كازاخستان لا تريد أن تكون خلف ستار حديدي جديد لروسيا

أشخاص يمشون أمام علم كازاخستان العملاق في آستانة (رويترز)
أشخاص يمشون أمام علم كازاخستان العملاق في آستانة (رويترز)
TT

كازاخستان لا تريد أن تكون خلف ستار حديدي جديد لروسيا

أشخاص يمشون أمام علم كازاخستان العملاق في آستانة (رويترز)
أشخاص يمشون أمام علم كازاخستان العملاق في آستانة (رويترز)

أكد نائب وزير خارجية كازاخستان، اليوم (الاثنين)، أن بلاده لا تريد أن تكون خلف أي ستار حديدي جديد قد تسعى روسيا لإقامته، في وقت تحاول فيه آستانة تحقيق توازن صعب في خضم الغزو الروسي لأوكرانيا.
تسعى كازاخستان؛ وهي جمهورية سوفياتية سابقة تقع في آسيا الوسطى وتتمتع تقليدياً بعلاقات ودية مع الغرب، إلى تحقيق توازن بين النأي بنفسها عن الهجوم الروسي على أوكرانيا والحفاظ على علاقاتها الودية مع موسكو، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وفي مقابلة مع صحيفة «فيلت» الألمانية اليومية، أشار نائب وزير خارجية كازاخستان، رومان فاسيلينكو، إلى أن بلاده تعمل على تنفيذ إصلاحاتها المقررة، وإلى أنها ليست لديها النية في العودة إلى الوضع السياسي أثناء الحرب الباردة. وقال: «إذا كان هناك ستار حديدي جديد؛ فلا نود أن نكون خلفه».
وأوضح أن بلاده «لا تتخذ هذه الخطوات أو الإصلاحات السياسية لإرضاء أي أحد؛ بما في ذلك الغرب». وأضاف: «ذلك يرجع إلى أن رئيسنا يدرك أنها الوسيلة الوحيدة للمضي قدماً».
تضع الجمهورية السوفياتية السابقة عينيها على المستثمرين الذي قرروا مغادرة روسيا، وأكد فاسيلينكو أن بلاده ترحب بهم. وقال: «لكن ليس من أجل تفادي العقوبات ضد روسيا»؛ إنما «نرحب بكل الشركات ذات السمعة الطيبة التي تريد تأسيس عملها هنا».
وأعلنت وزارة الخارجية الكازاخية الشهر الماضي حيادها في النزاع في أوكرانيا، كما أكدت عدم نيتها الاعتراف بجمهوريتين انفصاليتين مدعومتين من روسيا في شرق أوكرانيا.
مطلع مارس (آذار) الجاري، سمحت السلطات الكازاخستانية بتنظيم تجمع ضم نحو ألفي شخص في ألماتي؛ العاصمة الاقتصادية للبلاد، احتجاجاً على الحرب في أوكرانيا. لكن مسيرة ثانية من هذا النوع لم تحظ بموافقة بلدية ألماتي.



العالم يخسر المعركة ضد الجريمة المنظمة

تتلقى امرأة المساعدة عندما أحرق مدنيون غاضبون جثث أفراد عصابة مشتبه بهم في هايتي (رويترز)
تتلقى امرأة المساعدة عندما أحرق مدنيون غاضبون جثث أفراد عصابة مشتبه بهم في هايتي (رويترز)
TT

العالم يخسر المعركة ضد الجريمة المنظمة

تتلقى امرأة المساعدة عندما أحرق مدنيون غاضبون جثث أفراد عصابة مشتبه بهم في هايتي (رويترز)
تتلقى امرأة المساعدة عندما أحرق مدنيون غاضبون جثث أفراد عصابة مشتبه بهم في هايتي (رويترز)

بينما يشهد العالم ركوداً في التجارة العالمية وتراجع الاستثمارات عبر الحدود، هناك استثناء صارخ لهذه الفوضى الاقتصادية: العصابات الدولية والجريمة المنظمة التي تشهد ازدهاراً غير مسبوق، مستغلة التكنولوجيا الحديثة وانتشار المخدرات الصناعية لتوسيع نفوذها عالمياً. وفقاً لتقرير لمجلة «إيكونوميست».

الجريمة المنظمة تنمو بمعدلات قياسية

يورغن ستوك، الذي أنهى مؤخراً فترة عمله أمينا عاما لـ«الإنتربول»، أكد أن العالم يشهد نمواً غير مسبوق في احترافية واتساع نطاق الجريمة المنظمة. وبينما أظهرت الإحصائيات انخفاضاً عالمياً في معدلات جرائم القتل بنسبة 25 في المائة منذ بداية القرن، تحذر منظمات دولية من ارتفاع هائل في أنشطة العصابات التي تتجاوز الحدود الوطنية لتتحول إلى شبكات عالمية متعددة الأنشطة.

التكنولوجيا: سلاح جديد في يد العصابات

أسهمت التقنيات الحديثة، مثل التطبيقات المشفرة والعملات الرقمية، في تسهيل عمليات الاتصال ونقل الأموال بين العصابات دون ترك أي أثر. الإنترنت المظلم بات سوقاً مفتوحاً لتجارة البضائع الممنوعة، بينما ظهرت الجرائم الإلكترونية كمجال جديد يدر أرباحاً بمليارات الدولارات.

تقديرات تشير إلى أن عائدات الاحتيال والسرقات الرقمية بلغت 7.6 مليار دولار في عام 2023، في وقت يستغل فيه المجرمون أدوات الذكاء الاصطناعي لابتكار طرق جديدة للاحتيال.

يحمل الناس أمتعتهم أثناء فرارهم من حيهم بعد هجمات العصابات التي أثارت رد فعل مدنياً عنيفاً في بورت أو برنس بهايتي (رويترز)

المخدرات الصناعية تغير قواعد اللعبة

مع التحول إلى المخدرات المصنعة كالميثامفيتامين والفنتانيل، أصبحت العصابات أقل اعتماداً على مناطق زراعة النباتات المخدرة مثل الكوكا أو الأفيون. هذه المخدرات، الأرخص والأقوى تأثيراً، ساهمت في توسيع نشاط العصابات إلى أسواق جديدة، خصوصاً في جنوب شرق آسيا، حيث زادت المصادرات بأربعة أضعاف بين 2013 و2022.

تنويع الأنشطة والانتشار الجغرافي

لم تعد العصابات تقتصر على نشاط واحد؛ فهي الآن تجمع بين تجارة المخدرات، الاتجار بالبشر، القرصنة الرقمية، وحتى تهريب الأحياء البرية. على سبيل المثال، أصبحت عصابات ألبانيا لاعباً رئيسياً في سوق الكوكايين بالإكوادور، بينما تستغل عصابة «ترين دي أراجوا».الفنزويلية أزمة اللاجئين لتعزيز أرباحها من تهريب البشر.

يستجوب السكان شخصاً ليس من الحي بعد محاولة هجوم ليلي شنتها عصابات على ضاحية بيتيون فيل الثرية ما أثار استجابة مدنية عنيفة في بورت أو برنس بهايتي (رويترز)

العصابات والسياسة: تأثير متصاعد

امتدت أيدي العصابات إلى التأثير على السياسة في بعض الدول. ففي الإكوادور، اغتيل مرشح رئاسي على يد أفراد يُعتقد ارتباطهم بعصابات كولومبية، بينما شهدت المكسيك مقتل عشرات المرشحين السياسيين في الانتخابات الأخيرة.

العالم في مواجهة تحدٍّ عالمي

على الرغم من النجاحات الفردية لبعض الدول في مكافحة الجريمة، يبقى التعاون الدولي في مواجهة العصابات محدوداً مقارنة بتوسعها السريع عبر الحدود. خبراء يؤكدون أن النهج التقليدي لإنفاذ القانون يحتاج إلى تحديث جذري لمواكبة التحديات التي تفرضها الجريمة المنظمة في عصر العولمة.