تأهب إيراني لاحتجاجات وسط مخاوف من انهيار المفاوضات

السلطات تتخوف من تزامن أزمة المياه مع تفاقم الظروف المعيشية

احتجاجات ضد شح المياه في الأحواز جنوب غرب إيران يوليو 2021
احتجاجات ضد شح المياه في الأحواز جنوب غرب إيران يوليو 2021
TT

تأهب إيراني لاحتجاجات وسط مخاوف من انهيار المفاوضات

احتجاجات ضد شح المياه في الأحواز جنوب غرب إيران يوليو 2021
احتجاجات ضد شح المياه في الأحواز جنوب غرب إيران يوليو 2021

قالت مصادر إيرانية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن السلطات أصدرت «توجيهات سرية» تأمر الأجهزة الأمنية والقضاء بالتأهب لفترة 3 أشهر تحسباً لاحتجاجات عامة، مع ارتفاع أسعار السلع الغذائية، بسبب مخاوف من انهيار محادثات فيينا، إضافة إلى تفاقم المشكلات البيئية، مثل شحّ المياه.
وقالت المصادر إن الأجهزة الأمنية ومقرات الشرطة وقوات مكافحة الشعب، إضافة إلى مقرات السلطة القضائية ومكاتب الادعاء العام في أنحاء البلاد، دخلت حالة تأهب لمواجهة اضطرابات محتملة في أنحاء البلاد في غضون الأشهر الثلاثة المقبلة. وقال مصدر قضائي إن التعليمات الصادرة من الأجهزة المسؤولة تشير إلى «احتجاجات أشد من الاحتجاجات العامة السابقة»، مع تزايد الاستياء العام من ارتفاع التضخم؛ خصوصاً أسعار السلع الغذائية الأساسية، مثل الخبز.

صورة نشرتها الهيئة التنسيقية لنقابة المعلمين من وقفة احتجاجية في مدينة سنندج غرب إيران الأحد الماضي

وبحسب المصادر، فإن الأجهزة العسكرية والأمنية، وخاصة شرطة مكافحة الشغب ومراكز الشرطة ونقاط التفتيش، زادت دورياتها اليومية والليلية عند مداخل ومخارج المدن بشكل ملحوظ. ونوّه مصدر أن المسؤولين «يعتقدون أن الوضع الحالي مدعاة للقلق هذا الصيف من سابقه».
وتتخوف السلطات من توسع نطاق التحركات بعد احتجاجات لأسباب معيشية في ديسمبر (كانون الأول) 2017 التي أعقبت انتخاب الرئيس السابق حسن روحاني، قبل 5 أشهر من انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب من الاتفاق النووي. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2019 أشعل قرار مفاجئ للحكومة برفع أسعار البنزين، ثاني احتجاجات عامة، بينما تفاقمت الأزمة الاقتصادية الإيرانية، بعدما قررت الإدارة الأميركية منع جميع الصادرات النفطية في العام الأول على الخروج من الاتفاق النووي.

صورة نشرتها الهيئة التنسيقية لنقابة المعلمين من وقفة احتجاجية في مدينة همدان غرب إيران الأحد الماضي

وشهدت عشرات المدن الإيرانية، الاثنين الماضي، تجمعات احتجاجية مشتركة بين العمال ومنتسبي وزارة التعليم. وقالت اللجنة التنسيقية للمعلمين ونقابات عمالية إن السلطات واصلت حملة اعتقالات في صفوف المدرسين والعمال المشاركين في تجمعات اليوم العالمي للعمال الذي يصادف يوم المعلم في إيران.
وتترقب الأسواق الإيرانية نتيجة المفاوضات الهادفة لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015، التي تهدف إلى إعادة طهران لالتزاماتها النووية، مقابل رفع العقوبات الاقتصادية، التي فرضتها واشنطن في عهد الرئيس السابق.
- انهيار المفاوضات
تعثرت المفاوضات في 11 مارس (آذار) بعد مطالب روسية في اللحظات الأخيرة، رغم تأكيد الأطراف على اقترابها من خط النهاية، وبعد تخطي العقبة الروسية، اصطدمت المفاوضات بعقبة طلب طهران إزالة «الحرس الثوري» من قائمة المنظمات الإرهابية.
وقال أحد المصادر: «يعلم المسؤولون الإيرانيون أنهم لن يتوصلوا لاتفاق على المدى القريب»، مشيراً إلى أن الحكومة الحالية تعطي الأفضلية لمقاربة «مواصلة المفاوضات دون التوقيع على شيء».
وأجرى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أمس، اتصالاً بنظيره الآيرلندي سيمون كوفيني، الذي يقوم بدور الوسيط في تسهيل تطبيق القرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن الدولي بشأن الاتفاق النووي.
وأفادت الخارجية الإيرانية، في بيان، نقلاً عن عبد اللهيان قوله: «يجب أن يبادر الطرف الأميركي إلى إصلاح السلوك غير القانوني للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، وأن يتخذ خطوات في مسار المبادرات السياسية». وقال: «بموازاة الاهتمام بخطوطنا الحمراء، سنواصل المسار الدبلوماسي للتوصل إلى نقطة الاتفاق النهائي». وصرح في جزء من تصريحاته أنه «بالإضافة إلى المبادرات السياسية، أبدت إيران إرادتها للتوصل إلى اتفاق جيد وقوي ودائم في المفاوضات بشأن العقوبات».
وكان كوفيني قد زار طهران منتصف فبراير (شباط) الماضي لحضّ الإيرانيين على إنجاح المفاوضات. وجاء الاتصال بين المسؤولين وسط محاولات يبذلها المنسق الأوروبي للمحادثات، إنريكي مورا، من أجل كسر جمود المفاوضات.
- تضخم الأسعار
وتزامناً مع تطورات الملف النووي، ضربت الأسواق الإيرانية موجة تضخم جديدة تسببت في استياء الطبقتين الوسطى والفقيرة، وانعكس ذلك على الشعارات التي رددها الإيرانيون في المسيرات التي تسيّرها الحكومة بمناسبة «يوم القدس».
كانت الحكومة الإيرانية قد تعرضت لانتقادات من حلفائها المحافظين في البرلمان الشهر الماضي، بسبب الموجة الجديدة للتضخم، وأمر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الجهات الرقابية بوضع إجراءات لتنظيم الأسواق وضبط الأسعار.
كما أصرّ المسؤولون في الجهاز الدبلوماسي ووسائل إعلام حكومية الشهر الماضي على توجيه رسائل «إيجابية» إلى أسواق العملة والذهب، عبر نشر معلومات عن قرب إعادة أصول إيران المجمدة في البنوك الخارجية.
وتقول وسائل إعلام الحكومة الإيرانية إن «القرارات النقدية» لحكومة رئيسي في 8 أشهر «أدت إلى تراجع التضخم السنوي من نحو 60 في المائة إلى 46 في المائة في مارس الماضي». وقررت حكومة رئيسي الشهر الماضي وقف الدعم الحكومي لشراء الدولار المخصص لاستيراد السلع.
ومع ذلك، تعمّقت المخاوف في إيران بعدما واصلت السلع الأساسية، خاصة الخبز، مسارها التصاعدي. وأفاد موقع «جام جم أونلاين» التابع للتلفزيون الرسمي، نقلاً عن المدير العام لهيئة الرقابة على أسعار السلع الأساسية في وزارة الزراعة، أن الأنباء عن ارتفاع أسعار الخبز «إشاعة».
وذكرت تقارير، أول من أمس، أن سعر القطعة الواحدة من الخبز الفرنسي «باغيت» ارتفع من 3 آلاف تومان إلى 10 آلاف تومان. ووصل سعر كيس الطحين (40 كيلوغراماً) إلى 600 ألف تومان، ارتفاعاً من 260 ألف تومان. كما تناقلت تقارير عن شح «المعكرونة» في الأسواق. وقال موقع «نامه نيوز» الإخباري، أمس، إن سعر المعكرونة في إيران تخطى الأسعار في الأسواق الفرنسية.
وقالت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري»، أول من أمس، إن الحكومة «أمرت برفع أسعار الطحين والمعكرونة»، وأضاف أن «حرب أوكرانيا سبب غلاء المعكرونة في إيران».
وبحسب التقديرات، يستهلك كل مواطن إيراني نصف كيلوغرام شهرياً من المعكرونة. وأظهرت بيانات موقع «بونباست» لأسعار صرف العملات الأجنبية، أمس، أن سعر الدولار الواحد وصل إلى 28250 توماناً.
- أزمة المياه
وقال مصدر مسؤول، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، بسبب حساسية القضية، إن السلطات تتخوف من تزامن أزمة المياه مع تفاقم الظروف المعيشية، والسلع الأساسية.
كما أكد مصدر قضائي توجيه تعليمات من الأجهزة العليا في البلاد بشأن احتمال تفجر احتجاجات نتيجة شح المياه في البلاد، مع إعلان وزارة الطاقة الإيرانية تراجع منسوب المياه في السدود بنسبة 60 في المائة، قبل أن يبدأ فصل الصيف.
وقال المدير التنفيذي لمنظمة المياه والكهرباء في محافظة الأحواز، عباس صدريان فر، إن «مخزون سدود المحافظة يبلغ 4 مليارات و700 مليون متر مكعب، ما يعادل 36 في المائة من الحجم الإجمالي للسدود»، موضحاً أن 64 في المائة من طاقة السدود فارغة.
ويحذر خبراء من العواقب الوخيمة للجفاف للعام الثاني على التوالي في المحافظات المتأثرة بالسياسات المائية للحكومة الإيرانية. وبناء على هذه التقديرات، يتوقع المسؤولون أن تتسع رقعة احتجاجات المياه التي وقعت العام الماضي في محافظة الأحواز ذات الأغلبية العربية في جنوب البلاد، ضد ما اعتبره أهالي المنطقة سياسة تحويل مجرى الأنهار إلى عمق الأراضي الإيرانية.
وقال ناشط إن السلطات أطلقت حملة دعائية مكثفة عبر منصات صلاة الجمعة في المناطق المتأثرة، خشية أن يؤدي التململ العام إلى تجمعات.



وزير خارجية إيران: لا مشكلات بين طهران والقاهرة ونرحب بأي مبادرة لتطوير العلاقات

وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان (وسط) (إ.ب.أ)
وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان (وسط) (إ.ب.أ)
TT

وزير خارجية إيران: لا مشكلات بين طهران والقاهرة ونرحب بأي مبادرة لتطوير العلاقات

وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان (وسط) (إ.ب.أ)
وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان (وسط) (إ.ب.أ)

قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان اليوم (الخميس) إنه لا توجد أي مشكلة ثنائية بين طهران والقاهرة.

ونقل تلفزيون «العالم» الإيراني، عن الوزير قوله إن بلاده ترحب بأي مبادرة لتطوير العلاقات مع مصر «بما يلبي مصالح الجانبين»، وفقا لوكالة أنباء العالم العربي.

كان متحدث باسم الحكومة الإيرانية قال، يوم (الثلاثاء)، إن الرئيس إبراهيم رئيسي أوعز لوزارة الخارجية باتخاذ الإجراءات اللازمة لتعزيز العلاقات مع مصر، عقب تصريحات للمرشد الإيراني علي خامنئي رحب فيها باستئناف العلاقات.

وذكر مكتب رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة، اليوم (الخميس) أن شركات طيران إيرانية ستقدم طلبات للحصول على إذن السلطات المصرية لتسيير رحلات جوية إلى القاهرة.


إيران تسجل أعلى حصيلة شهرية للإعدامات منذ 2015

معارضون إيرانيون يرفعون لافتات مندِّدة بالإعدام في مظاهرة أمام البرلمان الأوروبي في بروكسل 24 مايو 2023 (إ.ب.أ)
معارضون إيرانيون يرفعون لافتات مندِّدة بالإعدام في مظاهرة أمام البرلمان الأوروبي في بروكسل 24 مايو 2023 (إ.ب.أ)
TT

إيران تسجل أعلى حصيلة شهرية للإعدامات منذ 2015

معارضون إيرانيون يرفعون لافتات مندِّدة بالإعدام في مظاهرة أمام البرلمان الأوروبي في بروكسل 24 مايو 2023 (إ.ب.أ)
معارضون إيرانيون يرفعون لافتات مندِّدة بالإعدام في مظاهرة أمام البرلمان الأوروبي في بروكسل 24 مايو 2023 (إ.ب.أ)

أعلنت منظمة حقوقية أن إيران أعدمت 142 شخصاً، في مايو (أيار) الماضي، في أعلى حصيلة شهرية منذ 2015.

وارتفع إجمالي الإعدامات منذ مطلع يناير (كانون الثاني) 2023، إلى 307 حالات، مما يشكل ارتفاعاً بنسبة 76 في المائة، مقارنة بالفترة نفسها خلال العام الماضي.

وحذّرت «منظمة حقوق الإنسان في إيران»، ومقرُّها في أوسلو، من تصاعد عمليات الإعدام، مطالِبة المجتمع الدولي تجاه ما وصفته بـ«آلة القتل للجمهورية الإسلامية»، بردّ فعل قوي وخطوات عقابية عملية.

وقال مدير المنظمة محمود أميري مقدم، في بيان: «من أجل بث الخوف في نفوس السكان والشباب المحتجّين، كثّفت السلطات من عمليات إعدام السجناء». وأضاف: «إذا لم يُظهر المجتمع الدولي رد فعل أقوى على الموجة الحالية من الإعدامات، فسوف يسقط مئاتٌ آخرون ضحايا لآلة القتل الخاصة بهم، في الأشهر المقبلة».

وأكد تقرير المنظمة أن 180 شخصاً، بما يعادل 59 في المائة من مجموع الإعدامات، واجهوا تُهماً بالاتجار في المخدرات.

وفي الشهر الماضي، أعدمت السلطات 142 شخصاً، في أعلى معدل شهري للإعدامات منذ عام 2015، لافتاً إلى أن 78 شخصاً أُعدموا بتُهم تتعلق بالاتجار في المخدرات، وهو ما يعادل 55 في المائة من إعدامات الشهر الماضي.

وكانت محافظة بلوشستان، المُحاذية لباكستان وأفغانستان، أكثر المناطق الإيرانية تسجيلاً لحالات الإعدام، بواقع 30 حالة، ما يعادل 21 في المائة.

تأتي الإحصائية الجديدة بعد شهر من تنديد المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك، بـ«العدد المرتفع بشكل مخيف» لعمليات الإعدام، هذا العام، في إيران، والذي يصل معدله إلى أكثر من 10 إعدامات أسبوعياً، في سجلٍّ وصفته الأمم المتحدة بـ«المروِّع»، ودعتها إلى التوقف.

وتحذر منظمات حقوقية من تسجيل رقم قياسي قد يكون الأعلى منذ عقدين، إذا ما واصلت الوتيرة الحالية.

وسجلت إيران أعلى حصلية إعدام على مدى 20 عاماً، عندما نفّذت نحو ألف حالة إعدام في 2015، وهو العام نفسه التي توصلت فيه لاتفاق مع القوى الكبرى بشأن الاتفاق النووي.


النيابة لنتنياهو: اعتزل السياسة وخذ حكماً مخففاً

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكنيست قبل أيام (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكنيست قبل أيام (رويترز)
TT

النيابة لنتنياهو: اعتزل السياسة وخذ حكماً مخففاً

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكنيست قبل أيام (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكنيست قبل أيام (رويترز)

كشفت مصادر عليمة في الجهاز القضائي الإسرائيلي أن النيابة العامة قررت تعليق المفاوضات مع محامي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حول إبرام صفقة تنهي محاكمته بتهم الفساد وتخرجه بقرار حكم مخفف يعفيه من عقوبة السجن. وقالت المصادر إن «النيابة تصر على أن يعترف نتنياهو بالتهم الموجهة إليه ويعتزل الحياة السياسية كشرط للتوصل إلى صفقة».

وبناء على ذلك، تم استئناف المحاكمة بالوتيرة العالية، ثلاثة أيام في الأسبوع. وسيمثل رئيس المعارضة يائير لبيد، بعد عشرة أيام أمام المحكمة بوصفه شاهد إثبات على التهم الموجهة إلى نتنياهو بالاحتيال وتلقي الرشى وخيانة الأمانة.

وكانت المفاوضات بين النيابة ومحامي نتنياهو بدأت قبل شهر، بناء على اقتراح من القضاة. وقالت تلك المصادر إن الدافع وراء هذا الاقتراح هو أن المحكمة تستغرق وقتاً طويلاً، ويمكن أن يمتد إلى خمس سنوات وأكثر، وستترك أثرها على الحياة السياسية بشكل سلبي، حيث إن رئيس الوزراء منشغل فيها ويسخّر كل جهوده لأجلها ويهمل قضايا جوهرية تتعلق بالتحديات الاستراتيجية والأمنية وحتى الاقتصادية. ومن المفضل إغلاق هذا الملف والتقدم في الحياة السياسية. وهم يرون أن الاستمرار في المحاكمة يجعل نتنياهو وحلفاءه في اليمين مصممين أكثر على إحداث الانقلاب في منظومة الحكم وإضعاف القضاء، وسيؤدي بالمقابل إلى تشديد الاحتجاج الجماهيري ضده، وهذا سيشعل فتيل الحرب الأهلية.

«إنهم يريدون تبرئة نتنياهو وإبقاءه رئيس حكومة من دون أن يدفع ثمن أخطائه»

المستشارة القضائية للحكومة جاليا بهراف ميار

لكن المستشارة القضائية للحكومة جاليا بهراف ميار، التي تترأس مؤسسة النيابة ووافقت على إجراء تجربة للتفاوض، أعلنت أنها لا ترى نوايا جدية لدى محامي نتنياهو للتوصل إلى صفقة ملائمة. وقالت: «إنهم يريدون تبرئة نتنياهو وإبقائه رئيس حكومة من دون أن يدفع ثمن أخطائه حتى يقولوا لاحقاً إن المسؤولين في جهاز إنفاذ القانون، أي الشرطة والنيابة، نسجوا لائحة اتهام ضد نتنياهو بغرض الانتقام السياسي. وهذا غير مقبول». واشترطت أن «يعترف نتنياهو بالتهم الموجهة إليه، ولو جزئياً، ويقبل اعتزال السياسة. وفقط عندها توافق على إصدار حكم لا يتضمن عقوبة السجن عليه».

حقائق

43 % من الجمهور الإسرائيلي

يؤيدون المساعي للتوصل إلى صفقة ادعاء مع نتنياهو تحميه من السجن مقابل إقصائه عن المشهد السياسي

صورة جوية لمتظاهرين في تل أبيب السبت ضد خطة الإصلاح القضائي لحكومة نتنياهو 20 مايو المنصرم (رويترز)

وكانت النيابة قد تعرضت لضغوط شديدة حتى من قوى في المعارضة، رأت أن المصلحة الوطنية تقتضي إنهاء ملف نتنياهو، لأجل كف شره عن الحياة السياسية.

وتقول هذه القوى إن استطلاعات الرأي تشير إلى انقسام حاد في المجتمع بسبب هذا الملف، وتشير إلى أن 43 في المائة من الجمهور الإسرائيلي يؤيدون المساعي للتوصل إلى صفقة ادعاء مع نتنياهو تحميه من السجن مقابل إقصائه عن المشهد السياسي، فيما عارض 37 في المائة هذه الإمكانية وأصروا على بقائه في الحكم.

غانتس: حرق الأخضر واليابس

رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق يائير لبيد (أ.ف.ب)

ونسب إلى رئيس حزب «المعسكر الرسمي» المعارض بيني غانتس، هو أحد الذين أعربوا عن تأييدهم لصفقة، قوله في أحاديث داخلية إن «نتنياهو لا يكترث لشيء سوى محاكمته. وإذا استمرت المحاكمة وبقي في الحكم فسيحرق الأخضر واليابس حتى يمنع صدور حكم بحبسه. ولذلك يجب على كل من يريد إنقاذ إسرائيل أن يجد صيغة لصفقة معقولة ترضي الطرفين». وحسب أحد المصادر، فإن غانتس انتقد التصلب في موقف المستشارة القضائية.

3 ملفات

يذكر أن نتنياهو يحاكم في ثلاثة ملفات. وخلال محاكمته، ظهرت عدة ثغرات في عمل النيابة. وأخفق عدد من شهود الإثبات في جلب أدلة تدينه. وتم الإعلان عن أحد شهود الدولة معادياً، لأنه عندما ظهر أمام المحكمة فاجأ النيابة وأجرى تغييرات في إفادته. ولكن النيابة، رغم ذلك، تعتقد بأن أدلتها راسخة وأن المحكمة ستدينه بعدة بنود اتهام وتفرض عليه حتماً حكماً بالسجن. وهي تبني كثيراً على شهادة لبيد، لأنه عندما كان وزيراً للمالية تعرض لضغوط كي يوافق على تعديل قانون الإعفاء من الضرائب للمواطنين العائدين. فالقانون اليوم يتيح لمواطن إسرائيلي هاجر للخارج أن يعود إلى البلاد ويسترد جنسيته وتمنحه لقاء ذلك إعفاء من الضرائب عن أرباحه خلال آخر عشر سنوات. وقد أراد نتنياهو تعديل هذا القانون بحيث يمدد فترة الإعفاء الى 20 سنة.

وتبين للنيابة أن نتنياهو سعى إلى هذا التعديل خدمة لصديقه رجل الأعمال أرنون ميلتشين، الذي كان سيجني أرباحاً طائلة منه. وميلتشين، هو الثري الذي كان يقدم لنتنياهو وزوجته هدايا ثمينة بشكل غير قانوني. وسيشهد لبيد على أن مثل هذا التعديل يجب أن يحظى بموافقة وزير المالية. وأنه عندما كان في هذا المنصب توجه إليه نتنياهو شخصياً وكذلك بواسطة أحد مساعديه، طالباً موافقته. لكن لبيد، الذي تربطه هو أيضاً صداقة مع ميلتشين، درس الطلب مع عدد من رجال القانون ثم أعلن رفضه المطلق تعديل القانون. وستطلب منه النيابة أن يوضح لماذا رفض، حتى تظهر نتنياهو شخصية أخرى ذات أخلاقيات مختلفة في العمل السياسي ولا تتردد في رفض عروض تحوم حولها شبهات الفساد.


بأكثر من 52%... هيئة الانتخابات التركية تعلن رسمياً فوز إردوغان بالرئاسة

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ف.ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ف.ب)
TT

بأكثر من 52%... هيئة الانتخابات التركية تعلن رسمياً فوز إردوغان بالرئاسة

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ف.ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ف.ب)

أعلنت الهيئة العليا للانتخابات في تركيا، اليوم (الخميس)، فوز الرئيس رجب طيب إردوغان رسمياً بجولة الإعادة في انتخابات الرئاسة التي أجريت الشهر الماضي، وفقاً لـ«وكالة أنباء العالم العربي».

ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» عن هيئة الانتخابات القول إن إردوغان فاز بنسبة 52.18 في المائة من الأصوات، متفوقاً على منافسه كمال كليتشدار أوغلو.

وكانت النتائج النهائية للانتخابات البرلمانية أظهرت فوز حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه إردوغان بالأكثرية في البرلمان، بحصوله على 268 مقعداً مقابل 169 لحزب الشعب الجمهوري برئاسة كليتشدار أوغلو.

مرشح المعارضة التركية كمال كليتشدار أوغلو (د.ب.أ)

ويواجه الرئيس التركي، الذي تلقى التهاني من كل الأنحاء في الخارج بفوزه بولاية ثانية، مهمة صعبة تتمثّل في توحيد بلاده التي تشهد انقسامات وأزمة اقتصادية عميقة، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

وهذه الدورة الثانية غير المسبوقة لم تجتذب عدداً كبيراً من الناخبين مثل الدورة الأولى، فرغم أن المشاركة فيها تبقى مرتفعة فإنها تراجعت بثلاث نقاط عن المستوى الوطني وبلغت 85 في المائة.


إيران مستعدة لتسيير رحلات جوية إلى مصر

طائرة تابعة للخطوط الجوية الإيرانية في مطار طهران الدولي (أرشيفية - رويترز)
طائرة تابعة للخطوط الجوية الإيرانية في مطار طهران الدولي (أرشيفية - رويترز)
TT

إيران مستعدة لتسيير رحلات جوية إلى مصر

طائرة تابعة للخطوط الجوية الإيرانية في مطار طهران الدولي (أرشيفية - رويترز)
طائرة تابعة للخطوط الجوية الإيرانية في مطار طهران الدولي (أرشيفية - رويترز)

قال مكتب رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة، اليوم (الخميس)، إن شركات طيران إيرانية ستقدم طلبات للحصول على إذن السلطات المصرية لتسيير رحلات جوية إلى القاهرة.

وجاء ذلك بعدما أكد رئيس منظمة الطيران المدني الإيرانية محمد بخش استعداد طهران لتسيير رحلات جوية مباشرة بين إيران ومصر. ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن بخش القول إنه لا توجد قيود على الرحلات الجوية بين طهران والقاهرة، مؤكداً على أن «أسطول الطيران الإيراني جاهز لتسيير الرحلات».

وفي وقت سابق، قال متحدث باسم الحكومة الإيرانية إن الرئيس إبراهيم رئيسي أوعز لوزارة الخارجية باتخاذ الإجراءات اللازمة لتعزيز العلاقات مع مصر، عقب تصريحات للمرشد الإيراني علي خامنئي رحَّب فيها باستئناف العلاقات.

كما أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أن هناك قناة رسمية للاتصال المباشر بين الجانبين عبر مكتبي رعاية مصالح البلدين في طهران والقاهرة.


موسكو تتوعّد لندن... وتحذير أممي من «كارثة نووية»

دعا غروسي أعضاء مجلس الأمن إلى دعم لا لبس فيه لخمسة مبادئ تهدف إلى منع وقوع حادث في كبرى المحطات النووية بأوروبا (أ.ب)
دعا غروسي أعضاء مجلس الأمن إلى دعم لا لبس فيه لخمسة مبادئ تهدف إلى منع وقوع حادث في كبرى المحطات النووية بأوروبا (أ.ب)
TT

موسكو تتوعّد لندن... وتحذير أممي من «كارثة نووية»

دعا غروسي أعضاء مجلس الأمن إلى دعم لا لبس فيه لخمسة مبادئ تهدف إلى منع وقوع حادث في كبرى المحطات النووية بأوروبا (أ.ب)
دعا غروسي أعضاء مجلس الأمن إلى دعم لا لبس فيه لخمسة مبادئ تهدف إلى منع وقوع حادث في كبرى المحطات النووية بأوروبا (أ.ب)

توعّدت موسكو، أمس، لندن قائلة إنَّ مسؤوليها باتوا «أهدافاً عسكرية مشروعة» بسبب دعم بريطانيا لأوكرانيا، في حين حذَّر مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي من الوضع «الخطير للغاية» في محطة زابوريجيا.

وفي لهجة حادة اعتاد تكرارها، قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف، إنَّ دعم بريطانيا لكييف يرتقى لكونه «حرباً غير معلنة» ضد روسيا. ووصف ميدفيديف المسؤولين البريطانيين بأنَّهم «أغبياء» و«أعداء». وقال المسؤول الروسي الرفيع إنَّ «بريطانيا عدوتنا اللدود، تقدم المساعدات العسكرية (لأوكرانيا) على شكل معدات ومتخصصين، وتقود حرباً غير معلنة ضد روسيا». وأضاف «هذه هي المسألة، أي من مسؤولي بريطانيا، الذين يقومون بتسهيل الحرب، يمكن اعتبارهم هدفاً عسكرياً مشروعاً».

وجاءت تهديداته هذه بعدما قال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي إنَّ لأوكرانيا الحق في «عرض قواتها خارج حدودها»، في إشارة إلى هجوم المسيّرات على العاصمة الروسية فجر الثلاثاء، لتصل إلى روسيا لمواجهة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ونفى ميخايلو بودولياك، أحد مستشاري الرئاسة الأوكرانية، تورط كييف المباشر في الأمر، لكنه قال: «نحن سعداء بمشاهدة تلك الأحداث». وفي المقابل، أكدت الإدارة الأميركية أنها لا تؤيد تنفيذ هجمات «داخل روسيا».

بدوره، حذَّر مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي، أمام أعضاء مجلس الأمن، من الوضع «الخطير للغاية» في محطة زابوريجيا التي تسيطر عليها القوات الروسية. ودعا أعضاء المجلس إلى دعم خمسة مبادئ لمنع حصول حادث في كبرى المحطات النووية في أوروبا.

ميدانياً، قالت وزارة الدفاع الروسية أمس (الأربعاء) إنَّه تم تدمير «آخر» سفينة حربية أوكرانية أثناء رسوها في ميناء أوديسا على البحر الأسود باستخدام سلاح عالي الدقة.


«الطاقة الذرية» تؤكد تسوية مع إيران حول موقع سرّي للتخصيب

مفتش من الوكالة الدولية للطاقة الذرية يتفقد المحطة النووية في «نطنز» 20 يناير 2014 (أ.ف.ب)
مفتش من الوكالة الدولية للطاقة الذرية يتفقد المحطة النووية في «نطنز» 20 يناير 2014 (أ.ف.ب)
TT

«الطاقة الذرية» تؤكد تسوية مع إيران حول موقع سرّي للتخصيب

مفتش من الوكالة الدولية للطاقة الذرية يتفقد المحطة النووية في «نطنز» 20 يناير 2014 (أ.ف.ب)
مفتش من الوكالة الدولية للطاقة الذرية يتفقد المحطة النووية في «نطنز» 20 يناير 2014 (أ.ف.ب)

قررت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إغلاق التحقيق المتعلق بوجود يورانيوم مخصب في موقع مريوان غير المعلن، جنوب إيران، بعد تلقي «توضيحات معقولة» من طهران. فيما بدا أنه تسوية بين الجانبين.

وقال مدير الوكالة، في تقرير سري، أرسله إلى الدول الأعضاء: «لم تعد المسألة عالقة في هذه المرحلة»، وذلك قبل أيام من اجتماع لمجلس محافظي الوكالة.

كما أكدت الوكالة الدولية أنها أعادت تركيب بعض معدات المراقبة التي كانت موجودة في الأصل، بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع القوى الكبرى، التي أمرت إيران بإزالتها العام الماضي، حسبما أوردت وكالة «رويترز».

وشملت معدات المراقبة كاميرات في موقع بأصفهان، حيث تُنتج أجزاء من أجهزة الطرد المركزي، بالإضافة إلى معدات مراقبة في منشأتين معلنتين للتخصيب، حسبما ذكرت تقارير سرية موجهة للدول الأعضاء. ومع ذلك، ذكر تقرير منها أن الوكالة «تنتظر تجاوب إيران لمعالجة» قضايا، منها تركيب مزيد من معدات المراقبة التي تم الإعلان عنها قبل أشهر.

وأكدت الوكالة الدولية أن مخزون إيران من اليورانيوم تجاوز أكثر من 23 مرة الحد المسموح به، بموجب اتفاق 2015 بين طهران والدول الكبرى.

وارتفع إجمالي مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة، إلى 141.1 كيلوغرام، منذ فبراير (شباط) الماضي. وكانت تقديرات الوكالة الدولية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي قد أشارت إلى امتلاك إيران 62.3 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة.

وقالت وسائل إعلام إيرانية، الثلاثاء، إنها تمكنت من تسوية قضيتين مثار خلاف مع وكالة الطاقة الذرية، تتعلقان بأحد المواقع الثلاثة، وكذلك العثور على جزيئات يورانيوم مخصب بنسبة 83.7 في المائة بمنشأة فوردو.

لكن مدير الوكالة رافائيل غروسي أبدى تحفظاً على الإعلان الإيراني، وقال للصحافيين في نيويورك: «لم نصل للمحطة النهائية بعد»، واصفاً تلك القضايا بـ«المعقدة للغاية».


لبيد يحرّض الليكود على إطاحة نتنياهو


زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد (أ.ف.ب)
زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد (أ.ف.ب)
TT

لبيد يحرّض الليكود على إطاحة نتنياهو


زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد (أ.ف.ب)
زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد (أ.ف.ب)

حرَّض رئيس كتلة المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد قادة حزب «الليكود» وأعضاءه على زعيمه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بدعوتهم إلى «إطاحته»، وتشكيل حكومة وحدة «تنقذ إسرائيل من أحزاب الابتزاز والتشدد الديني والتطرف السياسي».

وقال لبيد، أمام «مؤتمر إيلي هوروفش» الاقتصادي في تل أبيب، إن «الليكود يقف أمام لحظة تاريخية ونحن نمد له أيدينا. في السنة الخامسة والسبعين للدولة، أقول إنَّنا نتفق مع الليكود في 75 في المائة من القضايا. وكل الدلائل تشير إلى أنَّ 75 في المائة من الشعب في إسرائيل هم قوميون وليبراليون ومتفقون على 75 في المائة من القضايا. وحتى في هذه الدورة البرلمانية، حيث تعد الأكثر تطرفاً في تاريخ إسرائيل، فإنَّ هناك إمكانية لتشكيل ائتلاف جديد يضم 75 نائبا بل 76 نائبا ويدير سياسة مسؤولة عاقلة، بلا تطرف وبلا تزمت، تسعى للسلام وتقيم علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة والعالم وتوزع الأعباء وكذلك المداخيل في الدولة بشكل عادل».

إلى ذلك، اضطر وزير العلوم والتكنولوجيا الإسرائيلي أوفير أكونيس إلى إلغاء محاضرة له في لوس أنجليس، بعدما علم أنَّ مئات المواطنين الإسرائيليين الموجودين في المدينة الأميركية يتوجَّهون إليها لاستقباله بمظاهرة، احتجاجاً على خطة حكومته للانقلاب على منظومة الحكم والقضاء.

وبعد انتظار للحضور دام ساعتين، أعلن القنصل الإسرائيلي في كاليفورنيا هليل نيومان أنَّ الوزير لن يحضر.

وقالت حركة الاحتجاج إنَّ «أكونيس فعل خيراً عندما هرب من المواجهة، فهو يعرف أنه يمثل حكومة فاشلة تعتدي على الديمقراطية».

وكان أكونيس قد توجه إلى الولايات المتحدة مع سبعة وزراء ونواب من الائتلاف الحكومي للمشاركة في مسيرتي دعم لإسرائيل الشهر الحالي في نيويورك، نظمها اليمين الأميركي.

وعلم أكونيس أنَّ المسؤولين في الإدارة الأميركية يمتنعون حتى الآن عن لقاء أي من هؤلاء الوزراء والنواب الشركاء في الائتلاف الحكومي بسبب هذه الخطة الحكومية، التي يعتبرها الأميركيون الليبراليون تراجعاً عن الديمقراطية واندفاعاً نحو الديكتاتورية.

وتطالب الإدارة في واشنطن بشطبها أو التوصل إلى تفاهمات مع المعارضة الإسرائيلية بشأنها.


رئيسي: تعزيز الردع سيكون من سياساتنا الأساسية

رئيسي ووزير الخارجية عبداللهيان خلال مؤتمر سنوي للدبلوماسيين (الرئاسة الإيرانية)
رئيسي ووزير الخارجية عبداللهيان خلال مؤتمر سنوي للدبلوماسيين (الرئاسة الإيرانية)
TT

رئيسي: تعزيز الردع سيكون من سياساتنا الأساسية

رئيسي ووزير الخارجية عبداللهيان خلال مؤتمر سنوي للدبلوماسيين (الرئاسة الإيرانية)
رئيسي ووزير الخارجية عبداللهيان خلال مؤتمر سنوي للدبلوماسيين (الرئاسة الإيرانية)

قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمام مؤتمر سنوي لمنتسبي الجهاز الدبلوماسي، إن «تعزيز الردع سيكون من سياساتنا الأساسية»، مضيفاً أن حكومته «لا تتنظر ابتسامة أو تجهم» أحد لتحديد خطوط سياستها الخارجية.

نقلت وسائل إعلام إيرانية عن رئيسي قوله إن «عقيدة» السياسة الخارجية لحكومته قائمة «على التعامل مع جميع الدول على أساس العدالة والتوازن».

ووجه رئيسي انتقادات ضمنية إلى الحكومة السابقة برئاسة حسن روحاني من دون ذكر اسمه. وقال: «البعض في السابق تصور أن مصير الدول يتحقق على يد بعض الدول، ويجب تنسيق السياسة الخارجية معهم، لكننا سنتعاون مع أي دولة بناء على المقتضيات، ولن ننتظر تجهم أو ابتسامة أحد».

وتنظم الخارجية الإيرانية، ملتقاها السنوي هذا العام تحت شعار «النظام العالمي الناشئ... دور الجمهورية الإسلامية».

وحض رئيسي الدبلوماسيين الإيرانيين على «فهم دقيق للوضع الحالي والمطلوب» ضمن خطوات «ضرورية» لإحداث تحول في السياسة الخارجية. وقال: «يجب تقييم وإعادة النظر في الآليات ومسارات العمل للحركة من الوضع الحالي إلى الوضع المطلوب وتحديثها بما يتماشى مع المقتضيات».

وأضاف رئيسي أن «السياسة الخارجية واحدة من الأدوات المهمة في صناعة القوة للبلاد»، محذراً من إهمال الانضمام إلى المنظمات «الناشئة» مثل منظمة شانغهاي وبريكس والاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي.

ووصف رئيسي السياسة الخارجية مع الدول الأفريقية وأميركا اللاتينية ومناطق أخرى في شرق آسيا وآسيا الوسطى وأوروبا من المجالات المهمة في السياسة الخارجية الإيرانية.

وقال رئيسي: «سياسة حكومتنا التعامل مع جميع الدول التي تتعامل بحسن النية مع الجمهورية الإسلامية، لكن إذا بلد ما أراد العداء، فإن أساسنا سيكون المقاومة». وتابع: «تقدم البلاد ليس في التراخي»، وأضاف: «لن نتراجع... تعزيز الردع سيكون من سياساتنا الأساسية».

جاءت تصريحات رئيسي في وقت تواصل بلاده تراكم تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة، منذ أبريل (نيسان) 2021، وذلك وسط مخاوف دولية من تغيير مسار البرنامج النووي الإيراني نحو تطوير أسلحة نووية، وهو ما تنفيه طهران حالياً.

وقبل أيام أعلنت إيران عن تصنيع صاروخ باليستي جديد يصل مداه إلى ألفي كيلومتر. وقال قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري»، أمير علي حاجي زاده إنه بلاده تتجه للإعلان عن تصنيع صاروخ فرط صوتي قريباً.


وكالة الطاقة الذرية: إعادة تركيب أجهزة مراقبة في مواقع إيرانية

شعار الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مقرها بفيينا (رويترز - أرشيفية)
شعار الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مقرها بفيينا (رويترز - أرشيفية)
TT

وكالة الطاقة الذرية: إعادة تركيب أجهزة مراقبة في مواقع إيرانية

شعار الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مقرها بفيينا (رويترز - أرشيفية)
شعار الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مقرها بفيينا (رويترز - أرشيفية)

قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران أعادت تركيب بعض معدات المراقبة التي كانت موجودة في الأصل بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع القوى الكبرى، التي أمرت إيران بإزالتها العام الماضي.

قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران أعادت تركيب بعض معدات المراقبة التي كانت موجودة في الأصل بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع القوى الكبرى، التي أمرت إيران بإزالتها العام الماضي.

وقال مدير الوكالة التابعة لـ«الأمم المتحدة»، رافاييل غروسي في تقريرين فصليين اليوم إن الوكالة «تنتظر تجاوب إيران لمعالجة» قضايا، منها تركيب المزيد من معدات المراقبة التي تم الإعلان عنها قبل أشهر، حسبما أفادت «رويترز».

وشملت معدات المراقبة كاميرات في موقع في أصفهان، حيث تُنتج أجزاء من أجهزة الطرد المركزي بالإضافة إلى معدات مراقبة في منشأتين معلنتين للتخصيب، حسبما ذكر التقريران السريان الموجهان للدول الأعضاء في الوكالة الدولية.

المواقع السرية

وبشأن التحقيق الجاري حول آثار اليورانيوم في ثلاثة مواقع غير معلنة، قالت الوكالة إن إيران قدمت تفسيراً لوجود جزيئات يورانيوم في واحد من المواقع الثلاثة وليس لدى الوكالة أسئلة أخرى.

وجاء في التقرير أن الوكالة «ليس لديها أسئلة إضافية... ولم تعد المسألة عالقة في هذه المرحلة»، وذلك قبل أيام من اجتماع لمجلس محافظي الوكالة.

وقالت وسائل إعلام إيرانية، الثلاثاء إنها تمكنت من تسوية قضيتين مثار خلاف مع وكالة الطاقة الذرية، تتعلق إحداهما بالعثور على آثار اليورانيوم في موقع «مريوان» بمدينة آباده، في محافظة فارس جنوب البلاد، وهو أحد المواقع الثلاثة التي تطالب الوكالة الدولية إيران بتقديم تفسيرات حول أنشطة نووية سابقة. ولم تبلغ عنها في محادثات الاتفاق النووي لعام 2015.

كما أعلنت إيران التوصل لتسوية بشأن عثور مفتشي الوكالة الدولية على آثار يورانيوم مخصب بنسبة 83.7 في المائة بمنشأة فوردو في وقت سابق من هذا العام.

لكن مدير الوكالة الدولية رافاييل غروسي قال للصحافيين إن الطرفين «لم يتوصلا إلى المحطة النهائية بعد».

مخزون إيران

وأكدت تقارير الوكالة الدولية أن إيران تواصل انتهاك القيود المفروضة على أنشطتها النووية بموجب اتفاق 2015، مؤكدة أن مخزون إيران المقدّر من اليورانيوم المخصب تجاوز بأكثر من 23 مرة الحد المسموح به بموجب اتفاق 2015 بين طهران والدول الكبرى.
وبحسب تقرير سري، بلغ إجمالي مخزون إيران من اليورانيوم المخصب ما يقدر بـ4744.5 كيلوغرام في 13 مايو (أيار). والحد المسموح به في الاتفاق يبلغ 202.8 كيلوغرام. وزاد المخزون الإيراني بمقدار 983.7 كيلوغرام منذ التقرير الفصلي الأخير.

وارتفع إجمالي مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة إلى 141.1 كليوغرام، منذ فبراير (شباط) الماضي.

وكانت تقديرات الوكالة الدولية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي قد أشارت إلى امتلاك إيران 62.3 من اليورانيوم من اليورانيوم بنسبة 60 في المائة. وحينها قال الخبراء إن مخزون إيران يكفي لصنع قنبلة واحدة إذا قررت ذلك.

وفي ظل تدهور العلاقات بين إيران والغرب، حدّت طهران من تعاونها مع الوكالة وأوقفت العمل بعدد من كاميرات المراقبة العائدة للوكالة في بعض منشآتها.
كما تراجعت تدريجياً عن معظم التزاماتها في إطار الاتفاق المبرم عام 2015 بين طهران وست قوى دولية (واشنطن، باريس، لندن، موسكو، بكين، وبرلين)، رداً على انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب الذي انتقد الاتفاق النووي لعدم شموله الأنشطة الإقليمية الإيرانية وبرنامجها للصواريخ الباليستية.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان إن لديها «ثقة كاملة» في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وإن الرئيس جو بايدن «ملتزم تماماً بعدم السماح لإيران مطلقًا بامتلاك سلاح نووي»، حسبما أوردت وكالة «أسوشييتد برس».

وأضاف البيان«إننا نقدّر جهود الوكالة الدولية المكثفة لإشراك إيران في مسائل طويلة الأمد تتعلق بالتزامات إيران المتعلقة بالضمانات... لقد أوضحنا أن إيران يجب أن تلتزم بشكل كامل بالتزاماتها المتعلقة بالضمانات».