت إثر خلافات بين المسلحين حول المناصب داخل التنظيم وتوزيع الأموال فيما بينهم.
وتابع مموزيني أن طيران التحالف الدولي قصف أمس مواقع تنظيم داعش المحاذية لمحور خازر (شرق الموصل)، وأسفر القصف عن مقتل 18 مسلحا وتدمير ثلاث عجلات مدرعة، موضحا أن الغارات الجوية أحبطت مخطط «داعش» للهجوم على محور خازر.
وكشف أيضا أن التنظيم بدأ ببيع الأراضي في المناطق التي يسيطر عليها في سهل نينوى لمسلحيه العراقيين من أهالي صلاح الدين والأنبار والموصل.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.