قال وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة تتمتع بأفضلية كبيرة على الصين في ظل التهديدات المتبادلة بين البلدين ضمن حرب تجارية متصاعدة.
وأوضح بيسنت، في مقابلة على شبكة «سي إن بي سي»: «أعتقد أن التصعيد الصيني كان خطأً فادحاً، لأنهم يلعبون بأوراق ضعيفة للغاية. نحن لا نخسر الكثير من رفع الصين للرسوم علينا، لأن صادراتنا إليها لا تتعدى خمس ما تصدره إلينا، وبالتالي هذا رهان خاسر بالنسبة لها».
وتأتي تصريحات بيسنت قبل يوم من تنفيذ الولايات المتحدة رفعاً كبيراً في الرسوم الجمركية على الصين وعشرات الدول الأخرى، في إطار ما تصفه الإدارة الأميركية بـ«الرسوم المتبادلة»، التي تهدف، بحسب بيسنت، إلى إجبار الشركاء التجاريين على العودة لطاولة المفاوضات وإعادة الوظائف إلى الداخل الأميركي.
وأضاف الوزير أن اليابان كانت من أوائل الدول التي أبدت استعدادها للتفاوض، وأن الإدارة الأميركية تتوقع تحرك عدد كبير من الدول الأخرى قريباً. وقال: «أعتقد أننا سنرى تقرُّب دول كبرى تعاني من عجز تجاري معنا، وإذا قدموا مقترحات قوية، فيمكننا التوصل إلى صفقات جيدة للغاية».
وأشار بيسنت إلى أن الهدف النهائي لهذه السياسة هو تحقيق عائد مزدوج: استعادة الوظائف وتحقيق إيرادات جمركية.
وقال: «إذا أنشأنا جداراً جمركياً، فهدفنا الأساسي هو استعادة الوظائف، ولكن في هذه الأثناء سنجني إيرادات ضخمة من الرسوم».
وتابع: «إذا نجحنا، فإن الرسوم الجمركية ستكون أشبه بمكعب ثلج يذوب تدريجياً، لأننا سنبدأ بجني الإيرادات، ثم مع بناء المصانع الأميركية، تبدأ الرسوم في الانخفاض وتُعوّضها ضرائب الدخل من الوظائف الجديدة».
وذكر الوزير أن نحو 70 دولة تواصلت مع البيت الأبيض لبدء محادثات، بينما تتخذ الصين موقفاً متصلباً، مؤكدة أنها «ستقاتل حتى النهاية»، وفرضت رسوماً بنسبة 34 في المائة على المنتجات الأميركية.
ورداً على ذلك، هدد الرئيس دونالد ترمب بفرض رسوم إضافية بنسبة 50 في المائة على الواردات الصينية إن لم تتراجع بكين عن قرارها. وكانت الولايات المتحدة قد سجلت عجزاً تجارياً بنحو 300 مليار دولار مع الصين في 2024، وهو ما يمثل نحو ثلث العجز التجاري الأميركي الإجمالي.
وبينما يسعى ترمب إلى فتح مزيد من الأسواق للمنتجات الأميركية وإعادة التصنيع إلى الولايات المتحدة، أكد بيسنت أن الإدارة لا تركز فقط على الرسوم المباشرة، بل تستهدف أيضاً الحواجز غير الجمركية، مثل التلاعب بالعملة، وضريبة القيمة المضافة الأوروبية، ووسائل أخرى ترى واشنطن أنها تشوه مبدأ التجارة العادلة.
وقال بيسنت: «كل شيء مطروح للنقاش. الأدبيات الاقتصادية تشير إلى أن الحواجز غير الجمركية هي الأكثر خبثاً لأنها مخفية ويصعب قياسها».
وبحسب وزير الخزانة الأميركي، فإن مفاوضات الرسوم الجمركية جاءت نتيجة كثير من المكالمات من دول أخرى، وليس بسبب تراجع الأسواق المالية.
وقال: «كل شيء مطروح على الطاولة»، مشيراً إلى أن الرئيس دونالد ترمب سيكون منخرطاً بشكل شخصي في المفاوضات.