«أيامنا الحلوة» في «موسم جدة» مع أول أيام عيد الفطر المبارك

جانب من فعاليات «موسم جدة» (تصوير: عبد الله الفالح)
جانب من فعاليات «موسم جدة» (تصوير: عبد الله الفالح)
TT

«أيامنا الحلوة» في «موسم جدة» مع أول أيام عيد الفطر المبارك

جانب من فعاليات «موسم جدة» (تصوير: عبد الله الفالح)
جانب من فعاليات «موسم جدة» (تصوير: عبد الله الفالح)

شاركت ألف طائرة «درونز»، أول من أمس (الاثنين)، مجموعة من الألعاب النارية، لرسم لوحات فنية تضيء وتزين سماء جدة، إيذاناً بانطلاق فعاليات «موسم جدة 2022» في نسخته الثانية بمنطقة «جدة آرت بروميناد» المطلة على الواجهة البحرية، ويستمر الموسم لمدة 60 يوماً، ويتخلله 2800 يوم فعالية، في 9 مناطق رئيسية.
وتزامن انطلاق «موسم جدة» مع أول أيام عيد الفطر المبارك، بحضور جماهيري كبير من أهالي المدينة وزوارها الذين توافدوا للاحتفاء بـ«الموسم»، ووجدوا في منطقة الافتتاح «جدة آرت بروميناد»، موقع تصوير بامتياز وثقوا فيه صورهم الشخصية والعائلية، وشكلت فيه الألعاب النارية، التي أضاءت سماء جدة واللوحات الفنية التي رسمتها طائرات الدرونز، أحلى خلفية تفاعلية. كما انطلقت، أمس، فعاليات سيرك «دو سوليه (سيرك الشمس)»، بعروض عالمية متنوعة ضمن «موسم جدة 2022»، في منطقة السيرك بـ«مدينة الملك عبد الله الرياضية»، وسط حضور كبير من الزوار، حيث أبهر 39 مؤدياً يساندهم 25 فنياً في عروض السيرك الجمهور. وقدم السيرك لأول مرة عرضاً حصرياً لـ«موسم جدة»، تضمنت فعالياته في اليوم الأول 4 عروض بهلوانية عالمية دمجت بين الإبداع والابتكار والتشويق، وعاش الحضور معها أجواء قصة سيرك «دو سوليه - فيوجن» الرئيسية.

ألعاب نارية في جدة (تصوير: عبد الله الفالح)

وشهدت عروض اليوم الأول فقرات بهلوانية؛ كعجلة الموت، والطائرة، وعرض التوازن، والقماش المعلق، وعروض الهيليوم، والدراجات الهوائية، والعاصفة الورقية، بالإضافة للعروض النارية الممتعة.
ويأتي «موسم جدة 2022» هذا العام بمجموعة فريدة من الفعاليات العالمية، والعروض الفنية والمسرحية التي ستشهدها مواقع الفعاليات، والحفلات الفنية العربية والعالمية، والألعاب والمدن الترفيهية، إلى جانب المعارض المختصة التي سيشهدها الموسم، حيث حرصت إدارة الموسم على استثمار جميع مقومات مدينة جدة السياحية والتاريخية والثقافية والبحرية، في تنويع الخيارات أمام الزائر وأفراد الأسرة، وخلق مزيد من الفرص أمام أبناء وبنات الوطن للمشاركة في الموسم.
وحرص «موسم جدة» على توظيف التجارب العالمية في صناعة الفعاليات بهوية سعودية، وذلك في 9 مناطق مختلفة بالمدينة؛ رُوِعي فيها ما تتميز به جدة من مقومات سياحية واعدة، وعناصر ترفيهية متنوعة، تلبي جميع الرغبات ومختلف الأذواق.
وأكد نواف قمصاني، مدير عام «موسم جدة 2022»، أن «موسم جدة» العام الحالي، «يأتي بهوية جديدة ومميزة، وفعاليات أكثر تعدداً وانتشاراً وتنوعاً؛ منها البحرية والثقافية والفنية والترفيهية وغيرها، وتتوزع فعاليات رئيسية على 9 مناطق هي: (جدة آرت بروميناد)، وسيرك (دو سوليه)، و(نادي جدة لليخوت)، و(جدة البلد)، و(جدة بيير)، و(جدة جنغل)، و(جدة سوبردوم)، و(حديقة الأمير ماجد)، و(سيتي ووك)، وتغطي جميع أنحاء مدينة جدة، كما تلبي الرغبات باختلافها وتنوعها، وتتناسب مع جميع الأعمار، لتشكل في مجملها حالة استثنائية من الفرح والسعادة لأهالي جدة وزوارها خلال عيد الفطر السعيد، وتستمر لمدة شهرين».

الألعاب النارية أضاءت سماء جدة (تصوير: عبد الله الفالح)

وأوضح قمصاني أن «جدة آرت بروميناد»، التي تشهد انطلاق الموسم في أيام العيد، إحدى مناطق الفعاليات التسع، ويتزامن مع افتتاحها بدء منطقة سيرك «دو سوليه» عروضها العالمية المشوقة مع أول أيام العيد، وستُفتتح باقي مناطق فعاليات الموسم تدريجياً خلال الأيام المقبلة، حتى يكتمل افتتاحها جميعها في 17 مايو (أيار) الحالي.
ويستقطب «موسم جدة» أبرز التجارب العالمية في مجال الفعاليات والسياحة والترفيه؛ حيث سيستضيف 70 تجربة تفاعلية، وأكثر من 60 لعبة ترفيهية، و7 مسرحيات عربية، ومسرحيتين عالميتين، وتجارب وفعاليات بحرية، وسيركاً عالمياً، وأكبر شلال تفاعلي، و4 معارض عالمية، والعديد من العروض والفعاليات الترفيهية المشوقة.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».