ستريدا جعجع تنتقد القضاء العسكري: لن ترهبنا استدعاءات... وقنابل صوتية

ستريدا جعجع متحدثة في لقائها أمس (القوات اللبنانية)
ستريدا جعجع متحدثة في لقائها أمس (القوات اللبنانية)
TT

ستريدا جعجع تنتقد القضاء العسكري: لن ترهبنا استدعاءات... وقنابل صوتية

ستريدا جعجع متحدثة في لقائها أمس (القوات اللبنانية)
ستريدا جعجع متحدثة في لقائها أمس (القوات اللبنانية)

انتقدت عضو تكتل «الجمهورية القوية»، النائب اللبنانية ستريدا جعجع، مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية، القاضي فادي عقيقي، بعد ادعائه على زوجها، رئيس «حزب القوات اللبنانية»، سمير جعجع، في ملف «الاشتباكات المسلحة في الطيونة»، معتبرة أنه «يضرب القوانين، ويتخطى كل الأصول القانونية» بهذا الادعاء. واتهمته بـ«التهرّب من تبلغ طلب الردّ المقدَّم من قبل الوكلاء القانونيين لـ(حزب القوات)».
وبعد نحو سنة أشهر على أحداث الطيونة، التي أسفرت عن مقتل سبعة أشخاص من «حزب الله» و«حركة أمل»، ادعى القاضي عقيقي على جعجع ناسباً إليه ارتكابه «جرائم التدخل المباشر بالقتل عمداً، وعن سابق تصور وتصميم، ومحاولة القتل، وإثارة النعرات الطائفية، والحض على الفتنة بين اللبنانيين، والاقتتال الداخلي، وتعريض السلم الأهلي للخطر، وحيازة أسلحة حربية غير مرخصة، واستعمالها في الاشتباكات المسلّحة، والنيل من سلطة الدولة وهيبتها، وتخريب ممتلكات عامة وخاصة». وأحال الادعاء على قاضي التحقيق العسكري الأول فادي صوّان، وطلب منه استجواب جعجع، واتخاذ القرار المناسب بحقّه.
ويرى «حزب القوات اللبنانية» أن الادعاء تعسّفي، ويرفض اتهامه بالتسبب بقتل الضحايا في الطيونة. وطالب الحزب مراراً، على ألسنة قيادييه، بإخضاع المسؤولين في «حزب الله» لهذا التحقيق، على قاعدة المعاملة بالمثل. ووصفت جعجع، في لقاء انتخابي، أمس، قرار استدعاء زوجها إلى التحقيق بأنه «تعسفي، ولا يرتكز إلى أي وقائع قانونيّة»، مؤكّدة أن «القوات»... «مستمرّ في دوره الوطني، وسيمضي قدماً في الانتخابات النيابية المقبلة، مهما كان الثمن».
وقالت إن «ما نشهده في الآونة الأخيرة من هجمة شرسة على (حزب القوّات اللبنانيّة)، إنْ كان عبر الحملة المنظّمة للتعرّض لملصقاتنا الإعلانية الانتخابية في بعض المناطق، أو عبر محاولة الادّعاء زوراً على رئيس حزبنا، سببه أنّنا نشكّل رأس حربة في مشروع إنقاذ لبنان، وصمام أمان نجاحه». وأشارت إلى أن «القاصي والداني يدركان أن المواجهة من دون (القوّات) تختلف بشكل كبير عمّا إذا كان فيها؛ فكيف الحال إن كنا نحن رأس حربتها»، مشدّدة على أن «الزمن اختلف اليوم عمّا كان عليه في عام 1994 (تاريخ اعتقال سمير جعجع في تفجير كنيسة سيدة النجاة)، لذا من غير الممكن أن نشهد ما شهدناه حينها من اعتقالات، وذلك لسبب بسيط؛ أن اللعبة التي يحاولون تكرارها اليوم لم تعد تنطلي على الناس، وأصبحت مكشوفة».وأعربت جعجع عن أسفها لأن «يصل الدرك في بعض القضاة، كمفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكريّة، القاضي فادي عقيقي، إلى ضرب القوانين المؤتمن هو على تطبيقها عرض الحائط لأغراض سياسيّة بحتة». وقالت: «إنها لمهزلة كبيرة أن يعمد القاضي عقيقي إلى تخطّي كل الأصول القانونيّة بالادعاء على رئيس الحزب، مرتكزاً على مقطع فيديو نُشِر عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي، ومن دون أي معطى جديد في الملف الذي ليس أصلاً بعهدته».
وتابعت: «المهزلة الأكبر أن يعمد مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكريّة إلى التهرب من تبلغ طلب الردّ المقدم من قبل الوكلاء القانونيين لـ(حزب القوّات)، وذلك عبر تمنّعه عن الخروج من منزله، حيث لا يمكن قانوناً تبليغه، فأضحى المؤتمن على تطبيق القوانين هارباً من وجه العدالة»، مضيفة: «كحزب سياسي لن نتراجع قيد أنملة، وسنستمر في المواجهة من أجل إنقاذ لبنان، ولن ترهبنا استدعاءات، ولن تردعنا قنابل صوتيّة، أو رسائل مبطّنة باعتداءات على ملصقاتنا الإعلانيّة».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.