«منازلة النصاب»... ما بيد الصدر ليس بيد «الإطار التنسيقي»

(تحليل إخباري)

TT

«منازلة النصاب»... ما بيد الصدر ليس بيد «الإطار التنسيقي»

يرمي فريق الممانعة في العراق كامل ثقله لمنع زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر من تمرير مرشح تحالف الأغلبية لمنصب رئيس الجمهورية، بعد أن حشد في جلسة السبت الماضي ما يكفي لتعطيل نصاب الثلثين.
ويشكك الوسط السياسي في أرقام الثلث المعطل، فيما إذا كان جميع المقاطعين للجلسة قد سلموا تواقيعهم بيد «الإطار التنسيقي»، ذلك أن آخرين لم يلتقطوا الصور في منزل نوري المالكي، حيث نصاب «الثلث المعطل»؛ إذ كانوا يقفون في منطقة رمادية يخشون ترجيح كفة على حساب أخرى.
إنها معركة الأوزان، والتنافس على المترددين بين معسكري «الصدر» و«الإطار التنسيقي»، وهي في الوقت نفسه «استعارة لبنانية» بدافع إيراني لحماية «الحق الشيعي» في تشكيل «الكتلة الكبرى». هذه الأخيرة باتت تسمى في أوساط الإطار «الكتلة الشيعية الكبرى».
ومع ابتكار «الثلث المعطل»؛ وهو لم يكن جزءاً من أي سياق سياسي في العراق، يدرك الصدر أنه في قلب أهم مواجهة سياسية لا يمكنه التراجع فيها.
وما حدث في جلسة السبت لم يكن مخيباً لـ«التحالف الثلاثي»، ولم يكن انتصاراً لـ«الإطار التنسيقي»، لكنه ثبت الفرز السياسي بين مشروعين تتضاءل بينهما القواسم المشتركة، وتنعدم فرص التفاهم أو التوافق.
تعتمد فكرة الإطار على «استحالة» تشكيل حكومة عراقية من دون «كل الشيعة»، وخلاف ذلك؛ فإنهم مضطرون إلى القيام بما يلزم لمنع جزء من الطائفة من القيام بهذه المهمة بالتحالف مع آخرين من السُنّة والكرد.
أما الصدر، فإن ما خسره السبت «يجب أن يربحه الأربعاء». هذا ما يقوله قيادي مقرب من «الحنانة»؛ معقل «التيار الصدري». ويضيف: «من يجمع 202 مقعد، فلن يعجز عن جمع البقية (18 مقعداً) قبل الجلسة المقبلة»، لتنتهي صلاحية الثلث المعطل.
ويعتقد مقربون من الصدر أن إنجاز اتفاق مع تحالف «من أجل الشعب» المستقل يمنحهم مؤشراً على إمكانية حشد العدد المطلوب لنصاب الثلثين، لكن هذا يحتاج إلى تفاهمات سريعة وواضحة.
والحال؛ أن الصدر بحاجة إلى خلق مسارين يعملان بالتوازي: أولهما فتح أبواب مغلقة مع تيارات نجفية مستقلة، وتجاوز حساسية «البيوتات» التقليدية في المدينة لضم مقاعد المستقلين النجفيين.
وفي هذا المسار، يقول ناشطون سياسيون إن حوارات مفتوحة تشارك فيها أطراف عديدة لتسهيل فتح هذه القناة النجفية، لكن من المبكر الحديث عن نتائج ملموسة.
أما المسار الثاني، فيجري عبر استهداف الهامش المقاطع في متن «الإطار التنسيقي»؛ من بين الخيارات المطروحة تحييد «الاتحاد الوطني الكردستاني» عبر تفاهم جديد مع «الحزب الديمقراطي الكردستاني».
وبحسب مقربين من الصدر، فإن فشل المسارين سيعني الذهاب إلى مواجهة سياسية من نوع آخر، عبر استخدام أغلبية تحالف الصدر في مجلس النواب لإزعاج «الإطار» ونفوذه في الحكومة العراقية. وتقول مصادر مختلفة إن «الإطار التنسيقي» يضع في حساباته «استبعاداً ممنهجاً من حكومة الكاظمي»، وهم يعتقدون أن «ما بيد الصدر من أوراق ليس بيدهم».
وكل هذه المسارات، تفيد بأن فشل جلسة الأربعاء المقبل سيفتح صفحة «لبنانية» في الحياة السياسية العراقية؛ بما يعنيه ذلك من احتمالات غير دستورية سيضطرها الفاعلون العراقيون.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.