نشطاء «إخوان» يعلنون توقيف مطلوب مصري قبل سفره لتركيا

حسابات داعمة للتنظيم قالت إنه كان في السودان

TT

نشطاء «إخوان» يعلنون توقيف مطلوب مصري قبل سفره لتركيا

أفاد نشطاء داعمون لتنظيم «الإخوان»، الذي تصنّفه السلطات المصرية «إرهابياً»، بأن أحد عناصره المطلوبة من القاهرة «جرى توقيفه في السودان قبل سفره إلى تركيا».
بحسب ما نقلت حسابات النشطاء الداعمة لـ«الإخوان»، ومن بينها حساب مقدم البرامج في قناة «الشرق» التي تعمل من تركيا وتعتبرها مصر «إعلاماً مناوئاً»، هيثم أبو خليل، فإن «وضاح هشام الأودن، يبلغ من العمر 33 سنة، ويستقر في السودان منذ عامين».
ولم تعلن السلطات القضائية أو الأمنية في القاهرة تسلمها الأودن، حتى مساء أمس. لكن أبو خليل قال إن «الأودن مطارد ويواجه خطر تسليمه إلى مصر»، مضيفاً أن المطلوب «حصل على تأشيرة تركيا له ولزوجته وأولاده، وتم اعتقاله من شؤون الأجانب في أثناء إنهاء إجراءات السفر»، على حد ما أفاد.
وقبل شهرين تقريباً، أعلنت وزارة الداخلية المصرية، «حبس القيادي بحركة (حسم) حسام منوفي على ذمة التحقيقات»، عقب توقيفه على متن طائرة قادمة من السودان ومتجهة إلى تركيا، «هبطت في مصر اضطرارياً».
وظهرت «حركة سواعد مصر»، المعروفة أيضاً باسم حركة «حسم» عام 2014، وتبنت «عمليات إرهابية» وهجمات عدة. وتشير السلطات الأمنية بمصر إلى أن «(حسم) هي أحد إفرازات الإخوان». وسبق أن رفع شعار «حسم» مجموعات تابعة للجان نوعية تشكلت من شباب «الإخوان»، عقب فض اعتصامي أنصار الرئيس الأسبق محمد مرسي عام 2013.
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية، في يناير (كانون الثاني) الماضي، إدراج حركة «حسم» في مصر وقادتها على «لائحة الإرهابيين». وسبق أن أدرجت الحركة كـ«كيان إرهابي دولي» في يناير عام 2018.
وتأتي خطوة توقيف المطلوب المصري وسط أجواء مضطربة على مستوى تنظيم «الإخوان» الذي يشهد تنافساً بين جناحين؛ أحدهما في تركيا والآخر في لندن، لتولي القيادة، ويتبادل الطرفان الاتهامات، ويعلن كل منهما عزل قياديين لدى الجبهة الأخرى. ويلفت مراقبون إلى «قلق متصاعد لدى شباب تنظيم الإخوان الموجودين في تركيا والسودان، من تسليمهم للسلطات المصرية»، خاصة مع نمو إشارات التقارب بين القاهرة وأنقرة خلال الفترة الماضية، فضلاً عن التنسيق الدائم بين مصر والسودان على صعيد ملفات عدة.
وقدر الباحث المصري المتخصص في الحركات الأصولية عمرو عبد المنعم، في تصريح سابق لـ«الشرق الأوسط»، «عدد شباب الإخوان الموجودين في تركيا بنحو 3 آلاف إلى 4 آلاف، ويتلقون ما يسمى (الدعم)، ويعمل بعضهم في الوظائف العليا بالتنظيم، أو في الفضائيات، أو مراكز الأبحاث، أو الأعمال التي تدر استثمارات كبيرة لدى تنظيم (الإخوان) ومكاتبه».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.