مصر تحارب «موجة الغلاء» بتكثيف حملات الرقابة

الحكومة شددت على متابعة الأسواق لـ«ضبط الأسعار»

من حفل افتتاح رئيس الوزراء المصري لمعرض «أهلاً رمضان» في القاهرة (الحكومة المصرية)
من حفل افتتاح رئيس الوزراء المصري لمعرض «أهلاً رمضان» في القاهرة (الحكومة المصرية)
TT

مصر تحارب «موجة الغلاء» بتكثيف حملات الرقابة

من حفل افتتاح رئيس الوزراء المصري لمعرض «أهلاً رمضان» في القاهرة (الحكومة المصرية)
من حفل افتتاح رئيس الوزراء المصري لمعرض «أهلاً رمضان» في القاهرة (الحكومة المصرية)

شددت الحكومة المصرية على «ضرورة تكثيف الحملات الرقابية على الأسواق لضبط الأسعار»، وذلك في إطار الجهود المصرية لمحاربة «موجة غلاء الأسعار».
وطالب وزير التنمية المحلية المصري، محمود شعراوي، الأجهزة التنفيذية بالمحافظات المصرية، بـ«استمرار الحملات الرقابية على الأسواق، ومواجهة كافة صور الغش التجاري، وضمان عدم تخزين أي سلع أو احتكارها، ومواجهة أي ظواهر سلبية، والتأكد من الالتزام بالتسعيرة وضبط الأسعار، وعدم استغلال المواطنين».
ودخلت مؤسسات دينية مصرية في وقت سابق على خط موجة «غلاء الأسعار». وعدت «احتكار السلع عملاً مُحرماً شرعاً»، فيما تتواصل الجهود الحكومية لتوفير احتياطي استراتيجي من السلع الأساسية، وذلك لطمأنة المواطنين على توافر مختلف السلع والمنتجات الغذائية.
وشدد وزير التنمية المحلية المصري، خلال اتصالات مع عدد من المحافظين أمس، على «أهمية المتابعة المستمرة للمحافظين والقيادات التنفيذية بالمحافظات لمتابعة حركة الأسواق، وتوافر السلع، وتلبية احتياجات ومتطلبات المواطنين طوال شهر رمضان، وكذا المرور الميداني على المنافذ الثابتة والمعارض والمحلات، التي تم إقامتها لبيع السلع الغذائية، والتوسع في معارض (أهلاً رمضان) في المدن والمراكز، بما يسهم في توفير السلع الأساسية للمواطنين بالكميات والأسعار المناسبة، ووجود عروض وتخفيضات حقيقية عن مثيلاتها في الأسواق».
وحسب بيان لـ«مجلس الوزراء المصري»، أمس، فقد وجه وزير التنمية المحلية الأجهزة التنفيذية بالمحافظات بـ«تقديم كل الدعم والتسهيلات للمواطنين، الراغبين في إقامة موائد الرحمن للتخفيف عن الأسر الأكثر احتياجاً»، مشيداً بـ«الدور المجتمعي لبعض الجمعيات الأهلية، ومؤسسات المجتمع المدني في القرى والمدن، التي تقوم بمساعدة المواطنين والتخفيف عنهم خلال شهر رمضان، ومساندة جهود الحكومة في تقديم كل الدعم للأسر الأكثر احتياجاً». كما وجه الوزير المصري بـ«تكثيف الحملات المفاجئة على المدن والقرى لضمان توافر السلع، وتحقيق الانضباط في الأسواق، والحفاظ على صحة وسلامة المواطنين، وتفعيل آليات التواصل مع المواطنين لتلقي الشكاوى، الخاصة بتوافر السلع في الأسواق»، مطالباً المحافظين بـ«تشجيع جميع المبادرات الشبابية والمجتمعية، التي تعمل على توفير السلع بأسعار مخفضة، والإعلان عن تلك المبادرات للمواطنين عبر جميع وسائل التواصل الاجتماعي بالمحافظات».
من جهته، أكد رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، في وقت سابق، أن «الدولة المصرية كانت قادرة بالتخطيط الجيد أن توفر احتياطيات كافية من السلع الأساسية، على نحو مكننا في ظل الأزمة الروسية - الأوكرانية من أن نكون قادرين على استيعاب تداعيات الأزمة، والتحرك بفضل ما نملكه من رصيد كافٍ من السلع يؤمننا لشهور مقبلة».
وقال بيان «مجلس الوزراء المصري»، أمس، إن وزير التنمية المحلية وجه غرفة إدارة الأزمات بالوزارة وغرف العمليات بالمحافظات بـ«تلقي أي شكاوى، أو مقترحات من المواطنين للسيطرة على أي زيادات غير مبررة في أسعار السلع».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.