محكمة الجنايات في الجزائر تقضي بسجن متهمين بالفساد عشر سنوات

تغريم 7 شركات أجنبية 50 ألف يورو..وتبرئة الأمين العام السابق لوزارة الأشغال

محكمة الجنايات في الجزائر تقضي بسجن متهمين بالفساد عشر سنوات
TT

محكمة الجنايات في الجزائر تقضي بسجن متهمين بالفساد عشر سنوات

محكمة الجنايات في الجزائر تقضي بسجن متهمين بالفساد عشر سنوات

أصدرت محكمة الجنايات بالجزائر أمس أحكاما بالسجن عشر سنوات لمتهمين بالفساد، وغرامات مالية على سبع شركات أجنبية، كما قضت ببراءة موظفين في قضية فساد حول مشروع طريق دائري.
ومنح القاضي الطيب هلالي حكما بالسجن مدة 10 سنوات وغرامة ثلاثة ملايين دينار (30 ألف يورو) في حق المتهم الجزائري شاني مجدوب، الذي يحمل جنسية لوكسمبورغ أيضا.
وكان مجدوب، المسجون منذ 2009، قد اتهم بـ«قيادة مجموعة أشرار واستغلال نفوذ وفساد وتبييض أموال»، من خلال رشوة بعض الموظفين في وزارة الأشغال من أجل حصول شركة «سيتيك سي آر سي سي» الصينية، التي عمل مستشارا لها، على جزء من المشروع البالغ طوله 1200 كم.
وحكم القاضي بالعقوبة ذاتها ضد مدير البرامج الجديدة للطريق محمد خلادي، مفجر القضية، وبحجز كل الأملاك المنقولة وغير المنقولة للمتهمين. كما قررت المحكمة غرامة مالية قيمتها 5 ملايين دينار (50 ألف يورو) على سبع شركات أجنبية هي: «سيتيك سي آر سي سي» الصينية، و«كوجال» اليابانية، و«بيزاروتي» الإيطالية، وشركة «كارافانتا» السويسرية، والمجموعة الإسبانية «إزولوكس كورسان»، والكندية «إس إمي آي»، والشركة البرتغالية «كوبا».
وفي نفس السياق، دانت المحكمة موظفا في وزارة الأشغال، ورجل أعمال بالسجن سبع سنوات، بينما أدين عقيد سابق في المخابرات بالسجن ثلاث سنوات، بتهم استغلال وظيفته، وتلقي رشى وهدايا غير مبررة. كما أصدرت عدة أحكام بالسجن غير نافذة، بينما نال الأمين العام السابق لوزارة الأشغال حكم البراءة.
وكانت المحكمة قد استمعت لشهادة مكتوبة لوزير الأشغال السابق ووزير النقل حاليا عمار غول، نفى فيها «وجود أي تلاعبات في مشروع الطريق السيار كما ادعى المتهم خلادي».
وكان خلادي قد صرح خلال المحاكمة أن الوزير تلقى ربع أموال الرشى التي دفعتها الشركات الأجنبية للحصول على صفقات.
وانطلق المشروع في 2006، أي خلال الولاية الثانية للرئيس عبد العزيز بوتفليقة على أن ينتهي العمل منه بعد أربع سنوات، وخصصت له قيمة أولية فاقت ستة مليارات دولار. لكن بعد تسع سنوات لم يكتمل المشروع، وارتفعت كلفته إلى أكثر من 11 مليار دولار، بحسب التقديرات الرسمية، فيما أشارت مصادر أخرى إلى 17 مليار دولار، منها خمسة مليارات عبارة عن رشى.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.