«ظل»... ما تفعله يعود إليك

نجوم مسلسل «ظل»  -  النجمة اللبنانية جيسي عبدو
نجوم مسلسل «ظل» - النجمة اللبنانية جيسي عبدو
TT

«ظل»... ما تفعله يعود إليك

نجوم مسلسل «ظل»  -  النجمة اللبنانية جيسي عبدو
نجوم مسلسل «ظل» - النجمة اللبنانية جيسي عبدو

يمكن التوقف باهتمام عند مسلسل «ظل» اللبناني - السوري، لما فيه من عوامل جذب. أولاً، مرتبة النجوم: جمال سليمان، يوسف الخال، عبد المنعم عمايري، كندة حنا، جيسي عبدو، أنجو ريحان وآخرون ينتظرهم الناس. وثانياً، الإخراج بعين المصري محمود كامل وكاميرته. وفي الكواليس إجماع على أنها كاميرا سينمائي، تأخذ المشهد إلى مستوى راقٍ. وثالثاً، شركتا «Gold Touch Production» و«Media Revolution 7» للإنتاج، والإصرار على تقديم عمل مشبع بالإمكانات العالية. عمل رمضاني يفتح الشهية على متابعته وترقب خطوطه ومساراته، والعلاقة بين الشخصيات.
كان مقرراً عرضه في رمضان الفائت، فعاكست الظروف. أُغلق لبنان تحت وطأة «كوفيد»، وامتلأ نجوم بالخوف من نقل الوباء إلى عائلاتهم، فالتزموا المنازل. وكان من المفترض أن تُسند البطولة، بين الأسماء، إلى باسل خياط. لكن الظروف أخرجته من العمل نحو نجاحات أخرى. هذه السنة، أعيد التصوير في بيروت بروح إيجابية وبثقة في الجهد الجماعي.
فكرة المسلسل لسيف رضا حامد، والسيناريو والحوار لزهير رامي الملا، وهو من فئة التشويق والإثارة. إشكاليته الرئيسية: العدالة، وحولها تدور الخطوط والشخصيات. ثمة مَن ينال حقه بيده وثمة مَن ينتظر عدالة القوانين، ونوع ثالث يرجو عدالة السماء. إنها مسألة خيارات وبعضها مكلف. وفي النهاية، كل ما يفعله الإنسان يعود إليه.
يعتذر أحد نجوم المسلسل يوسف الخال عن عدم الحديث قبل العرض، محتفظاً بأسبابه، أحدها أنه يفضل منح المُشاهد فرصة للتعرف إلى الشخصيات وبناء علاقة معها، فيفهم ما قد يصرح به النجم عن دوره، عوض أن يدور الحديث في إطاره العام ويبقى نوعاً من السير بين الألغام حرصاً على عدم كشف المستور. نحترم رغبته في الصمت، فينتهي الحديث مع نجم مسلسل «لو ما التقينا»، إطلالته الدرامية الأخيرة في رمضان الفائت، والأمل أن يثمر الجهد ما يستحق التنويه والتقدير.
يبحث الخال عن تحديات لم يسبق خوضها. تناديه شخصيات جديدة، فيلبي. في «ظل»، يؤدي دور روائي ومحامٍ، مبقياً على غموض الملامح.
وجيسي عبدو التواقة إلى ما يستفزها ممثلة فيُخرج منها الأفضل. تكشف لـ«الشرق الأوسط» أنها تؤدي شخصية «لجين» المتزوجة من الممثل وسام فارس. تصف الشخصية بالمختلفة عن دورها اللافت في «هروب»، حين أدت ببراعة شخصية «سمر» الطماعة بالمال. دورها الجديد انعكاس آخر لمرايا الحياة.
تتحدث عن متعة الأداء لاحتوائه على التحدي: «(لجين) ليست شخصية ثابتة. في داخلها طبقات، تماماً كالمسلسل، طبقة وراء طبقة. تجرها الظروف لاتخاذ قرارات ليست دائماً محمودة العواقب. أحياناً، يكون الطموح أكبر من المرء وتتغلب الأحلام على صاحبها. هنا تتبدل الأحوال ولا يعود شيء على حاله».
علينا الانتظار لمعرفة أي الأحلام سيقلب أيام «لجين» وأي طموح سيغير مصيرها. وإلى أين يصل الإنسان حين يشطح في الآمال. تتابع: «الدور تصاعدي، يتعقد على مهل. تفوح من المسلسل رائحة السينما، وهنا الفارق في خط أقدار الشخوص جميعها».
نحو أربع قصص تدور حول قصة أساسية، تطرح قضية عدالة القانون والحياة. التكتم بديهي على الباقي، وفي العادة تُحاط السرية بالأعمال الكبرى. تنتقل جيسي عبدو للتعبير عن فرحة اللقاء للمرة الأولى مع النجم السوري عبد المنعم عمايري. تذكر أنه أستاذ في «معهد الفنون»، يخرج نجوماً ويدرب ممثلين، والتجربة معه ثرية. بطريقة ما، تجرف الأقدار (لجين) نحوه، وتبتدئ حكاية أخرى.
تدرك النجمة اللبنانية أنها لم تصل إلى البطولة البارزة بطرفة عين: «تعبتُ لأستحق ما أنا عليه. بدأت التمثيل الكوميدي قبل 13 عاماً، ولم أتنازل عن رغبتي في إثبات نفسي بالدراما. بداية، قدمت أدواراً ثانوية، وخطوة تلو الخطوة، تقدمتُ في التراتبية والظهور. في داخلي طاقة هائلة لإعطاء المزيد. آمل أن يضيف كراكتير (لجين) إلي، فالقصة جميلة، شدتني نحوها منذ بدأت القراءة، فتمسكتُ بالمسلسل برغم ما مررنا به، إلى أن صورناه بتقنيات عالية. قدمت الشخصية بإخلاص للتفاصيل وأنتظر الحُكم».
وإنجو ريحان متحمسة أيضاً لشخصية «ميادة» في «ظل»؛ هي التي أبكت متابعي مسلسل «صالون زهرة» بدور المرأة التي يُسلخ عنها أولادها. تشدد لـ«الشرق الأوسط» على أن مواضيع المسلسل من الحياة اليومية، فهي تشكل مع زوجها في العمل، إيلي متري، بدور المحامي «رائد»، ثنائية تتعلق مباشرة بالمجتمع ومشاكله، وهذا ملعبها المفضل والحيز الذي يحلو لها افتراشه.
«ميادة» رسامة ومعلمة رسم، في داخلها مساحات إنسانية واجتماعية واسعة. لكن مشكلة زوجية تقع، فلا تعود بعدها كما كانت قبلها. وهي جارة «لجين» فتلتقيان بمواقف. تدعو لانتظار مسلسل تقول إنه سيُشغل الرأس ويجعل المُشاهد يضع أمامه أكثر من احتمال.
تتغير معاييرها الفنية مع الوقت، وتعلم أن الفرص تضيق في لبنان فتفرض على ناسه البحث عن مَخارج. شغفها الأكبر، هو المسرح، لكنه أيضاً يعاني. تعنيها أدوار تجعلها تشعر بجدوى الحياة فتترك أثراً في المتلقي وتغيره نحو الأفضل. في انتظار العودة إلى الخشبة، تؤدي أدوارها الدرامية باحتراف. «والجمهور يقول كلمته».


مقالات ذات صلة

«6 شهور»... دراما تعكس معاناة حديثي التخرّج في مصر

يوميات الشرق مسلسل «6 شهور»   (حساب Watch IT على «فيسبوك»)

«6 شهور»... دراما تعكس معاناة حديثي التخرّج في مصر

يعكس المسلسل المصري «6 شهور» معاناة الشباب حديثي التخرج في مصر عبر دراما اجتماعية تعتمد على الوجوه الشابة، وتحاول أن ترسم الطريق إلى تحقيق الأحلام.

نادية عبد الحليم (القاهرة )
يوميات الشرق الممثل كيليان مورفي يعود إلى شخصية تومي شلبي في فيلم «The Immortal Man» (نتفليكس)

عصابة آل شلبي عائدة... من باب السينما هذه المرة

يعود المسلسل المحبوب «Peaky Blinders» بعد 6 مواسم ناجحة، إنما هذه المرة على هيئة فيلم من بطولة كيليان مورفي المعروف بشخصية تومي شلبي.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق الفنان يحيى الفخراني (صفحته على فيسبوك)

لقب «ملك الدراما» يثير انقساماً «سوشيالياً» في مصر

أثار إطلاق لقب «ملك الدراما» انقساماً بين جمهور «السوشيال ميديا» بمصر، بعد أن طرحت صفحات على «إكس» أسماء ليختار المتابعون من بينها من يستحق لقب «ملك الدراما».

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق الفنان المصري أحمد مالك يهوى الأدوار المؤثّرة (حسابه في «فيسبوك»)

أحمد مالك: بـ«مطعم الحبايب» تحدّيتُ الصورة النمطية حيال ما أقدّم

وجوده في المطبخ جعله يتعلّم طهي الحَمام المحشوّ بالأرز بطريقة احترافية، وهي الوجبة التي يحبّها من يدَي والدته.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق يارا صبري في مسلسل «العميل» (إنستغرام)

الفنانة السورية يارا صبري: «العميل» أعاد اكتشافي درامياً

عادت الفنانة السورية يارا صبري إلى الدراما العربية من جديد بعد فترة غياب لنحو 4 سنوات، بتجسيد شخصية الأم «ميادة» في مسلسل «العميل».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

اكتشاف 3 مجرات من «الوحوش الحمراء»

يمنح الغبار هذه المجرات الضخمة الثلاث مظهراً أحمر مميزاً (تلسكوب جيمس ويب)
يمنح الغبار هذه المجرات الضخمة الثلاث مظهراً أحمر مميزاً (تلسكوب جيمس ويب)
TT

اكتشاف 3 مجرات من «الوحوش الحمراء»

يمنح الغبار هذه المجرات الضخمة الثلاث مظهراً أحمر مميزاً (تلسكوب جيمس ويب)
يمنح الغبار هذه المجرات الضخمة الثلاث مظهراً أحمر مميزاً (تلسكوب جيمس ويب)

تمكن فريق دولي، بقيادة جامعة جنيف السويسرية (UNIGE)، يضم البروفيسور ستين وويتس من جامعة باث في المملكة المتحدة، من تحديد 3 مجرات فائقة الكتلة، تعرف بـ«الوحوش الحمراء»، كل منها تقريباً بحجم مجرة ​​درب التبانة، ويعتقد أنها تجمعت بالفعل خلال أول مليار عام بعد الانفجار العظيم.

وتشير نتائج الباحثين إلى أن تكوين النجوم في الكون المبكر كان أكثر كفاءة وسرعة مما كان يعتقد سابقاً، ما يشكل تحدياً للنماذج الفلكية الحالية حول تكوين المجرات.

جرى الاكتشاف المذهل، المنشور اليوم (الأربعاء) في دورية «نيتشر» (Nature)، بواسطة تلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST)، وهو جزء من برنامج «فريسكو - جيمس ويب» (JWST FRESCO).

شرع البرنامج في تحليل عينة كاملة من مجرات خطوط الانبعاث (ELGs)، تتميز بالانبعاثات الضوئية القوية، بشكل منهجي خلال أول مليار سنة من تاريخ الكون. وتظهر خطوط الانبعاث هذه كخطوط ساطعة عند أطوال موجية محددة، وتبرز على خلفية أغمق من الطيف الكوني.

ووفق النتائج، مكّن وجود خطوط الانبعاث الفريق البحثي من تحديد المسافات إلى المجرات في العينة المدروسة بدقة.

وفي المقابل، سمحت المعرفة الدقيقة بالمسافات وقوة خطوط الانبعاث للباحثين بقياس كمية النجوم الموجودة داخل المجرات بشكل موثوق. وقد برزت المجرات الثلاث في صور التليسكوب بهذا الشكل بسبب محتواها الكبير من النجوم.

وقال البروفيسور وييتس، المؤلف المشارك لدراسة «نيتشر» ورئيس كرسي هيروكو شيروين في علم الفلك خارج المجرات في قسم الفيزياء بجامعة باث: «إن العثور على 3 وحوش ضخمة من هذا القبيل بين العينة يشكل لغزاً محيراً».

وأوضح، في بيان، صادر الأربعاء: «يميل كثير من العمليات التي تحدث أثناء تطور المجرات إلى إدخال خطوة تحدّ من سرعة تحويل الغازات الكونية إلى نجوم، ومع ذلك يبدو أن هذه الوحوش الحمراء قد نجحت بطريقة أو بأخرى في التهرب بسرعة من معظم هذه العقبات».

وحتى خروج نتائج الدراسة الجديدة إلى النور، كان يُعتقد أن جميع المجرات تشكلت تدريجياً داخل هالات كبيرة من المادة المظلمة. وتلتقط هالات المادة المظلمة الغاز (الذرات والجزيئات) وفق الجاذبية. وعادةً ما يتحول 20 في المائة من هذا الغاز، على الأكثر، إلى نجوم في المجرات.

ومع ذلك، تتحدى النتائج الجديدة هذا الرأي، حيث تكشف أن المجرات الضخمة في الكون المبكر ربما نمت بسرعة وكفاءة أكبر مما كان يُعتقد سابقاً.

جرى التقاط كل هذه التفاصيل في دراسة «فريسكو» (FRESCO) من خلال تقنيات «التحليل الطيفي» باستخدام كاميرا الأشعة تحت الحمراء التابعة للتلسكوب «JWST»، وهي طريقة تسمح بالتقاط الضوء لجميع الأجسام في مجال الرؤية وتفكيكه إلى أطوال موجية مكونة له. وهذا يجعلها طريقة ممتازة لقياس المسافات الدقيقة والخصائص الفيزيائية للمجرات.

لقد سمحت قدرات «جيمس ويب» غير المسبوقة لعلماء الفلك بدراسة المجرات بشكل منهجي في الكون البعيد المبكر، ما يوفر رؤى حول المجرات الضخمة والمغطاة بالغبار.

ومن خلال تحليل المجرات المدرجة في مسح «فريسكو»، وجد العلماء أن معظم المجرات تتناسب مع النماذج الحالية. لكنهم وجدوا 3 مجرات ضخمة بشكل مدهش، مع كتل نجمية مماثلة لمجرة درب التبانة اليوم.

ووفق نتائج الدراسة، فإن هذه المجرات تشكل النجوم بكفاءة تقدر بضعف كفاءة المجرات ذات الكتلة الأقل من نفس الفترة الزمنية أو المجرات العادية في أوقات لاحقة من تاريخ الكون. ونظراً لمحتواها العالي من الغبار، الذي يمنح هذه المجرات الضخمة الثلاث مظهراً أحمر مميزاً في صور «جيمس ويب»، فقد تم تسميتها بالوحوش الحمراء الثلاثة.

وهو ما علّق عليه الدكتور مينجيوان شياو، المؤلف الرئيسي للدراسة الجديدة والباحث في مرحلة ما بعد الدكتوراه في جامعة جنيف، بقوله: «إن نتائجنا تعيد تشكيل فهمنا لتكوين المجرات في الكون المبكر».