إب اليمنية على موعد مع الظلام بعد مصادرة الانقلابيين وقود الكهرباء

TT

إب اليمنية على موعد مع الظلام بعد مصادرة الانقلابيين وقود الكهرباء

بات سكان مدينة إب اليمنية (190 كلم جنوب صنعاء)، والتي يتجاوز سكانها المليون نسمة، ويوجد بها مكاتب الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية العاملة في المحافظة ومحافظتي تعز والضالع المجاورتين، على موعد مع الظلام بعد مصادرة الميليشيات الحوثية كمية الوقود الخاصة بمحطات الكهرباء التجارية التي تزود المدينة بحاجتها من الطاقة والتي استوردها التجار عبر محافظة المهرة، في واقعة تعكس حجم العبث الذي تمارسه الميليشيات بحق المدنيين في مناطق سيطرتها، وإصرارها على حصر بيع الوقود على السوق السوداء التي يديرها أبرز قادتها.
ومع استمرار أزمة الوقود في مختلف المحافظات الواقعة تحت سيطرة الميليشيات الحوثية جراء منعها دخول صهاريج الوقود من مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، وإدارة سوق سوداء واسعة بلغت فيها الأسعار مستويات قياسية في تاريخ البلاد، ذكرت نقابة ملاك محطات الكهرباء التجارية في محافظة إب، أن فرع شركة النفط بالمحافظة أقدم على مصادرة كمية الوقود التي استوردوها فور وصولها المدينة؛ ما يهدد بانقطاع هذه الخدمة عن السكان أو اللجوء إلى الشراء من السوق السوداء بأسعار مضاعفة، ومن ثم رفع تعرفة الاستهلاك بنسبة تصل إلى 100‎ في المائة.‎
ووفق بيان صدر عن نقابة ملاك محطات الكهرباء التجارية، فإن فرع شركة النفط رفضت تزويدهم بالحصص المقررة رسمياً أسوة ببقية المحافظات، وحينما قاموا بشراء الديزل من محافظة المهرة ومن ثم نقله بواسطة شركة نقل معتمدة لدى شركة النفط، إلا أنه وعند وصول الكمية إلى المدينة وتم التواصل مع شركة النفط لتحديد محطة لتفريغ الشحنة والإشراف على توزيعها بين المحطات الكهربائية، قامت شركة النفط بمصادرة الكمية «في خطوة هدفها عدم استفادة المستهلكين من خفض تعرفة الاستهلاك».
وقالت النقابة، إن قادة الشركة في المحافظة يقفون وراء قطع مخصصات محطات الكهرباء في إب من الديزل أسوة ببقية المحافظات، وطالبت بالتحقيق مع قيادة فرع الشركة وإعادة كمية الديزل المصادرة ومحاسبتهم على قطع مخصصات الكهرباء.
إلى ذلك، قال سكان في المدينة لـ«الشرق الأوسط»، إن ملاك محطات الكهرباء رفعوا تعرفة الاستهلاك إلى 500 ريال بدلاً عن 300 للكيلو واط الواحد (الدولار نحو 600 ريال)، وأنه وعند احتجاج المستهلكين على ذلك أبلغهم ملاك المحطات التجارية، أن سبب الزيادة عدم توفر الديزل، وأنهم يشترونه من السوق السوداء بأسعار مضاعفة، وأنهم مستعدون لإعادة التعرفة إلى ما كانت عليه إذا ما توفر الديزل بالسعر الرسمي.
وأشاروا إلى أن ما حدث من قِبل شركة النفط يظهر أن هناك من يقف وراء هذه المعاناة، في ظل الارتفاع الكبير في الأسعار وانقطاع الرواتب والجبايات التي تفرضها الميليشيات.
بدورهم، قال تجار لـ«الشرق الأوسط»، إن إغلاق ميليشيات الحوثي كل الطرق الرئيسية التي تربط مناطق سيطرة الحكومة مع مناطق سيطرتها ضاعف من كلفة نقل البضائع والوقود؛ لأن القاطرات تضطر إلى استخدام طرق بعيدة والتفافية حتى تتمكن من الوصول إلى هناك.
وبحسب التجار، فإن الميليشيات الحوثية تقوم باحتجاز الناقلات في منافذ جمركية استحدثتها وتقوم بفرض رسوم جمركية إضافية، وهذا بدوره زاد من أسعار السلع والوقود.
وتمنى التجار على قيادة الميليشيات أن توافق على اتفاقية فتح المعابر البرية التي كانت الغرفة التجارية والصناعية قد تبنتها بدعم من منظمات المجتمع المدني ووافقت عليها الميليشيات أولاً ومن بعدها الحكومة الشرعية، قبل أن تعود الجماعة للتنصل من الاتفاق الذي تم تعديله ثلاث مرات بناءً على طلبها.


مقالات ذات صلة

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي الحوثيون يجبرون التجار والباعة والطلاب على التبرع لدعم «حزب الله» اللبناني (إعلام حوثي)

​جبايات حوثية لصالح «حزب الله» وسط تفاقم التدهور المعيشي

تواصل الجماعة الحوثية فرض الجبايات والتبرعات الإجبارية لصالح «حزب الله» اللبناني وسط توقعات أممية بارتفاع أعداد المحتاجين لمساعدات غذائية إلى 12 مليوناً

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي مجسم طائرة بدون طيار خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل نظمتها الجماعة الحوثية في صنعاء منذ شهرين (إ.ب.أ)

الجيش الإسرائيلي يعترض باليستياً حوثياً

عاودت الجماعة الحوثية هجماتها الصاروخية ضد إسرائيل بصاروخ فرط صوتي بالتزامن مع استهدافها سفينة تجارية جديدة ووعيد باستمرار هذه الهجمات.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي تفجير مجموعة من الألغام التي تم نزعها خلال الأيام الماضية في تعز (مسام)

«مسام» ينتزع 840 لغماً في اليمن

يواصل مشروع «مسام» تطهير الأراضي اليمنية من الألغام، وفي موازاة ذلك يقدم مركز الملك سلمان للإغاثة أنواعاً مختلفة من الدعم الإنساني في البلاد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي القيادات الحوثية القادمة من محافظة صعدة متهمة بمفاقمة الانفلات الأمني في إب ونهب أراضيها (إعلام حوثي)

تمييز حوثي مناطقي يحكم التعاطي مع أهالي إب اليمنية

يشتكي سكان إب اليمنية من تمييز حوثي مناطقي ضدهم، ويظهر ذلك من خلال تمييع قضايا القتل التي يرتكبها مسلحون حوثيون ضد أبناء المحافظة.

محمد ناصر (تعز)

الإدارة الذاتية الكردية لشمال وشرق سوريا تتهم تركيا بقيادة الهجوم على البلاد وتعلن التعبئة العامة

الإدارة الذاتية الكردية تُدين في بيان الهجوم الذي تشنه الدولة التركية ومرتزقتها على الأراضي السورية (أ.ف.ب)
الإدارة الذاتية الكردية تُدين في بيان الهجوم الذي تشنه الدولة التركية ومرتزقتها على الأراضي السورية (أ.ف.ب)
TT

الإدارة الذاتية الكردية لشمال وشرق سوريا تتهم تركيا بقيادة الهجوم على البلاد وتعلن التعبئة العامة

الإدارة الذاتية الكردية تُدين في بيان الهجوم الذي تشنه الدولة التركية ومرتزقتها على الأراضي السورية (أ.ف.ب)
الإدارة الذاتية الكردية تُدين في بيان الهجوم الذي تشنه الدولة التركية ومرتزقتها على الأراضي السورية (أ.ف.ب)

اتهمت الإدارة الذاتية الكردية لشمال وشرق سوريا، اليوم (الأحد)، تركيا بقيادة الهجوم الذي تشنه فصائل مسلحة في سوريا، وأعلنت التعبئة العامة.

وأدانت الإدارة الذاتية الكردية في بيان «الهجوم الذي تشنه الدولة التركية ومرتزقتها على الأراضي السورية»، معتبرةً أن «الهجوم يمثل استكمالاً للمخطط الذي فشلت في تحقيقه تركيا من خلال تنظيم داعش».

وقالت الإدارة إن «هذا العدوان يستهدف احتلال وتقسيم سوريا، وتحويلها إلى بؤرة للإرهاب الدولي»، مؤكدةً أن «الهجوم الذي بدأ في حلب وحماة لا يقتصر على منطقة معينة فحسب، بل يهدد كل سوريا».

وأعلنت الإدارة «التعبئة العامة»، داعيةً «شعبنا إلى أن يكون في حالة تأهب دائم»، وقالت: «يتوجب على جميع مؤسساتنا أن تكون على رأس عملها، في حالة استنفار كامل، وأن تعمل كل مؤسسة كخلية أزمة لمواجهة التحديات المترتبة على هذا العدوان».

ودعت الإدارة المجتمع الدولي إلى «وقف هذا العدوان الذي سيتسبب في كوارث إنسانية كبرى، حيث يمثل تهديداً ليس فقط لسوريا، بل هو شكل جديد من الإرهاب الداعشي الذي ستكون له تداعيات إقليمية وعالمية خطيرة».