«للموت 2» في رمضان... مسلسل جديد كلياً

ماغي بو غصن ونادين جابر لـ «الشرق الأوسط»:

كاتبة «للموت 2» نادين جابر
كاتبة «للموت 2» نادين جابر
TT

«للموت 2» في رمضان... مسلسل جديد كلياً

كاتبة «للموت 2» نادين جابر
كاتبة «للموت 2» نادين جابر

لا ينبغي، وفق ماغي بو غصن، أن تتملّك الشخصية الممثل، كوميدية كانت أم تراجيدية. تقول لـ«الشرق الأوسط» إنّ الالتصاق بالكراكتير صعب، يحوّل المنزل إلى كآبة. تتحدث تحديداً عن «سحر» التي قلبت مساراتها. الجميع في انتظار الجزء الثاني من «للموت»، دراما لبنانية سورية، بعد أيام في رمضان.
عشقتها وشغلتها، وعلى عكس قناعتها بعدم جرّ الشخصيات إلى الحياة، سمحت لها بمرافقتها إلى محطات من يومياتها. لم يمرّ وقت كافٍ بين الجزأين للخروج تماماً منها، فظلّت تشعر بأنّها تسكنها، خصوصاً مع إعادة عرض الجزء الأول على شاشات عدّة، وزخم التفاعل.
تطلّب تصوير الجزء الثاني ستة أشهر. دارت الكاميرا في سبتمبر (أيلول)، وقُصّ قالب الحلوى قبل أيام، احتفاء بنهايته. أدركت نجمته أنّ تصويره سيتطلّب فترة قد يتطلّبها مسلسلان أو ثلاثة، فتقول: «مشهد واحد يستلزم أحياناً يوم تصوير كاملاً، لما في السياق من أكشن وحرائق وحوادث سير. العذاب الأكبر كان الطقس. فالبرد قارس والحرارة في الجبل تدنّت إلى ما دون الصفر ليلاً. كان علينا استكمال المَشاهد بالملابس الصيفية، فشعرتُ بأنّ الدم توقّف عن السريان في عروقي. منذ خمسة أشهر وأنا كمن زُجّ بها في ثلاجة».

«بوستر» مسلسل «للموت 2»

بهذه الظروف الصعبة، سيرى المسلسل (30 حلقة، «شاهد»، «إم تي في») الضوء من رمضان، والحماسة في الذروة. تتحدث عن الشخصية، وقلبها يخفق لها: «فعلت سحر الكثير في الجزء الأول، وفي الثاني سيُفاجأ الناس بما ينتظرهم منها. الشخصية ذكية، لعوب، تمتهن الحيلة؛ وفي الجزء الثاني، ستهبّ عليها عاصفة تقلّبات. شعرتُ كأنّني أصوّر مسلسلات عدة بشخصيات وانفعالات مختلفة في امرأة واحدة».
اعتدنا الشخصية بجانبها المتطرّف، الحب حتى النهاية والكراهية حتى النهاية. تخون وتُخان. تنتقم ويُنتقم منها. وبمشهد واحد قد تعيش تناقض الطباع البشرية. تُسدد الحياة في وجهها اللكمة تلو الأخرى. تتوق للطمأنينة والأمومة، وهي في آن مهشّمة من أعماقها، تشاء ترميم نفسها فتصطدم بجدران من حديد. في لحظة ما، تتمنى أن تصبح أماً فتنجب طفلاً وتهتم بعائلتها. هذه الرغبة مستحيلة. الدنيا والظروف في المرصاد.
لا تنفي النجمة اللبنانية صعوبة أداء هذا الصنف من الشخصيات. فما يهوّن هو امتلاكها مفاتيحها واللعب بها كمعجونة، لمساتها الأولى قاسية، ثم تلين مع «الدعك»: «أصبحتُ أنا سحر. لم أعد أشعر بأنّ ماغي هي التي تمثّل، كما في باقي المسلسلات. أكون هي حتى العظم».
ولا تخفي أنّ فكرة الجزء الثاني من مسلسل بلغ قمة النجاح، أخافتها. ونوعها يُصاب بقلق الأجزاء، خصوصاً حين يتفوّق العمل في اقتحام المنازل. ما يجعلها تطمئن هو وجود كاتبة كنادين جابر ومخرج كفيليب أسمر، مع نخبة نجوم وشركة «إيغل فيلمز» للإنتاج، الحريصة والسخية من المشهد الأول إلى الأخير. تخبرنا أنّ الشركة خاضت مشاورات عدة انطلاقاً في قاعدة ثابتة: «على الجزء الثاني ألا يقل بمفاجآته وأحداثه غير المنتظرة عن الجزء الأول. فاخترنا اتجاهاً آخر، وجررنا الشخصيات إلى حيث لا يتوقع أحد.

ماغي بو غصن بشخصية «سحر» في المسلسل

لا تشبه سحر نفسها في الجزء الأول، كذلك مواقفها وانفعالاتها وتعابيرها. هنا التحدي. لم أرد الوقوع في التكرار واستثمار النجاح من دون الإضافة إليه».
منذ «سحر»، وبو غصن أمام هاجس درس القرار المقبل للرسو على شخصية جديدة. ما حققته، يجعلها تخلط أوراقها وتعيد حساباتها. تفضل أخذ مسافة للهدوء والتفكير المتأنّي قبل حسم شكل الشخصية المرتقبة بعد «للموت 2»: «المهم عندي هي الخطوة الصح».
كالنجوم الكبار، تدرك بو غصن أنّ النجاح ليس مضموناً في الجيب، وتتفادى رفع سقف التوقعات حيال الجزء الثاني. تنتظر رأي الناس والنقاد، وترجو التوفيق من الله. ثقتها بالفريق تجعلها تشعر بالرضى من دون الإفراط في ضمان النتيجة.
ونادين جابر، كاتبة العمل، متحمسة لبدء العرض. تميل في الكتابة عادة إلى النهايات الأليمة أو المفتوحة، كنهاية الجزء الأول من «للموت». تصارح «الشرق الأوسط» بأنّ ثقل المسؤولية كان هائلاً، فالناس تهوى المقارنات ولا ترحم. تصف الجزء الثاني بالجديد كلياً، وتقول إنّ الفكرة تطوّرت لتكون بحجم الآمال وتستحق خوض السباق. تخيفها الأجزاء، كبطلة مسلسلها بو غصن، فتطرد المخاوف: «We can do it»!
ما الجديد وعلامَ الرهان؟ تجيب بأنّ المفاجآت سيدة الرهانات: «المسلسل مسارات تنعطف فجأة فيحدث ما ليس في الحسبان. يخال المُشاهد أنّ الخط مستقيم، فينحرف كلياً نحو اليمين أو اليسار. لا حلول وسطى ولا مناطق رمادية. الجميع في الإكستريم».
من الطبيعي ألّا نشهد علاقات متوازنة، أبطالها شخصيات مضطربة، تُنهكها الحياة. تمسك نادين جابر سياق نصها، وتشعر ببهجة حين تلمع أفكارها: «أفكر باحتمالات قد يضعها المشاهدون لما سيجري. أفردُها أمامي، ثم أكتب عكسها تماماً! يرغمني المسلسل على التفكير خارج الصندوق».
وماذا عن تحالفات الشخصيات، هي المبنية وفق المصلحة، المتغيّرة بتغيّر الظروف؟ «لن يُعرف مَن مع مَن، ومَن ضد مَن. تتبدّل التحالفات عند كل منعطف. تحتمل الكراكتيرات الذهاب باللعبة إلى النهاية، ففيها من الانتهازية ما يسمح بالإبحار في الأفكار.
جميعها من دون استثناء: ريم (دانييلا رحمة)، عمر (باسم مغنية)، هادي (محمد الأحمد)، سارية (كارول عبود)، أمين (مجدي مشموشي)... كلهم في حالة حرب من منطلق (أنا وأخي ضد ابن عمي، وأنا وابن عمي ضد الغريب). يناديهم الثأر فيلبّون النداء».
تطلّبت الكتابة نحو خمسة أشهر من «حكّ الدماغ». ونادين جابر كاتبة ليلية، تزدحم الأفكار حين يستكين كل شيء، وحين لا تكون ثمة التزامات تتعلق بالعائلة أو الطبخ أو الهاتف الذي لا يهدأ. كماغي، ترجو توفيق الله: «فعلنا كل ما يمكن. أؤمن بنصّي وبالفريق، وأنتظر الأصداء».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.