ميليشيات مسلحة للمستوطنين في الشيخ جراح برمضان

بعد ترهيب في الضفة والنقب وفي مدينة اللد

ميليشيات مسلحة للمستوطنين في الشيخ جراح برمضان
TT

ميليشيات مسلحة للمستوطنين في الشيخ جراح برمضان

ميليشيات مسلحة للمستوطنين في الشيخ جراح برمضان

بعد تشكيل ميليشيا مسلحة في الضفة الغربية وكذلك في منطقة النقب، وقبل ذلك في مدينة اللد، قرر مستوطنون يهود مسلحون، تشكيل واحدة تعمل في شهر رمضان في حي الشيخ جرّاح في القدس الشرقية المحتلة، بحجة «حماية المستوطنين اليهود»، الذين يستوطنون في المكان.
وقالت هيئة البث الإسرائيلي الرسمية (كان 11)، إن مجموعة المستوطنين، وبالتعاون مع «شبيبة التلال»، التي تنظم اعتداءات متواصلة على الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية، تستعد للبدء بنشاطها، وأن المستوطنين ينوون ممارسة نفس العمليات الترهيبية التي نفذوها في اللد خلال فترة الحرب على غزة في شهر مايو (أيار) السنة الماضية، وفي منطقة النقب الأسبوع الماضي، وفي الضفة الغربية منذ سنوات.
وكشفت القناة أن الحكومة قررت السماح للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى كالمعتاد خلال شهر رمضان، رغم توقع مضاعفة حضور المصلين المسلمين إلى المكان. وقالت إنه رغم توقع المخابرات حصول مواجهات بين الفلسطينيين والمستوطنين، فإنه خلال مناقشات بين الشرطة الإسرائيلية ومجلس الأمن القومي، تقرر الاستمرار بالتعاطي مع دخول المستوطنين باحات الأقصى، كالمعتاد واتخاذ القرارات المناسبة وفق التطورات.
وأكدت مصادر سياسية، أن حكومة نفتالي بنيت، تتعاطى بتساهل كبير مع المستوطنين المتطرفين، خوفاً من انفجار حملة عدائية لها في صفوفهم. ولكن هذا الرضوخ لضغوطهم لم يسعفها. وفي يوم أمس خرج قادة المستوطنات بحملة يدعون فيها إلى إسقاط الحكومة، بدعوى أنها تجمد النشاط الاستيطاني. وعقد قادة المستوطنات مؤتمراً صحافياً، الأحد، أمام مكتب رئيس الوزراء في القدس الغربية، رفعوا فيه شعاراً يقول: «الحكومة التي تجمد الاستيطان في يهودا والسامرة والقدس لا تستحق الوجود». وشارك في المؤتمر كل من رئيس مستوطنات الضفة الغربية، ديفيد الحياني، الذي كان من مؤيدي هذه الحكومة فاتهم وزير الدفاع، بيني غانتس، بنكث وعوده للمستوطنين. وقال: «غانتس يسلم مقاطع من أرض إسرائيل للفلسطينيين كي يقيموا عليها وطناً يهدد أمن دولة إسرائيل. والحكومة تدعمه. ولذلك يجب إسقاطها».
وربط يوسي دغن، رئيس مجلس مستوطنات منطقة نابلس، بين «سياسة الحكومة في الضفة الغربية وبين سياستها في النقب»، واتهمها بـ«إهمال مقاطع من قلب أرض إسرائيل لصالح الفلسطينيين ولصالح عرب النقب»، مما يشير إلى أن حراك الميليشيات الاستيطانية المسلحة، يستند إلى عقيدة استيطانية وليس مجرد نشاط متطرفين.
وكشف مدير عام مجلس المستوطنات، يغئال ديلموني، أن الحكومة أبلغتهم عند تشكيلها، بأنها «تحرص على مشروع الاستيطان في الضفة الغربية، وستعمل على توسيعه وتطويره، واتفقت معهم على تبييض بؤر استيطانية عشوائية، ومنحها الشرعية القانونية وخرقت كل تعهداتها». وقال شاي ألون، رئيس مستعمرة بيت إيل، الملاصقة لمدينة رام الله، إن «المستوطنين لن يكرروا أخطاء الماضي ولن ينتظروا حتى ترسل الحكومة الجنود لإخلائهم». وأضاف: «سوف نبادر إلى الهجوم. سوف نتصدى لخطط الانفصال القادمة. سوف نحارب التعامل معنا كمواطنين درجة ثانية».
ودخل عضو الكنيست المتطرف، إيتمار بن غفير، إلى حلبة التنافس في اليمين الإسرائيلي، على خوض معارك اليمين والمستوطنين ضد الفلسطينيين وضد الحكومة الإسرائيلية، فأقدم برفقة مجموعة مستوطنين، صباح الأحد، إلى الجزء الغربي من حي الشيخ جراح، وجلس في خيمة «مكتبه» المقامة وسط أرض عائلة سالم، وراح مرافقوه يوجهون الشتائم للفلسطينيين الموجودين. وقامت شرطة الاحتلال بمنع الفلسطينيين من الوجود في محيط «خيمة بن غفير»، وطالبتهم بالابتعاد، مهددة بتنفيذ اعتقالات.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».