تحتفل واشنطن بمرور 50 سنة على أول زيارة لفرقة «بيتلز» (الخنافس) البريطانية. كما احتفلت نيويورك بنفس المناسبة الأسبوع الماضي. وفي اليوم الذي ظهرت فيه فرقة «بيتلز»، لأول مرة في أميركا، في برنامج «إيد ساليفان» التلفزيوني (في ذلك الوقت، كان التلفزيون أبيض وأسود فقط).
فبعد يومين على الانطلاقة التاريخية لفرقة البيتلز على شاشة التلفزيون الأميركي، تحدى أعضاء الفرقة الأربعة الثلوج واستقلوا القطار من نيويورك إلى واشنطن، حيث قدموا عرضهم الأول في أميركا الشمالية. وكان في انتظارهم ثمانية آلاف من محبيهم، لم يثنهم البرد ذات مساء الثلاثاء، عن حضور الحفلة في قاعة غير مدفأة.
وتترد في واشنطن، خلال هذا الأسبوع، أغنية «إي وانت تو هولد يور هاند» (أريد أن أمسك يدك) في ميكرفونات مصاعد كهربائية، وقاعات رياضية، ومسارح. وكانت هذه أول أغنية غنتها فرقة بيتلز في واشنطن وفي الولايات المتحدة، لأن الفرقة لم تغن في نيويورك. ثم غنت في لوس أنجليس.
ويوم الأحد الماضي، في مبنى شبه خرب في قلب واشنطن، علق مجهول ميكرفونا تنطلق منه أغاني بيتلز. كان هنا مسرح كوليزيوم الذي غنت فيه الفرقة.. بعد ذلك بسنوات قليلة، اجتاحت واشنطن مظاهرات الزنوج، احتجاجا على التفرقة العنصرية، وحرقوا بعض المباني، وصارت المنطقة شبه مهجورة. ولسنوات، تحول مبنى كوليزيوم إلى محطة لجمع الأوساخ، ثم إلى موقف سيارات. ومؤخرا، اشتراه ثري عقارات ليعيد بناءه.
وقال بروس سبتزار، مؤرخ لتاريخ واشنطن: «رغم أن قاعة كوليزيوم كانت صغيرة، وكانت سعتها ثمانية آلاف مقعد فقط، امتلأت وفاضت، وسجلت رقما قياسيا في مجلة (بيلبورد) (التي تتابع النشاطات الفنية)». وأضاف: «لسنوات، ترددت فرقة بيتلز في زيارة الولايات المتحدة. كانوا مترددين من أن الأميركيين لن يرحبوا بأغانيهم. لكن، ليلة كولزيوم أعطتهم ثقة كبيرة، وجعلتهم يحسون وكأنهم غزوا الدنيا الجديدة وانتصروا عليها».
وفعلا، من أميركا، وبفضل الإعلام الأميركي، والأفلام الأميركية مثل فيلم: «ساتدرداي نايت»، (ليلة السبت)، انتشر الخنافس في كل العالم تقريبا. واشتهر الأربعة: جون لينون (غيتار، وإيقاع، وغناء). وبول مكارتني (غيتار، وبيس، وغناء). وجورج هاريسون (غيتار رئيس وغناء)، ورينغو ستار (طبل، وغناء).
هذه هي «بيتلزمانيا» (جنون الخنافس) وكما قال كتاب بنفس الاسم: «صار تأثير البيتلز ليس مجرد تأثير في نطاق الأغاني، بل امتد إلى الثورات الاجتماعية والثقافية في الستينات».
وكانت الفرقة بدأت في بريطانيا في أواخر عام 1962. وأصدرت أول أغنية: «لاف مي تو» (حبيني أيضا). ثم أغنية: «بليز، بليز» (من فضلك، من فضلك). وفي عام 1966، أصدرت أول ألبوم غنائي.
غير أن الفرقة انهارت عام 1970، وتفرق كل واحد، مغنيا منفردا، أو مع مغنين آخرين. وكانت خلال فترة عصرها الذهبي، أنتجت 13 ألبوما، وقدمت خمسة أفلام.
بعد الانفصال، وحتى اليوم، تنشر أغاني أفرادها، خصوصا بول مكارنتي، ورينغو ستار.
وفي عام 1980، قتل جون لينون بالرصاص في نيويورك. وفي عام 2001، توفي هاريسون بسرطان الرئة.
وفي عام 2008، نشرت مجلة «بيلبورد» قائمة أكثر الأغاني مبيعا في تاريخ الولايات المتحدة، وجاءت فرقة بيتلز في المقدمة. وحصلت الفرقة على سبع جوائز «غرامي» (مهرجان الأغاني الأميركية السنوي)، وعلى 13 جائزة «ايفور نوفيلو» (جوائز الأكاديمية البريطانية لكتاب الأغاني والملحنين)، وعلى المرتبة الأولى في قائمة «بيرماننتز» (الخالدون) التي أصدرتها مجلة «رولينغ ستون».
وفي وقت لاحق، وضعت المجلة 11 ألبوما، من أصل الـ13 ألبوما، في قائمة «أفضل 500 ألبوم في تاريخ الموسيقى». ووضعت مجلة «تايم» أعضاء الفرقة في قائمة «أكثر الذين أثروا على تاريخ القرن الـ20».
ودخلت الفرقة كتاب «غينيس للأرقام القياسية»: المبيعات الأكثر للأغاني في تاريخ العالم: مليار ونصف المليار (مؤخرا، زادت إلى قرابة مليارين). وتفوقت على أغاني الفيس بريسلي، ملك أغاني «روك آند رول» الأميركي. وتذكر جون لين، ابن هاري لين، صاحب مسرح «كوليزيوم »: «أتذكر أن والدي تلقى مكالمة تلفونية من شخص إذا كان سيوافق على أن تقيم الفرقة أول حفل لها في الولايات المتحدة في مسرح كوليزيوم». لكن، قال والدي أنه لم يسمع أبدا بهذه الفرقة. لكنه وافق. وبعد نهاية الحفل، أحضر إلى المنزل مجموعة من أسطوانات الفرقة. وخلال أيام قليلة، صرنا، أخي وأنا، أكثر الناس شعبية في المدرسة».
وتذكر جون مكارتني نفسه: «كنا نرى كثيرا من النجوم البريطاني يعودون من أميركا مثل الكلاب المنهزمة، ذيولهم بين أرجلهم. لهذا، وعدنا أنفسنا، وأقسمنا، ألا تذهب حتى نكون الفرقة الأولى. وفي وقت لاحق، تحمسنا كثيرا عندما عرفنا حجم شعبيتنا. ثم لاحظنا الجنون حولنا ونحن في نيويورك. وفي القطار، من نيويورك إلى واشنطن، وصلت سعادتنا إلى السماء. وصدف أن كانت الثلوج جميلة على طول الطريق».
وتذكر بيل ايبردج، مصور مجلة «لايف» الذي رافق الفرقة من البداية إلى النهاية: «كان البرنامج يشمل السفر من نيويورك إلى واشنطن بالطائرة. لكن، هبت عاصفة جليدية هوجاء على واشنطن. واضطرت الفرقة لأن تحجز عربتين في القطار المسافر إلى واشنطن. وحجزت مقاعد للصحافيين.
واشنطن تحتفل بـ50 سنة على زيارة فرقة البيتلز
https://aawsat.com/home/article/35832
واشنطن تحتفل بـ50 سنة على زيارة فرقة البيتلز
غزوا أميركا فنيا وتفوقوا على الفيس بريسلي.. ومبيعاتهم وصلت مليارا ونصف المليار
فرقة «بيتلز» في واشنطن
- واشنطن: محمد علي صالح
- واشنطن: محمد علي صالح
واشنطن تحتفل بـ50 سنة على زيارة فرقة البيتلز
فرقة «بيتلز» في واشنطن
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة

