أسعار النفط تعود فوق 100 دولار مع تفاعلات الأزمة الأوكرانية

تقرير «الطاقة الدولية» يُبدي تخوفه من «صدمة» إمدادات وشيكة

أسعار النفط تعود لخانة المائة دولار مع مستجدات الأزمة الأوكرانية (أ.ب)
أسعار النفط تعود لخانة المائة دولار مع مستجدات الأزمة الأوكرانية (أ.ب)
TT

أسعار النفط تعود فوق 100 دولار مع تفاعلات الأزمة الأوكرانية

أسعار النفط تعود لخانة المائة دولار مع مستجدات الأزمة الأوكرانية (أ.ب)
أسعار النفط تعود لخانة المائة دولار مع مستجدات الأزمة الأوكرانية (أ.ب)

تواصل أسعار عقود النفط في الأسواق العالمية تفاعلاتها مع تطورات واقع الأزمة الأوكرانية الروسية العالقة، حيث ارتفع سعر برميل خام برنت المرجعي في أوروبا، نحو 5%، أمس، في وقت رفض الكرملين قرار محكمة العدل الدولية الذي صدر (الأربعاء) بوقف هجومها.
وارتفع سعر برميل برنت نفط بحر الشمال بما يزيد على 6.8% إلى 102.57 دولار، بينما صعد سعر نفط خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنسبة 7.5% إلى 105.69 دولار، حتى وقت إعداد هذا التقرير.
ورفض الكرملين، أمس، قرار محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة، الأمر الذي أصدرته لروسيا (الأربعاء) بوقف عملياتها العسكرية في أوكرانيا على الفور، فيما ذكرت أوكرانيا أمس (الخميس)، أن روسيا دمّرت مسرحاً كان يحتمي فيه أكثر من ألف شخص بمدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة جنوب البلاد.
ويُعزى ارتفاع أسعار النفط أيضاً إلى صدور التقرير الشهري لوكالة الطاقة الدولية والذي تخوّف من حدوث «صدمة» في إمدادات النفط العالمية، بعد العقوبات المفروضة على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا.
وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن سوق النفط سيصبح «أضيق بكثير»، وفق كارستن فريتش من مؤسسة «كومرتس بنك».
وقالت فكتوريا سكولار، المحللة لدى «إنتراكتيف إنفستور»، إن هذا «التقييم الخطير» لوكالة الطاقة الدولية «أثار مخاوف جديدة بشأن العرض، ما زاد من الضغط التصاعدي على الأسعار».
من جانب آخر، قالت شركة «بترو لوجيستكس» المتخصصة في تتبع ناقلات النفط، إن صادرات النفط الخام الروسية المنقولة بحراً زادت في مارس (آذار) مقارنةً بالشهر الماضي، على الرغم من أن بعض الشحنات تنتظر الوجهات التي ستذهب إليها في أعقاب عقوبات غربية على موسكو. وارتفعت صادرات النفط الخام الروسية المنقولة بحراً في مارس 350 ألف برميل يومياً عن فبراير (شباط) إلى نحو ثلاثة ملايين برميل يومياً، في حين تجاوزت شحنات المنتجات النفطية مليوني برميل يومياً في مارس وفقاً لـ«بترو لوجيستكس».
وحذر محللون من أن الحظر الأميركي لواردات النفط والغاز الروسية سيخلّف على الأرجح المزيد من الشحنات في البحر من دون مشترٍ، حيث قال دانييل غربر، الرئيس التنفيذي لـ«بترو لوجيستكس» إن شركته تلاحظ شحنات من دون وجهات.
وأضاف: «لكن على ما يبدو يذهب المزيد من النفط الروسي إلى الصين والهند».
من ناحية أخرى، قالت الحكومة النرويجية أمس، إنها ستطرح تراخيص جديدة للتنقيب عن النفط والغاز في محيطاتها، بما يشمل مناطق غير مستكشفة في القطب الشمالي، وذلك في إطار خطة لتوسيع إنتاج البلاد لعقود قادمة.
وقال وزير الطاقة والبترول تيرجي أسلاند، في بيان: «الوصول إلى مساحات استكشاف جديدة وجذابة هو إحدى ركائز سياسة الحكومة لمواصلة تطوير صناعة النفط». وأضاف: «الاكتشافات الجديدة ضرورية لتأمين الوظائف وزيادة القيمة والإنتاج». ويأتي الإعلان النرويجي في وقت تسعى فيه الدول الغربية الراغبة في تقليل اعتمادها في الطاقة على موسكو إلى تطوير مصادر بديلة للنفط والغاز الروسيين.


مقالات ذات صلة

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

الاقتصاد مفوض الاتحاد الأوروبي للعمل المناخي فوبكي هوكسترا في مؤتمر صحافي على هامش «كوب 29» (رويترز)

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

تتواصل المفاوضات بشكل مكثّف في الكواليس للتوصل إلى تسوية نهائية بين الدول الغنية والنامية رغم تباعد المواقف في مؤتمر المناخ الخميس.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد أشخاص يقومون بتعديل لافتة خارج مكان انعقاد قمة المناخ التابعة للأمم المتحدة (أ.ب)

أذربيجان تحذر: «كوب 29» لن ينجح دون دعم «مجموعة العشرين»

استؤنفت محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، يوم الاثنين، مع حث المفاوضين على إحراز تقدم بشأن الاتفاق المتعثر.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد سفينة شحن في نهر ماين أمام أفق مدينة فرنكفورت الألمانية (رويترز)

«المركزي الألماني»: خطط ترمب الجمركية نقطة تحول في التجارة العالمية

أعرب رئيس البنك المركزي الألماني عن خشيته من حدوث اضطرابات في التجارة العالمية إذا نفّذ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خططه الخاصة بالتعريفات الجمركية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد لافتة للبنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

ناغل من «المركزي الأوروبي»: تفكك الاقتصاد العالمي يهدد بتحديات تضخمية جديدة

قال عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، يواخيم ناغل، إن هناك تهديداً متزايداً بتفكك الاقتصاد العالمي، وهو ما قد يضع البنوك المركزية أمام تحديات تضخمية جديدة.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
الاقتصاد يقف المشاركون وموظفو الأمن خارج مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في باكو (إ.ب.أ)

الدول في «كوب 29» لا تزال بعيدة عن هدفها بشأن التمويل المناخي

كانت عوامل التشتيت أكبر من الصفقات في الأسبوع الأول من محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، الأمر الذي ترك الكثير مما يتعين القيام به.

«الشرق الأوسط» (باكو)

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
TT

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

قال رئيس البنك المركزي الفرنسي، فرنسوا فيليروي دي غالهاو يوم الجمعة، إن «المركزي الأوروبي» لم يتأخر في خفض أسعار الفائدة، لكنه يحتاج إلى مراقبة خطر عدم تحقيق هدفه للتضخم من كثب، وهو ما قد يؤدي إلى تثبيط النمو بشكل غير ضروري.

وخفّض البنك المركزي الأوروبي معدلات الفائدة ثلاث مرات هذا العام بالفعل، ويتوقع المستثمرون مزيداً من التيسير النقدي في كل اجتماع حتى يونيو (حزيران) المقبل، وهو ما قد يؤدي إلى خفض سعر الفائدة على الودائع، الذي يبلغ حالياً 3.25 في المائة، إلى 2 في المائة على الأقل وربما أقل، وفق «رويترز».

ومع ذلك، تدعم البيانات الاقتصادية الضعيفة، كما يتضح من تقرير مسح الأعمال المخيّب للآمال الذي نُشر يوم الجمعة، الرأي القائل إن البنك المركزي الأوروبي قد يحتاج إلى تسريع إجراءات التيسير النقدي، وقد يضطر إلى اتخاذ تدابير إضافية لدعم الاقتصاد.

وقال دي غالهاو في فرنكفورت: «نحن لسنا متأخرين في المسار اليوم. الاقتصاد الأوروبي يسير نحو هبوط ناعم».

واعترف بوجود مخاطر على التوقعات المستقبلية، مشيراً إلى أنه يجب على صانعي السياسات التأكد من أن أسعار الفائدة لا تبقى مرتفعة لمدة طويلة، مما قد يضرّ بالنمو الاقتصادي.

وأضاف قائلاً: «سوف نراقب بعناية توازن المخاطر، بما في ذلك احتمال عدم بلوغ هدف التضخم لدينا، وكذلك تأثير ذلك في الحفاظ على النشاط الاقتصادي بمستويات منخفضة بشكل غير ضروري».

وكانت التوقعات تشير إلى خفض للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في 12 ديسمبر (كانون الأول) بوصفه أمراً شبه مؤكد، لكن بعد نشر أرقام مؤشر مديري المشتريات الجديدة يوم الجمعة، أصبح هناك احتمال بنسبة 50 في المائة لخيار خفض أكبر يبلغ 50 نقطة أساس، نتيجة لتزايد المخاوف من ركود اقتصادي.

ومع ذلك، يشير صانعو السياسات إلى أن المسوحات الاقتصادية قد تكون قد قدّمت صورة أكثر تشاؤماً عن وضع الاقتصاد مقارنة بالبيانات الفعلية التي كانت أكثر تفاؤلاً.

ورغم التباطؤ في التضخم الذي وصل إلى أدنى مستوى له بنسبة 1.7 في المائة هذا الخريف، فإنه يُتوقع أن يتجاوز 2 في المائة هذا الشهر، مما يجعل من الصعب اتخاذ قرار بخفض أكبر في الفائدة.

ومع ذلك، شدّد دي غالهاو على أن التضخم في طريقه للعودة إلى الهدف المتمثل في 2 في المائة، وأنه من المتوقع أن يتحقّق بشكل مستدام قبل الموعد الذي حدّده البنك المركزي الأوروبي في نهاية 2025.

وقال: «نحن واثقون للغاية بأننا سنصل إلى هدفنا البالغ 2 في المائة بشكل مستدام». وأضاف: «من المرجح أن نحقّق هذا الهدف في وقت أقرب من المتوقع في 2025، مقارنة بتوقعاتنا في سبتمبر (أيلول) الماضي».