إردوغان يتحدث عن «تطوير الحوار» مع مصر إلى أعلى المستويات

قناة «مكملين» الموالية لـ«الإخوان» توقف بثها وتعلن الرحيل من تركيا

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (ا.ف.ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (ا.ف.ب)
TT

إردوغان يتحدث عن «تطوير الحوار» مع مصر إلى أعلى المستويات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (ا.ف.ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (ا.ف.ب)

لا تزال محاولات المضي بمسار التطبيع بين مصر وتركيا تتفاعل على مستويات عدة.
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس، «إمكانية (تطوير الحوار) وتطبيع العلاقات مع مصر، على غرار الخطوات التي اتخذتها بلاده مع إسرائيل ودول أخرى في المنطقة»، مبرزاً أن «الحوار مع مصر قد يتطور إلى أعلى المستويات».
بموازاة ذلك، أعلنت فضائية «مكملين» وهي واحدة من ثلاث قنوات تابعة لـ«الإخوان» تبث من إسطنبول، وقف بثها نهائياً من تركيا، وإغلاق استديوهاتها بعد ثمانية أعوام، والتوجه إلى البث من «عواصم عالمية» أخرى. وبينما لم تحدد القناة في بيان أصدرته ليل الجمعة - السبت، وأبرزته وكالة أنباء «الأناضول» الرسمية التركية، وجهتها الجديدة، مكتفية بالقول إنها «قررت نقل جميع أعمالها إلى خارج تركيا من أجل (انطلاقة جديدة)». كشفت مصادر من داخل القناة لـ«الشرق الأوسط» أن «المفاضلة تدور بين الانطلاق من لندن أو إسبانيا أو ماليزيا». وقالت إن «لندن هي الأكثر ترجيحا، نظرا لسماح السلطات البريطانية لقنوات أخرى تابعة لـ(الإخوان) بالعمل من هناك».
يأتي هذا بعد أشهر من المحادثات «الاستكشافية» التي جرت بين مصر وتركيا، برئاسة مساعدي وزيري الخارجية، الأولى بالقاهرة، والثانية في أنقرة. وقال ممثلو البلدين حينها إن «المباحثات كانت (صريحة ومعمقة)، وتناولت القضايا الثنائية، والقضايا الإقليمية». واتفق الطرفان حينها على «مواصلة المشاورات والتأكيد على رغبتهما في تحقيق تقدم بالموضوعات محل النقاش».
قبل أسبوعين، قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن «بلاده ستقدم على خطوات جديدة لتطبيع العلاقات مع مصر، وإن وزير الخارجية المصري سامح شكري سيحضر مأدبة إفطار معه في إسطنبول خلال شهر رمضان الحالي»، لكن «لم يصدر أي تعليق من القاهرة».
وكانت تركيا قد أكدت مطلع أبريل (نيسان) الماضي، أن «الأيام المقبلة سوف تشهد (خطوات أخرى) في إطار تطبيع العلاقات مع مصر». وأشار وزير الخارجية التركي، حينها إلى «استمرار جهود تطبيع العلاقات مع مصر». وقال: «أقدمنا على عدد من الخطوات في إطار تطبيع العلاقات مع مصر، وخلال الأيام المقبلة سنقدم على (خطوات أخرى) في هذا الخصوص».
وفي إشارة أخرى للتقارب مع القاهرة. قال الرئيس التركي في تصريحات لصحافيين رافقوه، خلال رحلة عودته من السعودية أمس، إن «المرحلة الحالية (هي مرحلة تحقيق التقارب)... ويتعين علينا الدخول في مرحلة جديدة مع الدول التي نتقاسم معها نفس المعتقدات والأفكار، إنها مرحلة كسب أصدقاء وليس خلق أعداء». وكان الرئيس التركي قد ذكر في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أن «تركيا سوف تطرح مبادرة جديدة مع مصر وإسرائيل مشابهة لتلك التي بدأتها مع الإمارات العربية المتحدة».
من جهته، قال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير علي الحفني، إن «مصر تُقدر الخطوات التركية؛ لكن المطلوب أن يكون هناك (تفاهم) بشكل أكبر لحل (الإشكاليات)». وأعرب الحفني عن أمله في «حدوث تقدم للعلاقات بين البلدين، وأن تكون هناك (خطوات ملموسة) في هذا الشأن»، قائلاً في تصريحات مع «الشرق الأوسط» إن «عودة العلاقات بين مصر وتركيا بلا شك سوف تعود بالفائدة والنفع على الوضع الإقليمي». ولمح السفير الحفني إلى أن «القاهرة لديها (إرادة قوية) لعودة العلاقات؛ وعلى الطرف الآخر أن يتخذ (التدابير الفعالة)».
ورأى وزير الخارجية المصري، سامح شكري، في وقت سابق، أن «هناك بوادر على رغبة تركيا في تغيير مسارها تجاه مصر، خاصة في المجال الأمني». ولفت إلى «وجود مجموعة من التصريحات التركية التي أظهرت تحولاً في مسار التصرف التركي بعيداً عن التدخل بالشؤون المصرية أو رعاية عناصر (متطرفة معادية) للقاهرة».
وفي مارس (آذار) 2021 أعلنت أنقرة استئناف اتصالاتها الدبلوماسية مع مصر، واتخذت خطوات عدة، بينها الضغط على قنوات «الإخوان»، التي تبث من أراضيها، وتوجيهها إلى الابتعاد عن «التحريض». وبعد سلسلة من التصريحات التركية الودية بشأن عودة العلاقات مع مصر، تحدث وزير الخارجية التركي هاتفياً مع نظيره المصري بهدف تبادل التهاني بحلول رمضان في أبريل من العام نفسه، وكان الاتصال المباشر الأول على مستوى رفيع بين مسؤولي البلدين، منذ خفض العلاقات لمستوى القائم بالأعمال عام 2013.
وسبق أن طالبت السلطات التركية في مارس العام الماضي، القنوات التابعة للإخوان (مكملين، وطن، والشرق) بوقف برامجها التحريضية ضد مصر، أو التوقف نهائياً عن البث من الأراضي التركية، حال عدم الالتزام بميثاق الشرف الإعلامي المطبق في تركيا. وأعلنت «مكملين» وقف بثها نهائياً من تركيا وإغلاق استديوهاتها. وألمحت القناة إلى أن قرار رحيلها من تركيا يأتي في «إطار التغيرات التي طرأت على السياسة الخارجية لتركيا في الفترة الأخيرة، وتوجهها إلى تحسين العلاقات مع مصر، وعدد من دول المنطقة».
وكانت قد توقفت برامج أبرز مقدمي البرامج العاملين بالقنوات الثلاث، ومنهم محمد ناصر وحمزة زوبع (مكملين) وهشام عبد الله، وهيثم أبو خليل وحسام الغمري (الشرق)، بقي هؤلاء لما يقرب من العام بلا عمل، بينما اختار معتز مطر، الذي كان يعد المذيع الرئيسي لقناة «الشرق» الانتقال إلى لندن، ليواصل بث برنامجه «مع معتز» عبر قناته الخاصة على «اليوتيوب».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.