حين غنّت نوال الزغبي لطفلتها تيا ديب قبل أكثر من عشرين عاماً، أصبحت «يا تيا نوّرتي هالبيت، ما بعرف مدري شو حسيت، لما شمّيتك وضمّيت»، أغنية أخرى في سجل الأمومة. على مدخل «بيت مبارك» في الدرعية بالسعودية، تقف الممثلة إلهام علي لترحّب بالنجمة اللبنانية وابنتها. وفي الداخل، ينتظر زوجها الممثل خالد صقر الضيفتين، وبالترحيب الحار أيضاً، يفتتح حلقة «ليالي رمضان» عبر «إم بي سي» و«إم بي سي العراق». قهوة الـ«أهلاً وسهلاً» وكرم الضيافة.
- النجمة اللبنانية نوال الزغبي خلال إطلالتها في البرنامج
يمازح خالد صقر بطرافته ضيفته المتمسكة بروح الشباب، وبأحب الإطراءات إلى قلبها، يسألها إن كانت قد أتمّت الثالثة والعشرين فيما ابنتها في السادسة عشرة، فتصحح له أنها في الثانية والعشرين، وسامحه الله فقد كبّرها 365 يوماً. أراد وزوجته تأمين أجواء مريحة للضيفتين، خصوصاً أنّ ابنة نوال الزغبي لا ترافقها عادة في إطلالاتها. الاستثناء سببه بركة رمضان وأجواء الجَمعة والعائلة، فتختار الابنة لمنح اللقاء حميمية وضحكات من القلب.
يمسك خالد صقر هاتفه وينقل لضيفته حجم التفاعل على هاشتاغ «ليالي رمضان»، بموعده كل ليلة طوال شهر الصيام. وبينما يقرأ التغريدات، تشارك إلهام علي فرحتها بحضور النجمة وابنتها من بيروت إلى السعودية. يبدآن بالمباشر، وهما يعلمان الجواب: «هل أتعبتكِ تيا خلال مراهقتها؟». تؤكد تخبّطات هذه السنّ، لكن الغيمة السوداء عبرت، والأم اليوم صديقة ابنتها وبئر أسرارها.
تسمّي الزوجين السعوديين «طيور الحب»، فقد منحاها وابنتها شعور الراحة والبهجة. لم تتوقف نوال الزغبي عن الضحك طوال الحلقة، كابنتها التي تغلب أحلامُها وأفكارُها، لسانَها وجُملَها. ونوع الفنانة يحب مَن يملأ حياتها بالابتسامات ورفقة السرور. لذلك تفضّل ماغي بو غصن كصديقة مقرّبة، وتختارها بين أسماء يعرضها عليها المقدّمان، منهم توم كروز وسيرين عبد النور وإليسا، كرغبة في أن تمضي الأمسية معها وتزيد بمرحها جمالها.
يخرج الضيفان في كل حلقة من أدوارهما المألوفة أمام الكاميرا، فالمقدّمان يملكان كاريزما القبض على قلوب النجوم. حين سألا نوال الزغبي وابنتها في نهاية اللقاء إن أحبّتا الجلسة، أجابتا بصوت واحد: «جداً». وهي جلسة مزاح وجدّ، مع موسيقى ولقمة طيبة. وللأمانة، فإنّ خالد صقر كان ليفضّل أن تكون المائدة من إعداد زوجته، لكن يا ليت. تتفق إلهام علي مع تيا ديب بأنّ الصداقة مع المطبخ لا تنشأ بين ليلة وضحاها، والزوج المتحسّر على ما يفوته من أطباق على يد زوجته، يضحك كطير يرفرف من الألم.
أمكن أن تطل نوال الزغبي كضيفة شرف في الجزء الثاني من مسلسل «للموت» («إم تي في، «شاهد»)، لولا التردد. يسألها المقدّمان عما سرّبته عصفورة البرنامج لهما: هل تفكرين في التمثيل وما الدور المُنتظر؟ جوابها أنها في كل مرة تحاول الموافقة، ينقضّ هاجس الخوف. فالمسألة ليست مشهداً في مسلسل، بل هو الاسم والسمعة والحذر من الدعسة الناقصة.
تُشتت ابنتها تركيزها عن الغناء، بينما تعيد تصميم قميص كلاسيكي لتحوّله قميصاً على الموضة. فالشابة حالمة، تراها والدتها في مكانة مرموقة بعد سنوات، تصمم أزياء وتفتح محلات لبيعها باسمها. الزبونة الأولى: إلهام علي، والدفع على الزوج خالد صقر، فيسأل: «هل من خصومات؟». كانت تيا ديب في السابعة حين بدأت تهتم بالأزياء، «ولم يشجعني أحد سوى أمي». والأم رفيقة مشاوير التسوّق، ويا للمفارقة وهي تلتقي مع الابنة على الصندوق لتسديد الفاتورة، بعد أن تذهبا كلاهما في اتجاه؛ فتكون النتيجة أنهما تقريباً تختاران القطع نفسها، والموديلات والألوان.
الجلسة تُمرر وقت الساهرين بلطف. لا تريد من الضيف أسراراً عميقة ولا وجهاً يخرج إلى العلن للمرة الأولى. تريده عفوياً من دون مقدّمات، فيترك في المنازل شعوراً بالألفة. وهي ليست جلسة ثقيلة، فمزاج الليل للاستراحة. كل شيء مهيّأ ليشعر المُشاهد أنّ الضيفين يطرقان باب منزله، ويشاركانه السحور والأوقات الحلوة.
- النجمة اللبنانية نوال الزغبي خلال إطلالتها في البرنامج
قبل الشهرة، خطر لنوال الزغبي أن تصبح مضيفة طيران، واليوم تشكر القدر لما خطّه لها. تعلّم أولادها أنّ الحياة لا تستحق الأحزان وتدرّبهم على الإيجابية. تيا على دربها، تقول للزعل «كده باي». المرء هو أولاً وأخيراً نظرته إلى الأشياء. والنجمة تختار الشباب الدائم، والحمد على النعم، والقول بفم ملآن «أنا سعيدة». ماذا لو عاد الزمن، وقُدّر لها أن تفعل ما لم تفعله في سنّ ابنتها؟ جوابها بعد لوعة: «ما كنتُ لأتزوج. كان الوقت مبكراً على القرارات المصيرية».
يُذكّر خالد صقر بأهمية الدرعية: «اتخذها العلماء والمفكرون مقراً لهم نظراً لقيمتها الثقافية». وبعد غرفة الجلوس في الداخل، ينتقل الزوجان مع الأم وابنتها إلى «الحوش»، وهي الحديقة باللهجة السعودية. تقرر إلهام علي إثبات شطارتها باللهجة اللبنانية فتدعو ضيفتيها إلى «الجنينة». يستمر الضحك، وكل منهما تكشف خبايا عن الأخرى، كعادة نوال أن تكلّم نفسها بصوت عالٍ في المنزل، وحبها للنوم. تبقى القهوة كل صباح مفتاح بداياتها الجديدة.