الأسد وعبد اللهيان يبحثان «تعزيز العلاقات»

الوزير الإيراني أيد عودة سوريا لـ«لعب دورها في الإقليم»

الأسد ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في دمشق أمس (الرئاسة السورية)
الأسد ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في دمشق أمس (الرئاسة السورية)
TT

الأسد وعبد اللهيان يبحثان «تعزيز العلاقات»

الأسد ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في دمشق أمس (الرئاسة السورية)
الأسد ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في دمشق أمس (الرئاسة السورية)

اتفق الرئيس السوري بشار الأسد ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان على «تنفيذ الاتفاقات الثنائية؛ خصوصاً في المجال الاقتصادي والتجاري رغم الإجراءات غير الشرعية أحادية الجانب التي يفرضها الغرب على كلا البلدين». وأيد الوزير الإيراني ممارسة سوريا «دورها» في المنطقة.
وقالت «وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)» إن اللقاء الذي جرى في دمشق تناول «تكثيف العمل من أجل توثيق الروابط المشتركة التي تجمع الشعبين السوري والإيراني بما يخدم مصالحهما ويعزز من صمودهما. كما تناول اللقاء استمرار التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب، حيث جدد عبد اللهيان وقوف بلاده إلى جانب سوريا وشعبها حتى تحرير كامل الأراضي السورية»، عادّاً أن «ممارسة سوريا دورها مهمة من أجل الاستقرار في المنطقة».
وقدم عبد اللهيان للرئيس الأسد «عرضاً عن المحادثات الجارية حول الاتفاق النووي الإيراني». وأشار إلى أن بلاده «قدمت مبادراتٍ بهذا الشأن بما يتفق مع حقوق ومصالح الشعب الإيراني»، مؤكداً أن «التوصل إلى توافقٍ يتطلب إرادة جدية من قِبل الأطراف الغربية للتجاوب مع هذه المبادرات»؛ حسب «سانا». وقال الأسد: «التوصل لاتفاقٍ حول الملف النووي الإيراني أصبح اليوم أكثر أهمية لخدمة مصالح إيران والمنطقة وللتوازن العالمي».
كما جرى تبادل للآراء والرؤى حول عددٍ من القضايا السياسية ذات الاهتمام المشترك؛ من بينها العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا.
وكان عبد اللهيان قال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السوري فيصل المقداد بمقر وزارة الخارجية: «تطرقنا إلى آخر التطورات الثنائية والإقليمية والدولية، ونحن نرحب بسعي بعض الدول العربية لتطبيع علاقاتها مع الجمهورية العربية السورية من خلال اعتماد نهج جديد. نحن مرتاحون لذلك».
وجاء تصريح عبد اللهيان بعد لقائه كلاً من المقداد والأسد ورئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك، الذي زار طهران في نهاية الشهر الماضي.
وتعدّ إيران حليفاً أساسياً للأسد، وقدمت خلال النزاع المستمر في بلاده منذ عام 2011 دعماً سياسياً واقتصادياً وعسكرياً لدمشق. وهذه الزيارة الثانية لوزير الخارجية الإيراني إلى دمشق منذ نهاية أغسطس (آب) الماضي.
وقال المقداد من جهته إن الزيارة شكلت «فرصة طيبة لكي نراجع كافة تطورات المنطقة والعلاقات الثنائية وما يجري من أحداث هامة على الساحتين الإقليمية والدولية».
وجاءت زيارة المسؤول الإيراني الرفيع إلى دمشق بعد أيام من زيارة أجراها الأسد إلى دولة الإمارات العربية المتحدة الجمعة الماضي، كانت الأولى له إلى دولة عربية منذ بدء النزاع.
وشكلت الزيارة؛ التي نددت بها واشنطن، أحدث مؤشر على عودة دفء العلاقات بين سوريا والإمارات التي قطعت علاقتها مع دمشق في فبراير (شباط) 2012.
وذكرت الوكالة أن اللقاء تناول «مجمل العلاقات بين البلدين، وآفاق توسيع دائرة التعاون الثنائي؛ لا سيما على الصعيد الاقتصادي والاستثماري والتجاري».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.