مع تصاعد خروق الميليشيات الحوثية للهدنة الأممية الهشة في شهرها الثاني، شددت الحكومة اليمنية على أهمية ردع هذه الانتهاكات، وذلك غداة استهداف الميليشيات مواقع مدنية في مدينة تعز بالطيران المسير، فيما حضت الولايات المتحدة عبر سفارتها على التزام الهدنة ووفاء كل الأطراف بتعهداتها.
وإذ يسود يقين لدى الشارع السياسي اليمني بأن الميليشيات الحوثية لن تجنح للسلام إلا بالضغط عليها عسكريا، طالب مصدر حكومي مسؤول، الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص إلى اليمن، بـ«التحرك الجاد والحقيقي لردع الانتهاكات والخروق الحوثية المستمرة والمتصاعدة للهدنة منذ اللحظات الأولى لدخولها حيز التنفيذ».
وبحسب بيان رسمي «أشار المصدر إلى تصاعد وتيرة الاعتداءات الحوثية السافرة التي بلغت ذروتها في استهداف إدارة أمن تعز بالطيران المسير، الأربعاء، ما أدى إلى إصابة 10 أشخاص بينهم مدنيون وأضرار مادية وهلع بين الأطفال والأسر التي تحتفل بعيد الفطر في الحديقة المجاورة».
ونقلت وكالة «سبأ» الرسمية عن المصدر الحكومي تأكيده أن «الخروق الحوثية المتكررة للهدنة الأممية يضع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي لجديتها في الضغط على ميليشيا الحوثي للاستجابة لجهود السلام».
وأوضح المصدر أن استمرار الاعتداءات الإرهابية الحوثية وعدم احترامها للهدنة الإنسانية التي ترعاها الأمم المتحدة منذ اللحظات الأولى لدخولها حيز التنفيذ، وتنصلها عن تنفيذ الالتزامات القائمة بموجبها وفي مقدمها رفع الحصار عن تعز، تمثل نهج وسلوك الميليشيا وداعميها في تقويض كل فرص السلام والحل السياسي للأزمة اليمنية. وشدد المصدر على ضرورة رفع الحصار بشكل فوري عن محافظة تعز بموجب بنود الهدنة.
في غضون ذلك، دعت الولايات المتحدة الأميركية الأطراف اليمنية إلى الوفاء بتعهداتهم فيما يتعلق بالهدنة الإنسانية، وصولا إلى فك الحصار عن تعز وإعادة تسيير الرحلات التجارية من مطار صنعاء، وهي الخطوات التي حال تعنت الميليشيات الحوثية دون تنفيذها رغم مرور أكثر من شهر على سريان الهدنة.
وقالت القائمة بأعمال السفير الأميركي لدى اليمن كاثي ويستلي في بيان على «توتير» «ندعم بقوة الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة في اليمن، والتي هي فرصة لتخفيف المعاناة وتعتبر خطوة مهمة لجهود السلام».
وفي حين شددت في بيانها على العمل بما يخدم مصالح الشعب اليمني أكدت أن بلادها تنضم إلى الدعوات الدولية لجميع الأطراف للوفاء بالتزاماتهم بشأن الهدنة، بما في ذلك من خلال تخفيف سنوات من الظروف الشبيهة بالحصار التي خلقت كارثة إنسانية لمئات الآلاف من الناس في تعز، وإعادة فتح مطار صنعاء.
وغداة الهجوم الحوثي بالطيران المسير على تعز، أفادت المصادر الرسمية بأن اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان (حكومية مستقلة) نفذت نزولاً ميدانياً إلى حي العرضي بمديرية صالة والذي شهد صباح ثالث أيام عيد الفطر المبارك، سقوط عدد من الضحايا الجرحى نتيجة تعرض المساحة التي تجمع كلية الآداب وحديقة جاردن سيتي وإدارة أمن تعز ومبنى النادي الأهلي للقصف بمقذوفات محملة بطائرة مسيرة نفذتها ميليشيات الحوثي.
ونقلت وكالة «سبأ» أن فريق اللجنة، عاين آثار الاستهداف على أجزاء من الشارع والساحات التي سقطت عليها مقذوفات الطائرة المسيرة وتصوير اتجاهات الشظايا، والأضرار الكبيرة التي أحدثتها على السيارات والمركبات والجدران، إضافة لتحريز عدد من بقايا المقذوفات، والاستماع لأقوال عدد من المواطنين الذين شهدوا عملية وسقوط المقذوفات أثناء وجودهم جوار المتحف الوطني وكلية الآداب وإدارة الأمن وفي حديقة الأطفال.
ووثق الفريق الحقوقي «حالة الرعب والفزع التي صاحبت القصف الذي يأتي في إطار فترة الهدنة الإنسانية التي أعلنتها الأمم المتحدة لمدة شهرين قابلة للتمديد»، كما انتقل الفريق إلى كل من المستشفى الجمهوري ومستشفى الثورة والتقى بعدد من الضحايا الجرحى وقام بفحص واستلام كشوف الجرحى والتقارير الطبية.
إلى ذلك، جدد رئيس هيئة الأركان العامة، قائد العمليات المشتركة في الجيش اليمني الفريق الركن صغير بن عزيز، أمس (الخميس) التأكيد على أن الميليشيات الحوثية لن تلتزم الهدنة وليست حريصة على السلام.
تصريحات بن عزيز جاءت - بحسب المصادر الرسمية - خلال تفقده أحوال المقاتلين من الجيش الوطني، في المنطقة العسكرية الثالثة، حيث «أشاد بصمود منتسبيها في مختلف الجبهات مثمنا تضحياتهم في معركة الدفاع عن الجمهورية، والهوية العربية»، مؤكدا أن تلك التضحيات ستتوج بالنصر المبين على قوى الشر، وفق تعبيره.
وبحسب ما أفاد به الإعلام العسكري حض بن عزيز «على المزيد من اليقظة، وشحذ الهمم، والاستعداد للمعركة الفاصلة، التي سينتصر فيها اليمنيون، ويحررون عاصمتهم الحبيبة صنعاء، من قبضة الميليشيا الكهنوتية».
وقال إن طريق النصر وتحقيق الأهداف في المجتمعات يبدأ عندما يدرك كل فرد واجباته ومسؤولياته ويؤديها مستشعراً للأمانة الملقاة على عاتقه، ويستحث الخطى ويشحذ العزائم والهمم. مع تحذيره «من ثقافة التبرير للأخطاء والتقصير في الأعمال».
وفيما يتعلق بخروق الميليشيات الحوثية المستمرة للهدنة الأممية منذ اليوم الأول لإعلانها، أكد رئيس الأركان اليمني أن الميليشيات «تثبت كل يوم أنها لا يمكن أن تعيش إلا وسط الحروب والدمار، والمتاجرة بدماء اليمنيين تنفيذا لأجندة إيران».
اليمن يدعو لردع خروق الميليشيات... وواشنطن تحض على التزام الهدنة
اليمن يدعو لردع خروق الميليشيات... وواشنطن تحض على التزام الهدنة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة