موسم حصاد «الشموس الصغيرة» يبدأ في مصر

TT

موسم حصاد «الشموس الصغيرة» يبدأ في مصر

يُعد شاي البابونج من الأعشاب الصحية الشهيرة متعددة الفوائد، ويحظى بشعبية كبيرة في ثقافات مختلفة. وبسبب المكانة المتقدمة التي تحققها مصر عربياً في زراعته وتصديره، يكتسب موسم حصاده اهتماماً كبيراً من المزارعين والمصورين الراغبين في توثيق لحظات قطف «الشموس الصغيرة» التي تمثلها زهوره.
ويشهد شهر مارس (آذار) بدء موسم حصاد البابونج في مصر الذي يجتذب المحبين، وفي مقدمتهم المصورون الفوتوغرافيون الذين يتسابقون لالتقاط مشاعر مخلوطة ببهجة ألوان البابونج، ومشقة المزارعين العاملين.
وتبدأ الأيدي الناعمة في جمع المحصول؛ إذ تقوم النساء والصغيرات في الغالب بهذه المهمة، ويستطيع الزائر للحقول أن يشاهدهن من بعيد وكأنهن نحل يحلّق حول الأزهار، في حالة تمتزج فيها الفرحة مع الجدية والمثابرة في العمل، وتكاد تكون السيدات هن من يقدن عملية الحصاد التي تستمر حتى نهاية شهر أبريل (نيسان).
يقول المصور سهل عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط»: «حرصت على تصويرهن من فرط إعجابي بكفاحهن، إذ تجمع كل فتاة يومياً من 5 إلى 10 كيلوغرامات، وتحصل في المقابل على جنيهين فقط (الدولار يساوي 15.6 جنيه مصري) مقابل كل كيلو أي ما يتراوح بين 10 إلى 20 جنيها يومياً، وهو بالطبع أجر زهيد مقارنة بما يقمن به من عمل».
وقال المهندس عادل الأخرس نائب مدير إدارة الزراعة بحديقة الأزهر لـ«الشرق الأوسط» إن «النباتات الطبية والعطرية في مصر تزرع في مساحة تزيد على 80 ألف فدان، وتُعد في مقدمة الدول المنتجة لتلك الأعشاب الطبية ذات الزهور البيضاء، بسبب الظروف المناخية الملائمة لزراعته، وكذلك بسبب التربة المناسبة له».
وتعتبر مصر من أكبر الدول المصدرة لشيح البابونج، وأكبر سوق لها هي دول الاتحاد الأوروبي حيث تستوعب الدول 70 في المائة من الإنتاج، ثم أميركا، وتتبعها الدول الآسيوية، ومن ثم يُعد الشيح مصدراً للدخل القومي والعملات الأجنبية وتوفير فرص العمل في مصر، فضلاً عن تصدير النباتات الطبية والعطرية بعد تجفيفها كمادة خام في صورة أعشاب أو زيوت أو عجائن.



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.