قيادات الحوثي تتخفى في أماكن متغيرة نتيجة استهداف قوات التحالف لهم

القوة الإضافية الضاربة تتمركز في نجران ومقذوفات عسكرية في جازان

قيادات الحوثي تتخفى في أماكن متغيرة نتيجة استهداف قوات التحالف لهم
TT

قيادات الحوثي تتخفى في أماكن متغيرة نتيجة استهداف قوات التحالف لهم

قيادات الحوثي تتخفى في أماكن متغيرة نتيجة استهداف قوات التحالف لهم

اتهم محمد قاسم النقيب، عضو مجلس النواب اليمني، ورئيس كتلة عدن، ميليشيا الحوثي بمحاولة خرق الهدنة الإنسانية التي تبدأ اليوم (الثلاثاء)، وتعطيل العمليات الإغاثية، عبر إطلاق قذائف الهاون على عدد من المدن السعودية أمس.
وأشار خلال تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» إلى أن عدداً من القيادات الحوثية باتت تنتقل بشكل متسارع من كهف لآخر، بعد أن ضيقت قوات التحالف الخناق عليهم في صعدة.
يأتي ذلك، فيما وصلت أمس القوة الضاربة للقوات السعودية البرية، وأفاد مصدر عسكري سعودي لـ«الشرق الأوسط» بأن القوة سترتكز على الشريط الحدود الذي يربط السعودية مع اليمن، مبينًا أن ستركز عملها في مدينة نجران.
إلى ذلك أعلنت مديرية الدفاع المدني في جازان (جنوب السعودية) أمس عن تعرض أحياء سكنية بقرى حدودية بمحافظة الحُرث لمقذوفات عسكرية، نتج عنها استشهاد مواطن وتعرض ثلاثة مقيمين للإصابة، موضحة أنه جرى نقلهم للمستشفى في حينه.وفي وقت لاحق أمس، قال المتحدث الإعلامي للدفاع المدني بمنطقة نجران بأن فرق الدفاع المدني باشرت في تمام الساعة 7:30 من صباح أمس (الاثنين) بلاغًا عن تعرض مدرسة ومنزل سكني بجوارها في مدينة نجران لمقذوفات عسكرية من داخل الأراضي اليمنية، مما نتج عنه استشهاد مقيم باكستاني وتعرض طفلة سعودية وثلاثة مقيمين من جنسيات مختلفة للإصابة، حيث جرى نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم، كما جرى اتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة الأوضاع وفق الخطط المعتمدة لذلك.
وبالعودة إلى تصريحات النائب في مجلس النواب اليمني، أشار محمد قاسم النقيب، إلى أن ميليشيا الحوثي تسعى إلى عدم الالتزام بالهدنة الإنسانية، واستغلالها للتوغل داخل المدن الجنوبية لليمن.
وأبان النائب في مجلس النواب اليمني أن السعودية لم تكن يوما داعية حرب وليس في تاريخها عدوان، لافتًا إلى أن قرار وقف الحرب في اليمن لمدة خمسة أيام «قرار شجاع وإنساني» لا يصدر إلا من قيادة حكيمة.وحذر محمد قاسم النقيب، رئيس كتلة عدن، نائب رئيس كتلة الجنوب، من غدر ميليشيا الحوثي، حيث إنه لا أمان لهم، مناشدًا دول التحالف العربي بألا يتم الانتقال إلى العمل السياسي والحوار إلا بعد سحب كل أفراد ميليشيا الحوثي من الجنوب وتعز وصنعاء.
ولفت إلى أن ميليشيا الحوثي تحمل مشروعا خارجيا خبيثا مقاصده الكبرى اليمن والخليج، مؤكدًا أن ميليشيا الحوثي في الوقت الراهن تقهقرت وأصبحت تتحرك من كهف إلى آخر وانهارت قواهم وانكسرت شوكتهم وأرهقوا فالوضع سيئ بالنسبة لهم للغاية.وحول قمة كامب ديفيد، قال محمد قاسم النقيب: «إن القيادات اليمنية تأمل من القمة المقبلة لقادة الخليج والرئيس الأميركي أن تضع حدًا للتدخل الإيراني في اليمن، حيث إن أمن اليمن مرتبط ارتباطا وثيقا بأمن الخليج»، متمنيًا أن يكون موقف أميركا أكثر وضوحا تجاه النشاط الإيراني وحلفائهم في المنطقة عامة الذي يهدد الأمن الدولي والإقليمي كافة.وجزم النقيب بنجاح مؤتمر حوار الرياض بين الأطراف اليمنية، على الرغم من وجود بعض الملاحظات التي وصفها بالبسيطة، إلا أن المضامين التي سينطلق منها جوهرية وهي مهمة للغاية، التي تنطلق من مخرجات مؤتمر الحوار الذي أقيم في صنعاء، مبينًا أن القبائل التي أعلنت ولاءها للشرعية اليمنية، وسلمت سلاحها حضرت إلى الرياض، وتخلت تمامًا عن الرئيس المخلوع صالح.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.