في وقت متأخر من يوم الاثنين الماضي، أعلنت القوات الأوكرانية الموجودة في مدينة ماريوبول المحاصرة أن الروس استخدموا «مادة سامة مجهولة المصدر» بالمدينة، ونشرت تقارير على مواقع التواصل الاجتماعي تشير إلى أن هذه المادة قد تكون سلاحاً كيماوياً خطيراً.
ووفقاً لصحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد نشرت كتيبة آزوف، وهي جماعة قومية أوكرانية مرتبطة باليمين المتطرف، يوم الاثنين مقطع فيديو على تطبيق «تلغرام»، ظهر فيه 3 أشخاص قيل إنهم تعرضوا للمادة السامة أثناء وقوفهم بالقرب من مصنع ماريوبول للمعادن، وإنهم عانوا من أعراض تشبه أعراض «متلازمة الدهليزي» التي تسبب الدوار وعدم التوازن.
https://www.youtube.com/watch?v=iHoGl_MYCMY&ab_channel=%D0%A3%D0%BA%D1%80%D0%B0%D1%97%D0%BD%D1%81%D1%8C%D0%BA%D0%B0%D0%BF%D1%80%D0%B0%D0%B2%D0%B4%D0%B0
وكان الشخص الأول رجلاً في منتصف العمر، قال إنه رأى «دخاناً أبيض» قادماً من المصنع، وإن هذا الدخان كان له «طعم حلو».
وأشار الرجل إلى أنه شعر بتعب شديد في الحال بعد استنشاق الدخان، وعانى من طنين الأذن، ومن سرعة ضربات قلبه قبل أن يفقد الوعي.
وأصيبت والدة الرجل، التي كانت تقف بجواره، بالدوار وفقدت الوعي أيضاً، وقد تم تصويرها في المستشفى حيث أكدت أنها ما زالت غير قادرة على المشي.
وتحدث شخص ثالث في الفيديو قائلاً إنه رأى فجأة دخانا كثيفا أمامه وإنه عانى بعد استنشاقه من صعوبة في التنفس والتهاب بالعينين وشعر بدوار شديد.
ورداً على هذه التقارير، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم (الأربعاء) إنه من غير الممكن التوصل إلى استنتاجات مؤكدة مائة في المائة بشأن ما إذا كانت روسيا قد استخدمت أسلحة كيماوية في ماريوبول، لافتاً إلى أنه لا يتسنى إجراء تحقيق مناسب في المدينة المحاصرة.
ومن ناحيته، ذكر بافلو كيريلينكو، حاكم منطقة دونيتسك الشرقية، التي تضم ماريوبول، أنه اطلع على التقارير لكنه لم يستطع تأكيدها.
ومن جهته، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس (الثلاثاء) إن الولايات المتحدة ليست في وضع يسمح لها بتأكيد هذه التقارير، لكنها تعمل لتحديد ما حدث بالفعل.
لكن بعض الخبراء أعربوا عن شكوكهم في استخدام هذا النوع من الأسلحة في أوكرانيا.
وقال خبير الأسلحة الكيماوية، دان كاسزيتا: «من السابق لأوانه أن نحدد بشكل قاطع ما حدث. التشخيص عن بعد صعب للغاية».
https://twitter.com/DanKaszeta/status/1513798406849933313?s=20&t=hjsH-NNHtQNEpZ9D0bcxVQ
وأعرب كاسزيتا عن دهشته لاستخدام القوات الأوكرانية لعبارة طبية محددة مثل «متلازمة الدهليزي» في تقرير أولي لم يتم التحقق منه.
وأضاف: «في الموقع الذي تعرض للهجوم، كان هناك مجال كبير لتسبب الأسلحة التقليدية أو الحارقة في تفاعلات كيمياوية بسبب الحرائق والانفجارات الناتجة عن الغزو. لا يعني ذلك أن الأسلحة الكيماوية قد تم توجيهها بالضرورة وعن قصد للمنطقة».
ومن جهته، قال إليوت هيغينز، مؤسس وكالة بيلينغكات للصحافة الاستقصائية، إن الأعراض الموصوفة في الفيديو «تتعارض مع أي غاز أعصاب أعرفه».
https://twitter.com/EliotHiggins/status/1513803597280169984?s=20&t=Qqevwdww_NY1ds8cUrvLig
وأضاف هيغينز: «في حال صحة هذه التقارير، ينبغي أن تحاول القوات الأوكرانية جمع أي ذخيرة تم استخدامها في الهجوم، وهو ما قد يكون ممكناً لأن قذائف الأسلحة الكيميائية مصممة لإطلاق محتوياتها فقط دون أن تنفجر أو تتفتت».
وتمنع معاهدة حظر الأسلحة الكيمياوية لعام 1997 إنتاج هذه الأسلحة واستعمالها وتكديسها.
وذكرت وكالة «إنترفاكس» للأنباء أن القوات الانفصالية المدعومة من روسيا في شرق أوكرانيا نفت استخدام الأسلحة الكيماوية في ماريوبول.
هل استخدمت روسيا بالفعل أسلحة كيماوية في أوكرانيا؟
هل استخدمت روسيا بالفعل أسلحة كيماوية في أوكرانيا؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة