سماح السعيد: تعمدت الابتعاد عن المسلسلات الصعيدية

قالت لـ«الشرق الأوسط» إنها لا تتخوف من الأعمال الطويلة

فريق مسلسل «وسط البلد»
فريق مسلسل «وسط البلد»
TT

سماح السعيد: تعمدت الابتعاد عن المسلسلات الصعيدية

فريق مسلسل «وسط البلد»
فريق مسلسل «وسط البلد»

قالت الفنانة المصرية سماح السعيد إنها لم تتخوف مطلقاً من المشاركة بمسلسل «وسط البلد» أول مسلسل «سوب أوبرا» مصري. وفي حوار لـ«الشرق الأوسط» أكدت أن تقديمها لدور الأم بكثافة أخيراً أمر طبيعي وملائم لمرحلتها العمرية، موضحة أن ابتعادها عن تقديم الشخصيات الصعيدية كان بمحض إرادتها.
وكشفت الفنانة المصرية عن مشاركتها في مسلسلي «الاختيار 3» و«بيت الشدة» في موسم دراما رمضان المقبل وعن رغبتها في تقديم السيرة الذاتية للفنانة الراحلة نعيمة عاكف.
تحدثت الفنانة سماح السعيد عن سبب حماسها لدورها في مسلسل «وسط البلد» أول مسلسل «سوب أوبرا» مصري والذي يُعرض حالياً، ورأيها بردود الفعل حوله: «ردود الفعل عقب عرض المسلسل كانت إيجابية وما زالت، فالمسلسل يطرح قضية اجتماعية مهمة تمس الناس وحياتهم ومشكلاتهم اليومية، والدخول لهم من هذا الجانب ضروري وجاذب بشكل كبير، فأنا شخصياً أحب تقديم جميع الألوان الفنية ولكن تبقى الدراما الاجتماعية الأقرب لقلبي».
وذكرت السعيد أنها لم تتخوف مطلقاً من المشاركة في عمل من هذه النوعية والتي تُعرف بـ«السوب أوبرا» ويصل عدد حلقاته إلى 190 حلقة حسب صناعه: «في الفترة الماضية اعتمدنا في معظم أعمالنا على المسلسلات 10 - 15 حلقة والحكايات الدرامية القصيرة، فنحن بين الحين والآخر نرى اتجاهات جديدة، وكذلك نظام (السوب أوبرا) الذي يقدَّم للمرة الأولى في مصر قُدم من قبل في العالم أجمع وقدمته الدراما التركية وعربياً في السعودية والإمارات، وهذه الأعمال تابعها الناس بشغف وحب لذلك لم أتخوف مطلقاً من طول حلقات العمل لأنه مكتوب بحرفية وأحداثه غنية».
ونفت السعيد خوفها من حصرها في تقديم دور الأُم لا سيما بعد مشاركتها أخيراً من خلال عدة أعمال منها (حلم حياتي، وسط البلد، أيام): «الممثل المتمكن يقدم كل الشخصيات وأنا بالفعل أُم في الواقع وابنتي تدرس بالجامعة وأذكر أنني قدمت شخصية (دعاء) وهي أُم في مسلسل (حضرة المتهم أبي) خلال دراستي في معهد الفنون المسرحية عام 2006 وأيضاً مسلسل (امرأة من الصعيد الجواني) لذلك لا أخشى وضعي في هذا الإطار من المنتجين فأنا سيدة في الأربعين من عمري وهذا هو التطور الطبيعي للمرحلة العمرية التي أمرّ بها».
وكشفت سماح عن كواليس تصوير مسلسل «أيام»، في لبنان، واختيارها العودة بعد فترة غياب من خلال شخصية شريرة: «الشخصية مستفزة بشكل كبير بكل تفاصيلها فهي ليست شريرة وأنانية كما يعتقد البعض بل هي أُم متعاطفة مع أسرتها خصوصاً ابنها، ودور الفنان قراءة شخصياته من جانب مختلف بعيداً عن آراء الناس، أما عن التصوير في لبنان فلم أشعر باختلاف كبير لأنني مع زملاء المهنة ولكن المختلف هو شعور الغربة بعيداً عن الأهل».
وأكدت أن أدوار الشر تظل راسخة في أذهان الجمهور بينما أدوار الخير يتم وضعها في خانة التعاطف فقط «أدوار الشر علامة فارقة للممثل بكل تفاصيلها ولنا في فناني الزمن الجميل قدوة، فمثلاً، الفنان محمود المليجي لا نتذكر له دور (طيب) إلا في فيلم (الأرض)، وكذلك الراحل عادل أدهم... فهم برعوا وصنعوا تاريخهم الفني من خلال أدوار الشر».
وعن تصدرها لبطولة مسلسل وسط البلد قالت: «لا يشغلني مصطلح البطولة المطلقة فالناس تعرف الفنان من شخصياته المختلفة، وكل ما يشغلني هو كيفية تقديم الدور وإيصال رسالة العمل وهل سيتقبله الناس أم لا، حتى كتابة الاسم في شارة العمل لا تعنيني أيضاً ومسلسل (وسط البلد) بطولة جماعية وليس بطولتي».
وتحدثت سماح عن علاقتها بالفنان الراحل نور الشريف ووصفته بـ«معلمي ومكتشفي الأول» في مسلسلي «عمرو بن العاص» و«حضرة المتهم أبي»؛ «فهو من اختارني من المعهد وقدمني في بداية حياتي ودائماً أردد مقولة (مَن لم يمثل أمام نور الشريف لم يمثل) فهو قيمة فنية لا تُعوَّض، وتاريخ كبير تعدى 40 عاماً، فقد اكتسبت منه أشياء لا تقدَّر بثمن من ثقافة وفن وطريقة تعامل وحب المهنة واحترام التقاليد والالتزام والحرص على اختياراته وفريق عمله والوجوه الجديدة التي احتضنها ووجّهها وعلّمها، فهو قدوة فنية تحتاج إلى مجلدات».
وروت السعيد موقفاً حدث بينها وبين نور الشريف في أثناء تصوير مسلسل «عمرو بن العاص»: «هو فنان لديه أسلوب خاص حتى في التوجيه، وأذكر أنه طلب قراءة مشهد رئيسي قبل البدء بتصويره، وهذا جعلني أشعر بمدى حرصه الجمّ على أداء مَن يقف أمامه، ففكرة أن يأتي نجم كبير بحجم نور الشريف ليقول لي: ما رأيك بقراءة المشهد ومراجعته معاً، أمر كبير، لكنني أعي جيداً أنه لا يريد مراجعة المشهد بل يريد توجيهي بشكل غير مباشر والاطمئنان على أدائي من دون أن يُشعرني بذلك».


الفنانة المصرية سماح السعيد

وعن مشاركتها اللافتة مع الفنان يحيى الفخراني، قالت: «الوقوف أمام الفخراني ليس هيناً لأنه فنان متغير الأداء فلا يمكن لفنان يقف أمام الفخراني أن يتوقع شكل أدائه، فتكرار عملي مع نور الشريف على سبيل المثال يجعلني أتوقع شكل الأداء، أما الفخراني فلا يمكن لأحد توقعه، فهو يحتاج دوماً إلى فنان منتبه وذي تركيز عالٍ، لذلك هو حريص على انتقاء فريق عمله من البداية ولا يمكن الموافقة على ممثل دون المستوى، ولحُسن حظي أنني أيضاً مثله».
وعن غيابها عن الساحة الفنية منذ عامين قالت: «لم أجد عملاً يجذبني ويتوافق مع فكري، وأنا اعتدت أنا أكون موجودة في أعمال لها قيمة، لكن فكرة مشاركتي للوجود فقط أرفضها تماماً، فأنا إلى جانب عملي الفني أمارس العمل الأكاديمي وأقوم بالتدريس في معهد الفنون المسرحية منذ 15 عاماً». وتطمح الفنانة المصرية لتقديم السيرة الذاتية للفنانة الاستعراضية نعيمة عاكف، ولا تمانع في تقديم الدور بكل تفاصيله من غناء واستعراضات ورقص: «أتمنى تقديم شخصية الفنانة نعيمة عاكف، ولكنني أعي جيداً أن الأمر صعب، والصعوبة تكمن في المجازفة مع الناس بفنان راسخ في أذهانهم بصورة معينة، لذلك هو حلم وسيظل كذلك بالنسبة لي، أما عن الغناء والرقص فكل أعمالي المسرحية قدمتها بصوتي وأيضاً بإمكاني ارتداء بدلة الرقص، بل قمت بارتدائها فعلياً من قبل عندما قدمت شخصية (حكمت) في مسلسل (إسماعيل ياسين) وتقبلها الناس ولكن بمواصفات معينة تناسب الأسرة العربية».
وعن إتقانها للهجة الصعيدية وتقديمها عدداً كبيراً من أعمال الدراما الصعيدية قالت: «أحب مشاهدة الأعمال الصعيدية منذ الصغر، ورغم تقديمي لعدد كبير منها لكن لا بد من الاعتماد على مصحح اللهجة لأنها تختلف من محافظة لمحافظة أخرى، فالفنان دوره الحفاظ على مواصفات الشخصية وأبعادها وطريقة نطق الحوار والاستعانة بمخزونه».
وعن سبب ابتعادها عن الأدوار الصعيدية قرابة 7 سنوات، قالت: «أنا بالفعل ابتعدت عن الأدوار الصعيدية بمحض إرادتي منذ عام 2014 والسبب يرجع لأنني ظللت أقدم هذه النوعية من عام 2009 حتى عام 2014 في أعمال على غرار (الرحايا)، و(شيخ العرب همام)، و(الخواجة عبد القادر)، و(القاصرات)، و(دهشة)، لذلك اتخذت قراراً بالخروج من عباءة الصعيدي لمدة خمس سنوات على الأقل حتى لا أصنَّف فيها بشكل دائم».


مقالات ذات صلة

«موضوع عائلي 3» يثير تبايناً في فرص نجاح أجزاء المسلسلات

يوميات الشرق لقطة تجمع أبطال المسلسل في أحداث الجزء الثالث (الشركة المنتجة)

«موضوع عائلي 3» يثير تبايناً في فرص نجاح أجزاء المسلسلات

نهاية مثيرة شهدها مسلسل «موضوع عائلي 3» في حلقته العاشرة والأخيرة التي عرضتها الأربعاء منصة «شاهد»، وتصدّرت البحث في «غوغل» بمصر، الخميس.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق ريهام عبد الغفور وإياد نصار وفتحي عبد الوهاب على الملصق الترويجي لمسلسل «ظلم المصطبة» (الشركة المنتجة)

المسلسلات القصيرة تستحوذ على دراما رمضان المقبل بـ20 عملاً

تستحوذ المسلسلات المصرية القصيرة على مساحة كبيرة في موسم الدراما الرمضانية المقبل بمشاركة نحو 20 مسلسلاً كل منها 15 حلقة حجزت مكانها على الخريطة الرمضانية.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانة المصرية غادة عبد الرازق (حسابها بـ«فيسبوك»)

البطولة النسائية رهان متجدد في دراما رمضان بمصر

يراهن عدد من الفنانات المصريات على أدوار «البطولة النسائية» خلال موسم الدراما الرمضاني المقبل 2025، حيث يشهد نحو 11 مسلسلاً من المقرر عرضها في الموسم الجديد.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق مسرحها محاكاة لغربة طوعية عاشتها في حياتها (صور زينة دكاش)

زينة دكاش لـ«الشرق الأوسط»: مسرحية «اللي شبكنا يخلّصنا» تختصر بعض حياتي      

أمضت زينة دكاش نحو 14 عاماً مع المساجين في لبنان تعالج أوجاعهم وآلامهم النفسية بالدراما، وكذلك أسهمت في تعديل بعض القوانين المُجحفة بحقّهم.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق الفنان محمد هنيدي (حسابه في «فيسبوك»)

دراما مصرية تتخطَّى أزمات اعتذارات مؤلّفين ومُخرجين

تجاوزت مسلسلات مصرية أزمة الاعتذارات التي تعرَّضت لها مؤخراً، وتنوّعت بين اعتذار مؤلّف أو مخرج، وجرت الاستعانة سريعاً بالبديل لاستكمال المشروع الفنّي.

داليا ماهر (القاهرة)

سمية بعلبكي: خسرت صوتي لأسابيع بعد تفجير منزلنا في الجنوب

تفجير منزلها العائلي في الجنوب أفقدها صوتها لأسابيع (سمية بعلبكي)
تفجير منزلها العائلي في الجنوب أفقدها صوتها لأسابيع (سمية بعلبكي)
TT

سمية بعلبكي: خسرت صوتي لأسابيع بعد تفجير منزلنا في الجنوب

تفجير منزلها العائلي في الجنوب أفقدها صوتها لأسابيع (سمية بعلبكي)
تفجير منزلها العائلي في الجنوب أفقدها صوتها لأسابيع (سمية بعلبكي)

بعد نحو 30 عاماً من مسيرة غنائية رصّعتها الفنانة سمية بعلبكي بالطرب الأصيل، جرى تكريمها أخيراً، في حفل جائزة الـ«موركس دور»، ولكنها تلقّتها بغصّة في القلب. فهي جاءت مباشرة بعد حرب دامية شهدها لبنان، وإثر تفجير منزل بعلبكي العائلي في قريتها العديسة الجنوبية. اختلط طعم فرح النجاح بمرارة خسارة ذكريات الطفولة، فتمنت لو أن هذه المناسبة جاءت في وقت ثانٍ كي تشعر بسعادة التقدير الحقيقية. وتقول بعلبكي لـ«الشرق الأوسط»: «أنبذ الحروب بكل أوجهها حتى المقدّسة منها. فهي مبنية على صراعات تبحث عنها البشرية عبر التاريخ، ولكنها لم تحمل يوماً إلا النتائج السلبية في طيّاتها».

تصف سمية بعلبكي خسارة منزل العائلة كمن فقد قطعة من وجدانه. «إنه يمثّل الذكريات والهوية ومسافة أمان في الوطن. عندما تلقيت الخبر أحسست بالفراغ وكأن سقفاً اقتلع من فوق رأسي، صارت السماء مكشوفة. داهمني الشعور بالغربة، لأن لكل منّا بيتين، أحدهما منزل نقيم فيه، والثاني هو الوطن. وعندما نفقد بيتنا الصغير يتزعزع شعور الأمان بمنزلك الكبير».

أثناء تسلّمها جائزة {موركس دور} (سمية بعلبكي)

في تكريمها بجائزة «موركس دور» تقديراً لمسيرتها وعطاءاتها الفنية، خلعت بعلبكي لبس الحداد على بيتها للحظات. وتعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «كنت بحاجة إلى الأمل وإلى غد أفضل. رحلتي هي كناية عن جهد وتعب وتحديات جمّة. فرحت بالجائزة لأنها تكرّم مسيرة صعبة. فالموسيقى بالفعل تشفي من الجراح، لا سيما أن قلبي كان مكسوراً على وطني وأرضي. يا ليت هذا التكريم جاء في توقيت مغاير لكان وقعه أفضل عليّ».

تألقت سمية بعلبكي وهي تتسلّم جائزتها وفرحة ملامح وجهها كانت بادية على وجهها. وتوضح: «لقد سألت نفسي عند مصابي كيف أستطيع تجاوزه ولو للحظات. كانت الموسيقى هي الجواب الشافي. خرجت بعبارة (سنغني قريباً) لعلّ الجرح يطيب. تأثري بفقدان منزلنا العائلي ترك بصماته عليّ. ولا أعتقد أنني أستطيع تجاوز هذا الحزن ولو بعد حين. فإثر إعلامنا بخبر تفجير البيت بقيت لأسابيع طويلة فاقدة القدرة على الغناء. صمت صوتي وما عدت أستطيع ممارسة أي تمارين غنائية لصقله. الألم كان كبيراً، لا سيما أننا لم نتمكن بعد من لمس المصاب عن قرب. لم نر ما حصل إلا بالصور. أرضنا لا تزال محتلة ولا نستطيع الوصول إليها كي نلملم ما تبقى من ذكرياتنا، فنبحث عنها بين الردم علّها تبلسم جراحنا».

الانسلاخ عن الفن طيلة هذه الفترة، لم تستطع سمية بعلبكي تحمّل وزره. «إننا شعب يحب الحياة ويكره الحروب. وأنا بطبعي لا أنكسر أو أستسلم للكآبة والإحباط. نفضت غبار الحرب عني، وقررت إكمال الطريق رغم كل شيء».

تقول بعلبكي إن أحلاماً كثيرة تراودها ولم تستطع تحقيقها بعد. «أحياناً يقف الزمن حاجزاً بيني وبينها. مرات أخرى لا تأتي الفرصة المناسبة لاقتناصها. هناك العديد من أبناء جيلي أقفلوا باب الغناء وراءهم وغادروا الساحة بسبب مصاعب واجهوها. ولكن من ناحيتي، حبّ الناس كان عزائي الوحيد. لقد أحياني وأسهم في إكمالي المشوار».

تمسّكت سمية بعلبكي بالأغنية الأصيلة فاتخذتها هوية لا تتنازل عنها. جميع أعمالها الفنية تتسّم بالرقي والطرب الأصيل. يحلّق معها سامعها في سماء يكمن ازرقاقها بصوتها الشجي. هل شكّلت هويتها هذه عائقاً لانتشار أوسع؟ ترد: «لقد تربيت في منزل فني بامتياز يقوم على الأصالة. والدي ووالدتي الراحلان زرعا في داخلي حب الفن الحقيقي غير المستهلك، فكانا أول من شجعني على دخول الفن. تمحور حلم والدي على رؤيتي فنانة تعتلي المسرح وتغني الأصالة. وما أقوم به ينبع من داخلي ومن شغفي للفن، ولا أستطيع يوماً تغيير هويتي هذه».

تحضّر أغنية جديدة من ألحان الراحل إحسان المنذر (سمية بعلبكي)

وما تلاحظه اليوم على الساحة هو توارث هذا الفن عند مواهب الغد. «يلفتني غناء مواهب صغيرة في برامج الهواة للأغنية الطربية. هم يؤدونها بأسلوب رائع يستوقفني. فهو أمر يفرّحني بحد ذاته؛ كون الأغنية الطربية لها مكانتها في هذا النوع من البرامج، ويتربى الجيل الجديد عليها. أصوات رائعة سمعناها في السنوات الأخيرة. وأتمنى أن تلاقي الفرص المناسبة كي تبدع وتتألّق».

ولكن هل شعرت بالإحباط أو الخيبة في لحظات معينة؟ «لكل منا لحظات من هذا النوع. أصبت بخيبات كثيرة وواجهت معاكسات مختلفة وفقدان فرص مؤاتية، وأصعب هذه اللحظات هي تلك التي يغيب فيها التقدير. ولكنني أعود وأنتصب دائماً وأبذل الجهد من جديد. لم أعرف يوماً (البزنس) في الفن لأني مسكونة بالموسيقى الأصيلة. فهي جزء لا يتجزأ من كياني ووجودي».

سبق وتم تكريم سمية بعلبكي بجوائز عدة، ولكن لجائزة الـ«موركس دور» نكهتها الخاصة لا سيما أنها جاءت بعد حرب منهكة. في بداية مسارها حازت على جائزة «الميكروفون الذهبي» في المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون. كان ذلك في عام 1994 في تونس. جرى تكريمها إلى جانب مجموعة من المغنين مثل أنغام وصابر الرباعي وأمل عرفة وغيرهم.

وتختم: «كانت روح المنافسة الحلوة تحضر في تلك الحقبة، وكانت الجوائز التكريمية قليلة وتحمل معاني كثيرة. ولكن اليوم مع جائزة (موركس دور) وفي حفل لبناني بامتياز النكهة تختلف. أهديتها لوالدي الراحلين تكريماً لعطائهما الفني، فانطبع الحدث بالأمل والشعور بغدٍ أفضل نترقبه رغم كل شيء».

تستعد سمية بعلبكي لإصدار مجموعة أغنيات جديدة. وتخبر «الشرق الأوسط» عنها: «قبل الحرب كنت أحضّر لأغنية بعنوان (يعني ارتحت)، من كلمات منير بو عساف وألحان بلال الزين. وعندما انتهينا من تصويرها اندلعت الحرب، فامتنعت عن إصدارها في ظروف مماثلة. وهي تتناول قصة المرأة المعنّفة. وأفكّر بإطلاقها قريباً في الأشهر القليلة المقبلة. كما أن هناك قصيدة للراحل نزار قباني أنوي غناءها. وهي من ألحان المبدع الراحل إحسان المنذر. كما ندرس وأخي المايسترو لبنان بعلبكي إمكانية إقامة حفل موسيقي في بيروت احتفالاً بلبنان الصلابة».