ليلى علوي: أتخلص من تأثير الأدوار الصعبة بالنوم كثيراً

قالت لـ«الشرق الأوسط» إنها تتطلع لتقديم جزء ثانٍ من «منورة بأهلها»

ليلى علوي في لقطة من مسلسل «دنيا تانية» (الشرق الأوسط)
ليلى علوي في لقطة من مسلسل «دنيا تانية» (الشرق الأوسط)
TT

ليلى علوي: أتخلص من تأثير الأدوار الصعبة بالنوم كثيراً

ليلى علوي في لقطة من مسلسل «دنيا تانية» (الشرق الأوسط)
ليلى علوي في لقطة من مسلسل «دنيا تانية» (الشرق الأوسط)

كشفت الفنانة المصرية ليلى علوي، عن تخلصها من تأثير الأدوار الصعبة عبر لجوئها إلى النوم كثيراً، وقالت إن شخصية «دُنيا سالم» التي أدتها في مسلسل «دنيا تانية» مليئة بالانفعالات النفسية جراء الصدمات التي عاشتها، والتي كان من بينها خيانة زوجها وفقد ابنها، مشيرة في حوارها مع «الشرق الأوسط» إلى أن المرأة لا يمكن أن تغفر خيانة زوجها لها، كما أن فقد شخص غالٍ مثل الابن أو الأم يعد الأصعب، مشيرة إلى أن المسلسل يتجاوز فكرة الخيانة ويدعو للاهتمام بالأبناء.
كان العمل قد بدأ تصويره في وقت متأخر قبيل شهر رمضان، وتواصل حتى الأيام الأخيرة منه، وهو ما تقول عنه النجمة المصرية: «بدأنا التصوير متأخراً جداً، مما وضعنا تحت ضغط شديد، لأننا نرغب في تقديم عمل جيد غير أن الوقت يكون عدونا الأول، وهذا يحدث عادة في معظم مسلسلات رمضان، لذا فإن حجم المجهود والتعب يكون مضاعفاً، وعدد ساعات العمل تتواصل، وتمر علينا أيام لا ننام لشعورنا بالمسؤولية التي تقع على عاتقنا، ورغم أنني صورت أعمالاً رمضانية عديدة، إلا أن ظروف هذا العمل جعلته الأكثر إجهاداً في مشواري، لأننا ليس فقط نصور على الهواء، لكن الكتابة أيضاً تتم على الهواء».
وتواصل: «كنت في غاية القلق لدخولنا التصوير في وقت متأخر، وواجهنا صعوبات بسبب ذلك، لكن روح فريق العمل هي التي هوّنت الأمر، بدءاً من المخرج الواعد أحمد عبد العال بحماسه الكبير وطموحه لتقديم عمل جيد، ومدير التصوير بسام إبراهيم، وزملائي الممثلين والفنيين، كلنا تحدينا الظروف وقدمنا جهداً كبيراً لكي يخرج العمل بصورة جيدة».
القراءة الأولى للحلقات فتحت شهية ليلى علوي للعمل، وتعلق على ذلك: «حينما قرأت الحلقات الأولى من المسلسل أعجبتني الفكرة، فالعمل يركز على التربية، ويرصد بعض مشكلات الطلبة، ويؤكد ضرورة الاهتمام بهم في هذه المرحلة العمرية التي تعد فارقة في حياتهم، وواجبنا أن ننصت لهم ونطمئنهم ونرشدهم للصواب بالمنطق والعقل».
وترى علوي أنه من المهم أن نلاحظ أبناءنا في تلك المرحلة العمرية التي تطرق إليها المسلسل، لا أن نراقبهم، وأن تكون هناك لغة حوار بينهم وبين آبائهم، موضحة أن مسلسل «دنيا تانية» لا يقدم النصيحة للأولاد فقط، ولكن للآباء والأمهات أيضاً لأن دور البيت مهم جداً مع المدرسة.

...وفي لقطة أخرى من المسلسل نفسه  -  ليلى علوي (الشرق الأوسط)

انفعالات عديدة تمر بها شخصية «دنيا»، منها صدمة خيانة الزوج، وهو ما تشير إليه ليلى علوي: «انفعال الخيانة يختلف من شخصية لأخرى، بالنسبة لـ(دنيا) فهي أم وإنسانة تربوية (تعمل مديرة مدرسة)، لذا لا بد أن تحافظ على البيت، وعلى سمعة والد أبنائها حتى لا يتأثروا سلباً جراء ذلك، الموقف كان صعباً وصادماً لها، لذا أصرت على الطلاق، لكنها لم تستطع أن تبوح لأحد، غير أن مشهد وفاة الابن كان أصعب شيء، أصعب من الخيانة وأوجع، قد ينسى المرء أي ألم يمر به، إلا فقدان الابن أو الأم، بالتأكيد ليس كل مشهد أؤديه يجب أن أكون مررت به، وأكيد مواصفات الشخصية تضع بصماتها على الانفعالات، وهذا ما حاولت تقديمه بكل مصداقية من خلال معايشة صادقة، لا أريد أن أقول إنني حضرت كثيراً لها، لكنني بحثت عن المراحل التي يمر بها الإنسان حين يتعرض لصدمة شديدة».
انفعال ليلى بفكرة الخيانة جعلها تندمج خلال التصوير، وتحطم بروازاً يحمل صورة الزوج الخائن، مما أدى إلى حدوث جرج غائر في يدها، لكنها تعترف بمبالغتها في ذلك المشهد: «كان هذا انفعالاً زائداً مني». وتستبعد علوي مسامحة المرأة لزوجها الخائن: «لا أعتقد أنها يمكن أن تنسى أو تتسامح في ذلك، ولو أن هناك امرأة لديها قدرة على التسامح، فإنها لن تنسى ذلك أبداً، فهناك من تضطر للعيش ومواصلة الحياة، لكنها لا تغفر هذا الفعل، وأعتقد أن الحياة بعد هذا تأخذ أبعاداً أخرى».
يتحمل الفنان عبئاً نفسياً مضاعفاً مع بعض الأدوار التي يؤديها، وقد أدت ليلى أدواراً عديدة حملتها عبئاً نفسياً: «أتذكر حين صورت فيلم (المغتصبون) تعبت نفسياً خلال معايشتي للشخصية، وفي مسلسل (التوأم) أيضاً تركيبة الشخصيتين اللتين أديتهما، والتنقل بينهما خلال التصوير لم يكن أمراً سهلاً، أيضاً في مسلسل (هالة والمستخبي) تكتشف الأم أن أطفالها يباعون، وكانت رحلة البحث عنهم أمراً موجعاً جداً، وأحياناً هناك شخصيات أؤديها أكون مهمومة بها قبل تصويرها، وأكثر شيء يجعلني أتخلص من تأثير تلك الشخصيات المتعبة والمشاهد الصعبة، أن أنفصل تماماً عن العمل، وأنام كثيراً حتى أستعيد هدوئي النفسي».
ورغم صدمتها النفسية، فإن «دنيا» تبدو امرأة قوية، وهي تواصل حياتها وإدارة عملها، وتتفق ليلى مع هذه الرؤية واقعياً «صدمة البطلة كانت قوية، لكن وجود أولادها ووالدتها يفرض عليها أن تستمر، والإنسان حين يكون لديه إيمان وثقة في الله، يتجاوز ويتعايش حتى لو لم يكن يشعر بالسعادة الحقيقية، وأنا واحدة من هؤلاء الناس، فمنذ وفاة والدتي وأنا أشعر بالضياع بدونها وأشعر بافتقادي واحتياجي لها، لكن مسؤولياتي تدفعني للتعايش مع الحياة، ودائماً أقول إن الله يكتب لنا كل الخير».
فاجأت ليلي الجمهور مؤخراً بأدائها لدور امرأة شريرة وقاسية في مسلسل «منورة بأهلها» مع المخرج يسري نصر الله في عمل جريء، اتسم بالإثارة ويعرض عبر منصة «شاهد»، وتقول عنه: «تجربتي مع المخرج يسري نصر الله، والمؤلف محمد أمين راضي، أسعدتني للغاية، فقد استمتعت كثيراً بالسيناريو والحوار، وتحديت نفسي لأجسد شخصية سلوى شاهين، وأديتها بحب ومزاج مختلف، وجميع الممثلين بها كانوا نجوماً لأن الأدوار مركبة والحوار متفرد، ويسري نصر الله مخرج راقٍ وحساس، ويحب الممثل جداً ويهتم به ويدعمه طوال الوقت، وأتمنى أن يكون هناك جزء ثان فهو من أهم الأعمال الدرامية، وبه نقلة كبيرة في الكتابة والإخراج والأداء والتصوير والديكور والإنتاج، وهو بحق عمل فارق ومشرف».


مقالات ذات صلة

«ساعته وتاريخه» مسلسل مصري يجذب الاهتمام بدراما حول جرائم حقيقية

يوميات الشرق مريم الجندي في مشهد يجمعها بأحد أبطال المسلسل (لقطة من برومو العمل)

«ساعته وتاريخه» مسلسل مصري يجذب الاهتمام بدراما حول جرائم حقيقية

في أجواء لا تخلو من التشويق والإثارة جذب المسلسل المصري «ساعته وتاريخه» الاهتمام مع الكشف عن «البرومو» الخاص به الذي تضمن أجزاء من مشاهد مشوقة.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مع أبطال «العميل» الذين ألفوا عائلة حقيقية (إنستغرام الفنان)

جاد خاطر لـ«الشرق الأوسط»: تفاجأت بالشهرة التي حققتها مع «العميل»

يُبدي جاد خاطر حبّه للأدوار المركبّة فهي تسمح له بأن يجتهد ويستخدم تجاربه ودروسه في كلية الفنون.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق مسلسل «موعد مع الماضي» يعتمد على التشويق (نتفليكس)

«موعد مع الماضي»... دراما تشويقية تعتمد على الغموض

يعيد المسلسل المصري «موعد مع الماضي» الأحداث التشويقية والبوليسية والغموض مجدداً إلى الدراما المصرية والعربية، من خلال قصة مكوّنة من 8 حلقات.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق لقطة من مسلسل «وتر حساس» (حساب صبا مبارك على «إنستغرام»)

«العلاقات المشوهة» تجلب الانتقادات لصناع «وتر حساس» في مصر

تعرَّضت بطلات المسلسل المصري «وتر حساس»، الذي يُعرَض حالياً، لانتقادات على «السوشيال ميديا»؛ بسبب ما وصفها البعض بـ«علاقات مشوهة».

نادية عبد الحليم (القاهرة )
يوميات الشرق لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

حظي مسلسل «رقم سري» الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رشا أحمد (القاهرة )

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».