واشنطن تزود أوكرانيا بأسلحة سوفياتية حصلت عليها سراً

جندية أوكرانية تحمل صاروخاً موجهاً مضاداً للدبابات في كييف أول من أمس (رويترز)
جندية أوكرانية تحمل صاروخاً موجهاً مضاداً للدبابات في كييف أول من أمس (رويترز)
TT

واشنطن تزود أوكرانيا بأسلحة سوفياتية حصلت عليها سراً

جندية أوكرانية تحمل صاروخاً موجهاً مضاداً للدبابات في كييف أول من أمس (رويترز)
جندية أوكرانية تحمل صاروخاً موجهاً مضاداً للدبابات في كييف أول من أمس (رويترز)

كشف مسؤولون أميركيون أن الولايات المتحدة ترسل بعض معدات الدفاع الجوي السوفياتية الصنع التي حصلت عليها سراً قبل عقود لتعزيز الجيش الأوكراني في تصديه للهجمات الجوية والصاروخية التي تنفذها القوات الروسية.
وأوضح مسؤول أميركي أن الأنظمة تشمل «إس آي 8»، وحصلت عليها الولايات المتحدة لفحص التكنولوجيا التي يستخدمها الجيش الروسي، وكانت موسكو قد صدرتها إلى بلدان عدة عبر العالم.

ورفضت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الإفصاح عن ترسانتها غير المعروفة من الأسلحة السوفياتية، في وقت تقوم فيه إدارة الرئيس جو بايدن بتقديم كميات كبيرة من العتاد لتوسيع قدرات الدفاع الجوي الأوكرانية. وحظيت الجهود السرية باهتمام أميركي كبير عام 1994 عندما شوهدت طائرة نقل ضخمة سوفياتية الصنع في مطار هانتسفيل بولاية ألاباما. وتبين لاحقاً أن الطائرة كانت تحمل نظام دفاع جوي من طراز «إس 300» حصلت الولايات المتحدة عليه في بيلاروسيا كجزء من مشروع سري مع مقاول في «البنتاغون» بقيمة مائة مليون دولار. وجرى الاحتفاظ ببعض الأسلحة من الطراز السوفياتي في «مركز للجيش لبرامج الصواريخ» في الولاية. ولفت مسؤولون إلى أن طائرات نقل من طراز «سي 17» نقلت أخيراً بعض ما أرسلته الولايات المتحدة من تلك القاعدة، لكن مسؤولاً أميركياً أكد أن بطاريات «إس 300» لم تكن من الأنظمة التي أرسلت إلى أوكرانيا، التي تمتلك بالفعل بعض أنظمة الدفاع الجوي الروسية. وحصلت كييف أخيراً على أنظمة صواريخ «ستينغر» المحمولة على الكتف والتي توفرها الولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي (الناتو) للجيش الأوكراني. وهي فعالة خصوصاً ضد طائرات الهليكوبتر والطائرات التي تحلق على ارتفاع منخفض.
وتعليقاً على إعلان روسيا السبت أنها استخدمت منظومة «كينجال» للصواريخ الأسرع من الصوت بغية تدمير مستودع أسلحة كبير بمنطقة إيفانو فرانكيفسك في غرب أوكرانيا، قال مسؤول عسكري أميركي إن بلاده لا تستطيع بشكل مستقل تأكيد أو نفي هذه الادعاءات من روسيا، لكنه اعتبر أن استخدام مثل هذا السلاح لا جدوى له من المنظور العسكري، مضيفاً أنه «من الممكن أنهم يحاولون توجيه رسالة إلى الغرب» لكن عسكرياً «ليس هناك الكثير من الجدوى العملية من استخدامه».
وذكرت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء أن هذه هي المرة الأولى التي تنشر فيها روسيا منظومة «كينجال» منذ الدفع بقواتها إلى أوكرانيا يوم 24 فبراير (شباط). وتتبجح روسيا بأسلحتها المتطورة، وقال الرئيس فلاديمير بوتين في ديسمبر (كانون الأول) الماضي إن روسيا هي الأولى في العالم في مجال الصواريخ الأسرع من الصوت والتي يصعب تعقبها واعتراضها بسبب سرعتها وقدرتها على المناورة.


مقالات ذات صلة

4 قتلى و19 جريحاً بضربة روسية على زابوريجيا الأوكرانية

أوروبا ألسنة لهب كثيفة تتصاعد من مبنى مدمر وسيارة محترقة في منطقة زابوريجيا الأوكرانية نتيجة قصف روسي (خدمة الطوارئ الأوكرانية- أ.ف.ب)

4 قتلى و19 جريحاً بضربة روسية على زابوريجيا الأوكرانية

قُتل 4 أشخاص على الأقل وأُصيب 19، الثلاثاء، في ضربة صاروخية روسية «دمَّرت» عيادة خاصة في مدينة زابوريجيا جنوب أوكرانيا، في حصيلة مرشحة للارتفاع.

أوروبا صورة مركبة تابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية تعرضت لأضرار بسبب غارة بطائرة مسيرة على طريق في منطقة زابوريجيا في أوكرانيا 10 ديسمبر 2024 (رويترز)

مسيّرة تستهدف مركبة لوكالة الطاقة الذرية قرب محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا

قال مدير الطاقة الذرية إن مركبة تابعة للوكالة تعرضت لأضرار جسيمة بسبب هجوم بمسيرة على الطريق المؤدي إلى محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا، الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس وزراء إستونيا كريستين ميشال لدى اجتماعهما في كييف الاثنين (أ.ب)

زيلينسكي: 800 ألف جندي روسي منتشرون في أوكرانيا

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي انتشار مئات الآلاف من الجنود الروس حالياً في أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (كييف - لندن)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اجتماع في كييف بأوكرانيا 9 ديسمبر 2024 (أ.ب)

زيلينسكي منفتح على انتشار قوات غربية في أوكرانيا

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه منفتح على الانتشار المحتمل لقوات غربية في كييف لضمان أمن البلاد في إطار جهود أوسع نطاقاً لإنهاء الحرب.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)

زيلينسكي: حصيلة قتلى القوات الأوكرانية تسجل زيادة قدرها 12 ألف جندي

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن عدد الجنود الأوكرانيين القتلى ارتفع إلى 43 ألف جندي.

«الشرق الأوسط» (كييف)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.