تقرير: روسيا تستخدم أسلحة هربتها إيران من العراق ضد أوكرانيا

منظومة الدفاع الجوي «بافار-373» الإيرانية الصنع (أ.ب)
منظومة الدفاع الجوي «بافار-373» الإيرانية الصنع (أ.ب)
TT

تقرير: روسيا تستخدم أسلحة هربتها إيران من العراق ضد أوكرانيا

منظومة الدفاع الجوي «بافار-373» الإيرانية الصنع (أ.ب)
منظومة الدفاع الجوي «بافار-373» الإيرانية الصنع (أ.ب)

تستخدم روسيا في حربها ضد أوكرانيا ذخائر وعتاداً عسكرياً جرى تهريبها من العراق بمساعدة شبكات تهريب أسلحة إيرانية، وفقاً لأعضاء ميليشيات عراقية مدعومة من إيران وأجهزة المخابرات الإقليمية على دراية بالعملية.
وحسب صحيفة «الغارديان»، تم إرسال قذائف «آر بي جي» وصواريخ مضادة للدبابات، بالإضافة إلى أنظمة إطلاق صواريخ برازيلية التصميم، إلى روسيا من العراق الشهر الماضي.
كما تبرعت السلطات في طهران بنظام صاروخي من طراز «بافار 373» إيراني الصنع، يشبه نظام «إس – 300» الروسي، وفقاً لمصدر ساعد في تنظيم النقل.
كما قام «الحشد الشعبي» بتفكيك وإرسال قطعتين من نظامي قاذفة صواريخ «Astros II» البرازيليي التصميم، والمعروفين في العراق بإصدار رخصة الصنع Sajil - 60.إلى إيران في 1 أبريل (نيسان)، وفقاً لمصدر داخل المنظمة.
وأشارت الصحيفة إلى أن استخدام عالم تهريب الأسلحة يعد تحولاً جذرياً في الاستراتيجية الروسية، حيث تضطر موسكو إلى الاعتماد على إيران، حليفها العسكري في سوريا، بعد العقوبات الجديدة التي فرضها غزو أوكرانيا، كما أن للتطورات تداعيات هائلة على اتجاه وحجم التجارة في تجارة تهريب الأسلحة الدولية.
قال قائد فرع الميليشيات الإيرانية، الذي يسيطر على معبر شلمجة الحدودي بين إيران والعراق، «تم نقل (قذائف آر بي جي) وصواريخ مضادة للدبابات بحوزة (الحشد الشعبي العراقي) (أقوى مظلة للميليشيات الشيعية) إلى إيران عبر المعبر في 26 مارس (آذار)، ثم تم نقلها إلى روسيا عن طريق البحر».
وقال مصدر في «الحشد الشعبي»، «لا يهمنا أين تذهب الأسلحة الثقيلة، لأننا لسنا بحاجة إليها في الوقت الحالي... (كل ما هو مناهض للولايات المتحدة يجعلنا سعداء)».
لفتت الصحيفة إلى عبور ثلاث سفن شحن قادرة على حمل مثل هذه الشحنات، اثنتان ترفعان العلم الروسي والأخرى ترفع العلم الإيراني، بحر قزوين من ميناء بندر أنزالي الإيراني إلى أستراخان (مدينة روسية على دلتا الفولغا)، ضمن الأطر الزمنية المحددة.
تضمنت العقوبات الاقتصادية الواسعة التي فرضتها الدول الغربية على موسكو منذ غزو 24 فبراير (شباط) حظراً على السلع ذات الاستخدام المزدوج - العناصر ذات الأغراض المدنية والعسكرية - مثل قطع غيار المركبات وأنواع معينة من الأجهزة الإلكترونية والبصرية، وكذلك العناصر ذات الاستخدامات العسكرية الواضحة.
وحسب ما ورد، تضررت الشركات المصنعة الروسية بشدة من القيود الجديدة، حيث قالت أوكرانيا إن المصنع الرئيسي للمركبات المدرعة في البلاد، فضلاً عن مصنع الجرارات، قد نفد من قطع الغيار اللازمة لصنع الدبابات وإصلاحها.
وتفيد الصحيفة، بأنه في الأسبوع الماضي، اتهمت أجهزة المخابرات الأوكرانية، جورجيا، بمساعدة روسيا في الحصول على عتاد عسكري خاضع للعقوبات، في علامة أخرى محتملة على حجم جهود الكرملين الجديدة لاستخدام شبكات التهريب الدولية لدعم حملتها في أوكرانيا.
وقالت مديرية المخابرات في كييف، في بيان، «إن الخدمات الجورجية الخاصة تلقت تعليمات من القيادة السياسية للبلاد بعدم التدخل في قنوات التهريب من (شرق آسيا) للالتفاف على العقوبات الغربية الجديدة».
وقال مسؤولون جورجيون، إن المزاعم الأوكرانية لا أساس لها من الصحة.
وقال مسؤولون أميركيون أيضاً، إن روسيا طلبت من الصين أسلحة من الدرجة العسكرية ومساعدتها في دعم عمليتها في أوكرانيا.
وذكرت وكالة «أسوشيتيد برس» أن صربيا، الحليف الروسي، تسلمت نظاماً مضاداً للطائرات صينياً في عملية سرية خلال عطلة نهاية الأسبوع، وسط مخاوف غربية من تكديس الأسلحة في البلقان في الوقت نفسه الذي تهدد الحرب في أوكرانيا السلام في المنطقة.


مقالات ذات صلة

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

أوروبا أظهرت الأقمار الاصطناعية أضراراً بمطار عسكري روسي في شبه جزيرة القرم جراء استهداف أوكراني يوم 16 مايو 2024 (أرشيفية - رويترز)

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

اتهمت روسيا أوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع لقصف مطار عسكري، اليوم (الأربعاء)، متوعدة كييف بأنها ستردّ على ذلك عبر «إجراءات مناسبة».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ رجال إنقاذ يعملون في موقع تعرض فيه مبنى لأضرار جسيمة بسبب ضربة صاروخية روسية أمس وسط هجوم روسيا على أوكرانيا في زابوريجيا11 ديسمبر 2024 (رويترز) play-circle 02:00

أميركا تحذّر روسيا من استخدام صاروخ جديد «مدمر» ضد أوكرانيا

قال مسؤول أميركي إن تقييماً استخباراتياً أميركياً، خلص إلى أن روسيا قد تستخدم صاروخها الباليستي الجديد المتوسط ​​المدى مدمر ضد أوكرانيا مرة أخرى قريباً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الرئيس الأوكراني زيلينسكي خلال لقائه ترمب في نيويورك الأسبوع الماضي (أ.ب)

ماسك ونجل ترمب يتفاعلان مع صورة تقارن زيلينسكي ببطل فيلم «وحدي في المنزل»

تفاعل الملياردير الأميركي إيلون ماسك ودونالد ترمب جونيور، نجل الرئيس المنتخب دونالد ترمب، مع صورة متداولة على منصة «إكس»

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا ألسنة لهب كثيفة تتصاعد من مبنى مدمر وسيارة محترقة في منطقة زابوريجيا الأوكرانية نتيجة قصف روسي (خدمة الطوارئ الأوكرانية- أ.ف.ب)

4 قتلى و19 جريحاً بضربة روسية على زابوريجيا الأوكرانية

قُتل 4 أشخاص على الأقل وأُصيب 19، الثلاثاء، في ضربة صاروخية روسية «دمَّرت» عيادة خاصة في مدينة زابوريجيا جنوب أوكرانيا، في حصيلة مرشحة للارتفاع.

أوروبا صورة مركبة تابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية تعرضت لأضرار بسبب غارة بطائرة مسيرة على طريق في منطقة زابوريجيا في أوكرانيا 10 ديسمبر 2024 (رويترز)

مسيّرة تستهدف مركبة لوكالة الطاقة الذرية قرب محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا

قال مدير الطاقة الذرية إن مركبة تابعة للوكالة تعرضت لأضرار جسيمة بسبب هجوم بمسيرة على الطريق المؤدي إلى محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا، الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (كييف)

«الجمعية العامة» تطالب بأغلبية ساحقة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

«الجمعية العامة» تطالب بأغلبية ساحقة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)

دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرار غير ملزم صدر بغالبية ساحقة وصوّتت ضدّه خصوصا الولايات المتحدة وإسرائيل إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في قطاع غزة.

والقرار الذي صدر بغالبية 158 دولة مؤيدة في مقابل 9 دول صوّتت ضدّه و13 دولة امتنعت عن التصويت، يدعو إلى "وقف لإطلاق النار فوري وغير مشروط ودائم" وكذلك أيضا إلى "الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن"، وهي صيغة مشابهة لتلك التي وردت في مشروع قرار استخدمت ضدّه واشنطن في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الفيتو في مجلس الأمن الدولي.

واستخدمت الولايات المتحدة يومها حق النقض لحماية إسرائيل التي تشن منذ أكثر من سنة هجوما عسكريا في قطاع غزة ردا على هجوم غير مسبوق نفذته حركة حماس على جنوب الدولة العبرية. وعطّل الأميركيون في حينها صدور قرار في مجلس الأمن يطالب بوقف إطلاق نار "فوري وغير مشروط ودائم" في غزة، مشترطين من أجل إقرار أي هدنة إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في القطاع منذ هجوم حماس.

وقبيل التصويت على النصّ، قال نائب السفيرة الأميركية في الأمم المتّحدة روبرت وود إنّه سيكون من "المخزي" تبنّي مشروع القرار لأنّه "قد يوجّه إلى حماس رسالة خطرة مفادها أنّ لا حاجة للتفاوض أو لإطلاق سراح الرهائن"، في وقت تحدّثت فيه وزارة الدفاع الإسرائيلية عن "فرصة" لإبرام اتفاق لاستعادة الرهائن.

بدوره قال السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون إنّ "تصويت اليوم ليس تصويت رحمة، بل هو تصويت تواطؤ" و"خيانة" و"تخلّ" عن الرهائن المحتجزين في القطاع الفلسطيني.