الصحافة تبحث في يومها العالمي عن صوتها أمام «الحصار الرقمي»

وسط أجواء استحواذ ماسك على «تويتر»

الصحافي الروسي ديمتري موراتوف الحائز على جائزة نوبل للسلام 2021 يلقي كلمة خلال حفل توزيع جوائز الرسوم الكاريكاتورية في اليوم العالمي لحرية الصحافة في جنيف أمس (إ.ب.أ)
الصحافي الروسي ديمتري موراتوف الحائز على جائزة نوبل للسلام 2021 يلقي كلمة خلال حفل توزيع جوائز الرسوم الكاريكاتورية في اليوم العالمي لحرية الصحافة في جنيف أمس (إ.ب.أ)
TT

الصحافة تبحث في يومها العالمي عن صوتها أمام «الحصار الرقمي»

الصحافي الروسي ديمتري موراتوف الحائز على جائزة نوبل للسلام 2021 يلقي كلمة خلال حفل توزيع جوائز الرسوم الكاريكاتورية في اليوم العالمي لحرية الصحافة في جنيف أمس (إ.ب.أ)
الصحافي الروسي ديمتري موراتوف الحائز على جائزة نوبل للسلام 2021 يلقي كلمة خلال حفل توزيع جوائز الرسوم الكاريكاتورية في اليوم العالمي لحرية الصحافة في جنيف أمس (إ.ب.أ)

مع عيش العالم أجواء صفقة استحواذ الملياردير العالمي إيلون ماسك على منصة «تويتر» وما صاحبها من تساؤلات حول مستقبل حرية الصحافة والإعلام، إلى ميادين القتال في أوكرانيا حيث يُقتل مراسلون ومصوّرون، وتتراشق الأطراف المتصارعة التقارير العسكرية والسياسية كل من وجهة نظرها، احتفل العالم أمس بـ«اليوم العالمي لحرية الصحافة».
جدير بالذكر أن منظمة الأمم المتحدة اعتمدت هذا اليوم، يوم 3 مايو (أيار) من كل عام، لتذكير حكومات بضرورة احترامها حرية الصحافة.
كما نصَت وثيقة إعلان هذا اليوم على ضمان بيئة إعلامية حرة وآمنة للصحافيين، وهذا بجانب جعل اليوم لتأمل الصحافيين والإعلاميين حول قضايا حرية الصحافة وأخلاقياتها.
وحقاً، تستضيف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) وجمهورية الأوروغواي راهناً (بين 2 و5 مايو) «المؤتمر العالمي السنوي لليوم العالمي لحرية الصحافة»، الذي يُعقد في صيغة هجينة في منتجع بونتا ديل استي بالأوروغواي.
ويحمل المؤتمر شعار «صحافة قابعة تحت حصار رقميّ»، وسيناقش المؤتمر تأثير العصر الرقمي في حرية التعبير وسلامة الصحافيين، والحصول على المعلومات ومسألة الخصوصية.
وحقاً، فإن التخوفات جدّية هذه الأيام من تأثر الحريات الصحافية من غزو «إعلام جديد» تملكه قلة متنفذة ذات صلات معينة مع قيادات وتيارات سياسية.
مع العلم أن علامات الاستفهام كانت قد بدأت تطرح بإلحاح إبان فترة رئاسية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، وانتشار مصطلح «الأخبار المزيفة»، وشراء دول كبرى عبر رجال الأعمال العديد من وسائل الإعلام ومنصاته.
وجاءت صفقة شراء «تويتر» التي خاضت حربا رقابة ضد ترمب لتعيد تسليط الضوء على مسألة الحريات الصحافية.
من جهة أخرى، الإعلاميون كانوا وما زالوا يجدون أنفسهم في الخطوط الأمامية من المناطق الساخنة.
وإبان تغطية الحرب الروسية - الأوكرانية، التي اندلعت يوم 24 فبراير (شباط) الماضي، دفعت الصحافة ثمناً باهظاً في سبيل نقل ما يحدث إلى العالم.
فقتل البعض وحوصر آخرون. ووفق إحصاءات رسمية وبيانات من وسائل الإعلام ومنظمات معنيّة بحريّة الصحافة، قتل لتاريخه في أوكرانيا صحافيان أجنبيان، وثلاثة صحافيين أوكرانيين، بينما أصيب بجروح آخرون من جنسيات متعددة.
فقد أعلنت شبكة «فوكس نيوز» الإخباريّة الأميركية عن مقتل مصور فرنسي آيرلندي ومنتجة تلفزيونيّة أوكرانية، كانا يعملان لحسابها، بينما أصيب زميلهما البريطاني بنجامين هول، وذلك عندما أصيبت العربة التي كانوا بداخلها بإطلاق نار في هورنيكا، قرب العاصمة الأوكرانية كييف، يوم الاثنين الماضي.
وفي العالم العربي، أثنى عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، بمناسبة «اليوم العالمي لحرية الصحافة»، على الدور التنويري الذي تمارسه الصحافة، وأشاد بدور الصحافة في البحرين في «نقل حقيقة الصورة الحضارية وما تمثله من نموذجٍ متقدم في صون الحقوق والحريات».
وعبر عن احتفائه «بكل من حمل أمانة الكلمة الصحافية الصادقة والمسؤولة في مختلف قطاعات الصحافة والإعلام، والحفاظ على شرف ميثاق هذه المهنة العريقة».
فقال: «نجدد بهذه المناسبة مشاعر الاعتزاز والفخر بمؤسساتنا الصحافية وإعلامنا الوطني عبر العقود، ونوجه الشكر والتقدير لكل منتسبي هذه المؤسسات على ما يقومون به من دور بنّاء في ترسيخ رسالة الصحافة النبيلة في نشر الوعي وإعلاء الفكر المستنير، ونقل حقيقة الصورة الحضارية لمملكتنا وما تمثله من نموذجٍ متقدم في صون الحقوق والحريات».
وأضاف أن «الجسد الصحافي والإعلامي يعبر عن جزء أصيل في مسيرتنا الديمقراطية والتنموية وموروث مجتمعنا الثقافي وما يحمله من قيم التنوع والتعددية والانفتاح، وحرية التعبير المسؤولة التي تستند إلى ضميرٍ واعٍ يضع المصلحة الوطنية العليا فوق أي اعتبار».
ومع عودة الحياة إلى طبيعتها بعد جائحة كوفيد 19، شدد العاهل البحريني «على أهمية الدور الذي تنهض به الصحافة والإعلام الوطني، في تعزيز وتيرة التعافي على مختلف الأصعدة».


مقالات ذات صلة

لماذا تم حظر ظهور «المنجمين» على التلفزيون الرسمي في مصر؟

يوميات الشرق مبنى التلفزيون المصري «ماسبيرو» (تصوير: عبد الفتاح فرج)

لماذا تم حظر ظهور «المنجمين» على التلفزيون الرسمي في مصر؟

أثار إعلان «الهيئة الوطنية للإعلام» في مصر حظر ظهور «المنجمين» على التلفزيون الرسمي تساؤلات بشأن دوافع هذا القرار.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
شمال افريقيا الكاتب أحمد المسلماني رئيس الهيئة الوطنية للإعلام (موقع الهيئة)

مصر: «الوطنية للإعلام» تحظر استضافة «العرّافين»

بعد تكرار ظهور بعض «العرّافين» على شاشات مصرية خلال الآونة الأخيرة، حظرت «الهيئة الوطنية للإعلام» في مصر استضافتهم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق قرارات «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام» أثارت جدلاً (تصوير: عبد الفتاح فرج)

​مصر: ضوابط جديدة للبرامج الدينية تثير جدلاً

أثارت قرارات «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام» بمصر المتعلقة بالبرامج الدينية جدلاً في الأوساط الإعلامية

محمد الكفراوي (القاهرة )
الولايات المتحدة​ ديبورا والدة تايس وبجانبها صورة لابنها الصحافي المختفي في سوريا منذ عام 2012 (رويترز)

فقد أثره في سوريا عام 2012... تقارير تفيد بأن الصحافي أوستن تايس «على قيد الحياة»

قالت منظمة «هوستيدج إيد وورلدوايد» الأميركية غير الحكومية إنها على ثقة بأن الصحافي أوستن تايس الذي فقد أثره في سوريا العام 2012 ما زال على قيد الحياة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي شخص يلوّح بعلم تبنته المعارضة السورية وسط الألعاب النارية للاحتفال بإطاحة الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق (رويترز)

فور سقوطه... الإعلام السوري ينزع عباءة الأسد ويرتدي ثوب «الثورة»

مع تغيّر السلطة الحاكمة في دمشق، وجد الإعلام السوري نفسه مربكاً في التعاطي مع الأحداث المتلاحقة، لكنه سرعان ما نزع عباءة النظام الذي قمعه لعقود.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.