التوتر يستبق اجتماع وزراء مالية العشرين

خبراء يطالبون بسجل لتعقّب الـ«أوليغارش»

من المرجح أن روسيا وهي عضوة في مجموعة العشرين سترسل ممثلين إلى العاصمة الأميركية لحضور الاجتماع المقرر عقده اليوم الأربعاء (أ.ف.ب)
من المرجح أن روسيا وهي عضوة في مجموعة العشرين سترسل ممثلين إلى العاصمة الأميركية لحضور الاجتماع المقرر عقده اليوم الأربعاء (أ.ف.ب)
TT

التوتر يستبق اجتماع وزراء مالية العشرين

من المرجح أن روسيا وهي عضوة في مجموعة العشرين سترسل ممثلين إلى العاصمة الأميركية لحضور الاجتماع المقرر عقده اليوم الأربعاء (أ.ف.ب)
من المرجح أن روسيا وهي عضوة في مجموعة العشرين سترسل ممثلين إلى العاصمة الأميركية لحضور الاجتماع المقرر عقده اليوم الأربعاء (أ.ف.ب)

قالت مصادر حكومية ألمانية يوم الثلاثاء إن وزراء مالية دول مجموعة العشرين لن يصدروا بيانا مشتركا في اجتماعهم المقبل في واشنطن بسبب التوتر بشأن الحرب في أوكرانيا.
ومن المرجح أن روسيا، وهي عضوة في مجموعة العشرين، سترسل ممثلين إلى العاصمة الأميركية لحضور الاجتماع المقرر عقده اليوم الأربعاء. ومن بين أمور أخرى، من المتوقع أن يكون تداعيات الهجوم الروسي على أوكرانيا بالنسبة للاقتصاد العالمي على رأس جدول أعمال الاجتماع.
وقالت وزارة المالية الروسية الثلاثاء إن وزير المالية أنطون سيلوانوف سيقود وفد روسيا في اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية من دول مجموعة العشرين للاقتصادات الكبرى هذا الأسبوع.
وكانت إندونيسيا التي تتولى الرئاسة الدورية للمجموعة قد قالت الأسبوع الماضي إن سيلوانوف أكد أنه يعتزم حضور اجتماع العشرين عن بعد. وقالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين إنه يجب طرد روسيا من مجموعة العشرين، وحذرت من أن الولايات المتحدة ستقاطع بعض اجتماعات المجموعة إذا حضر مسؤولون روس.
وبحسب المصادر في برلين، فإنه من المتوقع أن معظم الدول ستدين الحرب بشدة. وأشارت المصادر إلى أنه دار في السابق نقاش حول ما إذا كان ينبغي حضور الاجتماع على الإطلاق إذا كانت روسيا ممثلة فيه.
وذكرت المصادر أنه كان هناك نقاش مطول حول هذا الأمر، بما في ذلك داخل مجموعة السبع، التي لا تضم روسيا، مضيفة أنه تقرر في النهاية عدم السماح لروسيا بتخريب التعاون متعدد الأطراف بشكل مباشر أو غير مباشر.
ومن المقرر مناقشة معالجة التضخم المرتفع، وتطوير الاقتصاد العالمي، ومكافحة جائحة كورونا، ومنع أزمة جوع جديدة في البلدان الفقيرة، خلال الاجتماع، الذي سيشارك فيه وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية ومسؤولون وخبراء المال والتنمية من جميع أنحاء العالم. ومن بين المشاركين من ألمانيا وزير المالية كريستيان ليندنر ورئيس البنك المركزي
الألماني يواخيم ناجل ووزيرة التنمية سفينيا شولتسه.
وبالتزامن، حض كبار خبراء الاقتصاد قادة دول مجموعة العشرين على تأسيس سجّل عالمي للأصول يتعقّب المتهرّبين من الضرائب، على اعتبار أن ذلك قد يشكّل ضغطا على روسيا من خلال الكشف عن ثروات الأوليغارش الخفية.
وجاءت الدعوة في رسالة مفتوحة صادرة عن خبيري الاقتصاد البارزين الأميركي جوزيف ستغليتز والفرنسي توماس بيكيتي نشرتها صحيفة «ذي غارديان» قبيل اجتماع الأربعاء. وقالت الرسالة «حان الوقت لسجل عالمي للأصول لاستهداف الثروات المخفية» بعد التقدّم في تبادل المعلومات المالية في السنوات الأخيرة. ووقّع على الرسالة أعضاء في مركز أبحاث «اللجنة المستقلة لإصلاح الضرائب على الشركات الدولية».
وأطلقت قوى غربية سلسلة عقوبات مشددة ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحلفائه منذ بدء غزو أوكرانيا في فبراير (شباط) الماضي. ويقدّر بأن الأوليغارش الروس (أي المنتمين إلى الفئة الثرية النافذة) يملكون «ثروات بقيمة تريليون دولار على الأقل، كثيرا ما يتم إخفاؤها في شركات ما وراء البحار يصعب تحديد ملكيتها الحقيقية». وأضافت الرسالة: «تتعرقل جهود الدول الساعية لفرض عقوبات أمام هذا الجدار الذي يفتقر إلى الشفافية». وتابعت أنه في وقت يعاني السكان من تداعيات كوفيد، «فاقم الغزو الروسي لأوكرانيا هذا السياق المقلق أساسا» عبر التسبب برفع الأسعار وانعدام الأمن. وقالت الرسالة «لدينا الآن فرصة فريدة لتحقيق تقدّم في تطبيق سجل الأصول العالمي» للربط بين الأصول بمختلف أشكالها وملاكها الحقيقيين.


مقالات ذات صلة

الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي خلال إلقائه كلمته في الجلسة الثالثة لقمة دول مجموعة العشرين (واس)

السعودية تدعو إلى تبني نهج متوازن وشامل في خطط التحول بـ«قطاع الطاقة»

أكدت السعودية، الثلاثاء، أن أمن الطاقة يمثل تحدياً عالمياً وعائقاً أمام التنمية والقضاء على الفقر، مشددة على أهمية مراعاة الظروف الخاصة لكل دولة.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)
أميركا اللاتينية الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا في اليوم الأخير من القمة (إ.ب.أ)

قمة الـ20 تعطي معالجة الفقر والمناخ زخماً... لكنها منقسمة حول حروب الشرق الأوسط وأوكرانيا وترمب

نجحت البرازيل بصفتها الدولة المضيفة في إدراج أولويات رئيسية من رئاستها في الوثيقة النهائية لقمة العشرين بما في ذلك مكافحة الجوع وتغير المناخ.

أميركا اللاتينية الجلسة الافتتاحية لقمة «مجموعة العشرين» في ريو دي جانيرو الاثنين (أ.ف.ب)

إطلاق «التحالف العالمي ضد الجوع» في «قمة الـ20»

أطلق الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، «التحالف العالمي ضد الجوع والفقر»، وذلك خلال افتتاحه في مدينة ريو دي جانيرو، أمس، قمة «مجموعة العشرين».

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو )
العالم لقطة جماعية لقادة الدول العشرين قبيل ختام القمّة التي عُقدت في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية (إ.ب.أ)

«قمة العشرين» تدعو لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان

أعلنت دول مجموعة العشرين في بيان مشترك صدر، في ختام قمّة عُقدت في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية أنّها «متّحدة في دعم وقف لإطلاق النار» في كل من غزة ولبنان.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)

ارتفاع مؤشر نشاط الأعمال الأميركي لأعلى مستوى خلال 31 شهراً

يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
TT

ارتفاع مؤشر نشاط الأعمال الأميركي لأعلى مستوى خلال 31 شهراً

يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)

ارتفع مؤشر نشاط الأعمال في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى خلال 31 شهراً في نوفمبر (تشرين الثاني)، مدعوماً بالتوقعات بانخفاض أسعار الفائدة وتطبيق سياسات أكثر ملاءمة للأعمال من إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب في العام المقبل.

وقالت «ستاندرد آند بورز غلوبال»، يوم الجمعة، إن القراءة الأولية لمؤشر مديري المشتريات المركب في الولايات المتحدة، الذي يتتبع قطاعي التصنيع والخدمات، ارتفعت إلى 55.3 هذا الشهر. وكان هذا أعلى مستوى منذ أبريل (نيسان) 2022، مقارنة بـ54.1 نقطة في أكتوبر (تشرين الأول)، وفق «رويترز».

ويشير الرقم الذي يتجاوز 50 إلى التوسع في القطاع الخاص. ويعني هذا الرقم أن النمو الاقتصادي ربما تسارع في الربع الرابع. ومع ذلك، تشير البيانات الاقتصادية «الصعبة» مثل مبيعات التجزئة إلى أن الاقتصاد حافظ على وتيرة نمو قوية هذا الربع، مع استمرار ضعف في قطاع الإسكان وتصنيع ضعيف.

ونما الاقتصاد بمعدل نمو سنوي قدره 2.8 في المائة في الربع من يوليو (تموز) إلى سبتمبر (أيلول). ويقدّر الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا حالياً أن الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع سيرتفع بمعدل 2.6 في المائة.

وقال كبير خبراء الاقتصاد في شركة «ستاندرد آند بورز غلوبال ماركت إنتليجنس»، كريس ويليامسون: «يشير مؤشر مديري المشتريات الأولي إلى تسارع النمو الاقتصادي في الربع الرابع. وقد أدت التوقعات بانخفاض أسعار الفائدة والإدارة الأكثر ملاءمة للأعمال إلى تعزيز التفاؤل، مما ساعد على دفع الإنتاج وتدفقات الطلبات إلى الارتفاع في نوفمبر».

وكان قطاع الخدمات مسؤولاً عن معظم الارتفاع في مؤشر مديري المشتريات، على الرغم من توقف التراجع في قطاع التصنيع.

وارتفع مقياس المسح للطلبات الجديدة التي تلقتها الشركات الخاصة إلى 54.9 نقطة من 52.8 نقطة في أكتوبر. كما تباطأت زيادات الأسعار بشكل أكبر، إذ انخفض مقياس متوسط ​​الأسعار التي تدفعها الشركات مقابل مستلزمات الإنتاج إلى 56.7 من 58.2 في الشهر الماضي.

كما أن الشركات لم تدفع لزيادة الأسعار بشكل كبير في ظل ازدياد مقاومة المستهلكين.

وانخفض مقياس الأسعار التي فرضتها الشركات على سلعها وخدماتها إلى 50.8، وهو أدنى مستوى منذ مايو (أيار) 2020، من 52.1 في أكتوبر.

ويعطي هذا الأمل في أن يستأنف التضخم اتجاهه التنازلي بعد تعثر التقدم في الأشهر الأخيرة، وهو ما قد يسمح لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بمواصلة خفض أسعار الفائدة. وبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي دورة تخفيف السياسة النقدية في سبتمبر (أيلول) بخفض غير عادي بلغ نصف نقطة مئوية في أسعار الفائدة.

وأجرى بنك الاحتياطي الفيدرالي خفضاً آخر بمقدار 25 نقطة أساس هذا الشهر، وخفض سعر الفائدة الرئيسي إلى نطاق يتراوح بين 4.50 و4.75 في المائة.

ومع ذلك، أظهرت الشركات تردداً في زيادة قوى العمل رغم أنها الأكثر تفاؤلاً في سنتين ونصف السنة.

وظل مقياس التوظيف في المسح دون تغيير تقريباً عند 49. وواصل التوظيف في قطاع الخدمات التراجع، لكن قطاع التصنيع تعافى.

وارتفع مؤشر مديري المشتريات التصنيعي السريع إلى 48.8 من 48.5 في الشهر السابق. وجاءت النتائج متوافقة مع توقعات الاقتصاديين. وارتفع مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات إلى 57 نقطة، وهو أعلى مستوى منذ مارس (آذار) 2022، مقارنة بـ55 نقطة في أكتوبر، وهذا يفوق بكثير توقعات الاقتصاديين التي كانت تشير إلى قراءة تبلغ 55.2.