عرب وعجم

عبد الله بن ناصر البصيري - حيدر منصور العذاري
عبد الله بن ناصر البصيري - حيدر منصور العذاري
TT

عرب وعجم

عبد الله بن ناصر البصيري - حيدر منصور العذاري
عبد الله بن ناصر البصيري - حيدر منصور العذاري

> عبد الله بن ناصر البصيري، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الجزائر، التقى أول من أمس، رئيس الكونفدرالية الجزائرية لأرباب العمل المواطنين محمد سامي عاقلي. وجرى خلال اللقاء مناقشة فرص التعاون الاقتصادي وسبل تطويرها بين المملكة والجزائر.
> منى عباس محمود رضي، سفير مملكة البحرين لدى مملكة تايلاند، التقت أول من أمس، رئيس الجمعية الوطنية ورئيس مجلس النواب بمملكة تايلاند تشوان ليكباي، حيث أعرب رئيس الجمعية عن اعتزازه وتقديره لعلاقات الصداقة والتعاون الثنائي الوطيد، مؤكداً الحرص على تنمية وتطوير تلك العلاقات في مختلف المجالات والارتقاء بها إلى مستويات أرحب بما يعود بالخير والمنفعة على البلدين والشعبين الصديقين. فيما أكدت السفيرة عمق علاقات الصداقة الوطيدة بين مملكة البحرين ومملكة تايلاند، معربة عن تطلعها لتعزيز هذه العلاقات.
> راموناس ديفيدونيس، سفير ليتوانيا لدى دولة الإمارات، قدم أول من أمس، نسخة من أوراق اعتماده، إلى وكيل الوزارة المساعد لشؤون الخدمات المساندة الإماراتي عبد الله محمد البلوكي، في ديوان عام وزارة الخارجية والتعاون الدولي. وتمنّى البلوكي للسفير التوفيق والنجاح في أداء مهام عمله بما يعزز علاقات التعاون الوثيقة بين البلدين. من جانبه، أعرب السفير عن سعادته بتمثيل بلاده لدى دولة الإمارات لما تحظى به من مكانة إقليمية ودولية مرموقة بفضل السياسة الحكيمة للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
> طارق علي فرج الأنصاري، سفير دولة قطر لدى جنوب أفريقيا، اجتمع أول من أمس، مع ناليدي باندور، وزيرة الخارجية في جمهورية جنوب أفريقيا. وجرى خلال الاجتماع استعراض علاقات التعاون الثنائي بين البلدين.
> لي باي جين، سفير الصين لدى موريتانيا، استقبله أول من أمس، وزير الصحة الموريتاني المختار ولد داهي، في مكتبه. وتناول اللقاء مجالات التعاون المشتركة بين الوزارة وجمهورية الصين الشعبية، خاصة ما يتعلق بالبعثة الطبية الصينية ومواجهة جائحة (كوفيد - 19) من خلال التلقيح في ظل عودة انتشار الفيروس في بعض بلدان العالم، والحديث عن احتمالية موجة جديدة من الجائحة. جرى اللقاء بحضور المدير العام للصحة العمومية وبعض معاوني السفير.
> روبيرتو رودريغيز هيرنانديز، سفير المكسيك في عمّان، استقبله أول من أمس، مدير عام الجمارك الأردنية لواء جمارك جلال القضاة، في مكتبه، لبحث سبل تعزيز وتوطيد العلاقات المتبادلة والتعاون بين الأردن والمكسيك، خاصة ما يتعلق بالتعاون الجمركي. وأشاد السفير بالمستوى الذي وصلت إليه الجمارك الأردنية في الرقابة على الحدود، وتسهيل وتبسيط الإجراءات، وتبني أطر ومعايير منظمة الجمارك العالمية في مجال أمن وتسهيل سلسلة التزويد في التجارة الدولية، وتبني أفضل الممارسات العالمية في هذا الإطار.
> حيدر منصور العذاري، سفير الجمهورية العراقية لدى المملكة الأردنية الهاشمية، استقبله أول من أمس، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأردني اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي، في مكتبه بالقيادة العامة، حيث بحثا آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية وأوجه تعزيز التعاون المشترك والتنسيق في عدد من المجالات بين البلدين الشقيقين. حضر اللقاء الملحق العسكري والثقافي العراقي في عمان، وعدد من كبار ضباط القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي.
> روجر نوبل، سفير أستراليا لشؤون مكافحة الإرهاب، استقبله أول من أمس، رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، بحضور سفيرة أستراليا لدى العراق باولا إليزابيث غانلي. وجرى بحث العلاقات الثنائية بين البلدين في مجال تطوير التعاون الأمني. وهنأ السفير الأسترالي الحكومة العراقية على نجاحاتها المتواصلة في محاربة الإرهاب، مؤكداً دعم حكومته للعراق، والتطلع إلى المزيد من التعاون الأمني بين البلدين. كما شهد اللقاء مناقشة دور العراق الإقليمي، وآثاره الإيجابية في تحقيق الاستقرار في العراق والمنطقة.
> إليزابيث مور أوبين، سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى الجزائر، استقبلها أول من أمس، وزير الصناعة الجزائري أحمد زغدار. واستعرض الطرفان العلاقات الثنائية الجزائرية - الأميركية، وسبل ووسائل تعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين، والرغبة في تكثيف التعاون من خلال دراسة جميع الفرص المتاحة في مجالات الاستثمار الصناعي، مستعرضاً فرص الاستثمار والشراكة التي يوفرها القطاع. من جهتها، أعربت السفيرة عن ارتياحها لمستوى العلاقات بين البلدين، واستعدادها لتوسيع وتعزيز مجالات التعاون بينهما، في الميدان الصناعي.



100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
TT

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)

في الرابع من شهر الخِصب وبراعم اللوز والورد، وُلد عاصي الرحباني. كانت البلادُ فكرةً فَتيّة لم تبلغ بعد عامها الثالث. وكانت أنطلياس، مسقط الرأس، قريةً لبنانيةً ساحليّة تتعطّر بزهر الليمون، وتَطربُ لارتطام الموج بصخور شاطئها.
لو قُدّر له أن يبلغ عامه المائة اليوم، لأَبصر عاصي التحوّلات التي أصابت البلاد وقُراها. تلاشت الأحلام، لكنّ «الرحباني الكبير» ثابتٌ كحقيقةٍ مُطلَقة وعَصي على الغياب؛ مقيمٌ في الأمس، متجذّر في الحاضر وممتدّةٌ جذوره إلى كل الآتي من الزمان.


عاصي الرحباني خلال جلسة تمرين ويبدو شقيقه الياس على البيانو (أرشيف Rahbani Productions)

«مهما قلنا عن عاصي قليل، ومهما فعلت الدولة لتكريمه قليل، وهذا يشمل كذلك منصور وفيروز»، يقول المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مئويّة عمّه. أما الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أن التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من لوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان، وتعمل على نشره.
يقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى». غير أنّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.

«فوتي احفظي، قومي سجّلي»
«كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السرد يمشي كي لا ينقطع الدفق»، هكذا يتذكّر أسامة عمّه عاصي. وفي بال الزيباوي كذلك، «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله». لم يكن مستغرباً أن يرنّ الهاتف عند أحد أصدقائه الساعة الثالثة فجراً، ليخرج صوت عاصي من السمّاعة قارئاً له ما كتب أو آخذاً رأيه في لحنٍ أنهاه للتوّ.
ووفق ما سمعه الزيباوي، فإن «بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها»، رغم أنه الزوج وأب الأولاد الأربعة، إلا أن «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي. ومن أكثر الجمل التي تتذكّرها التلميذة عن أستاذها: «فوتي احفظي، قومي سَجّلي». أضنى الأمر فيروز وغالباً ما اعترفت به في الحوارات معها قبل أن تُطلقَ تنهيدةً صامتة: «كان ديكتاتوراً ومتطلّباً وقاسياً ومش سهل الرِضا أبداً... كان صعب كتير بالفن. لمّا يقرر شي يمشي فيه، ما يهمّه مواقفي».


عاصي وفيروز (تويتر)
نعم، كان عاصي الرحباني ديكتاتوراً في الفن وفق كل مَن عاصروه وعملوا معه. «كل العباقرة ديكتاتوريين، وهذا ضروري في الفن»، يقول أسامة الرحباني. ثم إن تلك القسوة لم تأتِ من عدم، فعاصي ومنصور ابنا الوَعر والحرمان.
أثقلت كتفَي عاصي منذ الصغر همومٌ أكبر من سنّه، فتحمّلَ وأخوه مسؤولية العائلة بعد وفاة الوالد. كان السند المعنوي والمادّي لأهل بيته. كمعطفٍ ردّ البردَ عنهم، كما في تلك الليلة العاصفة التي استقل فيها دراجة هوائية وقادها تحت حبال المطر من أنطلياس إلى الدورة، بحثاً عن منصور الذي تأخّر بالعودة من الوظيفة في بيروت. يروي أسامة الرحباني أنها «كانت لحظة مؤثرة جداً بين الأخوين، أبصرا خلالها وضعهما المادي المُذري... لم ينسيا ذلك المشهد أبداً، ومن مواقفَ كتلك استمدّا قوّتهما».
وكما في الصِبا كذلك في الطفولة، عندما كانت تمطر فتدخل المياه إلى المدرسة، كان يظنّ منصور أن الطوفان المذكور في الكتاب المقدّس قد بدأ. يُصاب بالهلَع ويصرخ مطالباً المدرّسين بالذهاب إلى أخيه، فيلاقيه عاصي ويحتضنه مهدّئاً من رَوعه.

«سهرة حبّ»... بالدَين
تعاقبت مواسم العزّ على سنوات عاصي الرحباني. فبعد بدايةٍ متعثّرة وحربٍ شرسة ضد أسلوبه الموسيقي الثائر على القديم، سلك دروب المجد. متسلّحاً بخياله المطرّز بحكايا جدّته غيتا و«عنتريّات» الوالد حنّا عاصي، اخترع قصصاً خفتت بفعلِ سحرِها الأصواتُ المُعترضة. أما لحناً، فابتدعَ نغمات غير مطابقة للنظريات السائدة، و«أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية»، على ما يشرح أسامة الرحباني.


صورة تجمع عاصي ومنصور الرحباني وفيروز بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، بحضور بديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
كان عاصي مستعداً للخسارة المادية من أجل الربح الفني. يحكي محمود الزيباوي أنه، ولشدّة مثاليته، «سجّل مسرحية (سهرة حب) مرتَين ولم تعجبه النتيجة، فاقترض مبلغاً من المال ليسجّلها مرة ثالثة». ويضيف أن «أساطير كثيرة نُسجت حول الرحابنة، لكن الأسطورة الحقيقية الوحيدة هي جمال عملهم».
ما كانت لتكتمل أسطورة عاصي، لولا صوت تلك الصبية التي دخلت قفصَه الذهبي نهاد حدّاد، وطارت منه «فيروز».
«أدهشته»، يؤكّد الزيباوي؛ ويستطرد: «لكنّ أحداً منهما لم يعرف كيف يميّز بين نهاد حداد وفيروز»... «هي طبعاً المُلهِمة»، يقول أسامة الرحباني؛ «لمح فيها الشخصية التي لطالما أراد رسمَها، ورأى امرأةً تتجاوب مع تلك الشخصية»، ويضيف أن «عاصي دفع بصوت فيروز إلى الأعلى، فهو في الفن كان عنيفاً ويؤمن بالعصَب. كان يكره الارتخاء الموسيقي ويربط النجاح بالطبع الفني القوي، وهذا موجود عند فيروز».


زفاف عاصي الرحباني ونهاد حداد (فيروز) عام 1955 (تويتر)

دماغٌ بحجم وطن
من عزّ المجد، سرقت جلطة دماغيّة عاصي الرحباني عام 1972. «أكثر ما يثير الحزن أن عاصي مرض وهو في ذروة عطائه وإبداعه، وقد زادت الحرب اللبنانية من مرضه وصعّبت العمل كثيراً»، وفق الزيباوي. لم يكن القلق من الغد الغامض غريباً عليه. فهو ومنذ أودى انفجارٌ في إحدى الكسّارات بحياة زوج خالته يوسف الزيناتي، الذي كان يعتبره صياداً خارقاً واستوحى منه شخصيات لمسرحه، سكنته الأسئلة الحائرة حول الموت وما بعدَه.
الدماغ الذي وصفه الطبيب الفرنسي المعالج بأنه من أكبر ما رأى، عاد ليضيء كقمرٍ ليالي الحصّادين والعاشقين والوطن المشلّع. نهض عاصي ورجع إلى البزُق الذي ورثه عن والده، وإلى نُبله وكرمه الذي يسرد أسامة الرحباني عنهما الكثير.
بعد المرض، لانت قسوة عاصي في العمل وتَضاعفَ كرَمُه المعهود. يقول أسامة الرحباني إن «أقصى لحظات فرحه كانت لحظة العطاء». أعطى من ماله ومن فِكرِه، وعُرف بيدِه الموضوعة دائماً في جيبِه استعداداً لتوزيع النقود على المحتاجين في الشارع. أما داخل البيت، فتجسّد الكرَم عاداتٍ لطيفة وطريفة، كأن يشتري 20 كنزة متشابهة ويوزّعها على رجال العائلة وشبّانها.
خلال سنواته الأخيرة ومع احتدام الحرب، زاد قلق عاصي الرحباني على أفراد العائلة. ما كان يوفّر مزحة أو حكاية ليهدّئ بها خوف الأطفال، كما في ذلك اليوم من صيف 1975 الذي استُهدفت فيه بلدة بكفيا، مصيَف العائلة. يذكر أسامة الرحباني كيف دخل عاصي إلى الغرفة التي تجمّع فيها أولاد العائلة مرتعدين، فبدأ يقلّد الممثلين الأميركيين وهم يُطلقون النار في الأفلام الإيطالية، ليُنسيَهم ما في الخارج من أزيز رصاص حقيقي. وسط الدمار، بنى لهم وطناً من خيالٍ جميل، تماماً كما فعل وما زال يفعل في عامِه المائة، مع اللبنانيين.


عاصي الرحباني (غيتي)