مصر: أزمة تشغيل الممثلين «صداع دائم» في الوسط الفني

بعضهم لجأ إلى أعمال بديلة لعدم عرض أدوار جديدة عليهم

مصر: أزمة تشغيل الممثلين «صداع دائم» في الوسط الفني
TT

مصر: أزمة تشغيل الممثلين «صداع دائم» في الوسط الفني

مصر: أزمة تشغيل الممثلين «صداع دائم» في الوسط الفني

ما الذي يخطر ببالك حين تسمع كلمات من نوعية «التمثيل»، «السينما»، «الوسط الفني»؟ لا شك أن صورة وردية ترتسم في ذهنك على الفور لنجوم تطاردهم الشهرة والأضواء والثراء الفاحش، هؤلاء الذين يقضون عطلاتهم الصيفية على شواطئ أوروبا، ويتناولون عشاءهم في مطعم باريسي وسط الشموع والموسيقى الخافتة!
انتبه، فهناك خبر في انتظارك: لقد عرفت وجهاً واحداً للعملة ولم تطالع الوجه الآخر، فهناك ممثلون لا يجدون الحد الأدنى من متطلبات العيش، ويعانون أشد المعاناة بحثاً عن دور في مسلسل هنا أو فيلم هناك يعينهم على نفقات الحياة، والمدهش أننا أمام ظاهرة قديمة تتجدد بين الحين والآخر!
«الفن أصبح تسولاً وأفكر في إلقاء نفسي من البلكونة»، جملة أطلقها شريف إدريس، الممثل المصري الذي يمكن تصنيفه ضمن ما يسمى بـ«نجوم الصف الثاني»، عبر حسابه الشخصي على «فيسبوك» أخيراً، ضمن منشور مطول هز الوسط الفني في مصر، فالفنان الذي بدأ مسيرته وهو طفل لا يتجاوز الخامسة من العمر في الثمانينات من القرن الماضي، وشارك في مسلسلات مهمة على غرار «أرابيسك» و«رأفت الهجان» و«عفاريت السيالة» وأخيراً «قصر النيل»، يشكو من عدم وجود أدوار تعرض عليه، وإن حدث ذلك يشترطون عليه تقاضي ربع أجره فقط، بل وصل الأمر أن يطلب «الوسيط» عمولة كي يأتي له بدور.
ورغم موجة التعاطف العارمة معه، فإن شريف أكد أنه لا يريد تعاطفا بقدر ما يريد فرصة عمل حقيقية، ينفق من خلالها على أطفاله الثلاثة.
عندما تواصلنا مع الفنان شريف إدريس اعتذر عن الخوض في تفاصيل الأزمة التي يمر بها مكتفياً بالقول في تصريحه «لـ«الشرق الأوسط»، «لقد قلت ما عندي، ولا أريد أن أشغل الناس بمشكلتي الشخصية أكثر من ذلك»، وأضاف أنه «متفائل رغم كل شيء، وأن القادم أفضل بإذن الله»، على حد تعبيره.

ويبدو أن شجاعة هذا الممثل فتحت الباب لفنانين آخرين وأعضاء بنقابة المهن التمثيلية يعانون من الأزمة نفسها، بدرجات متفاوتة، لكي يدلوا بدلوهم، ويحكوا عن تجاربهم المريرة في السياق نفسه، ليتضح أن ما يحدث ليس مجرد حالة فردية، فقد فاجأ الفنان الشاب كريم الحسيني الجميع حينما أعلن عن تحويل سيارته الخاصة إلى عربة لبيع القهوة على الطرق السريعة عبر فيديو على صفحته الشخصية جعلته يصبح الأعلى بحثاً وتداولاً على محرك البحث «غوغل» ويتصدر «الترند»، بالآونة الأخيرة.
كريم اكتشفه الفنان عادل إمام، وقدمه وهو طفل في فيلم «المولد»، إنتاج 1989، ثم تألق في دور الطفل المصاب بشلل الأطفال ويساعد أمه في فيلم «الجراج»، إنتاج 1995 أمام نجلاء فتحي وفاروق الفيشاوي، وتلقى الفنان الشاب دعماً من فنانين، أبرزهم أحمد فلوكس، وأحمد العوضي، وحنان مطاوع، ونشوى مصطفى، التي وصفته بـ«المحترم” و«الموهوبـ«.
ونفى كريم الحسيني أن يكون من هواة «ركوب الترند» أو مشغولاً بالتواجد على مواقع التواصل الاجتماعي، مشيراً في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن العمل بحد ذاته ليس عيباً مهما كان بسيطاً. وأضاف كريم «جاءتني فكرة عربة القهوة حين رأيتها ناجحة لدى إحدى السيدات فقررت دخول هذا المجال لتوفير الحد الأدنى من نفقات أسرتي، والتي لم يعد الفن قادراً على توفيرها لي».
وحول ملامح المرحلة الجديدة في حياته، أوضح أنه لن يترك الفن ومستمر في تقديم دوره ضمن مسرحيته الجديدة «أمر تكليف» وسعيد في حياته الأسرية وممتن لكل الدعم الذي تلقاه من زملائه في الوسط الفني.
الفنانة رشا العدل، ابنة الراحل سامي العدل، دخلت على خط الأزمة لتكشف عبر صفحتها الشخصية على «فيسبوك» هي الأخرى أن البعض من أعضاء نقابة المهن التمثيلية لا يكادون يجدون قوت أولادهم بسبب تمسكهم بكرامتهم، وعدم لهاثهم وراء موزعي الأدوار في الأفلام والمسلسلات، وربط البعض بين هذا التصريح وبين إنشائها عربة لتقديم المأكولات بإحدى القرى السياحية.

وبعيداً عن تلك الوقائع الجديدة التي صدمت البعض أخيراً، فإن معاناة الفنانين مادياً بسبب نقص الأدوار تعد ظاهرة قديمة، واستعاد البعض ما حدث مع النجمة جيهان فاضل، التي هاجرت فجأة إلى كندا، بسبب ما تردد عن تجاهل المنتجين لها، وانتشرت صور لها هناك وهي تعمل بأحد محال السوبرماركت.
وكذلك عانى الممثل شريف خير الله من تلك الأزمة، حتى أنه كتب منشوراً على صفحته الخاصة بـ«فيسبوك» ينضح سخرية ومرارة يؤكد فيه أنه بعد توقفه عن العمل ثلاث سنوات جاءته وظيفة جديدة، هي مهنة سائق تاكسي معلقاً «أفضل من الاقتراض والديون».
ولا تزال تصريحات النجمة الكوميدية مها أحمد، اللاذعة حول تعطلها عن العمل، حية في ذاكرة الكثير من المتابعين، فقد انتقدت كلاً من أحمد السقا وأمير كرارة، لرفضهما الاستجابة لها حين ناشدتهما أن يتدخلا لمنحها أدواراً في أعمالهما. وكان الفنان عبد الرحمن أبو زهرة (88 عاماً) قد اشتكى من تجاهل المخرجين له فكتب منشوراً مؤثراً يقول فيه «اعتبروني وجهاً جديداً وجربوني».
وتبدو نقابة المهن التمثيلية غائبة عن تلك الأزمة التي تتسع يوماً بعد آخر، حيث لم يتم حتى الآن تفعيل مقترح إنشاء «صندوق الطوارئ» لمساعدة أعضاء النقابة الذين يتعرضون لأزمات مادية حادة، وهو المقترح الذي يتكرر مع كل أزمة جديدة من هذا النوع.
وتعترف الفنانة نهال عنبر، عضو مجلس النقابة، في تصريحات إعلامية أخيراً، بـ«عجز النقابة» عن توفير حلول عملية لمساعدة الفنانين من ضحايا «البطالة الإجبارية».
بدوره، يقول الناقد الفني محمود عبد الشكور، نحن لسنا أمام ظاهرة عامة، وإن كانت فرص العمل بمسلسلات التلفزيون باتت قليلة بالفعل وتكاد تكون حكراً على أسماء بعينها، ولا بد من التنسيق بين نقابة المهن التمثيلية، وشركات الإنتاج والدولة نفسها للخروج بحلول عملية لتلك المشكلة، مشيراً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن هناك فنانين كانوا يعتزلون قديماً بسبب عدم نجاحهم في المهنة أو لأسباب دينية مثل محمد العربي ومحسن محيي الدين، أما أن يعتزل بسبب قلة المعروض عليه من أعمال فهذا تطور مقلق وخطير، بحسب وصفه.

ويتحفظ الناقد الفني محمد عبد الرحمن، على إعلان بعض الفنانين اعتزالهم التمثيل نتيجة «البطالة»، مؤكداً أنه لا أحد يعتزل الفن في المطلق سوى أمثلة نادرة في تاريخنا كله لا يقاس عليها. ويضيف عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط»، هذا الفنان أو ذاك سيعود للمهنة مع أول عرض جيد، إن لم يكن اليوم فغداً، وبالتالي أتفهم أن يلجأ بعضهم إلى عمل آخر نتيجة عدم وجود أدوار تعرض عليه، أما مصطلح «اعتزلت الفن» فأراها أقرب إلى «الابتزاز العاطفي ومحاولة لاستعطاف الجمهور». على حد تعبيره.



وزير الثقافة السعودي يلتقي مبتعثي «صناعة المانجا» في اليابان

وزير الثقافة السعودي مع عدد من الطلاب المبتعثين وقيادات هيئة الأدب والنشر والترجمة وشركة «مانجا للإنتاج» (واس)
وزير الثقافة السعودي مع عدد من الطلاب المبتعثين وقيادات هيئة الأدب والنشر والترجمة وشركة «مانجا للإنتاج» (واس)
TT

وزير الثقافة السعودي يلتقي مبتعثي «صناعة المانجا» في اليابان

وزير الثقافة السعودي مع عدد من الطلاب المبتعثين وقيادات هيئة الأدب والنشر والترجمة وشركة «مانجا للإنتاج» (واس)
وزير الثقافة السعودي مع عدد من الطلاب المبتعثين وقيادات هيئة الأدب والنشر والترجمة وشركة «مانجا للإنتاج» (واس)

حث الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة السعودي رئيس مجلس إدارة هيئة الأدب والنشر والترجمة، السبت، الطلاب المبتعثين في برنامج أسس صناعة القصص المصورة «المانجا» في اليابان، على أهمية التأهيل العلمي والأكاديمي في التخصصات الثقافية للإسهام بعد تخرجهم في رحلة تطوير المنظومة الثقافية في بلادهم.

وأكد الأمير بدر بن عبد الله، خلال لقائه عدداً من الطلاب المبتعثين في مقر إقامته في طوكيو، دعم القيادة السعودية لكل ما من شأنه تنمية القدرات البشرية في المجالات كافة.

ويُقام البرنامج التدريبي بالتعاون بين هيئة الأدب والنشر والترجمة، وشركة «مانجا للإنتاج»، التابعة لمؤسسة محمد بن سلمان «مسك»، الذي يستهدف موهوبي فن المانجا ضمن برنامج تدريبي احترافي باستخدام التقنيات اليابانية؛ منبع هذا الفن.

حضر اللقاء الدكتور محمد علوان الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة، والدكتور عصام بخاري الرئيس التنفيذي لشركة «مانجا للإنتاج»، وعددٌ من الطلاب والطالبات المبتعثين لدراسة فن المانجا في أكاديمية كادوكاوا، إحدى أكبر الأكاديميات في اليابان، التي تهتم بتدريب واستقطاب الخبرات والمهتمين بصناعة القصص المصورة.

يشار إلى أن البرنامج التدريبي يتضمن 3 مراحل رئيسية، بدءاً من ورش العمل الافتراضية التي تقدم نظرةً عامة حول مراحل صناعة القصص المصورة، تليها مرحلة البرنامج التدريبي المكثّف، ومن ثم ابتعاث المتدربين إلى اليابان للالتحاق بأكاديمية كادوكاوا الرائدة في مجال صناعة المانجا عالمياً.

كما تم ضمن البرنامج إطلاق عدد من المسابقات المتعلقة بفن المانجا، وهي مسابقة «منجنها» لتحويل الأمثلة العربية إلى مانجا، ومسابقة «مانجا القصيد» لتحويل القصائد العربية إلى مانجا، ومؤخراً بالتزامن مع عام الإبل 2024 أُطلقت مسابقة «مانجا الإبل» للتعبير عن أصالة ورمزية الإبل في الثقافة السعودية بفن المانجا.

وتجاوز عدد المستفيدين من البرنامج 1850 متدرباً ومتدربة في الورش الافتراضية، وتأهل منهم 115 للبرنامج التدريبي المكثّف، أنتجوا 115 قصة مصورة، وابتُعث 21 متدرباً ومتدربة إلى اليابان؛ لصقل مواهبهم على أيدي خُبراء في هذا الفن، إضافة إلى استقبال 133 مشاركة في مسابقة «منجنها»، وما يزيد على 70 مشاركة في مسابقة «مانجا القصيد»، وأكثر من 50 مشاركة في «مانجا الإبل».

يذكر أن هيئة الأدب والنشر والترجمة تقدم برنامج أسس صناعة القصص المصورة «المانجا» بالتعاون مع شركة «مانجا للإنتاج»، بهدف تأسيس جيل مهتم بمجال صناعة المانجا، وصقل مهارات الموهوبين، ودعم بيئة المحتوى الإبداعي في المملكة.