مصر تعوّل على دعم إسبانيا لتعزيز شراكاتها الأوروبية

شكري استعرض «ثوابت بلاده» بشأن نزاع «السد الإثيوبي»

شكري ونظيره الإسباني في مؤتمر صحافي (الخارجية المصرية)
شكري ونظيره الإسباني في مؤتمر صحافي (الخارجية المصرية)
TT

مصر تعوّل على دعم إسبانيا لتعزيز شراكاتها الأوروبية

شكري ونظيره الإسباني في مؤتمر صحافي (الخارجية المصرية)
شكري ونظيره الإسباني في مؤتمر صحافي (الخارجية المصرية)

اعتماداً على العلاقات الثنائية المتنامية في السنوات الأخيرة، تعول مصر على دعم إسبانيا لتعزيز شراكة القاهرة مع الاتحاد الأوروبي، بحسب وزير الخارجية المصري سامح شكري، الذي أنهى أمس، زيارة موسعة إلى مدريد، تناولت تعزيز العلاقات بين البلدين، والتنسيق حول القضايا الدولية والإقليمية.
وعقب جلسة مباحثات عقدها شكري، ونظيره الإسباني خوسيه مانويل ألبارس، رحب الوزيران بوتيرة التعاون المتنامي بين البلدين، وأكدا أهمية البناء على نتائج الزيارات والاتصالات المتبادلة على كافة المستويات تحقيقاً لمصالح البلدين.
وأعرب شكري في مؤتمر صحافي عن التطلع لتعزيز الشراكة مع إسبانيا والارتقاء بالعلاقات الاقتصادية من خلال عدة محاور أبرزها زيادة التبادل التجاري، خصوصاً من خلال زيادة الصادرات المصرية، وزيادة الاستثمارات الإسبانية المباشرة للاستفادة من الفرص الواعدة في العديد من القطاعات منها البنية التحتية والنقل والمياه والطاقة المتجددة والتنقل الكهربائي في ظل ما تشهده مصر من مشروعات تنموية ضخمة.
وأوضح أن المباحثات تركزت على التعاون في مجال مكافحة التغير المُناخي واستضافة ورئاسة مصر للدورة 27 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ COP27 بالإضافة إلى التعاون في الإطار متعدد الأطراف من خلال الأمم المتحدة والاتحاد من أجل المتوسط، ودعم إسبانيا لتعزيز الشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبي لا سيما في ظل الزخم الذي تشهده تلك الشراكة حالياً.
كما شملت المباحثات تبادلاً للرؤى حول القضايا الدولية والإقليمية محل الاهتمام المشترك، بما في ذلك الأزمة في أوكرانيا وتداعياتها، والتدهور الراهن للأوضاع في الأراضي الفلسطينية، بالإضافة إلى الجهود التي تبذلها مصر لتقريب وجهات النظر بين الليبيين، مؤكداً على دعم مصر للحل الليبي - الليبي. كما استعرض الوزير شكري «ثوابت الموقف المصري حيال قضية سد النهضة الإثيوبي».
وأثنى الوزيران في ختام المباحثات على التعاون المثمر والتشاور المستمر، واتفقا على أهمية الحفاظ على الزخم الحالي الذي تشهده العلاقات بين مصر وإسبانيا والارتقاء بها إلى آفاق أرحب.
وضمن زيارته استقبل فيليب السادس ملك إسبانيا وزير الخارجية المصري سامح شكري، وقال أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إن شكري أعرب خلال اللقاء عن الارتياح للزخم الذي تشهده العلاقات الثنائية بين البلدين وخصوصاً على ضوء تعدد الزيارات والاتصالات المتبادلة وآخرها زيارة السيد رئيس الحكومة الإسبانية إلى القاهرة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، والتطلع للبناء على نتائج اللقاءات والاتصالات الناجحة بين قيادتي ومسؤولي البلدين خلال الفترة الماضية.
وعرض الوزير شكري الإنجازات الكبيرة التي حققتها الحكومة المصرية من خلال برنامج الإصلاح الاقتصادي وتدشين مشروعات كبرى في كافة القطاعات في إطار رؤية مصر 2030 والتطلع إلى تعزيز انخراط الشركات الإسبانية في المشروعات التنموية وجهود التحول الأخضر.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».