صفعتان

لم تكن هناك صفعة واحدة في حفل الأوسكار الأخير، بل صفعتان. واحدة تلقّاها الكوميدي كريس روك عندما سخر من زوجة ول سميث، والثانية تلقاها فيلم «قوّة الكلب». الصفعة الأولى كانت مدوّية. الثانية كانت شبه صامتة.
الإعلام ووسائل التواصل المختلفة العديدة انشغلت بصفعة ول سميث. قليلون وقفوا معه، والأغلب وقفوا ضده. وبصرف النظر عمّن مع وعمّن ضد والتبعات المتوقّعة، مثل احتمال سحب الأوسكار من سميث، والتفكير عشر مرّات قبل إسناد بطولة فيلم جديد له، ريثما يتم معرفة كيف سيسترد إعجاب الجمهور؛ فإن الصفعة التي نالها فيلم جين كامبيون لا تقل أهمية.
بعد احتفال واكب «قوّة الكلب»، منذ عرضه في مهرجان فنيسيا في سبتمبر (أيلول) الماضي، وحتى أبواب حفل الأوسكار في هذا الشهر، تمخض الإعجاب به عن أوسكار واحد، علماً بأنه ترشّح لاثنتي عشر أوسكاراً. لم يكن ذلك متوقعاً بالمرّة. حتى الذين توقعوا عدم فوز الفيلم بكل ما رُشّح له توقعوا له أربع جوائز على الأقل هي للفيلم ولمخرجته ولأحد ممثليه المساندين ولسيناريو أفضل اقتباس. لكن الهالة الكبيرة رست على أوسكار واحد لكامبيون.
ليس من السهل تفسير ما حدث. لكن هذه الصعوبة تتبدّى إذا ما حاولنا الحصول عليها من عملية التصويت، وهذا مستحيل؛ كونها عملية سرية، ولا أحد يعرف من صوّت لمن. أما إذا نظرنا إلى الفيلم ذاته، فسنكتشف أنه لم يجد المحور الثابت لما يعرضه: هو وسترن، لكنه ليس وسترن. عن الرجل القاسي لكنه طيّب وليّن لاحقاً. عن المثلية لكن هذا يبقى نظرياً. إلى ذلك هو بالفعل فيلم بطيء يعرض قصّة لا يحدث فيها شيء مهم.
م. ر