أروى العماري تقتنص «إيمي غالا» وتطرز قطعها بالثقافة السعودية

سفيرة الأزياء لـ «الشرق الأوسط»: أشارك في معرض بأميركا لأروي حكايتنا إلى العالم

تصاميم العماري مستوحاة من عمق التراث السعودي
تصاميم العماري مستوحاة من عمق التراث السعودي
TT

أروى العماري تقتنص «إيمي غالا» وتطرز قطعها بالثقافة السعودية

تصاميم العماري مستوحاة من عمق التراث السعودي
تصاميم العماري مستوحاة من عمق التراث السعودي

باستلهام التراث واستحضار الثقافة، تواصل مصممة الأزياء السعودية أروى العماري اقتناص الجوائز، وآخرها (إيمي غالا 2022)، في حفل أقيم أواخر الأسبوع الماضي في مدينة دبي، قائلة «أهدي الجائزة لوطني السعودية، الذي له تركيز كبير على القطاع الثقافي». وتضيف «في الفترة الماضية، وخاصةً بعد فوزي بجائزة الأزياء كجزء من الجوائز الثقافية الوطنية لوزارة الثقافة، بدأت أشعر بمسؤولية أكبر تجاه وطني».
ترى العماري في حوارها لـ«الشرق الأوسط» أن جائزة الثقافة الوطنية كانت بمثابة رسالة من بلادها وتقول، «نعتمد عليكم لإظهار ثقافتنا إلى العالم»، وهو ما عملت عليه تباعاً، وتردف «قبل ذلك عملت لمدة ثلاث سنوات على إظهار الهوية السعودية عن طريق الأزياء إلى العالم، إلا أن الجائزة حملتني مسؤولية أكبر».
وتستعد العماري في الأيام المقبلة للمشاركة في معرض بالولايات المتحدة الأميركية، تفتتحه الأميرة ريما بنت بندر، السفيرة السعودية لدى الولايات المتحدة، مضيفة، أن «هدفه التعريف بالثقافة السعودية عن طريق الفنون، وأشارك فيه بأزيائي المستوحاة من مناطق المملكة، وأجد أهمية في ذلك خاصةً في دولة مثل الولايات المتحدة الأميركية». وتتابع «تعريف هذه الشعوب بثقافتنا عن طريق الفنون أمر هام، وأعتقد أن الوقت قد جاء لنروي نحن حكايتنا إلى العالم بأنفسنا».

                                                                        أروى العماري لحظة تتويجها بجائزة «إيمي غالا»

قصة البداية
تعود العماري سنوات إلى الوراء، مسترجعة قصتها في بداية دخولها عالم الأزياء، قائلة، «أحب الفنون منذ الصغر، وهي تلهمني جداً، إلى جانب كوني أنتمي لعائلة تحب الفن بامتياز». وتضيف «بدأت حياتي العملية في مجال مختلف، لكن حبي للفنون لازمني دائماً، الألوان ودمجها يبهرني ويشعرني بالسعادة، وعندما كنت صغيرة بالسن كنت أشارك في مسابقات الرسم في المدرسة، لكن لم أكن أفوز لاعتقادهم أن هذه الرسومات رسمها شخص كبير بالعمر وليس أنا!».
ومع تعلق العماري القديم بالفنون، بدأ ينمو داخلها حس ريادة الأعمال حين كبرت بالعمر، خاصةً مع كونها تحب إنتاج قطع وأفكار جديدة، مضيفة «دراستي للأزياء جاءت متأخرة بعدما أنهيت دراستي في مجال آخر، وحصلت على شهادتي ماجستير، إحداهما في إدارة الأعمال، بعد ذلك درست الأزياء».
وبدت الأمور تسير بسرعة لاحقاً، كما تصف العماري، قائلة «فزت بجوائز عدة وأصبحت رائدة في هذا المجال، وفي كل لحظة أجدني استمتع وأسعد بهذا العالم، مع ما يحدث الآن في السعودية من نهضة ثقافية، حيث صارت بلادي حاضنة مهمة لما يقوم به الفنانين في جميع المجالات، خاصةً الثقافية، مثل تصميم الأزياء».
وبسؤالها عن مصادر إلهامها، تؤكد العماري أنها تستلهم من الفنون والثقافة، بكل أنواعها، وتضيف «أغذي ذلك بالسفر والاطلاع على أنماط حياة الشعوب الأخرى وزيارة المتاحف والمسارح والاختلاط بالناس من مناطق ودول مختلفة، بما يوسع المدارك ويحفز الإلهام والإبداع».
مشاركات واسعة

                                                                           تصاميم العماري مهدت لها الفوز بجوائز عدة

في كل مناسبة وطنية صار يبرز اسم أروى العماري، لتحضر بأزيائها المستوحاة من عمق التراث المحلي، مثل احتفالية اليوم الوطني السعودي في مركز الملك فهد الثقافي، واحتفالية اليوم السعودي في إكسبو دبي 2020، ومشاركتها في عرض أزياء (من السعودية إلى العالم) في الأكسبو، بالإضافة لمعرض «100 براند سعودي» الذي أقيم في المركز المالي في الرياض ليظهر التراث السعودي عن طريق الأزياء، وغيرها.
إلى جانب مشاركة العماري في محافل رياضية، مثل تصميم أوشحة الخيول المستوحاة من التراث لإظهار الهوية السعودية في عدة كؤوس، مثل كأس خادم الحرمين الشريفين وكأس الملوك وغيرها. وشاركت كذلك بتصميم أزياء يوم التأسيس (لفيديو سياحي عن السعودية)، ومجموعة أخرى لمجلة عالمية عن أزياء نسائية مستوحاة من التراث السعودي، وشاركت أيضاً بكأس السعودية للفروسية ومهرجان البحر الأحمر السينمائي، قائلة «المشهد الثقافي في السعودية حافل جداً».
وبسؤالها عن أقرب المشاركات إليها، تختار العماري تصاميمها للجناح السعودي ضمن إكسبو دبي 2020، مضيفة «فكرة الأكسبو هو تعريف العالم على حضارات وثقافات الشعوب الأخرى، وخلال العرض لمسنا انبهار الجمهور العالمي بهذه القطع والأزياء المستوحاة من تراثنا، لدرجة أن الكثير منهم اندهش من وجود عمق تراثي وثقافي لدينا بهذا الشكل، مما أثار لديهم الفضول لتعلم ما هو أكثر عنا».

                                                                         تصاميم العماري مهدت لها الفوز بجوائز عدة

إلهام المجلس السعودي
تتحدى العماري نفسها دائماً في ابتكار ما هو جديد في تصميم الأزياء، عن ذلك تقول «أحب تحويل المألوف إلى لا مألوف أو شيء جديد ومختلف، بما يثير مشاعر وعقول الناس ويروي قصة، من ذلك قطعة (المجلس) التي سبق أن عرضت في معرض 100 براند سعودي، في المركز المالي في الرياض». وهذه القطعة التي تعتز العماري بتصميمها هي مستوحاة من المجلس السعودي، وهو مكان الاجتماعات.
وتضيف «المجلس له بعد اجتماعي وثقافي لأفراد المجتمع السعودي، وهو عنصر مهم في الموروث السعودي وقد تم تسجيله في اليونيسكو في قائمة التراث العالمي اللامادي في السعودية وبعض دول الخليج، لأهميته الثقافية والاجتماعية... فأهمية المجلس عميقة لجميع أفراد المجتمع السعودي وكل منا له ذكرى في هذا المكان».
وتكمن أهمية المجلس، بحسب العماري، لكونه ليس فقط مكاناً لاجتماع العائلة وليالي السمر، بل أيضاً لكونه مكان لأداء الواجبات الاجتماعية من استقبال الضيوف وإقامة حفلات الزفاف أو واجب العزاء أو لحل النزاعات ومناقشة الأمور الاجتماعية والسياسية والدينية ونحو ذلك، وتردف «التفاصيل في هذه القطعة تعكس السعودية، ماضيا وحاضرا ومستقبلا».
الوصول إلى العالمية
عندما أسست العماري (أرام)، وهي العلامة التجارية الخاصة بها، أسستها برؤية عالمية منذ اليوم الأول، كما تقول، مضيفة «بدأت من اختيار الاسم ليكون سهل التذكر والنطق، وهو مستوحى من اسمي، وكذلك فإن بناء البراند كان على الأسس التي تقوم عليها العلامات التجارية العالمية في الأزياء، من وجود هوية وروح خاصةً بالعلامة التجارية، وعمل مجموعات تروي قصة، إلى موضوع إخراجها وعرضها بأعلى المعايير».
وعن رؤيتها للمنتج المحلى والطموح العالمي، تقول: إن «الأزياء السعودية ذات اللمسة التراثية لها فرصة كبيرة للوصول إلى العالمية، وأعتقد أن ذلك سيكون عن طريقتين، الأولى هي تصدير الثقافة والتراث عن طريق الأزياء، وهو جزء مما نعمل عليه بتصاميم عصرية ملائمة للمشهد العالمي في الأزياء، وبما هو مستوحى من تراثنا».
وتستشهد العماري هنا بتجربة ناجحة تتمثل في التوكسيدو السعودي، وهي بدلة تكوسيدو مستوحاة من البشت التراثي، قائلة «هي من القطع المميزة، ولاقت رواجاً كبير في العالم، لدرجة أنه بدأ يرتديها الكثير من الشخصيات البارزة». مشيرة لاختيار فابيان هيروس، وهو مستشار عالمي في قطاع الأزياء، للتوكسيدو السعودي لحضور قمة الأزياء لأميركا اللاتينية، في ميامي، قبل أيام قليلة.
أما الطريقة الثانية، فتوضح العماري أنها تكمن في الاستمرار بإلقاء الضوء والتعريف بالثقافة السعودية والتراث المحلي للعالم بشكل عام، ودفع الآخرين للاستلهام من هذا التراث وعمل تصاميم مستوحاة منه، مضيفة «على سبيل المثال، تواصلت معي مصممة أقمشة بريطانية، أحبت كثيراً النقوش السعودية، وسألت عن مصادر إلهامها وأصولها لأنها ترغب بالعمل على مجموعة أقمشة مستوحاة من هذا التراث الغني».



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».