ألمانيا: محاكمة غامبي بالتورط في قتل صحافي

المتهم الغامبي باي لوي، المتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية والقتل يخفي وجهه خلف ملف عند وصوله إلى قاعة المحكمة في تسيله بشمال ألمانيا عند افتتاح محاكمته أمس (أ.ف.ب)
المتهم الغامبي باي لوي، المتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية والقتل يخفي وجهه خلف ملف عند وصوله إلى قاعة المحكمة في تسيله بشمال ألمانيا عند افتتاح محاكمته أمس (أ.ف.ب)
TT

ألمانيا: محاكمة غامبي بالتورط في قتل صحافي

المتهم الغامبي باي لوي، المتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية والقتل يخفي وجهه خلف ملف عند وصوله إلى قاعة المحكمة في تسيله بشمال ألمانيا عند افتتاح محاكمته أمس (أ.ف.ب)
المتهم الغامبي باي لوي، المتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية والقتل يخفي وجهه خلف ملف عند وصوله إلى قاعة المحكمة في تسيله بشمال ألمانيا عند افتتاح محاكمته أمس (أ.ف.ب)

بدأت أمس الاثنين في ألمانيا محاكمة غامبي متهم بالانضواء في فرقة موت اغتالت معارضي الديكتاتور السابق يحيى جامع، بمن فيهم صحافي في وكالة الصحافة الفرنسية. ويواجه المشتبه به، الذي عرفت وسائل الإعلام عنه أنه باي لوي، اتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية والقتل ومحاولة القتل بما في ذلك قتل مراسل وكالة الصحافة الفرنسية في بانغول ديدا حيدارا عام 2004 في وقت ما زال طريق تحقيق العدالة في البلد الأفريقي طويلا وشاقا.
وارتدى لوي قبعة سوداء اللون وأخفى وجهه بملف أخضر اللون لدى وصوله إلى المحكمة في بلدة تسيله في شمال ألمانيا.
وخارج قاعة المحكمة، رفع ناشطون لافتات مطالبة بـ«جلب (جامع) والمتواطئين معه إلى العدالة».
وأفادت منظمة «هيومن رايتس ووتش» بأن المحاكمة تعد «الأولى التي تلاحق قضائيا على انتهاكات لحقوق الإنسان ارتكبت في غامبيا خلال عهد جامع على أساس الاختصاص القضائي العالمي». ويسمح مبدأ الاختصاص القضائي العالمي لدولة أجنبية بمحاكمة متهمين بالتورط في جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وإبادة، بغض النظر عن مكان ارتكابها.
وأوقفت السلطات الألمانية لوي في هانوفر في مارس (آذار) 2021 وهو متهم بالتورط في عمليتي قتل ومحاولة قتل واحدة عندما كان يعمل سائقا لدى ما يسمى «فريق الأدغال»، وهي فرقة موت في القوات المسلحة طبعت عهد يحيى جامع بين ديسمبر (كانون الأول) 2003 وديسمبر 2006». ويفيد مدعون فيدراليون بأن «رئيس غامبيا حينذاك استخدم هذه الوحدة لتنفيذ أوامر قتل غير قانونية وغير ذلك» بهدف «ترهيب سكان غامبيا وقمع المعارضة». وقُتل حيدارا (58 عاما) بإطلاق النار عليه داخل سيارته على أطراف بانغول في 16 ديسمبر 2004. ولوي متهم بالمساعدة في إيقاف سيارة حيدارا ونقل أحد قتلته بمركبته الخاصة. وكان حيدارا، وهو أب لأربعة أبناء، محررا ومؤسسا مشاركا لصحيفة «ذي بوينت»، فضلا عن عمله مراسلا لوكالة الصحافة الفرنسية على مدى أكثر من 30 عاما. وعمل مراسلا في غامبيا لمنظمة «مراسلون بلا حدود» واعتبر عميد الصحافيين في الدولة الصغيرة الواقعة في غرب أفريقيا. وفي صحيفته «ذي بوينت»، عُرف بكتابته عمودا مقروءا على نطاق واسع تحت عنوان «صباح الخير، السيد الرئيس»، أعرب فيه عن وجهات نظره في السياسة في غامبيا. وتفيد تحقيقات «مراسلون بلا حدود» بأن أجهزة الاستخبارات الغامبية تجسست على حيدارا قبل وقت قصير من مقتله. وفي حديثه عن والده، يقول بابا حيدارا إنه كان صحافيا «عنيدا جدا». وقال بابا حيدارا لوكالة الصحافة الفرنسية خارج المحكمة: «ننتظر هذا اليوم منذ 18 عاما». وأضاف «إنه يوم مهم من أجل العدالة، لكنه لا يعد إلا نقطة البداية في رحلة طويلة»، معربا عن أمله بأن يخضع جامع أيضا إلى المحاكمة. ويتهم المدعون أيضا لوي باقتياد «فريق الأدغال» إلى موقع في بانغول عام 2003 لاغتيال المحامي عثمان سيلا، الذي نجا من الاعتداء لكنه أصيب بجروح بالغة. وقالت ابنته أيمي سيلا في مؤتمر صحافي قبل المحاكمة إنها تأمل بأن تسلط الإجراءات القضائية الضوء على «لماذا ومن وكيف حاولوا قتل والدي». وفي حادثة ثالثة في 2006 اتهم لوي باقتياد عناصر من الوحدة إلى موقع قرب مطار بانغول حيث قتلوا داودا نياسي، الذي يشتبه أنه كان معارضا للرئيس، بإطلاق النار عليه. وحكم جامع غامبيا بقبضة حديدية على مدى 22 عاما، لكنه فر من البلاد في يناير (كانون الثاني) 2017 بعدما خسر في الانتخابات الرئاسية أمام أداما بارو الذي لم يكن يعرف عنه الكثير. ورفض الإقرار بالنتائج لكن انتفاضة شعبية أجبرته على التنحي والفرار إلى غينيا الاستوائية. ويعد لوي ثالث شخص يشتبه تورطه بانتهاكات في حقبة جامع يعتقل في الخارج.
والمشتبهان الآخران هما وزير الداخلية الغامبي السابق عثمان سونكو، الخاضع لتحقيق في سويسرا منذ العام 2017، وعضو آخر في «فريق الأدغال» هو مايكل سانغ كوريا الذي وجهت إليه اتهامات في الولايات المتحدة في يونيو (حزيران) 2020. وقال باتريك كروكر، وهو محام لبابا حيدارا، لوكالة الصحافة الفرنسية خارج المحكمة إن بدء المحاكمة «يوم مهم للعدالة». وأضاف «نأمل بأن تكون رسالة... ليس لسويسرا والولايات المتحدة فحسب، بل أيضا لغامبيا». وتابع «يستحق النظام القضائي الألماني الثناء عليه لدوره القيادي، ويعد الأمر إشارة إلى القادة في غامبيا». ونشطت ألمانيا خصوصا في ملاحقة قضايا من هذا النوع بموجب الاختصاص القضائي العالمي.


مقالات ذات صلة

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

العالم إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

قضت محكمة إسبانية، الجمعة، بالسجن 10 سنوات على زعيم خلية «إرهابية» نشطت في برشلونة، و8 سنوات على 3 آخرين بتهمة التخطيط لهجمات ضد أهداف روسية في المدينة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وذكرت «المحكمة الوطنية» في مدريد، في بيان، أنها أدانت «4 أعضاء في خلية إرهابية متطرفة مقرُّها برشلونة، حدّدوا أهدافاً روسية لتنفيذ هجمات ضدَّها في عاصمة كاتالونيا بشمال شرقي إسبانيا. وأضافت المحكمة، المسؤولة خصيصاً عن قضايا «الإرهاب»، أنها برّأت شخصين آخرين. وجاء، في البيان، أن زعيم الخلية «بدأ تحديد الأهداف المحتملة، ولا سيما المصالح الروسية في عاصمة كاتالونيا، وأنه كان في انتظار الحصول على موادّ حربية». وأوض

«الشرق الأوسط» (مدريد)
العالم اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

أعلنت السلطات الألمانية، الثلاثاء، القبض على سوري، 28 عاماً، في هامبورغ للاشتباه في تخطيطه شن هجوم ارهابي. وأعلن المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية، والمكتب الإقليمي للشرطة الجنائية في ولاية هامبورغ، ومكتب المدعي العام في الولاية أنه يُشتبه أيضاً في أن شقيق المتهم الذي يصغره بأربع سنوات، ويعيش في مدينة كمبتن ساعده في التخطيط. ووفق البيانات، فقد خطط الشقيقان لشن هجوم على أهداف مدنية بحزام ناسف قاما بصنعه.

«الشرق الأوسط» (هامبورغ)
العالم هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

حكمت محكمة هولندية، اليوم (الخميس)، على أربع نساء، أعادتهنّ الحكومة العام الماضي من مخيّم للاجئين في سوريا، بالسجن لفترات تصل إلى ثلاث سنوات بعد إدانتهنّ بتهم تتعلق بالإرهاب. وفي فبراير (شباط) 2022 وصلت خمس نساء و11 طفلاً إلى هولندا، بعدما أعادتهنّ الحكومة من مخيّم «الروج» في شمال شرقي سوريا حيث تُحتجز عائلات مقاتلين. وبُعيد عودتهنّ، مثلت النساء الخمس أمام محكمة في روتردام، وفقاً لما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، حيث وجّهت إليهن تهمة الانضمام إلى مقاتلين في تنظيم «داعش» في ذروة الحرب في سوريا، والتخطيط لأعمال إرهابية. وقالت محكمة روتردام، في بيان اليوم (الخميس)، إنّ النساء الخمس «قصدن ساحات ل

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
العالم قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

أفادت صحيفة «بيلد» الألمانية بسقوط قتيلين عقب إطلاق نار بمدينة هامبورغ اليوم (الأحد). وأوضحت الصحيفة أنه تم استدعاء الشرطة قبيل منتصف الليل، وهرعت سياراتها إلى موقع الحادث. ولم ترد مزيد من التفاصيل عن هوية مطلق النار ودوافعه.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

أعلن الادعاء العام الألماني في مدينة كارلسروه، اليوم (الخميس)، تحريك دعوى قضائية ضد شابين إسلاميين بتهمة الإعداد لشن هجوم في ألمانيا باسم تنظيم «داعش». وأوضح الادعاء أنه من المنتظر أن تجري وقائع المحاكمة في المحكمة العليا في هامبورغ وفقاً لقانون الأحداث. وتم القبض على المتهمَين بشكل منفصل في سبتمبر (أيلول) الماضي وأودعا منذ ذلك الحين الحبس الاحتياطي. ويُعْتَقَد أن أحد المتهمين، وهو كوسوفي - ألماني، كان ينوي القيام بهجوم بنفسه، وسأل لهذا الغرض عن سبل صنع عبوة ناسفة عن طريق عضو في فرع التنظيم بأفغانستان. وحسب المحققين، فإن المتهم تخوف بعد ذلك من احتمال إفشال خططه ومن ثم عزم بدلاً من ذلك على مهاج

«الشرق الأوسط» (كارلسروه)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.