مصر تؤكد اهتمامها بتعميق علاقات التعاون مع سنغافورة

شكري يسلم رسالة الرئيس المصري إلى رئيس الوزراء السنغافوري (وزارة الخارجية المصرية)
شكري يسلم رسالة الرئيس المصري إلى رئيس الوزراء السنغافوري (وزارة الخارجية المصرية)
TT

مصر تؤكد اهتمامها بتعميق علاقات التعاون مع سنغافورة

شكري يسلم رسالة الرئيس المصري إلى رئيس الوزراء السنغافوري (وزارة الخارجية المصرية)
شكري يسلم رسالة الرئيس المصري إلى رئيس الوزراء السنغافوري (وزارة الخارجية المصرية)

في ثاني محطات جولته الآسيوية، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، اهتمام بلاده بتعميق علاقات التعاون المشترك مع سنغافورة، في شتى المجالات، وسبل تطويرها خلال الفترة القادمة بما يتناسب مع تطلعات الشعبين.
واستقبل رئيس الوزراء السنغافوري لي هسين لونج، شكري، أمس، حيث سلمه رسالة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حول العلاقات الثنائية والتعاون المشترك بين البلدين وسبل الدفع قدماً بها على الأصعدة المختلفة، فضلاً عن تناول الجهود الجارية للإعداد للدورة 27 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ COP27، والتي تستضيفها مصر في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
تناول اللقاء، بحسب السفير أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، «مجمل العلاقات الثنائية بين مصر وسنغافورة، وأعرب شكري عن اهتمام مصر بمواصلة تعميق وتطوير علاقات التعاون بين البلدين في شتى المجالات، وسبل تطويرها خلال الفترة القادمة بما يتناسب مع تطلعات الشعبين الصديقين وحجم المصالح المشتركة بين البلدين».
وضمن زيارته، التقى شكري بوزير الخارجية السنغافوري فيفيان بالاكريشنان، في لقاء تناول سبل دفع ملفات التعاون الثنائي، فضلاً عن مناقشة عدد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.‬

وقال السفير حافظ، إن الوزير شكري أشاد خلال اللقاء بالعلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية بين البلدين، مؤكداً اهتمام مصر باستمرار تطويرها والدفع بها قدماً إلى آفاق أرحب، فضلاً عن التشاور مع سنغافورة إزاء القضايا ذات الاهتمام المشترك.
‫وأضاف المتحدث أن الوزيرين اتفقا على الدفع قدماً بأوجه التعاون الثنائي خلال الفترة المقبلة في المجالات ذات الأولوية؛ كما تناول اللقاء كذلك - والذي شمل مأدبة إفطار عمل أقامها الوزير السنغافوري على شرف الوزير شكري - تبادلاً للرؤى حول عدد من الملفات الدولية والإقليمية، واتفق الوزيران على «مواصلة التشاور بينهما على ضوء الرغبة المصرية والسنغافورية المشتركة في العمل سويا بما يحقق مصالح البلدين».‬‬
كما بحث شكري سبل التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، مع تيو تشي هين، كبير الوزراء السنغافوري لتنسيق السياسات الأمنية». وتأتي اللقاءات في إطار الجولة الآسيوية التي يقوم بها حاليا وزير الخارجية المصري، والتي زار خلالها ماليزيا وتشمل أيضاً كلا من إندونيسيا وباكستان، لحشد الدعم لمؤتمر المناخ، الذي يستضيفه منتجع شرم الشيخ المصري في نوفمبر المقبل». كما سيشارك الوزير المصري أيضاً في الدورة 48 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي المقرر عقدها بالعاصمة الباكستانية إسلام آباد يومي 22 و23 مارس (آذار) الجاري.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.