«ميجي» تخطف 133 فلبينياً

عشرات المفقودين وعشرات الآلاف بمراكز الإيواء بعد إجلائهم

رجال الإنقاذ يحملون جثة أحد الضحايا من قرية بيلار بمقاطعة ليتي في 13 أبريل (أ.ف.ب)
رجال الإنقاذ يحملون جثة أحد الضحايا من قرية بيلار بمقاطعة ليتي في 13 أبريل (أ.ف.ب)
TT

«ميجي» تخطف 133 فلبينياً

رجال الإنقاذ يحملون جثة أحد الضحايا من قرية بيلار بمقاطعة ليتي في 13 أبريل (أ.ف.ب)
رجال الإنقاذ يحملون جثة أحد الضحايا من قرية بيلار بمقاطعة ليتي في 13 أبريل (أ.ف.ب)

أودت انزلاقات تربة وفيضانات ناجمة عن العاصفة الاستوائية «ميجي» بحياة 133 شخصاً على الأقل في الفلبين، حسب آخر أرقام رسمية نشرت أمس (الخميس) بعد العثور على مزيد من الجثث في قرى غمرتها الوحول، حسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية.
وما زال عشرات في عداد المفقودين، بينما أجبرت العاصفة؛ وهي الأقوى التي تضرب الأرخبيل هذا العام، عشرات الآلاف من الأشخاص على اللجوء إلى مراكز إيواء بعد إجلائهم.
في إقليم ليتي (وسط) الأكثر تضرراً؛ دمّرت انزلاقات التربة المناطق الزراعية ومزارع الأسماك، وجرفت منازل، وأحدثت تغييراً في المشهد الطبيعي. وتدمر عواصف - بينها الإعصار الشديد «هايان» في 2013 - باستمرار المنطقة المعرضة للكوارث. ويحذر العلماء من اشتداد هذه العواصف مع ارتفاع درجة حرارة الكوكب بسبب التغيّر المناخي.
وانتشل عناصر الإنقاذ لبلدية أبويوغ عشرات الجثث من قرية ساحلية دمرها انزلاق للتربة الثلاثاء. وتقول السلطات إن 42 شخصاً على الأقل قضوا في انزلاقات تربة شهدتها 3 قرى في نطاق البلدية. وقضى شخص غرقاً. وسجّلت غالبية الوفيات في بيلار، وجرى نقل 28 جثة على الأقل في قارب إلى ساحة قريبة من مبنى إدارة البلدية بعدما قطعت الانزلاقات الطرق المؤدية إلى المكان.
وقال رئيس بلدية أبويوغ، ليمويل ترايا، في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، إن أكثر من مائة شخص لا يزالون في عداد المفقودين، وإن الأمل في العثور على ناجين بات ضئيلاً.
وأظهرت صورة التقطت من الجو مساحة هائلة من الوحول والأتربة تمتد من أحد الجبال وصولاً إلى البحر، جارفة كل ما اعترضها.
وجرفت الوحول حطام المنازل والركام إلى الساحل.
وكان سوء الأحوال الجوية وكثافة الوحول قد عقّدا جهود الإنقاذ في بيلار حيث الأرض غير مستقرة. ويجري عناصر الإنقاذ عمليات بحث عن جثث ضحايا على طول الساحل بعدما جرفت تيارات المحيط بعضها مسافة كيلومترات.
وحذّر ترايا من أن «هذا الأمر لن ينتهي قريباً، ويمكن أن يستمر أياماً».
وقال سكان في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية إن كثراً ممن قضوا كانوا قد صعدوا إلى مناطق مرتفعة لتجنّب الفيضانات المباغتة.
وقالت أناكليتا كانوتو (44 عاماً)، وهي مستشارة السلطات المحلية في بيلار، إن الضجيج الذي أحدثه انزلاق التربة كان «أشبه بصوت مروحية». ونجت كانوتو وزوجها وولداهما، لكنّهم فقدوا على الأقل 9 من أقربائهم. وقال صيّاد السمك سانتياغو دوهونوغ (38 عاماً) إنه هرع إلى البحر مع اثنين من أشقائه وابن أخيه بعد أن بدا أن انزلاق التربة متجّه نحوهم. وقال في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية: «خرجنا من المنزل وغطسنا في المياه وبدأنا السباحة»، وتابع: «أنا الناجي الوحيد».
وفي نهاية الأسبوع الماضي لقي 86 شخصاً حتفهم وأصيب العشرات في قرى زراعة الخضراوات والأرز وجوز الهند حول بلدة بايباي، حسب السلطات المحلية. ولا يزال 117 شخصاً على الأقل في عداد المفقودين. وقرية كانتاغنوس الأكثر تضرراً، وقد قضى فيها 32 شخصاً، وفقد أثر 103 آخرين. وفي قرية بونغا المجاورة، قضى 17 شخصاً جراء انزلاق للتربة بدأ في المرتفعات وصولاً إلى ضفاف النهر. وفي السيول الوحلية يمكن رؤية بعض سقوف المنازل في حين بدأت تفوح روائح الجثث.
وغرق 3 أشخاص في جزيرة مينداناو الجنوبية، كما غرق آخر في منطقة لويلو (وسط)، وفق آخر حصيلة لـ«الوكالة الوطنية لمكافحة الكوارث». وجرى حذف 3 وفيات سجّلت في منطقة نيغروس أورينتال (وسط) من الحصيلة السابقة بعدما تبيّن أن موتهم ليس ناجماً عن العاصفة.
وضربت العاصفة «ميجي» البلاد في مطلع الأسبوع الذي تحيي فيه الدولة ذات الغالبية الكاثوليكية «عيد الفصح» الذي تجتمع العائلات عادة للاحتفال به.
وكان إعصار كبير قد ضرب البلاد قبل 4 أشهر ودمّر مناطق شاسعة فيها، وأدى إلى مصرع أكثر من 400 شخص، وشرّد مئات الآلاف.
وفي المتوسط تضرب الفلبين، التي تعدّ من أكثر الدول عرضة لتداعيات التغيّر المناخي، 20 عاصفة كل عام.


مقالات ذات صلة

الإعصار «غايمي» يتسبب بإجلاء 300 ألف شخص في الصين

آسيا سيدة تعبر ركاماً تسبب به الإعصار «غايمي» في قرية بالفلبين (أ.ف.ب)

الإعصار «غايمي» يتسبب بإجلاء 300 ألف شخص في الصين

أدّى الإعصار غايمي إلى إجلاء نحو 300 ألف شخص، وتعليق حركة وسائل النقل في شرق وجنوب الصين حيث تسبب في اضطرابات كبيرة.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد محطة وقود تضرّرت بسبب مرور إعصار «بيريل» في ولاية كوينتانا رو بالمكسيك (أ.ف.ب)

انخفاض أسعار النفط مع تراجع المخاوف من «بيريل»

تراجعت أسعار النفط في النصف الثاني من جلسة الثلاثاء بعد أن أسفر الإعصار «بيريل» الذي ضرب مركزاً رئيسياً لإنتاج النفط في تكساس الأميركية عن أضرار أقل من المتوقع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد محطة وقود تضرّرت بسبب مرور إعصار «بيريل» في ولاية كوينتانا رو بالمكسيك (أ.ف.ب)

النفط يرتفع بعد تحول الإعصار «بيريل» إلى عاصفة مدارية

ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات جلسة الثلاثاء، بعد أن أسفر الإعصار «بيريل» الذي ضرب مركزاً رئيسياً لإنتاج النفط في ولاية تكساس عن أضرار أقل من المتوقع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم رجل ينظر إلى تمثال للإله اليوناني «بوسيدون» على الشاطئ في أثناء مرور العاصفة الاستوائية «بيريل» في بروغريسو بشبه جزيرة يوكاتان في المكسيك (أ.ف.ب)

بعدما ضرب المكسيك... «بيريل» يواصل طريقه إلى تكساس

تراجعت قوة «بيريل» ليصبح عاصفة مدارية، بعد أن ضرب المكسيك إعصار من الفئة الثانية مصحوباً برياح عاتية ألحقت أضراراً مادية دون خسائر بشرية بشبه جزيرة يوكاتان.

«الشرق الأوسط» (تولوم)
أميركا اللاتينية صورة بالقمر الاصطناعي GOES-East GeoColor يظهر إعصار «بيريل» وهو يتحرك نحو جامايكا (أ.ب)

دمار وقتلى... ما فعله إعصار «بيريل» في جامايكا (صور)

 اجتاح الإعصار بيريل جامايكا أمس الأربعاء بعد اقتلاع الأشجار والأسقف وتدمير المزارع في مناطق عبر جزر أصغر في البحر الكاريبي خلال الأيام الماضية.

«الشرق الأوسط» (كينغستون)

دوريات جوية «روسية - صينية» مشتركة قرب ألاسكا الأميركية

صورة من شريط فيديو لقاذفة روسية يعاد تزويدها بالوقود في الجو خلال التدريبات قرب حدود ألاسكا الأميركية الخميس (رويترز)
صورة من شريط فيديو لقاذفة روسية يعاد تزويدها بالوقود في الجو خلال التدريبات قرب حدود ألاسكا الأميركية الخميس (رويترز)
TT

دوريات جوية «روسية - صينية» مشتركة قرب ألاسكا الأميركية

صورة من شريط فيديو لقاذفة روسية يعاد تزويدها بالوقود في الجو خلال التدريبات قرب حدود ألاسكا الأميركية الخميس (رويترز)
صورة من شريط فيديو لقاذفة روسية يعاد تزويدها بالوقود في الجو خلال التدريبات قرب حدود ألاسكا الأميركية الخميس (رويترز)

أعلنت روسيا والصين أنهما نفذتا دوريات مشتركة بقاذفات استراتيجية قادرة على حمل رؤوس نووية، قرب ولاية ألاسكا الأميركية، في شمال المحيط الهادي والقطب الشمالي، الخميس، وهو تحرك دفع الولايات المتحدة وكندا إلى إرسال طائرات مقاتلة.

وقالت وزارة الدفاع الروسية: إن قاذفات استراتيجية روسية من طراز «تو-95 إم إس» (بير) وقاذفات استراتيجية صينية من طراز «شيان إتش-6» شاركت في دوريات فوق بحري تشوكشي وبيرنع وشمال المحيط الهادي.

وأضافت وزارة الدفاع الروسية في بيان: «خلال الطلعة، تعاونت الطواقم الروسية والصينية في المنطقة الجديدة للعمليات المشتركة خلال كافة مراحلها... في بعض مراحل الدورية، رافقت القاذفات مقاتلات من دول أجنبية».

صورة من شريط فيديو لمقاتلات أميركية وروسية قرب قاذفة روسية على حدود ألاسكا الأميركية الخميس (رويترز)

وفي الطلعة، التي استغرقت خمس ساعات، رافقت مقاتلات روسية من طراز «سوخوي سو-30 إس إم» و«سو-35 إس» القاذفات الروسية والصينية. وأوضحت روسيا أن القاذفات لم تنتهك المجال الجوي لدول أخرى.

وقالت قيادة دفاع الفضاء الجوي الأميركية الشمالية، التابعة للجيش الأميركي: «إن طائرات مقاتلة أميركية وكندية اعترضت طائرات روسية، وأخرى تابعة للصين، في منطقة تحديد الدفاع الجوي في ألاسكا».

وقالت القيادة الأميركية: «الطائرات الروسية والصينية ظلت في المجال الجوي الدولي، ولم تدخل المجال الجوي السيادي الأمريكي أو الكندي». وأضافت: «لا ينظر إلى هذا النشاط الروسي والصيني في منطقة التحديد الجوي الدفاعي لألاسكا على أنه تهديد، وستواصل قيادة دفاع الفضاء الجوي الأميركية الشمالية مراقبة نشاط القوى المنافسة بالقرب من أميركا الشمالية والتصدي لها بالوجود العسكري».

صورة من شريط فيديو لقاذفة روسية ترافقها مقاتلة روسية خلال التدريبات قرب حدود ألاسكا الأميركية الخميس (رويترز)

وقال تشانغ شياو قانغ، المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية، إن الدوريات أدت إلى تعزيز الثقة والتنسيق الاستراتيجيين المتبادلين بين جيشي البلدين. وأضاف أن هذه العملية لا تستهدف طرفاً ثالثاً، وتتوافق مع القانون الدولي، وليست مرتبطة بالوضع الدولي والإقليمي الحالي. مشيراً إلى أن الدورية «تختبر مستوى التعاون بين القوات الجوية للبلدين وتحسنه».

وقالت روسيا: «جاء الحدث في إطار تنفيذ خطة التعاون العسكري لعام 2024 وهو غير موجه لأطراف ثالثة».

وكثيراً ما يجري اعتراض طائرات روسية في هذه المنطقة. وتجري موسكو وبكين، المتحالفتان في وجه الغرب، بانتظام تدريبات مماثلة في مناطق أخرى من المحيط الهادي.

ويمكن للقاذفات الاستراتيجية تنفيذ ضربات نووية وتقليدية على مسافات بعيدة.

وحذّرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الاثنين الماضي، من زيادة التعاون بين روسيا والصين في القطب الشمالي، مع فتح تغيّر المناخ بالمنطقة منافسة متزايدة على الطرق والموارد البحرية.