في مسعى واضح لإفراغ المدينة من سكانها، قصفت القوات الروسية، خاركيف، ثانية كبرى المدن الأوكرانية، مستخدمةً صواريخ متوسطة المدى وراجمات صواريخ ومدافع أرضية. وردّت القوات الأوكرانية على القصف بمثله، وذلك لليوم الثاني على التوالي.
ويبدو واضحاً مما يحصل على الأرض أن هذا القصف الذي يفاقم معاناة خاركيف، هدفه تفريغ المناطق من سكانها ودفعهم للمغادرة نحو الجنوب، وتعميق أزمة النزوح واللجوء، ووضع الحكومة الأوكرانية أمام معضلة أكبر من معضلة الحرب ذاتها بإغراقها والدول الغربية معاً في أمواج من النازحين واللاجئين.
في النقاط المدنية الأخيرة قبل الوصول إلى مستديرة شارع سومسكا الذي يصل الأراضي الروسية بمدينة سوما، في أقصى شمال مدينة خاركيف، لا تزال آثار المعارك التي شهدتها الأيام الأولى للحرب ماثلة. فرغم إزالة الدبابات الروسية المحترقة والمدمرة فإن إسفلت الشوارع يشهد على شراسة الاشتباكات. وفي المنطقة نفسها، لا تزال المنازل تتعرض للقصف كل يوم، إذ تأتي القذائف من الشمال والشرق، حيث تتمركز الآن القوات الروسية على مسافة بضعة كيلومترات فقط.
وكانت خاركيف، قبل الهجوم الروسي الشهر الماضي، تضم نحو مليونين من السكان، بما في ذلك الطلاب الأجانب الذين يدرسون في كلياتها. لكنها اليوم لم يعد يقطنها أكثر من نصف مليون إنسان، بعدما نزحت غالبية السكان إلى مناطق أكثر أمناً. ومن أراد البقاء فقد فعل ذلك، كما يبدو، بهدف القتال وصد الهجمات الروسية أو لتقديم المساعدة للمحتاجين أو الذين لم يتمكنوا من الخروج لأسباب مالية.
في مأوى للعجائز، تقول إحدى النساء المسنات: «لدينا كل شيء، كل شيء على ما يرام هنا». هذه العبارة توحي بأن المسنة لا تعرف الواقع على حقيقته. فبعد ليلتين متواصلتين من القصف العنيف لا يمكن أن يكون أي شيء على ما يرام.
...المزيد
معاناة خاركيف تتفاقم... والروس يسعون لإفراغها من سكانها
معاناة خاركيف تتفاقم... والروس يسعون لإفراغها من سكانها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة