مع اقتراب «يوم النصر»... ما الذي قد يفاجئ به بوتين العالم؟

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
TT

مع اقتراب «يوم النصر»... ما الذي قد يفاجئ به بوتين العالم؟

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

شهدت احتفالات «يوم النصر» في روسيا تحولاً متطوراً في عهد الرئيس فلاديمير بوتين، فعلى نحو متزايد، تمت عسكرة تلك العطلة مع عرض المزيد من المعدات العسكرية المتقدمة، وجعل بوتين ومصممو الرقصات ذكرى الحرب ضد النازية خلال الحرب العالمية الثانية «سلاحاً»، بحسب مجلة «بوليتيكو» الأميركية.
وذكرت المجلة أن «بوتين اشتكى باستمرار من فشل المؤرخين والقادة الغربيين في الاعتراف بالأهمية العظمى لدور الاتحاد السوفياتي في هزيمة ألمانيا النازية، وهو دليل على هدفهم الأساسي في إضعاف روسيا».
وأضافت أن الرئيس الروسي «استخدم التضحية الهائلة في زمن الحرب كنقطة مرجعية ثقافية لإلقاء اللوم على الغرب في عدم الاحترام».
وتساءلت «بوليتيكو»: إذن، ما الذي سيخرجه بوتين من قبعته يوم الاثنين، بينما تحتفل روسيا بانتصارها على النازيين بينما كانت عالقة في وسط صراع يدعي الكرملين بـ«شكل سخيف» أنه يخوضه لـ«نزع النازية عن أوكرانيا»؟
وتابعت: «هل سيعلن الحرب رسمياً، متخلياً عن التظاهر بأن روسيا منخرطة للتو في (مهمة عسكرية خاصة) عبر الحدود؟ أم أن هذا قد يؤدي إلى حدوث تحول حاد في السرد، ما يشير إلى عامة الروس بأن الغزو قد انحرف بشكل خطير؟ هل يمكنه استغلال هذه المناسبة للإعلان عن تعبئة واسعة النطاق أو استدعاء جنود الاحتياط لتجديد القوات المستنزفة خلال الغزو؟ وكيف سيكون ذلك مع أمهات الجنود الروس، اللائي كن شوكة حادة في جانب السلطات من قبل وطالبوا بالفعل بإحصاءات شفافة عن عدد الضحايا من الكرملين المتردد؟».
وقالت إن المسؤولين الغربيين يقدرون أن عدد القتلى في روسيا قد يصل بالفعل إلى ما بين 20000 - 5000 قتيل وهو عدد أكثر مما خسرته القوات الروسية في أفغانستان على مدى 10 سنوات.
ويُقصد بـ«يوم النصر» أن يكون مناسبة وطنية لإظهار الثقة والقوة، للتأكيد على أهمية روسيا كقوة عالمية، وليس يوماً للاعتراف بالنكسات لكن بالنسبة لبوتين، يبدو أن هناك القليل من الخيارات الجيدة.
وشيء واحد يمكن أن يفعله هو استغلال المناسبة للتباهي بـ«الانتصارات» الصغيرة في ماريوبول وخيرسون بأوكرانيا.
http://https://twitter.com/aawsat_News/status/1504421035331837952?t=QZQozrPwXjSKHUIaTRYaWg&s=09
وقد يكون ذلك كافياً، بفضل سيطرة دعاية الكرملين على البلاد، والتي عادت جزئياً إلى عهد ستالين البائس، مع قمع شرس للمعارضة وإغلاق قسري للمصادر القليلة المتبقية من الأخبار المستقلة والتعليقات.
وكثيراً ما يشتكي الأوكرانيون الآن من أنهم يجدون أنه من المستحيل إقناع الأقارب في روسيا بالفظائع التي تُرتكب هناك بسبب الدعاية الحكومية.
ويحصل معظم الروس على أخبارهم من القنوات التلفزيونية التي تسيطر عليها الدولة، وإذا قال التلفزيون إن الجيش ينجح، فلماذا لا نصدق المزاعم؟ المصاعب الاقتصادية المضافة هي فقط الثمن الذي يجب دفعه لحماية روسيا من الأعداء، بعد كل شيء. ولم تؤثر العقوبات الغربية حتى الآن على حياة معظم الروس فيما يتجاوز حياة الأثرياء في موسكو وسانت بطرسبرغ.
ولكن بالنظر إلى هوس بوتين بالذكرى السنوية لـ«يوم النصر»، فإن معظم المراقبين المخضرمين يشتبهون في أن الزعيم الروسي سيرغب في الاحتفال يوم الاثنين بلمسة أكبر.
وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس إن بوتين قد يستخدم اليوم ليعلن: «نحن الآن في حرب مع النازيين في العالم ونحتاج إلى تعبئة جماهيرية للشعب الروسي».
وأضاف والاس في مقابلة إذاعية في لندن أن بوتين «كان يمهد الطريق لهذا ليقول انظر، هذه الآن حرب ضد النازيين، وما أحتاجه هو المزيد من الناس».
وأشار رؤساء المخابرات والأمن الأوكرانيون أيضاً إلى أن الكرملين ربما يستعد لتعبئة أوسع، وهو ما نفاه الكرملين.
وفي كييف رجحت مؤسسة فكرية أن السلطات الروسية قد تستعرض حتى الأوكرانيين المأسورين - حيث يقلد بوتين جوزيف ستالين، الذي أغضب أدولف هتلر في يوليو (تموز) 1944 من خلال استعراض نحو 57 ألف أسير حرب ألماني عبر العاصمة الروسية.
ويجد الدبلوماسيون الغربيون أن هذا السيناريو «غير مرجح»، ويصفونه بأنه «مروع للغاية واستفزازي بلا داعٍ»، رغم أن الحذر والحصافة لم تتم ملاحظتهما في الكرملين مؤخراً.
وهذا الأسبوع، أهان سيرغي لافروف، وزير خارجية روسي الذي خدم لفترة طويلة، إسرائيل، التي كانت تحاول الحفاظ على علاقات ودية مع موسكو، من خلال الادعاء بأن هتلر كان له «دم يهودي».
ولكن كانت هناك تلميحات من التلفزيون الروسي الحكومي تشير إلى أن شيئاً كبيراً قد يأتي، حيث أصبح مقدمو البرامج النجوم، بشكل مثير للقلق، أكثر عدوانية تجاه حلف شمال الأطلسي، ما أدى بشكل متزايد إلى تأطير الصدام في أوكرانيا من حيث التنافس بين روسيا والتحالف الغربي.
وفي الأيام الأخيرة، اشتمل الخطاب المتشدد على عدم مبالاة مرعبة فيما يتعلق بمخاطر تبادل نووي، حيث أعلنت مارجريتا سيمونيان، رئيسة وسائل الإعلام التي يديرها الكرملين، في برنامج الأسبوع الماضي أنها ستكون مستعدة لقبول قيام بوتين بإطلاق العنان لحرب نووية مع الناتو.
وقالت: «النتيجة المذهلة، أن كل هذا سينتهي بضربة نووية، يبدو لي أكثر احتمالية»، وأضافت: «سوف نذهب إلى الجنة وسوف ينعقون ببساطة»، وتدخل مقدم البرنامج، مستشهداً بتعليق لبوتين قديم، وتابعت: «سنموت جميعاً في وقت ما على أي حال».
وذكرت مذيعة أخرى، أولغا سكابييفا، التي تقدم عرض «60 دقيقة» بقناة روسيا 1: «الله معنا. والشيطان مع أوكرانيا». وقالت عن الحرب النووية: «سنبدأ من الصفر».
وبحسب المجلة، «قد يكون تركيز التلفزيون الحكومي الروسي على احتمالية نشوب حرب عالمية شاملة مجرد تخويف، وقد صمم لمنح الغرب «مادة للتفكير»، كما علق بوتين عند مراقبة إطلاق أحدث صاروخ باليستي فائق التطور روسي ولكن مع إخبار الروس ساعة بساعة، يوماً بعد يوم، بأنهم يواجهون تهديداً وجودياً، يمكن للكرملين أخيراً أن ينظم شيئاً يتناسب مع ما تقوله أبواق بوتين».
ولفتت إلى تزامن تصعيد الخطاب المناهض لحلف الناتو بالفعل مع تصعيد الضربات الصاروخية على مستودعات الأسلحة وطرق الأسلحة المزودة من الغرب داخل أوكرانيا محاولة لاعتراض المعدات الغربية التي تحدث فرقاً كبيراً في ساحة المعركة وتعطيلها. الجيش الروسي.
وقالت: «سيكون إعلان الحرب الجريء مقامرة محلية بالنسبة لبوتين، حيث يربط مصيره السياسي بشكل أوثق بالنتيجة في أوكرانيا، وقد خاطر بالفعل في سعيه لتحقيق هدفه للتعويض عن الإهانة، كما يراها، لانهيار الاتحاد السوفياتي. ومع ذلك، هناك مؤشرات على أنه يتعرض لضغوط متزايدة من بعض الأشخاص المحيطين به ضغوط من أجل المضي قدماً».



لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
TT

لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)

اتفقت المملكة المتحدة وإيطاليا واليابان، اليوم الجمعة، على إنشاء شركة مشتركة لبناء طائرتها المقاتِلة الأسرع من الصوت، والمتوقع أن تجهز في عام 2035، في إطار برنامج يحمل اسم القتال الجوي العالمي «GCAP».

وأعلنت الشركات المصنّعة الثلاث المسؤولة عن تطوير الطائرة المقاتِلة، الجمعة، في بيان، أنها وقّعت على اتفاقية إنشاء الشركة التي تملك كلٌّ منها ثُلثها. والشركات هي: «بي إيه إي سيستمز (BAE Systems)» البريطانية، و«ليوناردو (Leonardo)» الإيطالية، و«جايك (JAIEC)» اليابانية، التي أنشأتها، على وجه الخصوص، شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة.

وأنشئت الشركة المشتركة، التي ستبدأ أنشطتها منتصف عام 2025، في إطار برنامج القتال الجوي العالمي الذي أُعلن في عام 2022 بالشراكة بين لندن وروما وطوكيو. وستحلّ الطائرة الضخمة ذات الذيل المزدوج على شكل حرف V محل طائرات «إف-2» (F-2) اليابانية ومقاتِلات يوروفايتر الإيطالية والبريطانية. ومن المتوقع أن يمتد عمرها الافتراضي إلى ما بعد عام 2070، وفقاً للبيان.

وفي حال احترام الجدول الزمني، الذي وضعه القائمون على المشروع، فإنها ستدخل الخدمة قبل خمس سنوات على الأقل من الطائرة التي يبنيها مشروع نظام القتال الجوي المستقبلي «SCAF» الذي تُنفذه فرنسا وألمانيا وإسبانيا.