أوكرانيا «حاضرة» في استعدادات «حميميم» لاحتفالات روسيا بـ«عيد النصر»

موالون للنظام السوري يحيون {عيد النصر} الروسي في حلب أول من أمس (أ.ف.ب)
موالون للنظام السوري يحيون {عيد النصر} الروسي في حلب أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

أوكرانيا «حاضرة» في استعدادات «حميميم» لاحتفالات روسيا بـ«عيد النصر»

موالون للنظام السوري يحيون {عيد النصر} الروسي في حلب أول من أمس (أ.ف.ب)
موالون للنظام السوري يحيون {عيد النصر} الروسي في حلب أول من أمس (أ.ف.ب)

نشرت وزارة الدفاع الروسية أمس، مقاطع فيديو أظهرت عرضاً عسكريا تدريبيا تم تنظيمه في قاعدة «حميميم» غربي اللاذقية استعدادا لاحتفالات روسيا بذكرى النصر على النازية، التي تشهد عادة عروضاً عسكرية مهيبة يقام أبرزها في الساحة الحمراء وسط موسكو في التاسع من مايو (أيار) من كل عام.
وخلال السنوات الأخيرة، غدت قاعدة «حميميم» في سوريا واحدة من أبرز المنشآت التي تحرص موسكو على تنظيم احتفالات وعروض فيها في المناسبات الوطنية الروسية.
وفي هذا العام بدأت الاستعدادات مبكرا، وبالتزامن مع التدريبات على العرض المركزي الكبير في موسكو تم تنظيم عرض مصغر للقدرات العسكرية الروسية والسورية في القاعدة.
وشارك في «بروفا» العرض أكثر من 1200 عسكري روسي وسوري، في تكريس لتقليد وضعته موسكو منذ تثبيت وجودها العسكري الدائم على الأرض السورية، إذ جرت العادة على استدعاء ضباط وجنود سوريين للمشاركة في الاحتفالات الوطنية الروسية. لكن اللافت في استعدادات العرض العسكري هذا العام، كان حضور الحرب الأوكرانية فيه. إذ عمد منظمو العرض إلى استخدام شريط القديس سان جورج المخطط باللونين الأصفر والأسود، والذي غدا منذ سنوات من الشارات التي تزين بزات الجنود الروس عند الاحتفال بذكرى الحرب الوطنية الكبرى (الحرب العالمية الثانية). لكن الجديد هذه المرة لم يقتصر على إلباس هذا التقليد على الجنود السوريين المشاركين، بل امتد لشكل طي الشارة على شكل الحرفين Z أو V وإلصاقها على الأزياء العسكرية. علما بأن هذين الحرفين باتا أبرز رموز «العملية العسكرية الخاصة لحماية دونباس» وهي التسمية الرسمية التي تطلقها موسكو للحرب في أوكرانيا.
في بداية «البروفا»، قام رومان بردنيكوف، قائد مجموعة القوات الروسية في سوريا، بتفقد القوات المشاركة في الفعالية التدريبية. وشهد العرض التجريبي مرور رتل معدات عسكرية كانت في طليعته دبابة «تي - 35 - 85» وشاحنة «دودج» من زمن الحرب الوطنية العظمى. وضم الرتل أيضاً سيارات مصفحة من طراز «تيغر» (النمر) و«تايفون - كا» وناقلات جند مدرعة من طراز «بي تي آر - 82أ»، ودبابات «تي - 72ب3» و«تي - 90أ» ومنظومات قاذفات لهب ثقيلة «توس - 1أ» ومنظومات صواريخ ميدانية –تكتيكية «إسكندر - إم» ومنظومات صواريخ ومدافع مضادة للطائرات «بانتسير - إس»، ومدافع هاوتزر «مستا - ب» على مقطورات.
وانتهى التدريب بتحليق مروحيات من طراز «كا–52»، و«مي–24»، و«مي–8»، وطائرة من طراز «إيل - 38» المضادة للغواصات ترافقها قاذفات من طراز «سو - 34»، وطائرة من طراز «آ - 50» (الرادار الطائر) ترافقها قاذفات «سو - 24إم»، ومقاتلات «سو - 35». كما نفذ أحد طياري «حميميم» في «سو - 35» حركات بهلوانية منفردة.
على صعيد آخر، أعلن ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي والممثل الخاص للرئيس إلى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، أنه تم الاتفاق بشكل أولي على عقد الاجتماع المقبل حول سوريا بصيغة «آستانة» أواخر الشهر الجاري في كازخستان.



انقلابيو اليمن يبطشون بصغار الباعة في ذمار

اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
TT

انقلابيو اليمن يبطشون بصغار الباعة في ذمار

اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)

تواصلاً لمسلسل انتهاكات الجماعة الحوثية الذي كانت بدأته قبل أسابيع في صنعاء وإب، وسّعت الجماعة من حجم بطشها بصغار التجار وبائعي الأرصفة في أسواق محافظة ذمار وشوارعها، وفرضت عليهم دفع إتاوات تحت مسميات غير قانونية. وفق ما ذكرته مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط».

وأكدت المصادر أن الحملات التي شارك فيها مسلحون حوثيون مدعومون بعربات عسكرية وجرافات وشاحنات، جرفت المتاجر الصغيرة وصادرت 40 عربة لبائعين متجولين بما فيها من بضائع في مدينة ذمار وعلى طول الشارع العام الرابط بين صنعاء ومحافظتي إب وتعز.

جانب من حملة حوثية استهدفت السكان وممتلكاتهم في ذمار (فيسبوك)

وجاءت الحملة التعسفية بناءً على مخرجات اجتماع ضم قيادات حوثية تُدير شؤون محافظة ذمار، (100 كيلومتر جنوب صنعاء) نصت على قيام ما تسمى مكاتب الأشغال العامة والمرور وصندوق النظافة والتحسين وإدارة أمن ذمار باستهداف صغار الباعة في المدينة وضواحيها قبيل انتهاء العام الحالي.

وبرّرت الجماعة الانقلابية حملتها بأنها للحفاظ على ما تسميه المنظر العام للشوارع، وإزالة العشوائيات والاختناقات مع زعمها بوجود مخالفات.

واشتكى مُلاك متاجر صغيرة، طالهم التعسف الحوثي لـ«الشرق الأوسط»، من ابتزاز غير مسبوق على أيدي مشرفين ومسلحين يجمعون إتاوات بالقوة تحت مسميات عدة.

وذكروا أن مسلحي الجماعة دهموا شوارع وأسواق شعبية في مناطق عدة بذمار، وباشروا بجرف المتاجر ومصادرة عربات البائعين واعتقلوا العشرات منهم عقب رفضهم دفع مبالغ مالية «تأديبية».

وأجبر الوضع المتردي كثيراً من السكان في ذمار ومدن أخرى تحت سيطرة الجماعة على العمل بمختلف المهن، حيث يعجّ الشارع الرئيسي للمدينة وشوارع فرعية أخرى منذ سنوات عدة بآلاف العاملين بمختلف الحِرف جُلهم من الشباب والأطفال والنساء؛ أملاً في توفير لقمة العيش.

انتهاكات ممنهجة

ويصف عبد الله (30 عاماً) وهو مالك متجر صغير، ما يتعرض له صغار الباعة من حرب شعواء من قِبل الجماعة الحوثية بأنه «انتهاكات ممنهجة» بقصد التضييق عليهم ودفعهم إلى الالتحاق ببرامج التعبئة العسكرية.

ويشير مراد، وهو مالك عربة متجولة إلى أنه تمكن من استعادة عربته من بين أيدي عناصر حوثيين بعد مصادرتها مع عربات بائعين آخرين في سوق شعبية وسط المدينة، وأكد أن ذلك جاء بعد استجابته بدفع مبلغ مالي لمسلح يُشرف على تنفيذ الحملة الاستهدافية.

الحوثيون صادروا عربات باعة بزعم التهرب من دفع إتاوات (فيسبوك)

وليست هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها الجماعة صغار الباعة بذمار، فقد سبق لها أن نفذت منذ مطلع العام الحالي ما يزيد على 6 حملات للبطش والتنكيل بالمئات منهم؛ بغية إرغامهم على دفع إتاوات.

وكان الانقلابيون الحوثيون أطلقوا قبل نحو شهر حملة استهدفت بالتعسف والابتزاز تجاراً وبائعين في سوق «المثلث» بمدينة ذمار، أسفر عنها جرف متاجر صغيرة ومصادرة عربات وإتلاف بضائع.

وسبق للباعة الجائلين أن طالبوا مرات عدة سلطات الانقلاب في ذمار بتوفير أسواق بديلة لهم، بدلاً من الحملات التي تُشنّ عند كل مناسبة طائفية بهدف جمع أكبر قدر من المال.