الهيئة العامة للائتلاف السوري تبدأ البحث بمشاورات دي ميستورا ومؤتمر الرياض في إسطنبول

مصادر المعارضة: لا توقعات بنتائج ملموسة في اللقاء مع المبعوث الدولي

الهيئة العامة للائتلاف السوري تبدأ البحث بمشاورات دي ميستورا ومؤتمر الرياض في إسطنبول
TT

الهيئة العامة للائتلاف السوري تبدأ البحث بمشاورات دي ميستورا ومؤتمر الرياض في إسطنبول

الهيئة العامة للائتلاف السوري تبدأ البحث بمشاورات دي ميستورا ومؤتمر الرياض في إسطنبول

انطلقت الدورة الـ21 من اجتماعات الهيئة العامة للائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية في إسطنبول، بتركيا، أمس وذلك بالبحث في تقارير الهيئة الرئاسية والهيئة السياسية واللجان، على أن تستكمل اليوم، الأحد، مناقشة المشاورات الثنائية التي دعا لها المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا في جنيف، وهذا، بالإضافة إلى الدعوة التي أطلقها البيان الختامي لمجلس التعاون الخليجي لاستضافة مكونات المعارضة السورية في الرياض.
مصادر في المعارضة السياسية السورية قالت لـ«الشرق الأوسط» إن «وفد الائتلاف سيجتمع المبعوث الدولي إلى سوريا دي ميستورا في اللقاء المزمع عقده الأسبوع المقبل في مدينة جنيف السويسرية من غير أن يتوقع نتائج ملموسة من اللقاء»، موضحة أن اللقاء قد لا يختلف عن اللقاءات السابقة التي بدأها منذ أكثر من 6 أشهر، واجتمع خلالها مع عدد كبير من ممثلي المعارضة السورية. وتابعت المصادر أن الأسباب التي تقف وراء هذه الترجيحات تعود إلى أن المبعوث الدولي أظهر، خلال جولاته الماضية، تعاطفًا مع النظام بما يتخطى التعاطف مع المعارضة، مشيرة إلى أن الائتلاف، رغم ذلك، سيذهب إلى اللقاء الذي ترعاه الأمم المتحدة، كونه يلتزم المشاركة في أي محاولة من شأنها أن تفضي إلى حل سياسي، ضمن السقف الذي رسمه الائتلاف، وهو رحيل (الرئيس السوري بشار) الأسد.
وكان الوسيط الدولي حدد في 24 أبريل (نيسان) الفائت مهلة تنتهي آخر يونيو (حزيران) المقبل، لاختبار إرادة الأطراف في إحلال السلام، على أن يرفع بعد هذا التاريخ تقريرا بهذا الخصوص إلى أمين عام الأمم المتحدة، بان كي مون. وينظر معارضون سوريون إلى مباحثات دي ميستورا على أنها «فرصة إضافية لكسب الوقت»، في حين لم يطرأ أي تطور على الأرض في سوريا منذ إعلان بيان «جنيف1» في يونيو 2012 الذي رعته الأمم المتحدة، بل ظهرت أطرافا جديدة في الصراع مثل تنظيم داعش.
هذا، وانطلقت المشاورات في جنيف الثلاثاء الماضي، بهدف استئناف المفاوضات لاحقا لحل الأزمة في سوريا، ويسعى المجتمع الدولي لإعادة أطراف النزاع إلى طاولة المفاوضات عبر «جنيف3» لإيجاد حل سياسي يرتكز إلى قرارات «جنيف - 1» التي تعتبر بمثابة خطة حل سياسي للنزاع السوري المستمر منذ 4 أعوام.
وكان دي ميستورا، أكد الثلاثاء الماضي، أن المباحثات التي انطلقت في جنيف بشأن الأزمة السورية مشاورات وليست محادثات سلام، مشيرًا إلى دعوة 40 طرفا سوريا و20 دوليا بالإضافة إلى وفد الحكومة السورية. وقال إنه دعا زعماء فصائل المعارضة السورية المسلحة لحضور مشاورات بدأها في جنيف.
في هذا الوقت، بدأت فعاليات اجتماع الهيئة العامة للائتلاف، ظهر أمس، بعد حضور النصاب القانوني البالغ 57 عضوًا من أعضاء الائتلاف. وقدمت الهيئة الرئاسية التقرير عن زيارة رئيس الائتلاف خالد الخوجة إلى الولايات المتحدة، كما تطرق إلى الموعد المزمع لقاءه مع دي ميستورا والهدف من اللقاء، فضلاً عن توقفه عند قضية المنطقة الآمنة التي تطالب المعارضة بإنشائها في شمال سوريا، وحظر الطيران لتحييد القصف الجوي. وبعد الاستراحة، بدأت الهيئة العامة بعد الظهر مناقشة الوضع الميداني وتقدم قوات المعارضة في مدينتي إدلب (شمال غربي البلاد) وحمص (وسطها الغربي)، على أن تستكمل الجلسات بالبحث في الدعوة التي أطلقها البيان الختامي لمجلس التعاون الخليجي لاستضافة مكونات المعارضة السورية في الرياض.
ويستكمل الائتلاف اجتماعه اليوم، الأحد، بمناقشة المراسيم التشريعية وإعادة الهيكلة في الائتلاف، وقضايا النازحين السوريين ومؤتمر «القاهرة 2» المزمع عقده أيضا في وقت لاحق.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.