حزمة يابانية طارئة لمعالجة تداعيات أزمة أوكرانيا

قلق على الين... وتحسُّن للبطالة

متسوقون في أحد أسواق مدينة طوكيو (رويترز)
متسوقون في أحد أسواق مدينة طوكيو (رويترز)
TT

حزمة يابانية طارئة لمعالجة تداعيات أزمة أوكرانيا

متسوقون في أحد أسواق مدينة طوكيو (رويترز)
متسوقون في أحد أسواق مدينة طوكيو (رويترز)

خصصت اليابان أمس (الثلاثاء)، حزمة اقتصادية طارئة بقيمة 6.2 تريليون ين (أي نحو 48 مليار دولار) للتخفيف من تأثير ارتفاع الأسعار على الأسر والشركات الأصغر، والذي يُعزى جزئياً إلى العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وتشمل السمات الرئيسية للحزمة منحاً نقدية بقيمة 50 ألف ين لكل طفل للأسر ذات الدخل المنخفض، والمزيد من الإعانات لتجار النفط بالجملة لخفض أسعار البنزين ودعم الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم وكذلك مربّي الماشية... وفقاً لما أفادت به وكالة أنباء «كيودو» اليابانية الرسمية.
وتأتي إجراءات الإغاثة، التي تم تجميعها قبل انتخابات مجلس المستشارين في يوليو (تموز) المقبل، في الوقت الذي يهدد فيه ارتفاع تكاليف الوقود وأسعار المواد الغذائية بإلحاق الضرر بمعنويات المستهلكين، حيث لم يتعافَ الاقتصاد الياباني تماماً من تداعيات جائحة «كوفيد - 19».
ولتمويل الإنفاق الجديد، ستستغل الحكومة 1.5 تريليون ين من الأموال الاحتياطية المخصصة للإنفاق الطارئ في سنة العمل الحالية التي بدأت في أبريل (نيسان) الجاري، ونحو تريليوني ين من ميزانية 2022 المالية ومصادر أخرى، بالإضافة إلى 2.7 تريليون ين من ميزانية إضافية سيتم تجميعها لاحقاً.
وتجاوزت اليابان -المثقلة بالديون بالفعل- ميزانية قياسية تبلغ 107.60 تريليون ين للسنة المالية 2022، مما وضع استعادة عافيتها المالية، وهو الأسوأ بين الاقتصادات الكبرى، في مأزق، وسط ما وصفه رئيس الوزراء فوميو كيشيدا بـ«الضربة المزدوجة» التي تعرض لها الاقتصاد الوطني وجاء بسبب جائحة «كوفيد - 19» والأزمة في أوكرانيا. وتتكون حزمة الطوارئ من أربع ركائز أساسية: الحد من أسعار النفط، وضمان إمدادات غذائية مستقرة، وتقديم الدعم للشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، ومساعدة الأسر المتعثرة، حسب «كيودو».
وفي سياق منفصل، صرّح رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا أمس، بأن التحركات السريعة للعملة «غير مواتية» لكثير من الأطراف المعنية، وسط قلق متزايد بشأن التأثير السلبي لضعف الين على الانتعاش الاقتصادي الهش في البلاد.
وقال كيشيدا -في إحاطة إعلامية، وفق ما نقلته وكالة أنباء «كيودو» اليابانية- إن مستويات العملة تعكس نتائج السياسات الاقتصادية والنقدية، معرباً عن أمله في أن يواصل بنك اليابان جهوده لتحقيق هدف التضخم البالغ 2%.
وأدت مسارات السياسة المتباينة لبنك اليابان إلى الحفاظ على التيسير النقدي القوي، كما أدى بنك الاحتياطي الفيدرالي الأكثر تشدداً إلى انخفاض الين إلى أدنى مستوياته في 20 عاماً مقابل الدولار الأميركي.
وكان بنك اليابان يوجه سياسته بهدف تحقيق هدف استقرار الأسعار بنسبة 2%... وصعدت السلطات اليابانية من خطابها بشأن الوتيرة السريعة لضعف الين، مما عزز أسعار الواردات لليابان الفقيرة بالموارد.
وبالتزامن، أظهرت بيانات رسمية تراجع معدل البطالة في اليابان خلال مارس (آذار) الماضي بعد وضع المتغيرات الموسمية في الحساب إلى 2.6%، وهو ما يقل عن توقعات المحللين الذين توقعوا استقرار معدل البطالة عند مستوى 2.7% وهو نفس المعدل في فبراير (شباط) الماضي.
وذكرت وزارة الشؤون الداخلية والاتصالات اليابانية أن معدل توافر الوظائف بالنسبة لعدد طالبي الوظائف بلغ 1.22 وظيفة لكل طالب وظيفة، وهو ما جاء متفقاً مع توقعات المحللين وبزيادة عن المعدل في فبراير حيث كان 1.21 وظيفة. وبلغت نسبة المشاركة في قوة العمل باليابان 62.1%، مقابل 61.8% خلال فبراير، في حين كان المحللون يتوقعون ارتفاعها إلى 62% فقط.


مقالات ذات صلة

واشنطن: القوات الكورية الشمالية ستدخل الحرب ضد أوكرانيا «قريباً»

العالم الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يسير أمام عدد كبير من جنود بلاده (د.ب.أ)

واشنطن: القوات الكورية الشمالية ستدخل الحرب ضد أوكرانيا «قريباً»

أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن اليوم (السبت) أن بلاده تتوقع أن آلافاً من القوات الكورية الشمالية المحتشدة في روسيا ستشارك «قريباً» في القتال.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب يبحث القضايا الأمنية العالمية مع أمين عام «الناتو»

ترمب يبحث القضايا الأمنية العالمية مع أمين عام «الناتو»

التقى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، الجمعة، الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب في بالم بيتش في ولاية فلوريدا، فيما يدرس تعيين مبعوث خاص لأوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمته المسائية عبر الفيديو (ا.ف.ب)

زيلينسكي يتهم بوتين بارتكاب جرائم حرب «جديدة»

اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بارتكاب جرائم حرب جديدة بعد الهجوم الصاروخي على مدينة دنيبرو بصاروخ جديد متوسط المدى.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (ا.ب)

أوستن: قوات كوريا الشمالية المحتشدة في روسيا ستشارك في الحرب «قريباً»

أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، اليوم (السبت)، أن بلاده تتوقع أن الآلاف من القوات الكورية الشمالية المحتشدة في روسيا ستشارك «قريباً» في القتال ضد أوكرانيا

«الشرق الأوسط» (سيدني)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بقمة دول مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو بالبرازيل (أ.ف.ب)

بايدن وماكرون يناقشان الصراعين في أوكرانيا والشرق الأوسط

قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون ناقشا الصراعين الدائرين في أوكرانيا والشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
TT

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024، مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، لتتحول إلى الربحية وبنسبة نمو تجاوزت 200 في المائة.إذ وصلت أرباحها إلى نحو 525 مليون دولار (1.97 مليار ريال) مقارنةً بتسجيلها خسائر في العام السابق وصلت إلى 516 مليون دولار (1.93 مليار ريال).

ويأتي هذا التحول للربحية في النتائج المالية لشركات القطاع، وتحقيقها لقفزة كبيرة في الأرباح، بفعل ارتفاع الإيرادات ودخل العمليات والهامش الربحي وزيادة الكميات والمنتجات المبيعة.

ومن بين 11 شركة تعمل في مجال البتروكيميائيات مدرجة في «تداول»، حققت 8 شركات ربحاً صافياً، وهي: «سابك»، و«سابك للمغذيات»، و«ينساب»، و«سبكيم»، و«المجموعة السعودية»، و«التصنيع»، و«المتقدمة»، و«اللجين»، في حين واصلت 3 شركات خسائرها مع تراجع بسيط في الخسائر مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، وهي: «كيمانول»، و«نماء»، و«كيان».

وبحسب إعلاناتها لنتائجها المالية في «السوق المالية السعودية»، حققت شركة «سابك» أعلى أرباح بين شركات القطاع والتي بلغت مليار ريال، مقارنةً بتحقيقها خسائر بلغت 2.88 مليار ريال للعام السابق، وبنسبة نمو تجاوزت 134 في المائة.

وحلت «سابك للمغذيات» في المركز الثاني من حيث أعلى الأرباح، رغم تراجع أرباحها بنسبة 21 في المائة، وحققت أرباحاً بقيمة 827 مليون ريال خلال الربع الثالث 2024، مقابل تسجيلها لأرباح بـ1.05 مليار ريال في الربع المماثل من العام السابق.

وفي المقابل، حققت «اللجين»، أعلى نسبة نمو بين الشركات الرابحة، وقفزت أرباحها بنسبة 1936 في المائة، بعد أن سجلت صافي أرباح بلغ 45.8 مليون ريال في الربع الثالث لعام 2024، مقابل أرباح بلغت 2.25 مليون ريال في العام السابق.

مصنع تابع لشركة كيميائيات الميثانول (كيمانول) (موقع الشركة)

توقعات استمرار التحسن

وفي تعليق على نتائج شركات القطاع، توقع المستشار المالي في «المتداول العربي» محمد الميموني خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تستمر حالة التحسن في أرباح شركات قطاع البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، بفعل حالة ترقب التحسن في الاقتصاد الصيني الذي يعد من أهم وأكبر المستهلكين لمنتجات شركات البتروكيميكال، والاستقرار المتوقع في الأوضاع الجيوسياسية، مضيفاً أن تلك العوامل ستعمل على بدء انفراج في أسعار منتجات البتروكيميكال، وتجاوزها للمرحلة الماضية في تدني وانخفاض أسعارها. وقال «لا أتوقع أن يكون هناك مزيد من التراجع، ومن المتوقع أن يبدأ الاستقرار في أسعار منتجات البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، وهو مرهون بتحسن أسعار النفط، وتحسن الطلب على المنتجات».

وأشار الميموني إلى أن أسباب تراجع أرباح بعض شركات القطاع أو استمرار خسائرها يعود إلى انخفاض متوسط أسعار مبيعات منتجات البتروكيميكال نتيجة لاتجاه السوق والأسعار نحو الانخفاض بالإضافة إلى فترة الصيانة الدورية لعدد من مصانع شركات القطاع، وكذلك ارتفاع تكلفة وقود الديزل في الفترة منذ بداية يناير (كانون الثاني) 2024 وارتفاع تكلفة الشحن بسبب الاضطرابات الجيوسياسية التي أثرت على مسار الشحن من خلال مسار البحر الأحمر، وارتفاع تكاليف التمويل، ورغم اتجاه أسعار الفائدة نحو الانخفاض منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، فإنه لم ينعكس بشكل جيد على وضع نتائج شركات البتروكيميكال حتى الآن، مجدِّداً توقعه بتحسن النتائج المالية لشركات القطاع خلال الربعين المقبلين.

تحسن الكفاءة التشغيلية

من جهته، قال المحلل المالي طارق العتيق، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن شركات القطاع أظهرت منذ بداية السنة تحسناً في الكفاءة التشغيلية لجميع عملياتها وأدائها، وارتفاع في أعداد الكميات المنتجة والمبيعة، وتكيّف شركات القطاع مع تغير ظروف السوق. وقابل ذلك تحسّن ظروف السوق وزيادة الطلب على المنتجات البتروكيماوية، وتحسّن الهوامش الربحية ومتوسط الأسعار لبعض منتجات البتروكيميائيات الرئيسة.

وعّد العتيق تسجيل 8 شركات من أصل 11 شركة تعمل في القطاع، أرباحاً صافية خلال الربع الثالث، أنه مؤشر مهم على تحسن عمليات وأداء شركات القطاع، ومواكبتها لتغير الطلب واحتياج السوق، مضيفاً أن القطاع حساس جداً في التأثر بالظروف الخارجية المحيطة بالسوق وأبرزها: تذبذب أسعار النفط، والظروف والنمو الاقتصادي في الدول المستهلكة لمنتجات البتروكيميائيات وأهمها السوق الصينية، والأحداث الجيوسياسية في المنطقة وتأثيرها على حركة النقل والخدمات اللوجستية، لافتاً إلى أن تلك الظروف تؤثر في الطلب والتكاليف التشغيلية لمنتجات البتروكيميائيات، إلا أنها قد تتجه في الفترة الراهنة باتجاه إيجابي نحو تحسن السوق والطلب على منتجات البتروكيميائيات.