إيناس عبد الدايم: «الاختيار 3» توثيق صادق لمحاولات «أخونة الأوبرا»

قالت لـ «الشرق الأوسط» إن إسعاد يونس أجادت في تقديم شخصيتها بالعمل

الدكتورة إيناس عبد الدايم
الدكتورة إيناس عبد الدايم
TT

إيناس عبد الدايم: «الاختيار 3» توثيق صادق لمحاولات «أخونة الأوبرا»

الدكتورة إيناس عبد الدايم
الدكتورة إيناس عبد الدايم

أشادت وزيرة الثقافة المصرية الدكتورة إيناس عبد الدايم، بأداء الفنانة إسعاد يونس، لدورها في الحلقة 25 من مسلسل «الاختيار»، مؤكدة أن هذا العمل يقدم توثيقاً لفترة مهمة من تاريخ مصر يجهل البعض تفاصيلها.
وقالت الوزيرة في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»: «جسدت إسعاد يونس شخصيتها بأسلوب رائع شكلاً ومضموناً»، منوهة بأنها علمت فقط باختيار يونس لأداء شخصيتها، ومن ثَم فوجئت بها أثناء مشاهدتها المسلسل، مؤكدة أن «يونس أجادت التعبير عنها، وتحدثت بالتحدي نفسه الذي كانت عليه خلال لقائها مع وزير الثقافة في عهد الإخوان».
واستعادت عبد الدايم تلك الأيام التى عاشتها، قائلة: «منذ بداية تولى الإخوان الحكم، كان في داخلنا جميعاً رفض لهم، فقد كنا خائفين أن (تروح منا مصر)، أنا شخصياً كان كل هدفي بصفتي رئيسة لدار الأوبرا أن أحافظ عليها، إذ كانت بمثابة بيتنا الذي نغلقه في وجه أي محاولة اعتداء، لأن أهدافهم كانت في (سكة ثانية)، وأخذنا على عاتقنا مهمة التصدي لأي محاولة لتغيير هويتها، كنا نعقد اجتماعات يومية، ولا يمر يوم من دون نشاط داخل الأوبرا».
وأضافت عبد الدايم قائلة: «لم نقم بإلغاء عرض أو وقف عروض رغم المظاهرات التي كانت تقع على مسافة قريبة منا في ميدان التحرير، وجاء حضور الجمهور ليساندنا ويعضدنا، قلنا لن نترك المكان وسنظل به حتى آخر نفس في عمرنا، لن نسمح لهم بأخونة الأوبرا والسيطرة عليها، ورغم أننا كنا نواجه باعتذار فرق أجنبية عن المجيء، كانت هناك دول تتضامن معنا وترسل فرقها الفنية».


جانب من مشاهد الاعتراض على وزير الثقافة الإخواني

وبشأن قرار إقالتها من رئاسة الأوبرا، الذي فجر غضب المثقفين في مصر، تقول الوزيرة: «أصدر وزير الثقافة الإخواني قرار إقالتي بعد ساعات قليلة من لقائي به، ورفض فنانو الأوبرا تقديم عروضهم التي بدأت بوقف عرض أوبرا عايدة، واعتصامهم داخل دار الأوبرا، في ظل مخاوف سيطرة الإخوان عليها، حتى لا توجه في اتجاهات أخرى، مثلما أفصح وزيرهم بشكل واضح كما جاء في المسلسل».
وذكرت عبد الدايم: «أن الأمور كانت تتسارع، وأصبح هدفنا جميعاً الخلاص من حكم الإخوان، والتصدي لمحاولات أخونة الدولة، وطمس هوية مصر الثقافية، كان هدفنا حماية بلدنا، وكنا على قلب رجل واحد لهذا الهدف، لذلك كانت ثورة 30 يونيو من أعظم أيام التاريخ الحديث، لأننا استعدنا هويتنا المصرية خلالها».
وأشادت الوزيرة المصرية بمسلسل «الاختيار» مشيرة إلى أنه يقدم توثيقاً صادقاً لتاريخ مصر وسردا لوقائع وتفاصيل تغيب عن الكثيرين، وفي ذلك تقول: «هناك أجيال تعرف أنه حدثت ثورة في 30 يونيو، لكن يغيب عنهم ما قبل ذلك، وما الذي أوصلنا إليها، وماذا وقع من أحداث دفعت المصريين للثورة على حكم الإخوان، هذا التوثيق وحده كافياً ليؤكد كيف كانوا يتآمرون على البلد».


إسعاد يونس قدمت دور إيناس عبد الدايم في (الاختيار 3)

وفجرت الحلقة الـ25 من مسلسل «الاختيار 3» التي جاءت بعنوان (الحدود الغربية) الصدام الذي وقع بين الإخوان والمثقفين الذين اعترضوا على سعي الحكم لتغيير هوية مصر الثقافية، وبدأت الحلقة بقرار وزير الثقافة الإخواني علاء عبد العزيز بإقالة الدكتورة إيناس عبد الدايم (التي جسدت شخصيتها الفنانة إسعاد يونس) من منصبها رئيسة لدار الأوبرا المصرية، وشهدت الحلقة، حواراً جمع الاثنين، حيث تحدث الوزير الإخواني عن «ضرورة استغلال قاعات الأوبرا في أنشطة أخرى تتبع الأحزاب والكيانات السياسية، كما أشار إلى عدم أهمية فن الباليه وأنه لا يوجد جدوى وعوائد مالية من استمراره».
وبعد محادثة طويلة، ردت عليه رئيسة دار الأوبرا قائلة خلال المسلسل: «الأوبرا مش محتاجة حد يدافع عنها، الأوبرا اتبنت في عهد الخديوي إسماعيل 1869 مكنش حسن البنا أتولد وقتها»، مضيفة بنبرة حادة: «الأوبرا ليست قاعة أفراح لنؤجرها»، قبل أن يصدر قرار إقالتها.
وأبرزت الحلقة الاشتباكات التي وقعت أمام وزارة الثقافة، إبان حكم الإخوان، احتجاجاً على ممارسات وزير الثقافة حيث احتشد العشرات من المثقفين والفنانين والنشطاء السياسين، وقرروا الاعتصام داخل مقر الوزارة في حي الزمالك.
وتعد د. إيناس عبد الدايم أول امرأة تتقلد منصب وزير الثقافة في مصر، وهي عازفة عالمية لآلة «الفلوت»، وقد تمكنت من إحداث حراك فني كبير في دار الأوبرا المصرية منذ توليها لها عام 2013 حتى توليها الوزارة عام 2018، وبدأت مشوارها الفني بعد تخرجها في معهد الكونسرفتوار حيث عينت معيدة بقسم الفلوت عام 1982، وحصلت على الماجستير من فرنسا، ومن ثم حصلت على الدكتوراه من المدرسة العليا للفن في باريس، وفازت عبد الدايم بجائزة الدولة التشجيعية للفنون، وجائزة الإبداع، والمركز الأول لإتحاد المعاهد الموسيقية في فرنسا كأحسن عازفة، وجائزة مهرجان كوريا الجنوبية للفنون.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.