أعمار الكوريين قد تقل عاماً... فما السبب؟

يُولد الطفل الرضيع في كوريا وعمره عام واحد (رويترز)
يُولد الطفل الرضيع في كوريا وعمره عام واحد (رويترز)
TT

أعمار الكوريين قد تقل عاماً... فما السبب؟

يُولد الطفل الرضيع في كوريا وعمره عام واحد (رويترز)
يُولد الطفل الرضيع في كوريا وعمره عام واحد (رويترز)

تتبع كوريا الجنوبية نظاماً غريباً لحساب الأعمار يختلف عن ذلك السائد في بقية دول العالم.
فوفقاً لشبكة «بي بي سي» البريطانية، يُولد الطفل الرضيع في كوريا وعمره عام واحد (في لحظة ولادته). وعندما يتم عمره عاما واحدا بالحساب المتبع عالمياً، يصبح عمر الطفل عامين بحساب عمره الكوري.

ونظام حساب العمر الكوري مشتق من جذور صينية، حيث كانت اللغة والكتابة الصينية مستخدمة على نطاق واسع في كوريا، وأثّرا على تطور اللغة الكورية الحديثة.
وفي حين أن النظام التقليدي في الصين قد توقف العمل به، إلا أنه لا يزال سارياً في كوريا الجنوبية.
وقد سبب هذا التقليد الكوري لحساب العمر قدراً كبيراً من الإرباك، إلا أنه قد ينتهي قريباً، حيث أشار الرئيس المنتخب يون سوك يول، الذي من المقرر أن يبدأ فترة ولايته في مايو (أيار)، إلى أنه سيعمل على إلغائه، ما سيعني أن عمر كل شخص في كوريا سيقل عاماً واحداً.

وقال لي يونغ هو، رئيس اللجنة الانتقالية للرئيس المنتخب، إن الإدارة القادمة تتطلع إلى اتباع الطريقة نفسها التي يتبعها بقية العالم لحساب العمر.
وأثناء الوباء، كانت هناك أيضاً دعوات لتوحيد حساب العمر في كوريا مع الحساب العالمي، بعد أن استخدمت السلطات الصحية العمر الدولي والعمر الكوري بالتبادل لتحديد الفئة العمرية المؤهلة لتلقي اللقاح - مما أدى إلى الكثير من الالتباس.
وهذه ليست المرة الأولى التي يحاول فيها المسؤولون الكوريون الجنوبيون إلغاء هذه الطريقة القديمة لحساب العمر.
ففي عامي 2019 و2021، اقترح اثنان من أعضاء مجلس النواب مشاريع قوانين تقضي بإلغاء هذه الطريقة، ولكن لم يتم الموافقة على هذه المشاريع.
وينقسم الخبراء حول ما يعنيه الإجراء الجديد للمجتمع الكوري. فقد قال جانغ يو سيونغ، الباحث البارز في مركز أبحاث الدراسات الشرقية في جامعة دانكوك لـ«بي بي سي» إن «طريقة حساب العمر في كوريا هي انعكاس لتقاليدنا، ومن ثم هناك قلق من أن إلغاء هذه الطريقة سيعني تخلينا عن تقاليدنا وتفردنا وثقافتنا».
ولكن هناك أمرا واحدا يتفق عليه الخبراء جميعا، وهو أنه حتى لو تم تبني طريقة حساب العمر العالمية، فمن غير المرجح أن يتوقف مواطنو كوريا، سواء بشكل رسمي أو غير رسمي، عن استخدام «حساب العمر الكوري» في أي وقت قريباً.



السعودية تحتفي بإبداعات الثقافة العراقية في مهرجان «بين ثقافتين»

يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)
يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تحتفي بإبداعات الثقافة العراقية في مهرجان «بين ثقافتين»

يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)
يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)

تحتفي وزارة الثقافة السعودية بنظيرتها العراقية في النسخة الثانية من مهرجان «بين ثقافتين» خلال الفترة من 18 إلى 31 ديسمبر (كانون الأول) المقبل في «ميقا استوديو» بالرياض، لتقدم رحلة استثنائية للزوار عبر الزمن، في محطاتٍ تاريخية بارزة ومستندة إلى أبحاث موثوقة، تشمل أعمالاً فنيّةً لعمالقة الفن المعاصر والحديث من البلدين.

ويجوب مهرجان «بين ثقافتين» في دهاليز ثقافات العالم ويُعرّف بها، ويُسلّط الضوء على أوجه التشابه والاختلاف بين الثقافة السعودية وهذه الثقافات، ويستضيف في هذه النسخة ثقافة العراق ليُعرّف بها، ويُبيّن الارتباط بينها وبين الثقافة السعودية، ويعرض أوجه التشابه بينهما في قالبٍ إبداعي.

ويُقدم المهرجانُ في نسخته الحالية رحلةً ثريّة تمزج بين التجارب الحسيّة، والبصريّة، والسمعية في أجواءٍ تدفع الزائر إلى التفاعل والاستمتاع بثقافتَي المملكة والعراق، وذلك عبر أربعة أقسامٍ رئيسية؛ تبدأ من المعرض الفني الذي يُجسّد أوجه التشابه بين الثقافتين السعودية والعراقية، ويمتد إلى مختلف القطاعات الثقافية مما يعكس تنوعاً ثقافياً أنيقاً وإبداعاً في فضاءٍ مُنسجم.

كما يتضمن المهرجان قسم «المضيف»، وهو مبنى عراقي يُشيّد من القصب وتعود أصوله إلى الحضارة السومرية، ويُستخدم عادةً للضيافة، وتُعقدُ فيه الاجتماعات، إلى جانب الشخصيات الثقافية المتضمن روّاد الأدب والثقافة السعوديين والعراقيين. ويعرض مقتطفاتٍ من أعمالهم، وصوراً لمسيرتهم الأدبية، كما يضم المعرض الفني «منطقة درب زبيدة» التي تستعيد المواقع المُدرَجة ضمن قائمة اليونسكو على درب زبيدة مثل بركة بيسان، وبركة الجميمة، ومدينة فيد، ومحطة البدع، وبركة الثملية، ويُعطي المعرض الفني لمحاتٍ ثقافيةً من الموسيقى، والأزياء، والحِرف اليدوية التي تتميز بها الثقافتان السعودية والعراقية.

ويتضمن المهرجان قسم «شارع المتنبي» الذي يُجسّد القيمة الثقافية التي يُمثّلها الشاعر أبو الطيب المتنبي في العاصمة العراقية بغداد، ويعكس الأجواء الأدبية والثقافية الأصيلة عبر متاجر مليئة بالكتب؛ يعيشُ فيها الزائر تجربةً تفاعلية مباشرة مع الكُتب والبائعين، ويشارك في ورش عمل، وندواتٍ تناقش موضوعاتٍ ثقافيةً وفكرية متعلقة بتاريخ البلدين.

وتُستكمل التجربة بعزفٍ موسيقي؛ ليربط كلُّ عنصر فيها الزائرَ بتاريخٍ ثقافي عريق، وفي قسم «مقام النغم والأصالة» يستضيف مسرح المهرجان كلاً من الفنين السعودي والعراقي في صورةٍ تعكس الإبداع الفني، ويتضمن حفل الافتتاح والخِتام إلى جانب حفلةٍ مصاحبة، ليستمتع الجمهور بحفلاتٍ موسيقية كلاسيكية راقية تُناسب أجواء الحدث، وسط مشاركةٍ لأبرز الفنانين السعوديين والعراقيين.

فيما يستعرض قسم «درب الوصل» مجالاتٍ مُنوَّعةً من الثقافة السعودية والعراقية تثري تجربة الزائر، وتُعرّفه بمقوّمات الثقافتين من خلال منطقة الطفل المتّسمة بطابعٍ حيوي وإبداعي بألوان تُناسب الفئة المستهدفة، إذ يستمتع فيها الأطفال بألعاب تراثية تعكس الثقافتين، وتتنوع الأنشطة بين الفنون، والحِرف اليدوية، ورواية القصص بطريقةٍ تفاعلية مما يُعزز التعلّم والمرح.

بينما تقدم منطقة المطاعم تجربةً فريدة تجمع بين النكهات السعودية والعراقية؛ لتعكس الموروث الثقافي والمذاق الأصيل للبلدين، ويستمتع فيها الزائر بتذوق أطباقٍ تراثية تُمثّل جزءاً من هوية وثقافة كل دولة، والمقاهي التي توفر تشكيلةً واسعة من المشروبات الساخنة والباردة، بما فيها القهوة السعودية المميزة بنكهة الهيل، والشاي العراقي بنكهته التقليدية مما يُجسّد روحَ الضيافة العربية الأصيلة.

ويسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة تستعرض الحضارة السعودية والعراقية، وتُبرز التراث والفنون المشتركة بين البلدين، كما يهدف إلى تعزيز العلاقات بين الشعبين السعودي والعراقي، وتقوية أواصر العلاقات الثقافية بينهما، والتركيز على ترجمة الأبعاد الثقافية المتنوعة لكل دولة بما يُسهم في تعزيز الفهم المتبادل، وإبراز التراث المشترك بأساليب مبتكرة، ويعكس المهرجان حرص وزارة الثقافة على تعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة «رؤية المملكة 2030».