كلاسيكو إسبانيا: الريال لتأكيد الهيمنة... وبرشلونة لإثبات العودة

بنزيمة الغائب الأكبر عن النزال وتشافي يختبر نجومه في المنعطف الأهم

فينيسويس (أ.ف.ب)
فينيسويس (أ.ف.ب)
TT

كلاسيكو إسبانيا: الريال لتأكيد الهيمنة... وبرشلونة لإثبات العودة

فينيسويس (أ.ف.ب)
فينيسويس (أ.ف.ب)

يسعى برشلونة المتجدد بإشراف مدربه الجديد وأسطورته تشافي هرنانديس، لتأكيد عودته القوية محلياً وقارياً في الأشهر الأخيرة، عندما يحل ضيفاً اليوم على غريمه التقليدي ريال مدريد المتصدر في مواجهة الكلاسيكو المرتقبة ضمن المرحلة 29 من بطولة إسبانيا لكرة القدم.
ولن يكون للنتيجة أي تأثير كبير على أي من الفريقين، لأن ريال مدريد يرتاح في الصدارة بفارق 10 نقاط عن منافسه المباشر إشبيلية الذي تراجعت نتائجه في الآونة الأخيرة، في حين عانى برشلونة من بداية كارثية في الموسم الحالي بقيادة مدربه السابق الهولندي رونالدو كومان، فأقيل من منصبه في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ليحل بدلاً منه تشافي، لكنه لا يزال يتخلف عن ريال مدريد بفارق 15 نقطة مع مباراة مؤجلة.
وسيغيب المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة مهاجم ريال مدريد الإسباني عن مباراة الكلاسيكو لعدم تعافيه من إصابة في ربلة ساقه اليسرى، بحسب ما أعلن مدربه الإيطالي كارلو أنشيلوتي.
ويشكّل غياب بنزيمة ضربة قوية لريال مدريد، لأنه يتألق بشكل لافت هذا الموسم وسجل 22 هدفاً في الدوري المحلي يتصدر بها ترتيب الهدافين، كما أسهم بشكل كبير في بلوغ فريقه الدور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا بتسجيله أهداف فريقه الثلاثة ضد باريس سان جيرمان الفرنسي، التي انتهت بفوزه 3 - 1 في إياب ثمن النهائي.
وقال أنشيلوتي في مؤتمر صحافي: «كريم و(الظهير الفرنسي فرلان) مندي لا يستطيعان اللعب. سيبقيان هنا معنا الأسبوع المقبل».
وكان مدرب منتخب فرنسا ديدييه ديشان استدعى بنزيمة لخوض المباراتين الوديتين ضد ساحل العاج وجنوب أفريقيا في 25 مارس (آذار) و29 منه في مرسيليا وليل توالياً.
وتعرض بنزيمة للإصابة خلال مباراة فريقه الأخيرة ضد مايوركا في الدوري المحلي الاثنين الماضي، عندما سجل هدفين وصنع تمريرة حاسمة، قبل أن يغادر أرضية الملعب في الدقيقة 87.
ويملك أنشيلوتي مروحة خيارات واسعة لاختيار بديل لبنزيمة، بينها ماريانو دياس من جمهورية الدومينيكان أو الصربي لوكا يوفيتش، وربما حتى منح الفرصة للبلجيكي إدين هازارد أو الويلزي غاريث بيل المنسيين على مقاعد اللاعبين الاحتياطيين.
وعلى الأرجح، فإن ريال مدريد حسم اللقب نظرياً في صالحه بغض النظر عن نتيجة الكلاسيكو، لأنه في حال خروج برشلونة فائزاً على ملعب «سانتياغو برنابيو» ثم في المباراة المؤجلة له، سيكون على بعد 9 نقاط من ريال مدريد قبل 9 مراحل من نهاية الدوري، وهو فارق صعب تعويضه.


أوباميانغ (أ.ف.ب)

لكن تأثير النتيجة يكمن في الحكم على الموسم وربما يكون له تأثير كبير على مقاربة كل فريق للتعاقدات خلال الصيف المقبل استعداداً للموسم التالي. فالفوز بالنسبة لبرشلونة سيؤكد النظرية بأن الفريق قادر من جديد على المنافسة أقله على الصعيد المحلي.
ولا شك أن تعيين تشافي مدرباً كان ضربة معلم لمجلس إدارة النادي الكاتالوني ومنح دفعة معنوية هائلة للفريق الذي كان وقتها يحتل المركز التاسع في الليغا وبات الآن ثالثاً. لم يخسر الفريق أي مباراة محلياً منذ ديسمبر (كانون الأول)، وفاز في مبارياته الأربع الاخيرة وسجل خلالها 14 هدفاً.
ولو تم حساب النقاط منذ الأول من يناير (كانون الثاني) الماضي، لكان برشلونة متصدراً، ما يطرح السؤال: ماذا لو تم تعيين تشافي في وقت مبكر؟ لأن النادي الكاتالوني فشل في الفوز بالمباريات الثلاث الأخيرة قبل تعيين الأخير، حيث تعادل مع سيلتا فيغو وألافيس وخسر أمام رايو فايكانو.
وأعطت التعاقدات التي أجراها الفريق خلال فترة الانتقالات الشتوية ثمارها، وكانت حاسمة، حيث سجل المهاجمان فيران توريس والغابوني بيار أوباميانغ القادمان من مانشستر سيتي وآرسنال الإنجليزيين 11 هدفاً فيما بينهما، في المقابل منح تشافي الفرصة مجدداً أمام الجناح الفرنسي السريع عثمان ديمبيلي «المتمرد» على النادي لرفضه تجديد عقده، وكان قراره في محله، في حين يتألق الشابان بيدري وغافي في خط الوسط، كما يسهم الهولنديان ممفيس ديباي ولوك دي يونغ أيضاً.
وعلى الأرجح، سيكون تركيز برشلونة على إزاحة إشبيلية المترنح في الآونة الأخيرة عن المركز الثاني.
ويريد إشبيلية لملمة جراح الخروج من الدوري الأوروبي على يد وست هام الإنجليزي عندما يستضيف ريال سوسييداد.
وكان إشبيلية الاختصاصي في مسابقة «يوروبا ليغ» بعد تتويجه بلقبها 6 مرات، يمني النفس في بلوغ المباراة النهائية مرة جديدة، لا سيما أنها تقام على ملعبه في 18 مايو (أيار) المقبل، لكن وست هام كان له رأي آخر، عندما قلب تخلفه صفر - 1 ذهاباً وتقدم بالنتيجة ذاتها إياباً الخميس، قبل أن يسجل هدف حسم التأهل إلى ربع النهائي في الوقت الإضافي.


مقالات ذات صلة

«السوبر الإسباني»: الريال والبرشا يشعلان الرياض بـ«كلاسيكو الأرض»

الرياضة من تدريبات الريال استعدادا للنهائي (رويترز)

«السوبر الإسباني»: الريال والبرشا يشعلان الرياض بـ«كلاسيكو الأرض»

تتجه أنظار الملايين من عشاق الكرة العالمية، مساء اليوم، صوب العاصمة السعودية، الرياض، وذلك لمتابعة القمة المرتقبة و«الكلاسيكو» التاريخي المتجدد (كلاسيكو الأرض)

سلطان الصبحي ( الرياض)
رياضة عالمية ميشيل مدرب جيرونا ولاعبيه يحتفلون بالانتصار على اوساسونا وانتزاع قمة الترتيب (ا ف ب)

جيرونا... «مفاجأة الموسم» يتحدى عمالقة إسبانيا على الصدارة

مع معاناة ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو مدريد للحفاظ على ثبات المستوى وإهدار نقاط ثمينة في الأسابيع القليلة الماضية، تقدم جيرونا للصدارة وتربع على قمة ترتيب

«الشرق الأوسط» ( مدريد)
رياضة عالمية المهاجم الدولي أليخاندرو (أ.ب)

غوميز نجم الأرجنتين يرفض الاتهامات بتعاطي المنشطات

نفى المهاجم الدولي الأرجنتيني أليخاندرو (بابو) غوميز، الأحد، تعاطيه المنشطات، وذلك رغم إيقافه لمدة عامين.

«الشرق الأوسط» (روما)
رياضة عالمية مجلس مدينة مدريد طلب من السكان البقاء في منازلهم وعدم الخروج إلا للضرورة (لاليغا)

تأجيل مباراة أتلتيكو مدريد وإشبيلية بسبب الأمطار

أجلت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم مباراة أتلتيكو مدريد وضيفه إشبيلية الأحد في ختام منافسات المرحلة الرابعة، بسبب سوء الأحوال الجوية والأمطار الغزيرة.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية بيلينغهام  (رويترز)

أنشيلوتي يثني على تألق بيلينغهام في الـ«ريمونتادا»

أشاد الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفني لريال مدريد بفوز فريقه على مضيفه ألميريا 3-1 في الجولة الثانية من الدوري الإسباني لكرة القدم. وتقدم ألميريا بهدف

«الشرق الأوسط» (مدريد)

توالي الخسائر المصرية في «أولمبياد باريس» يفجر انتقادات

كريم هنداوي لاعب منتخب مصر لكرة اليد يبكي عقب الخروج من الأولمبياد (رويترز)
كريم هنداوي لاعب منتخب مصر لكرة اليد يبكي عقب الخروج من الأولمبياد (رويترز)
TT

توالي الخسائر المصرية في «أولمبياد باريس» يفجر انتقادات

كريم هنداوي لاعب منتخب مصر لكرة اليد يبكي عقب الخروج من الأولمبياد (رويترز)
كريم هنداوي لاعب منتخب مصر لكرة اليد يبكي عقب الخروج من الأولمبياد (رويترز)

فجّرت الخسائر المصرية المتوالية في «أولمبياد باريس» انتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي الأوساط الرياضية المحلية، خصوصا بعد خسارة منتخب كرة اليد المصري مباراته في ربع النهائي أمام إسبانيا بشكل مثير، صباح الأربعاء.

وكان «الفراعنة» متقدمين على «الماتادور الإسباني» بفارق 7 نقاط كاملة، قبل أن يقلّص الإسبان النتيجة ويصلون للتعادل 25-25 مع نهاية اللقاء، ثم يقتنصون فوزاً ثميناً بفارق نقطة واحدة في الثواني الأخيرة 29- 28 وسط حالة من الذهول استولت على ملايين المصريين الذين تابعوا اللقاء عبر الشاشات.

وحملت المباراة «طابعاً ثأرياً» من الجانب المصري بسبب هزيمته على يد الإسبان أيضاً في أولمبياد طوكيو 2020، لكن الإخفاق حالف المصريين للمرة الثانية، أمام الخصم نفسه.

لقطة من مباراة منتخب مصر لكرة اليد أمام إسبانيا (أ.ف.ب)

وقال الناقد الرياضي، محمد البرمي: «خروج منتخب اليد بهذا الشكل الدراماتيكي فجّر حالة من الإحباط والصدمة والغضب؛ لأن المصريين كانوا الأفضل ومتفوقين بفارق مريح من النقاط».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «مشكلة الفرق المصرية عموماً، واليد بشكل خاص، تتمثل في فقدان التركيز في اللحظات الأخيرة، وعدم تحمل الضغوط العصبية والنفسية العنيفة التي يتسم بها اللعب أمام فرق عالمية خارج الحدود».

ومن بين العوامل التي زادت من حدة الصدمة، وفق البرمي، أن «منتخب اليد من الفرق القليلة التي عقد المصريون عليها الآمال لحصد ميدالية بعد سلسلة من النتائج المحبطة للفرق الأخرى، لاسيما أن منتخب اليد المصري مصنف عالمياً، وله إنجازات مشهودة في البطولات الأفريقية والدولية».

وكانت مصر خسرت أمام فرنسا 1- 3 في الدور نصف النهائي لكرة القدم ضمن مسابقات الأولمبياد، إذ كانت المبادرة لمنتخب «الفراعنة» الذي سجل هدف التقدم في الدقيقة 61 عن طريق اللاعب محمود صابر، ليعود منتخب «الديوك» إلى التعادل قبل 8 دقائق من نهاية المباراة، ثم يحرز الهدف الثاني ثم الثالث في الشوطين الإضافيين.

خسارة المنتخب المصري لكرة اليد في أولمبياد باريس (أ.ب)

وعدّ الناقد الرياضي، عمرو درديري، في منشور على صفحته بموقع «فيسبوك» أن «عقلية اللاعب المصري هى المسؤول الأول عن الهزائم، حيث لم يعتد بعد على المنافسات العالمية، وكان لاعبو المنتخب كثيري الاعتراض على حكم مباراة إسبانيا».

وأضاف: «ليس من المعقول ألا نحقق إنجازاً ملموساً في كل مرة، ونكتفي بالتمثيل المشرف».

وشهدت مصر خسائر جماعية متوالية، بعضها في الأدوار التمهيدية، وعلى نحو عدَّه كثيرون «محبطاً» في عدد من الألعاب الأخرى مثل: الرماية والملاكمة والسلاح وتنس الطاولة والمصارعة والوثب العالي ورمي الرمح والسباحة التوقيعية والغطس.

وحقق لاعبون مصريون مراكز متأخرة في الأولمبياد مثل لاعبة «الشراع» خلود منسي، وأميرة أبو شقة التي حلت بالمركز الأخير في لعبة «رماية السكيت»، كما احتل اللاعب مصطفى محمود المركز قبل الأخير في «رمي الرمح».

واللافت أن لاعبين مصنفين دولياً في مراكز متقدمة لم يحققوا أي ميدالية مثل زياد السيسي ومحمد حمزة في لعبة سلاح الشيش، وعزمي محيلبة في الرماية، وعبد اللطيف منيع في المصارعة الرومانية.

وشن الناقد الرياضي المصري، ياسر أيوب، هجوماً على اتحاد الملاكمة بسبب اللاعبة منى عياد التى سافرت إلى باريس ولم تشارك فى الدورة بعد اكتشاف زيادة وزنها 700 غرام عن المسموح به، مؤكداً في منشور عبر صفحته بموقع «فيسبوك» أنه «كان من الضروري أن يتضمن هذا الإعداد ملفاً طبياً للاعبة يشمل وزنها وتحاليلها وتغذيتها الصحية».

سلطان تورسينوف من كازاخستان يواجه محمد متولي من مصر (رويترز)

واكتفى الحكم الدولي السابق، جمال الغندور، بالقول عبر صفحته على «فيسبوك»: «اتقوا الله... ربنا غير راض عن الكرة المصرية...خلص الكلام».

وأشار الناقد الرياضي، أشرف محمود، إلى أن «توالي الخسائر يعود إلى أسباب متنوعة منها تسرع بعض اللاعبين المميزين، وعدم احترام الخصم كما حدث في حالة لاعب السلاح زياد السيسي، فضلاً عن الآفة المزمنة للاعب المصري وهي فقدان التركيز في اللحظات الأخيرة».

ويلفت محمود في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «تدارك هذا الوضع السيئ والمخزي يتطلب إصلاحات جذرية في الرياضة المصرية تشمل تغيير رؤساء الاتحادات، وتعيين مدربين أكفاء يحركهم الشغف بدلاً من نظرائهم الذين يتعاملون مع تدريب المنتخبات الوطنية بمنطق الوظيفة»، وفق تعبيره.

فيما يطالب محمد البرمي بـ«تخطيط أفضل للمشاركات المصرية القادمة تشمل تجهيز اللاعبين وتأهيلهم وحل المشاكل والخلافات والابتعاد عن البيروقراطية أو الرغبة في الاستعراض وإلا فسوف تتكرر تلك النتائج الكارثية».