تحفظ المعارض لؤي حسين على علم «الثورة» السورية يثير استياء الناشطين المعارضين

حسين برر موقفه بحتى لا نظهر وكأننا نخاطب فئة واحدة فقط من السوريين

خوجة ولؤي حسين ورؤية مشتركة للحل السياسي في سوريا
خوجة ولؤي حسين ورؤية مشتركة للحل السياسي في سوريا
TT

تحفظ المعارض لؤي حسين على علم «الثورة» السورية يثير استياء الناشطين المعارضين

خوجة ولؤي حسين ورؤية مشتركة للحل السياسي في سوريا
خوجة ولؤي حسين ورؤية مشتركة للحل السياسي في سوريا

أثار استبعاد علم «الثورة السورية» عن منصة المؤتمر الصحافي المشترك الذي جمع رئيس الائتلاف السوري خالد خوجة والمعارض البارز لؤي حسين الاثنين في إسطنبول، استياء عدد كبير من السوريين والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال حسين الثلاثاء على صفحته على «فيسبوك»، إنه «اقترح على خوجة رفع العلم الرسمي إلى جانب علم الثورة أو إبعاد الأخير، حتى لا نظهر وكأننا نخاطب فئة واحدةً فقط من السوريين».
وأظهرت صور التقطها صحافيون سوريون معارضون حضروا المؤتمر الصحافي الذي أعلن الرجلان خلاله رؤية مشتركة للحل السياسي في سوريا، المنصة وخلفها علم «الثورة السورية» قبل أن يتم استبعاده إلى زاوية القاعة قبل بدء المؤتمر.
وترفع المعارضة السورية منذ عام 2012 علما يعرف باسم «علم الاستقلال» اعتمده السوريون خلال فترة الانتداب الفرنسي. ودأبت معظم مكونات المعارضة السياسية والعسكرية على رفع هذا العلم خلال مؤتمراتها ولقاءاتها.
وأثار استبعاد العلم سخط الناشطين الذين أطلقوا وسم «#ارفع_علم_ثورتك» عبر مواقع التواصل الاجتماعي، موجهين انتقادات قاسية إلى حسين وخوجة في آن معا وصلت إلى حد المطالبة بإقالة الأخير. وطالبت «لجان التنسيق المحلية» في سوريا بمساءلة خوجة.
وغادر حسين الذي يرأس تيار بناء الدولة السورية دمشق قبل أكثر من أسبوعين وكان يعد قبل ذلك جزءا من معارضة الداخل المقبولة من النظام. ونفى الثلاثاء أن يكون «أحد تنكّر أو أهان أي علم سوري». وأضاف «أخشى أن هناك من يريد إعاقة أي عمل وطني يسهم في وحدة الصف».
وغرد خوجة بعد الانتقادات التي طالته عبر «تويتر» قائلا «وجود علم الثورة على يميني مدعاة فخر واعتزاز لي، وأتطلع إلى اليوم الذي تعتمده جميع قوى وفصائل الثورة».
ورأى الناشط إبراهيم الإدلبي أن «إزالة علم الثورة إهانة لكفن الشهداء(...)». وأضاف «دعونا نعمل بمقولة إكرام الائتلاف دفنه». وتعاني المعارضة السياسية من انقسامات وتجاذبات إقليمية في وقت أدى النزاع المستمر منذ أربعة أعوام إلى مقتل أكثر من 220 ألف شخص.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.