الإمارات: اجتماع «أوبك بلس» يتطلع للتوازن بعيداً عن الأمور السياسية

دعت إلى تبني نهج واقعي ومنطقي وإيجابي للتحول في قطاع الطاقة

سلطان الجابر خلال مشاركته امس في منتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي المنعقد على هامش القمة العالمية للحكومات في دبي (وام)
سلطان الجابر خلال مشاركته امس في منتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي المنعقد على هامش القمة العالمية للحكومات في دبي (وام)
TT
20

الإمارات: اجتماع «أوبك بلس» يتطلع للتوازن بعيداً عن الأمور السياسية

سلطان الجابر خلال مشاركته امس في منتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي المنعقد على هامش القمة العالمية للحكومات في دبي (وام)
سلطان الجابر خلال مشاركته امس في منتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي المنعقد على هامش القمة العالمية للحكومات في دبي (وام)

قال سهيل المزروعي، وزير الطاقة الإماراتي، إن بلاده جزء من «أوبك بلس»، وترى حكمة في الالتزام بقرارات المنظمة، بما يضمن توازن السوق، إذ يشكل أمن إمدادات الطاقة أولوية، مشيراً إلى أن «أوبك بلس» ستعقد اجتماعها بنهاية شهر مارس (آذار) الحالي، الذي يتطلع إلى النتائج التي تحقق التوازن بين العرض والطلب بعيداً عن الأمور السياسية.
وأضاف المزروعي، على هامش فعاليات منتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي، أن «أوبك بلس» منظمة غير سياسية، تنظر إلى العرض والطلب، وقال: «لا نستطيع معاملة الدول المنتجة للنفط داخل المنظمة معاملة سياسية، ما من شأنه أن يؤثر على استقرار السوق».
وقال: «من الضروري عدم حجب النفط من أي دولة، كون العالم في حاجة ماسّة إلى هذه الكميات النفطية»، داعياً دول العالم إلى التحلي بالحكمة في التعامل مع ملف الطاقة، بما لا يؤثر على ارتفاع الأسعار عالمياً إلى مستويات قياسية جديدة.
الأحداث الجيوسياسية
وأشار إلى أن الأحداث الجيوسياسية التي يشهدها العالم تؤثر على كامل سلاسل الإمداد، إضافة إلى ارتفاع أسعار الغذاء والسلع الأساسية على مستوى العالم، ومضيفاً أن كثيراً من دول العالم سوف تتأثر، إذا لم يوجد حل سلمي بالمفاوضات والتفاهمات جراء الأحداث العالمية الراهنة.
وقال المزروعي، بحسب وكالة أنباء الإمارات «وام»، إن بلاده لديها استراتيجية للحفاظ على أمن الإمدادات والحفاظ على أسعار الطاقة الكهربائية التي تنتج عن طريق الغاز حيث تحقق الإمارات الاكتفاء الذاتي من الغاز بحلول 2030، وفقاً للخطط الموضوعة في هذا الشأن.
وأضاف أن الإمارات وضعت خطة لرفع إنتاجها من النفط إلى 5 ملايين برميل يومياً بحلول العام 2030. وقال: «كنا نرى أن العالم سوف يحتاج إلى هذه الكميات، ودليل على الرؤية السديدة لهذا القرار أننا مستمرون في رفع الكفاءة والقدرة الإنتاجية لتعزيز الجاهزية».
وأكد على أهمية زيادة الاستثمارات في مجال الطاقة ومواصلة استمرار الشركات العالمية بالاستثمار في هذا المجال الاستراتيجي، وأضاف: «شهدنا عزوفاً من الجهات الممولة لمشروعات النفط والغاز عالمياً، وذلك بعد (كوب 26)، فيما تطالب دول العالم اليوم بزيادة الإنتاج، الذي يتطلب تمكين المستثمرين من الموارد المالية للاستثمار في مجال النفط والغاز».
وقال إن الإمارات تؤمن بأن الهيدروجين سيكون أحد مصادر الوقود المستقبلية، لافتاً إلى أن وزارة الطاقة والبنية التحتية تدرس حالياً إنشاء سوق محلية للكهرباء داخل الدولة، ما يعد بداية لدخول سوق التصدير الخليجي والعربي للكهرباء.
تبني نهج واقعي ومنطقي للتحول في الطاقة
إلى ذلك، أكدت الإمارات أمس أن تراجع الاستثمارات طويلة الأمد في النفط والغاز جعل الأسواق أكثر عرضةً لكثير من المخاطر، مشيرة أن أسواق الطاقة أصبحت أكثر حساسية للاضطرابات الجيوسياسية في العالم، وموضحة أن سبب التقلبات في أسواق الطاقة يرجع إلى اختلالات هيكلية أساسية.
ودعت الإمارات إلى تبني نهج واقعي ومنطقي وإيجابي للتحول في قطاع الطاقة، وذلك بما يضمن أمن الطاقة، ويعزز النمو الاقتصادي. وقال الدكتور سلطان الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي إن تراجع الاستثمارات طويلة الأمد في النفط والغاز واتباع نهجٍ غير واقعي لمواكبة التحول في قطاع الطاقة يجعل الأسواق أكثر عُرضة للصدمات الجيوسياسية. وجاء حديث الدكتور الجابر، خلال الكلمة الرئيسية التي ألقاها في «منتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي» الذي ينعقد على هامش «القمة العالمية للحكومات» التي تستضيفها إمارة دبي.
الاستثمار في المصادر المنخفضة التكلفة
وشدد الوزير الإماراتي على حاجة العالم إلى مواصلة الاستثمار في مصادر الطاقة المنخفضة التكلفة وقليلة الانبعاثات والقادرة على توفير احتياجات العالم الأساسية من الكهرباء خلال مرحلة التحول في قطاع الطاقة، داعياً إلى اتباع نهج عملي لمواكبة التحول في قطاع الطاقة، يضمن أمن الطاقة العالمي، ويسهم في استمرار النمو الاقتصادي.
وتابع: «وفقاً لوكالة الطاقة الدولية، فإنّ الاستثمارات السنوية في النفط والغاز هي أقل بمقدار 200 مليار دولار من المستوى المطلوب لضمان مواكبة الطلب العالمي على الطاقة خلال الفترة الممتدة حتى العام 2030».
وقال: «نشهد تراجع العرض مقابل الطلب في أسواق النفط على المدى القريب؛ حيث ارتفع الطلب بنحو 3 ملايين برميل، مقارنة بالعام الماضي، ومن المتوقع أن يعود إلى مستويات ما قبل جائحة (كوفيد) بحلول الربع الأخير من هذا العام». وأضاف أنّ «الضغوط التي تدعو إلى خفض الاستثمار في الموارد الهيدروكربونية تواجه الآن حقيقة واضحة، ومن الضروري تبني سياسات لمواكبة التحول في الطاقة تكون قادرة على تلبية احتياجات العالم الفعلية من الطاقة».
وقال الدكتور الجابر: «إن اتباع نهجٍ غير واقعي يتجاهل المبادئ الاقتصادية الأساسية، سيؤدي إلى تراجع العرض مقابل الطلب، خاصةً في الأسواق الأكثر عُرضة للصدمات الجيوسياسية، لأن تراجع الاستثمار في مصادر الطاقة التي يعتمد عليها الاقتصاد العالمي، سيؤدي إلى حدوث أزمة في جانب العرض تؤدي إلى تراجع النمو الاقتصادي، إذ لا يمكننا أن نتخلى ببساطة عن منظومة الطاقة الحالية قبل إنشاء منظومة جديدة».
وأوضح أن كثيراً من واضعي السياسات في بلدان أخرى حول العالم، من بينها عدد من الدول الأوروبية، قد بدأوا بقبول هذا الواقع، موضحاً: «أدرك واضعو السياسات أن التحوّل في قطاع الطاقة بحاجة إلى مزيد من الوقت. وهم يعملون على تعديل سياساتهم لضمان أن أمن الطاقة لن يتأثر على المدى القريب، بسبب أهدافٍ طويلة الأمد. لقد توصلوا الآن إلى استنتاج مماثل لما توصلنا إليه منذ فترة، وهو أننا يجب أن نعمل على خفض الانبعاثات، وليس خفض معدلات النمو والتقدم».


مقالات ذات صلة

الأنظار تتجه إلى «سيرا ويك» التجمع الأكبر لصناعة الطاقة في العالم

الاقتصاد المشاركون يستعدون للمشاركة في مؤتمر «سيرا ويك» في هيوستن (رويترز)

الأنظار تتجه إلى «سيرا ويك» التجمع الأكبر لصناعة الطاقة في العالم

يجتمع قادة صناعة الطاقة في العالم في هيوستن اليوم الاثنين بمشاركة 10 آلاف شخص متخصص ونحو 1400 متحدث حول العالم.

«الشرق الأوسط» (هيوستن)
الاقتصاد ناقلة النفط الخام «إس إف سورغوت» المملوكة لمجموعة الناقلات الروسية الرائدة «سوفكومفلوت» تعبر مضيق البوسفور في إسطنبول (رويترز)

النفط يتراجع مع استمرار قلق المستثمرين بشأن تأثير الرسوم الجمركية

هبطت أسعار النفط، يوم الاثنين، مع تراجع شهية المستثمرين تجاه الأصول عالية المخاطر بسبب المخاوف من تأثير الرسوم الجمركية الأميركية على النمو العالمي.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد خزانات تخزين النفط في مصفاة شركة بهارات للبترول المحدودة في مومباي (رويترز)

النفط يرتفع وسط احتمال تخفيف الرسوم الجمركية على إمدادات الخام الكندية

سجلت أسعار النفط ارتفاعاً طفيفاً، يوم الخميس، بعد هبوطها خلال الجلسات الأربع الماضية وسط احتمال تخفيف الرسوم الجمركية الأميركية على إمدادات الخام الكندية.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد خزانات النفط الخام بـ«مركز كوشينغ» في أوكلاهوما (رويترز)

زيادة أكبر من المتوقع في مخزونات النفط الأميركية

قالت «إدارة معلومات الطاقة» الأميركية، يوم الأربعاء، إن مخزونات الخام في الولايات المتحدة ارتفعت، بينما انخفضت مخزونات البنزين والمقطرات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد رافعة مضخة نفط في أرتيسيا بنيومكسيكو جنوب الولايات المتحدة (رويترز)

النفط يهبط وسط مخاوف من تداعيات الرسوم الجمركية الأميركية على الطلب

هبطت أسعار النفط للجلسة الثالثة يوم الأربعاء، وسط مخاوف من أن تؤدي الرسوم الجمركية الأميركية إلى تباطؤ النمو الاقتصادي ونمو الطلب على الوقود.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

الإمارات تعتمد الاستراتيجية الوطنية للاستثمار

الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال ترأسه اجتماع مجلس الوزراء بحضور الشيخ منصور بن زايد آل نهيان والشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الذي عُقد في قصر الوطن بأبوظبي (وام)
الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال ترأسه اجتماع مجلس الوزراء بحضور الشيخ منصور بن زايد آل نهيان والشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الذي عُقد في قصر الوطن بأبوظبي (وام)
TT
20

الإمارات تعتمد الاستراتيجية الوطنية للاستثمار

الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال ترأسه اجتماع مجلس الوزراء بحضور الشيخ منصور بن زايد آل نهيان والشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الذي عُقد في قصر الوطن بأبوظبي (وام)
الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال ترأسه اجتماع مجلس الوزراء بحضور الشيخ منصور بن زايد آل نهيان والشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الذي عُقد في قصر الوطن بأبوظبي (وام)

اعتمد مجلس الوزراء الإماراتي، برئاسة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، التي تهدف إلى تعزيز مكانة البلاد بصفتها مركزاً عالمياً لجذب الاستثمارات الأجنبية.

وتركز الاستراتيجية على خمسة قطاعات رئيسية: الصناعة، والخدمات المالية، والنقل والخدمات اللوجيستية، والطاقة المتجددة والمياه والاتصالات وتقنية المعلومات، مع دعمها بالاستثمارات في البنية التحتية.

وتتضمن الاستراتيجية 12 برنامجاً وطنياً و30 مبادرة، وتهدف إلى رفع تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة من 112 مليار درهم (30.4 مليار دولار) في عام 2023 إلى 240 مليار درهم (65.3 مليار دولار) في عام 2031، وزيادة مخزون الاستثمار الأجنبي في الدولة إلى 2.2 تريليون درهم (598.9 مليار دولار) خلال السنوات الست المقبلة، مع تعزيز مساهمة الاستثمار الأجنبي في الناتج المحلي الإجمالي لتتجاوز 8 في المائة.

وتشمل القطاعات الفرعية المستهدفة الصناعات التصديرية، الأغذية والتقنيات الزراعية، والمستحضرات الدوائية، وأشباه الموصلات، وإدارة الأصول، والتخزين والخدمات اللوجيستية، وإنتاج الطاقة والمياه، والاقتصاد الدائري والهيدروجين، إضافة إلى معالجة البيانات والخدمات التقنية المتقدمة.

وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «ترأست اليوم اجتماعاً لمجلس الوزراء بقصر الوطن بأبوظبي... أقررنا في بدايته استراتيجيتنا الوطنية للاستثمار خلال السنوات الست المقبلة؛ الهدف سيكون رفع المعدل السنوي لتدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة من 112 مليار درهم (30.4 مليار دولار) في 2023 إلى 240 مليار درهم (65.3 مليار دولار) في 2031، ورفع مخزون الاستثمار الأجنبي في الدولة من 800 مليار درهم (217.8 مليار دولار) إلى 2.2 تريليون درهم (598.9 مليار دولار) خلال السنوات الست المقبلة».

وأضاف: «ستركز الاستراتيجية على قطاعات الصناعة، والخدمات اللوجيستية، والخدمات المالية، والطاقة المتجددة وتقنية المعلومات... الإمارات مستمرة في تطوير الاقتصاد، وفتح الأسواق، وجذب الاستثمارات، وخلق أفضل بيئة للأعمال عالمياً».

وبحسب ما نقلته وكالة أنباء الإمارات (وام)، استعرض المجلس نتائج الشراكات الاقتصادية مع الدول الأفريقية، التي أسفرت عن ارتفاع حجم التجارة مع دول جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 87 في المائة خلال خمس سنوات، إلى 235 مليار درهم (63.9 مليار دولار).

كما أقرَّ المجلس 28 اتفاقية دولية، بما في ذلك اتفاقيات اقتصادية مع ماليزيا ونيوزيلندا وكينيا، إضافة إلى اتفاقيات أمنية ولوجيستية لتعزيز التعاون مع مختلف دول العالم.

ووافق المجلس على مراجعة الاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الرقمي، التي تهدف إلى رفع مساهمة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي من 9.7 في المائة إلى 19.4 في المائة. كما أطلق برنامج التحول التكنولوجي الصناعي لتعزيز التحول الرقمي في القطاع الصناعي، مع تقديم حوافز لتعزيز القدرة التنافسية للصناعات الإماراتية على المستوى العالمي.

وأقرَّ المجلس سياسة وطنية لمكافحة المخاطر الصحية لضمان الجاهزية لأي طارئ صحي، واعتمد اللائحة التنفيذية للتبرع وزراعة الأعضاء البشرية، حيث ارتفع عدد عمليات زراعة الأعضاء في الدولة بنسبة 30 في المائة خلال العام الماضي. كما تم تعزيز منظومة الدعم الاجتماعي، حيث زادت مخصصات الدعم بنسبة 29 في المائة، مع ارتفاع عدد المستفيدين بنسبة 37 في المائة، وتوظيف أكثر من 3200 مستفيد في سوق العمل.

وأقرَّ المجلس في اجتماعه الأخير نظام العمل عن بعد من خارج الدولة في الحكومة الاتحادية، وأصدر تشريعات عدة تشمل حماية الأصناف النباتية الجديدة، ومكافحة الغش التجاري والصحة النفسية. كما وافق على إعادة تشكيل مجلس الإمارات للبحث والتطوير، برئاسة الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان؛ لتعزيز الابتكار والشراكات البحثية بين القطاعين الحكومي والخاص.

استضافة مؤتمرات عالمية

ووافقت الحكومة على استضافة مؤتمر الاتصال الدولي (غلوبكوم) 2025، واجتماعات مجموعة عمل الشراكة بين القطاعين العام والخاص لمجموعة «بريكس»، والملتقى التاسع لكليات التربية بدول مجلس التعاون الخليجي.