استمرار الخلافات بين المعارضة والنظام في موريتانيا بسبب كتيبة الحرس الرئاسي

الرئيس محمد ولد عبد العزيز قال إن حل الكتيبة مطلب غير منطقي

استمرار الخلافات بين المعارضة والنظام في موريتانيا بسبب كتيبة الحرس الرئاسي
TT

استمرار الخلافات بين المعارضة والنظام في موريتانيا بسبب كتيبة الحرس الرئاسي

استمرار الخلافات بين المعارضة والنظام في موريتانيا بسبب كتيبة الحرس الرئاسي

أعلن المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة المعارض في موريتانيا، أنه لم يطلب من الحكومة أن تحل كتيبة الحرس الرئاسي كشرط للدخول في الحوار السياسي، موضحا أنه دعا إلى مراجعة وضعية الكتيبة، وإعادة دمجها في المؤسسة العسكرية.
وجاء حديث منتدى المعارضة في سياق رده على تصريحات أدلى بها الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز خلال مؤتمر صحافي، عقده الثلاثاء الماضي، انتقد فيها ما قال إنه «مطالب المعارضة بحل كتيبة الحرس الرئاسي»، ووصفه بأنه «مطلب غير منطقي».
وتعد كتيبة الحرس الرئاسي واحدة من أكثر وحدات الجيش الموريتاني تدريبًا وتجهيزًا، حيث حظيت خلال السنوات العشر الأخيرة بتركيز كبير من طرف الدولة، وأصبحت تلعب أدوارًا محورية خاصة في ما يتعلق بمحاربة الإرهاب، والجريمة المنظمة.
وقال صالح ولد حننا، المسؤول الإعلامي لمنتدى المعارضة ورئيس حزب «حاتم»، في ندوة صحافية عقدها أول من أمس بنواكشوط، إن «الوثيقة التي سلمها للحكومة لشرح رؤيته للحوار لم تتضمن أي مطلب بحل كتيبة الحرس الرئاسي»، واستغرب تركيز ولد عبد العزيز على حل الكتيبة، وكأن المنتدى طالب بذلك.
وأوضح ولد حننا أن المنتدى دعا في وثيقته إلى «دمج كتيبة الحرس الرئاسي في الجيش الوطني، بوصفها وحدة من وحدات الجيش الذي يجب أن تعاد هيكلته حتى يكون متناغما ومتكاملاً وفعالاً، وأن تبتعد الكتيبة وغيرها من الكتائب عن الولاء الشخصي»، وفق تعبيره.
وبرر ولد حننا دعوة المعارضة إلى إعادة هيكلة الكتيبة ودمجها في الجيش بما قال إنه «تجارب مريرة قادتها كتيبة الحرس الرئاسي في عدة دول، من أبرزها اليمن وبوركينافاسو»، مضيفا أنه «من المعروف في موريتانيا أن كتيبة الحرس الرئاسي كانت المسؤولة عن جميع الانقلابات، وقامت بها بشكل منفصل تماما عن المؤسسة العسكرية، وهذا ما جعلها في دائرة الاتهام».
وخلص المسؤول الإعلامي لمنتدى المعارضة إلى تأكيد أن المنتدى «يحترم المؤسسة العسكرية بشكل عام، ويعتبرها صمام الأمان لوحدة موريتانيا، ولكن من أجل ذلك، لا بد من أن تكون متناغمة ومنسجمة، وأن تكون جميع وحداتها جمهورية لحماية جميع مؤسسات الدولة، بما فيها رئاسة الجمهورية»، مشيرا إلى أن المنتدى لا يعارض أن تكون كتيبة الحرس الرئاسي «مسلحة ومدربة بشكل جيد، ولكن بصفتها جزءا من المؤسسة العسكرية وليس كمواجه لها يشكل خطرًا عليها»، على حد وصفه.
من جهة أخرى، قلل الكوري ولد عبد المولى، المسؤول الإعلامي لائتلاف أحزاب الأغلبية الرئاسية في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، من شأن تصريحات المعارضة بخصوص كتيبة الحرس الرئاسي، والدعوة إلى دمجها في الجيش وإعادة هيكلتها، وقال إن «الرئيس محمد ولد عبد العزيز أكد في مؤتمره الصحافي الأخير أن كتيبة الحرس الرئاسي هي وحدة من وحدات الجيش».
وأضاف ولد عبد المولى، أن «حديث منتدى المعارضة عن الكتيبة واتهامها بأنها تدين بالولاء الشخصي للرئيس، مردود عليه لأن الجميع يعرف أنها وحدة من الجيش وتتبع للرئيس بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، ولا تدين بالولاء لأي شخص، وإنما ولاءها للوطن»، مضيفا أنه بإمكان «قادة المعارضة حل الكتيبة عندما يصلون إلى السلطة».
في غضون ذلك، أكدت أوساط في المعارضة تحدثت لـ«الشرق الأوسط» أن النقطة المتعلقة بكتيبة الحرس الرئاسي لن تكون حجر عثرة أمام الحوار بين الأطراف السياسية، وقالت إن منتدى المعارضة لن يتمسك بهذه النقطة، بل سيضعها على طاولة النقاش على غرار بقية النقاط.
وكان المسؤول الإعلامي لمنتدى المعارضة قد أكد «حرص المنتدى قديما وحديثا على مبدأ الحوار باعتباره الآلية الوحيدة لتجاوز الأزمة متعددة الأبعاد، التي تعيشها موريتانيا اليوم، على الرغم من تجاربنا غير المشجعة مع النظام»، وفق تعبيره.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.